لجريدة عمان:
2025-01-31@00:04:09 GMT

توسع البريكس خطوة كبيرة في لعبة بعيدة المدى

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

ترجمة: أحمد شافعي

اتفقت مجموعة بريكس التي تتألف من الاقتصادات الناشئة الكبرى للبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا على دعوة ست دول أعضاء جديدة إلى ناديها متزايد القوة. أصدر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا هذا الإعلان البارز خلال الأسبوع الحالي في ختام القمة السنوية لزعماء مجموعة بريكس المنعقدة في جوهانسبرج.

في حين يستهين النقاد الغربيون على نطاق واسع بمجموعة بريكس باعتبار أنها لم تزل في مهدها، فإن ضم الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران ـ بالإضافة إلى منتجي الطاقة الرئيسيين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ـ يمثل تحولا كبيرا لا يمكن الاستهانة به بسهولة.

منذ البداية، كانت مجموعة بريكس منظمة تتسم بتفاؤل يبدو غير واقعي. ولقد تم سك مصطلح (بريكس) على يد الاقتصادي جيم أونيل في عام 2001 لتسليط الضوء على معدلات النمو القوية في البرازيل وروسيا والهند والصين غداة هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة.

طوال العقد الأول من القرن الحالي، أصبحت اقتصادات الأسواق الناشئة موضع افتتان من الاستثمار، ويجادل كثيرون الآن، بأنها أصبحت موضع وفرة غير منطقية.

كانت تركيا هي الطفل المدلل لهذه الإثارة. فعلى سبيل المثال، تزايد صعود الاقتصاد التركي في أواخر العقد الأول من القرن الحالي بسبب نهج القوة الناعمة الخيري الذي اتبعته تركيا وتمثل في "عدم وجود مشاكل مع الجيران".

وقد أسهمت هذه الاستراتيجية الاقتصادية والجيوسياسية في دفع الاقتصاد التركي وتحفيز الاستثمار، لكنها تعرضت لضغط هائل في السنوات الأخيرة. كان التفاؤل الجامح بشأن صعود الطبقة المتوسطة العالمية في الأسواق الناشئة هو الذي أسهم في خلق المزاج المزدهر عندما عقدت مجموعة بريكس قمتها الأولى في عام 2009.

واليوم، تهيمن الصين على مجموعة البريكس، بوصفها أقوى أعضائها. وتندر الكتابات التي تتملق صعود طبقة متوسطة جديدة. وتواجه الأسواق الناشئة صعوبات مع الاقتصاد الصيني.

ومع ذلك، فقد تم وضع الأساس لتكامل أعمق بين الدول خارج الغرب. وتعمل الصين على وضع هذا الأساس والاستفادة من هذه الروابط مع ضمان أن تظل أهدافها الاقتصادية وسياستها الخارجية هي التي تقود هذه التحولات.

وتعد الدعوة الموجهة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مثالا حيا على هذه الاستراتيجية. فمن المصالح الجيوسياسية والاقتصادية الأساسية للصين أن تكسر هيمنة الدولار على تجارة النفط والغاز.

وعندما طرحت شركة أرامكو السعودية فكرة الاكتتاب العام IPO، أعربت كيانات في الدولة الصينية عن اهتمامها بالاستحواذ على حصة أقلية. ولم يحدث ذلك قط، لكن الصين استثمرت بسخاء في الاقتصاد السعودي وقطاع النفط.

وبرز الصينيون أيضا بوصفهم وسيطا مهما بين السعودية وإيران. ففي مارس، توسط دبلوماسيون صينيون في اتفاق مصالحة بين البلدين في خطوة فاجأت واشنطن وأحرجتها. ويأتي ضم إيران والمملكة العربية السعودية إلى مجموعة (بريكس +) ليزيد من نفوذ الصين في الشرق الأوسط.

لم تسارع جميع البلاد إلى فتح عضوية بريكس على هذا النحو. فقد كانت البرازيل حذرة بشكل ملحوظ من ضم أعضاء جدد، ولكنها بلا شك سعدت بضم الأرجنتين. فقد أصبح البلدان الأمريكيان الجنوبيان متقاربين بشكل متزايد في السنوات الأخيرة إلى حد العمل على عملة مشتركة.

إن ترسيخ مثل هذه التحالفات في جميع أنحاء الجنوب العالمي هو واحد من أهم الدروس المستفادة من نفوذ مجموعة بريكس المتزايد. وقد زعم نقاد غربيون أن الكتلة محض أقوال بلا أفعال، ولكن خطوات صغيرة ترسي الآن الأساس لنسخة جديدة من الاقتصاد العالمي.

لقد ارتفعت التجارة بين دول بريكس بنسبة 56% بين عامي 2017 و2022، لتصل إلى 422 مليار دولار، وهو اتجاه تصاعدي يبدو من المؤكد أنه سوف يستمر.

وبطبيعة الحال، يطل للولايات المتحدة شبح ضخم وراء هذه التطورات. فقد سارت جنوب أفريقيا ، على سبيل المثال، على حبل رفيع للغاية طوال قمة مجموعة بريكس لئلا تثير غضب الولايات المتحدة. إذ قال الرئيس رامافوزا ـ في خطاب متلفز إلى الأمة عشية القمة ـ إن جنوب إفريقيا لن تنجر إلى منافسة بين القوى العالمية. ثم أعاد تأكيد موقف جنوب أفريقيا بعدم الانحياز بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولقد نشأ خلاف بين البلدين منذ أن اتهم السفير الأمريكي في بريتوريا، روبين بريجيتي، جنوب أفريقيا ببيع الأسلحة بشكل غير قانوني لروسيا في العام الماضي. وأثار مشرعون أمريكيون إمكانية إزالة جنوب أفريقيا من اتفاقية أجوا AGOA للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والعديد من الدول الأفريقية المهمة بالنسبة لاقتصاد جنوب أفريقيا.

وبرغم الخطابات والتهديدات، فإن شركات أميركية، من قبيل شركة فورد، تستفيد استفادة هائلة من العلاقة التجارية الحالية مع جنوب أفريقيا. ومن غير المرجح أن يحدث أي تغيير حقيقي في هذا الترتيب لأنه سوف ينطوي على ضرر بالاقتصاد الأمريكي.

تسلط هذه الملحمة الضوء على الوضع المعقد الذي تجد الولايات المتحدة نفسها فيه مع صعود مجموعة بريكس. وببساطة، فإن العديد من البلاد التي تعتمد اعتمادا كبيرا على الاقتصاد الأمريكي في التجارة والدعم العسكري، تتعاون الآن بشكل عميق مع روسيا والصين من خلال الكتلة، ولن تفعل واشنطن ولا تملك أن تفعل الكثير حيال ذلك.

هل بوسعنا أن نتخيل أن تنتقد الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة علانية بسبب عضويتهما الجديدة في مجموعة بريكس؟ مطلقا. لقد عجزت أمريكا عن تحميل جنوب أفريقيا، وهي البلد الأقل قوة بكثير، مسؤولية علاقاتها المشتبهة مع روسيا. ولقد استنفدت الولايات المتحدة جزراتها مع قيام مجموعة بريكس بتوسيع التعاون عبر الجنوب العالمي وتعميقه.

ومن المنظور الصيني بعيد المدى، فإن أفضل مسار للعمل هو الاستمرار ببطء في إقامة البنية الأساسية لاقتصاد عالمي غير منحاز من خلال مجموعات مثل مجموعة بريكس.

وفي نهاية المطاف، سوف تبلغ الشراكات التجارية والتعاون بين هذه البلاد من الرسوخ ما يجعل تجاهلها أمرا غير ممكن، وسوف يصبح من الممكن إجراء تغييرات أكثر أهمية على النظام العالمي، من قبيل إزاحة الدولار الأميركي من مكانته كعملة احتياطية عالمية. والصين تعرف ذلك، ولهذا السبب حضر الرئيس شي جين بينج اجتماعات القمة شخصيا.

ومع أن هذا لن يحدث في أي وقت قريب، فإنه يجري تجميع الأساس لمثل هذا المستقبل.

• جوزيف دانا كاتب مقيم في جنوب أفريقيا. سبق له أن عمل من القدس ورام الله والقاهرة واسطنبول وأبو ظبي. ورأس تحرير مشروع "Emerge85" الإعلامي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العربیة السعودیة الولایات المتحدة مجموعة بریکس جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

مدرب جنوب أفريقيا: مصر التهديد الأكبر في المجموعة الثانية بأمم أفريقيا 2025

تحدث البلجيكي هوجو بروس، المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا، عن قرعة بطولة كأس أمم أفريقيا 2025، والتي وضعت فريقه في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات مصر، أنجولا، وزيمبابوي.

منتخب مصر في مجموعة متوازنة بـ كأس أمم إفريقيا 2025

عن المجموعة، قال بروس في تصريحات لموقع "صنداي وورلد" الجنوب أفريقي: "أنا مسرور بهذه القرعة، المجموعة ليست سهلة جدًا، ولكن لدينا فرصة كبيرة للتأهل للدور التالي، في أمم أفريقيا، كل شيء ممكن في الأدوار الإقصائية، وسنبذل قصارى جهدنا لتقديم أداء أفضل من البطولة السابقة."

عن مصر:

 أشار المدرب إلى أن مصر تمثل التهديد الأكبر في المجموعة، قائلاً: "مصر هي المرشحة الأولى لتصدر المجموعة. رغم خروجهم المبكر في النسخة الماضية، إلا أنهم بنوا فريقًا قويًا وقدموا أداءً رائعًا في التصفيات، الفوز عليهم سيكون ضروريًا لتصدر المجموعة."

وصف بروس المواجهة مع زيمبابوي بالصعبة ولكنه أبدى تفاؤله: "زيمبابوي جيراننا، والمباريات معهم دائمًا صعبة. لقد لعبنا ضدهم في تصفيات كأس العالم وتصفيات أمم أفريقيا، وسنواجههم مجددًا في تصفيات المونديال، الفوز عليهم ممكن للغاية."

أبدى بروس قلة معرفته بمنتخب أنجولا، مؤكداً على أهمية التحليل الجيد: "منتخب أنجولا فريق لا أعرفه جيدًا، لذلك علينا تحليلهم والاستعداد بشكل جيد لمواجهتهم."


تُعتبر المجموعة الثانية من بين المجموعات المتوازنة في بطولة أمم أفريقيا 2025، مع أفضلية واضحة لمنتخب مصر.

يسعى منتخب جنوب أفريقيا لتجاوز دور المجموعات وتحقيق إنجاز أفضل من النسخة السابقة.

 

مقالات مشابهة

  • تقارير أمريكية: الولايات المتحدة تتقهقر اقتصاديا أمام “بريكس”
  • مصر وجنوب أفريقيا تبحثان سبل مواجهة الفقر المائي
  • سفيرة مصر السابقة بالهند: الانضمام إلى «بريكس» خطوة مهمة لتقوية الثقة في الاقتصاد
  • انسحاب 3 دول من مجموعة "إيكواس" في غرب أفريقيا
  • مجموعة الأندلس توقع شراكة مع “راستو فالنت” بطل العالم 13 مرة في لعبة كمال الأجسام
  • حلبجة: هل هي خطوة تاريخية أم ورقة سياسية في لعبة البرلمان؟
  • مدرب جنوب أفريقيا: مصر التهديد الأكبر في المجموعة الثانية بأمم أفريقيا 2025
  • قرعة أمم أفريقيا 2025: مجموعات متوازنة للمنتخبات العربية
  • الأمير سلطان بن سلمان: نظرة الملك عبدالعزيز الاقتصادية بعيدة المدى كما تنظر الدولة الآن عبر خطط التنمية ورؤية المملكة 2030 واختراق الزمن والواقع
  • هشام حنفي: مجموعة مصر فى أمم إفريقيا صعبة وانضمام تريزيجيه للأهلي إضافة كبيرة