خطة التنمية السياحية تتضمن العديد من البرامج المتعلقة بالاستدامة والتنافسية

تعزيز واستدامة التنمية من خلال تعمين الوظائف وزيادة المشتريات من الشركات المحلية وتطويرها

 

مسقط- الرؤية

 

اعتمدت وزارة التراث والسياحة سياستها الخاصة بتعزيز المحتوى المحلي في قطاعي التراث والسياحة الهادفة إلى تحقيق غايات الاستدامة والمحتوى المحلي في قطاعي التراث والسياحة، من خلال عدد من البرامج والمبادرات التي تركز على استمرارية النمو في القطاع مع استدامة المقومات التي يرتكز عليها الجذب السياحي وتعظيم القيمة الاقتصادية خاصة بما يتعلق بتعزيز المحتوى المحلي من خلال إسهام القطاع في تطوير الشركات المحلية والكوادر البشرية الوطنية.

يأتي ذلك انطلاقا مما يضطلع به قطاعا التراث والسياحة من دور ممكن لتحقيق غايات رؤية (عمان 2040) خاصة الاستدامة من خلال تحقيق التوازن بين المتطلبات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والعمل بقواعد التنمية المستدامة وتمكين القطاع الخاص من دوره في قيادة الاقتصاد التنافسي عبر تعزيز المحتوى المحلي إضافة إلى أن السياحة المستدامة تحتل موقعاً راسخا في تفعيل أهداف التنمية المستدامة العالمية 2030م، إذ تلعب السياحة دوراً حيوياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والعمل على مواجهة التحديات التي يواجهها العالم، بما في ذلك تلك المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والمناخ وتدهور البيئة والازدهار والسلام والعدالة.

وقالت رقية بنت سعيد الحبسية مديرة دائرة الجودة والاستدامة إن مفهوم الاستدامة تطور من مفهومه المقتصر على البيئة والحفاظ على استمرارية الحياة اعتمادا على الموارد الطبيعية لينطوي على ما يعرف بمفهوم "الاستدامة للبشر"، والتي تعرّف بأنها مجموعة من العمليات التي يقوم بها البشر من أجل تأمين استمرارية الأجيال من خلال تطوير وسائل النمو واستغلال الموارد.

وأضافت مديرة دائرة الجودة والاستدامة أنه يتم تعريف السياحة المستدامة في القطاع السياحي وفقا لمنظمة السياحة العالمية: على أنها "سياحة تأخذ في الاعتبار آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبية احتياجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة".

وفيما يتصل بمفهوم المحتوى المحلي، بينت مديرة دائرة الجودة والاستدامة أن المحتوى المحلي يعني مجمل الإنفاق الذي يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وينتفع به لتطوير الشركات المحلية والموارد البشرية الوطنية.

وأشارت رقية الحبسية إلى أن خطة التنمية السياحية تتضمن العديد من البرامج المتعلقة بالجودة والاستدامة والتنافسية والمحتوى المحلي وبما ينبثق عن غايات رؤية عمان 2040 في هذا المجال.. فقد تناولت خطة التنمية السياحية الشاملة في محورها الثالث "الجودة والاستدامة والتنافسية والقيمة المحلية المضافة" والذي يتضمن اعداد وتنفيذ إطار عمل المحتوى المحلي، بالإضافة إلى تفعيل برامج ومبادرات في هذا المجال.

وأوضحت مديرة دائرة الجودة والاستدامة أن هناك تكاملا للجهود بين الوزارة وشركاء القطاع السياحي لتعظيم المحتوى المحلي للقطاع، حيث تم عقد عدد من الاجتماعات واللقاءات مع عدة جهات للعمل على تنظيم المحتوى المحلي منها الأمانة العامة لمجلس المناقصات والبرنامج الوطني للتشغيل والذي تم بالتعاون معه عقد ورشة عمل لوضع سياسة وأهداف الاستراتيجية للمحتوى المحلي بقطاعي التراث والسياحة، كما تم حضور عدد من  الاجتماعات لفريق المحتوى المحلي الذي يضم أعضاء من عدة جهات حكومية وذلك للتعرف على تجارب ومبادرات الجهات في المحتوى المحلي.

 كما بينت أن الوزارة شاركت في منتدى روابط الرابع الذي يهدف إلى حوكمة الشركات المملوكة لجهاز الاستثمار العماني عن طريق ربط سياساتها وأنظمتها مع السياسات العليا للجهاز من أجل توحيدها ومواءمتها مع رؤية عُمان 2040م، ولتحقيق أحد أهداف المنتدى لبناء اقتصاد منتج ومتنوع وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة حيث تم إطلاق برنامج القيمة المحلية المضافة للشركات المملوكة للجهاز المسمّى بـ( قمم) وذلك لتمكين الموردين والمقاولين في القطاع الخاص من توفير السلع المُنتجة محليًا والخدمات وفق مبادئ واضحة تتمثل في تحقيق نسب تعمين عالية، وتطوير الكفاءات العمانية، وتوريد المنتجات المحلية سعيًا إلى تشجيع الصناعات المحلية وتطويرها، من ضمنها حوافز خاصة لتطوير وتصنيع منتجات جديدة دعمًا من الجهاز لمبادرات البحث والتطوير والابتكار.

وعن كيفية انعكاس الاستثمارات في القطاع السياحي على استدامة القطاع وتعظيم المحتوى المحلي قالت مديرة دائرة الجودة والاستدامة إن تطبيق المحتوى المحلي بلا شك يساهم في تنمية القطاعات الاقتصادية ومن ضمنها قطاعي التراث والسياحة وتعزيز واستدامة التنمية المحلية من خلال تعمين الوظائف وزيادة المشتريات والخدمات المحلية وتطوير الشركات المحلية لرفع التنمية الاقتصادية في القطاع وكذلك تنمية قطاع الصناعات التحويلية بزيادة فرص التصنيع المحلي، وتعزيز القوة الشرائية للمنتج الوطني، ورفع كفاءة الكوادر الوطنية، وإيجاد فرص عمل للمواطنين، والاستثمار في الأصول.

وقالت رقية الحبسية إن وزارة التراث والسياحة قامت كذلك بتعظيم القيمة السياحية للمواقع التراثية والسياحية بما يعزز من استدامة قطاع التراث والسياحة والمحتوى المحلي وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال عدة مبادرات والتي منها تدشين معرض التراث الجيولوجي " الاستدامة وفرص العمل" وتم خلاله عمل ورشة تدريبية استهدفت الباحثين عن عمل، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وشارك في تقديم المحاضرات العلمية والمعرفية مجموعة من الخبراء، والمختصين العُمانيين من الجهات الحكومية، والخاصة، بهدف تعريف المشاركين بفرص العمل الممكن إيجادُها، والمتطلبات التي يشترط توافرها، بالإضافة إلى التعرف على التحديات والصعوبات ووضع حلول تطبيقية وتنفيذية لتفعيل هذا القطاع الواعد.

كما هدفت الورشة إلى توعية العاملين في الإرشاد السياحي الجيولوجي حول الأهمية العلمية والسياحية للتراث الجيولوجي العُماني والتعريف بالمقومات السياحية لمواقع التراث الجيولوجي، بالإضافة إلى إبراز القيمة السياحية للمواقع والظواهر الجيولوجية عبر تنفيذ عدد من المحاضرات والزيارات الميدانية، وإبراز فرص العمل والتشغيل المتاحة الممكن الاستفادة منها في قطاع التراث الجيولوجي.

وساهمت الورشة أيضا في التعريف بفرص العمل الحر في الإرشاد السياحي المختص بالتراث الجيولوجي الذي يعد ثروة وطنية لا تقدر بثمن. كما أن المخرجات تساهم في رفع المحتوى المحلي في القطاع وتوفير فرص أعمال مستدامة مباشرة وغير مباشرة مما يحقق أهداف تطوير سلسلة القيمة في القطاع وتحقيق الاستدامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد العمل الحر في القطاع.

كذلك يعد سوق العمل ودعم المجتمعات المحلية أحد أبرز مستهدفات وزارة التراث والسياحة وذلك من خلال رفع مساهمة قطاعي التراث والسياحة في تعزيز نظام التوظيف والتدريب والتعليم للقوى العاملة الوطنية من خلال مشاريع متابعة خطط الإحلال وإيجاد فرص عمل جديدة وفرص استثمارية تسهم في تعزيز المحتوى المحلي في القطاع.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لجنة أهداف التنمية تشرك الشباب في أجندة الاستدامة

دبي: «الخليج»
أكد عبدالله لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة أن قيادة دولة الإمارات تركز على الاستثمار في المواهب الوطنية الشابة لتعزيز مساهمتها في تحقيق رؤى الدولة المستقبلية ودفع جهود التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة مكنت الشباب من المشاركة الفاعلة في رسم الاستراتيجيات وصناعة القرارات، ليكونوا عاملاً محورياً مؤثراً في أجندة الاستدامة وطنياً وعالمياً.
جاء ذلك خلال الاجتماع الرابع للجنة، بحضور مارية حنيف القاسم وكيل الوزارة المساعد لقطاع السياسات والدراسات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد، وناصر إسماعيل وكيل الوزارة المساعد لشؤون الرعاية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، والمهندسة علياء عبد الرحيم الهرمودي وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة في وزارة التغير المناخي والبيئة، وحسان عبيد المهيري وكيل الوزارة المساعد لقطاع السياسات والدراسات الاقتصادية في وزارة التربية والتعليم، وحنان منصور أهلي مديرة المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
كما شارك في الاجتماع بيرانجير بويل يوسفي، المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات، والمهندسة نوال يوسف الهنائي مدير إدارة طاقة المستقبل في وزارة الطاقة والبنية التحتية، وميواند جبار خيل الرئيس التنفيذي لمبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد، وأعضاء مجلس الشباب الاستشاري لأهداف التنمية المستدامة، وممثلون عن وزارة الداخلية. استعرض الاجتماع مخرجات عمل مجلس الشباب الاستشاري لأهداف التنمية المستدامة في دورته الثانية، ودوره المحوري في دعم صنع القرار، بما يعزز شمول السياسات وتوافقها مع تطلعات أجيال المستقبل.

مقالات مشابهة

  • بالإنفوجراف.. حصاد التنمية المحلية في أسبوع
  • نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف
  • مرصد حقوقي: سياسة التطهير العرقي تتصاعد في غزة
  • وزيرة التنمية المحلية: خطط عاجلة لتعزيز تفعيل الاستراتيجية القومية للسكان
  • لجنة أهداف التنمية تشرك الشباب في أجندة الاستدامة
  • وزيرة التنمية المحلية ومحافظ الأقصر يبحثان تشغيل رحلات سياحية من الصين للقاهرة
  • وزيرة التنمية المحلية أمام البرلمان في هذا الموعد بسبب التصالح.. ماذا حدث؟
  • شراكة بين مدينة إكسبو دبي و”لايف نيشن” لتعزيز الترفيه المستدام
  • الإمارات تستثمر في المواهب الوطنية لتعزيز مساهماتها في الرؤى المستقبلية
  • وزيرة التنمية المحلية تؤكد تعزيز التعاون بين مصر والصين بمجالات البنية التحتية