أبدت الجزائر تجاهلا رسميا، للقاء التطبيعي الذي قامت بها وزيرة الخارجية الليبية الموقوفة عن عملها، نجلاء المنقوش، بوزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، والذي أثار ضجة واسعة في ليبيا.

وأشعلت أنباء اللقاء الذي أكدته الخارجية الليبية لاحقا، غضبيا رسميا وشعبيا، وخرجت مظاهرات في عموم ليبيا، للمطالبة بإقالة المنقوش ومحاكمتها، وأدانت القوى السياسية الليبية عبر بيانات صدر عنها ما جرى من لقاء في روما.



ورصدت "عربي21" الصحف والمواقع الجزائرية، والتي اكتفت باستعراض لتفاصيل ما جرى منذ الإعلان عن اللقاء أمس الاثنين، والغضب الذي ساد الساحة الليبية، وقرار عبد الحميد الدبيبة إيقاف المنقوش والتحقيق معها، ولاحقا إقالتها من منصبها على خلفية اللقاء.



وتعد مسألة التطبيع من المسائل الخطيرة، للجزائر، نظرا لموقفها المؤيد للقضية الفلسطينية، والرافض لعمليات التطبيع الجارية مع الاحتلال، منذ عشرات السنوات، وآخرها التطبيع المغربي، الأكثر حساسية نظرا للجوار الحدودي بين البلدين، وآثاره على الجزائر الداعمة للقضية الفلسطينية.

ودخلت الجزائر في حالة قطيعة مع المغرب، عام 2021، بسبب العديد من الأزمات السياسية، وخاصة مسألة التطبيع، والتي تعتبرها تهديدا للأمن القومي.

وأوضح بيان الخارجية الجزائرية، أسباب اللجوء إلى القطيعة، ومنها، تخطيط وتنظيم سلسلة اعتداءات خطيرة، ضد الجزائر، ومنها الاتهامات التي أطلقها وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، خلال زيارة رسمية للمغرب، بحضور نظيره المغربي، واعتباره المحرض الرئيسي على الاتهاماتا.

كما قالت الجزائر، إنه لم يسبق أن قام عضو في حكومة الاحتلال، بتوجيه رسائل عدوانية لدولة عربية، من أراضي دولة عربية أخرى مجاورة، كما حدث في المغرب، واصفة ما جرى بالتهور والعدوانية الشديدة.

كما اعتبرت الجزائر، قيام المغرب بمنح موطئ قدم لقوة عسكرية أجنبية، في المنطقة المغاربية، عملا خطير وغير مسؤول ينتهك معاهدة الأخوة والحسن الجوار بين البلدين، عقب اتفاق التطبيع مع الاحتلال، إضافة إلى اتهام الجزائر، للمغرب، بإجراء عمليات تجسس واسعة، ضد مواطنين ومسؤولين جزائريين، عبر تقنية "بيغاسوس" الإسرائيلية، والتي تسببت بفضيحة عالمية.

محاصرة إقليمية
مجلة الدراسات الاستراتيجية والبحوث السياسية الجزائرية، وفي نشرة لها، استعرضت جوانب من الأخطار المحدثة بالجزائر، تطبيع دول الجوار مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت النشرة، إن الاحتلال يسعى لاختراق القارة الأفريقية بعمليات التطبيع، ومحاصرة الدول المعادية له، وخاصة الجزائر وتونس وليبيا، لما يحمله ذلك من تأثير على الصراع مع إسرائيل.

وأشارت إلى أن الاحتلال، يقدم مساعدات استخبارية وأمنية وتدريبات عسكرية، للدول المحيطة، ولما يمثل خطورة محاصرة الجزائر، بعد الأنباء عن انزلاقها نحو التطبيع، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني.

ولفتت إلى أن الاحتلال، يسعى عبر نسج علاقات طبيعية مع الدول الأفريقية، لدعمه في المحافل الدولية، للتصويت لصالحه، فضلا عن محاصرة الجزائر، في المشاريع الاقتصادية في أفريقيا، مثل خطوط انابيب الغاز، مع المغرب، والذي كان من المفترض أن ينقل الغاز إلى أوروبا.

وقالت النشرة، إن عمليات التطبيع بمحيط الجزائر، تحرمه من المشاركة في هذه المشاريع، وخلق تداعيات خطيرة على أمنه القومي.

خطر أمني واستراتيجي
الناشط السياسي، ياسين المقراني، قال إن الموقف الرسمي والشعبي في الجزائر، متطابق من القضية الفلسطينية، وهناك رفض للتطبيع، بكافة أشكاله في الجزائر ومحيط الجزائر العربي والأفريقي.

وقال المقراني لـ"عربي21"، إن الجزائر يرفض أي محاولة للتطبيع في ليبيا، كما رفضها من قبل في المغرب، وخاصة بأشكاله العسكرية والأمنية والاستخبارية أو حتى بالتعاون العلمي والثقافي.

وأشار إلى أن الليبيين، تصرفوا بحكمة، عند خروجهم في احتجاجات واسعة، على ما جرى بالأمن من لقاء وزير الخارجية نجلاء المنقوش بنظيرها لدى الاحتلال، ومطالبتهم بإقالتها، لان هكذا خطوة "تريد إخضاع رأس ليبيا كما أخضعت المغرب لهذا المشروع".



وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي، يشكل خطورة ليس على الجزائر فحسب، بل على كل الدول العربية والإسلامية، ومحاولات الإحاطة بالجزائر ومحاصرته بمشاريع التطبيع متواصلة، وهذا استهداف خطير، ولن يصمت عليه الجزائريون.

وقال المقراني، "إن الحدود الجزائرية تتمتع بمناعة من محاولة الاختراق، وفي حال جرى أمر كهذا سيواجه بصورة قوية، والدبلوماسية الجزائرية تعمل بصمت وسترد على مثل هكذا محاولات للتطبيع بطريقتها".

وأضاف: "في هذه الملفات دائما الجزائر تعمل بصمت، وتضرب في الوقت المناسب، لإفشال هذه المشاريع، فضلا عن التحالفات الأقليمية والدولية، للوقوف أمام هذه المحاولات من طرف الاحتلال، لاختراق محيط الجزائر، وإلحاق الضرر به".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجزائر التطبيعي المنقوش ليبيا ليبيا الجزائر التطبيع المنقوش سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی مع الاحتلال ما جرى

إقرأ أيضاً:

هل التطبيع السعودي مع الاحتلال ممكن رغم تصريحات ولي العهد الأخيرة؟

يرصد الإسرائيليون في الآونة الأخيرة زيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من انتقاداته لدولة الاحتلال، لاسيما في قمة الرياض الأخيرة، واتهامه بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وهو في الوقت نفسه، يواصل تدفئة العلاقات مع إيران، ورغم كل ذلك فلا تزال الولايات المتحدة هدفه الرئيسي.

وقال المراسل السياسي لموقع "زمن إسرائيل" ليزار بيرمان: إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض مؤخرا على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك رؤيته لمستقبل مشرق للمنطقة بمجرد إتمام إسرائيل والسعودية اتفاق التطبيع من أجل إنشاء شرق أوسط جديد، استمرارا لاتفاقات أبراهام قبل أربع سنوات، مما يستدعي تحقيق اتفاق سلام تاريخي بين الرياض وتل أبيب".

ووصف بيرمان الصفقة المحتملة بـ"نقطة تحول حقيقية في التاريخ، ستؤدي لمصالحة تاريخية بين المسلمين واليهود، بين مكة والقدس"، مضيفا أن "نتنياهو لم يكن الوحيد الذي بشّر بقرب التطبيع مع السعودية، ففقبل أيام من الانتخابات الأمريكية، حاول وزير الخارجية أنتوني بلينكن الترويج له، عندما قال قبل مغادرته إسرائيل إنه رغم كل ما حدث من حرب دائرة، فلا تزال هناك فرصة غير عادية في المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماما، حيث ستكون السعودية في قلب هذا الأمر، بما يشمل على الأرجح تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومع ذلك فإن الإشارات القادمة من المملكة تحكي قصة مختلفة". 


وأوضح أن "خطاب ابن سلمان أمام الزعماء العرب والمسلمين في الرياض، اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، ودعاه لعدم انتهاك سيادة إيران، وأخبر القادة المجتمعين أنه يجدد إدانته ورفضه المطلق لعمليات القتل بحق الشعب الفلسطيني، وراح ضحيتها 150 ألف من القتلى والجرحى والمفقودون، معظمهم من النساء والأطفال، مما يجعل من اتهاماته القاسية، وفي منتدى عام واسع، التصعيد الأبرز في انتقادات الرياض لتل أبيب، وأصبحت أكثر وضوحا منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر". 

واستدرك بالقول إن "هناك أسباب للتقليل من أهمية هذه الانتقادات، لأن القمم التي يستضيفها ابن سلمان في الرياض غالبا ما تستخدم كمنصات للمظاهرات والتصريحات الفارغة، بحسب زعم جون حنا، زميل بارز في معهد الأمن اليهودي الوطني الأمريكي، وابن سلمان لا يرغب بأن ينأى بنفسه كثيراً عن الخط العام للشعوب العربية التي تشاهد الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام". 

ونقل عن سايمون هندرسون، زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، أن "هناك مؤشرات على حدوث تغييرات جوهرية في الاتجاه السعودي تجاه إسرائيل، فقد شهدنا نشاطا دبلوماسيا متزايدا حول القضية الفلسطينية، آخرها إطلاق دول أوروبية وعربية وإسلامية مبادرة، بقيادة السعودية، لتعزيز الدعم لإقامة دولة فلسطينية، وصوّتوا لصالح منح العضوية الكاملة للفلسطينيين في الأمم المتحدة، مما يعني أن اتجاه اللجوء للمجتمع الدولي يكتسب زخما". 

وأضاف أن "هناك اتجاه سعودي آخر يقلق الاحتلال، انعكس في كلمات ابن سلمان، وهو الدفء المستمر في علاقاته مع إيران، حيث زارها قائد الجيش السعودي فياض الرويلي على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، والتقى بنظيره الإيراني محمد بكري، كما شاركتا في مناورة بحرية، مما يؤكد أن التغيير في الموقف السعودي تجاه إيران ينبع من اعتبارات سياسية واقعية تتعلق بأمن المملكة، وإبقاء إيران على مسافة منها، ومنعها من الإضرار بمصالحها".


وأوضح أن "هذا قد يتغير بسرعة نسبيا عندما تتغير الظروف، والتغيير الذي يبحث عنه السعوديون هو اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة تتضمن ضمانات رسمية لأمنهم، حيث حاولت إدارة جو بايدن إدراج التطبيع مع إسرائيل في إطار اتفاق ثلاثي، ويتوقع أن يروج الرئيس القادم دونالد ترامب لاتفاق مماثل، لكن ثمن مثل هذه الصفقة بالنسبة لإسرائيل مع السعوديين سيكون مرتفعاً ويتمثل بالمطالبة علناً بإحراز تقدم كبير نحو إقامة دولة فلسطينية".

وأضاف أنه "في ظل إدارة أمريكية أكثر دعماً لإسرائيل وفي وضع تضعف فيه إيران بشكل كبير بسبب فقدان أذرعها في المنطقة، والعقوبات التي قد تفرض عليها، قد يخفف ابن سلمان من مطالبه بشأن القضية الفلسطينية، خاصة إذا هدأ القتال في غزة".

وختم بالقول إنه "إلى أن يتولى ترامب منصبه في يناير 2025، يدرك السعوديون أن فرص تحقيق تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة ضعيفة، لذا فإن الهجمات العلنية على إسرائيل في المنتديات الإسلامية تشكل وسيلة مريحة لتخفيف التوترات، لأن المرحلة الانتقالية ذات الثلاثة أشهر في الولايات المتحدة، لا يُتوقع خلالها تحقيق أي تقدم دبلوماسي ملموس". 

مقالات مشابهة

  • تعزيز العلاقات الجزائرية الإيرانية والتأكيد على تفعيل الدبلوماسية الإقتصادية
  • شاهد | مقتل حاخام الإمارات.. غضب شعبي يلاحق رموز الاحتلال.. ودول التطبيع غير آمنة للصهاينة
  • الجزائر تُصعّد من أعمالها العَدائية.. خبير : المغرب لن يَنجَرّ وراء التّهريج
  • الإكوادور تصطف للمغرب بطرد ممثل البوليساريو وتنتشل خرقته من أعلى مبنى إشترته السلطات الجزائرية
  • ظهور طائر المينا الهندي في الجزائر يثير القلق.. تهديد بيئي وصحي كبير
  • معهد أمريكي: تقاعس أمريكا في اليمن جعل من الحوثي تهديد استراتيجي له علاقات بخصوم واشنطن المتعددين (ترجمة خاصة)
  • السلطات الجزائرية تفتح حدودها البرية مع المغرب استثنائيا لهذا السبب
  • المصرف الإسلامي يفوز بجائزة أفضل تخطيط استراتيجي لنمو الأعمال في ليبيا
  • هل التطبيع السعودي مع الاحتلال ممكن رغم تصريحات ولي العهد الأخيرة؟
  • منتخب 17 عامًا يقترب من التأهل إلى نهائيات 2025