لجريدة عمان:
2024-12-24@02:55:34 GMT

الاقتصاد القياسي.. المفهوم والأهمية

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

يعد الاقتصاد القياسي (Econometrics) أحد العلوم الحديثة مقارنة بالعلوم الاقتصادية الأخرى وهو أسلوب من أساليب التحليل الاقتصادي يهتم بالعلاقة بين المتغيرات الاقتصادية ويهتم أيضا بالتقدير العددي (الكمي) ويعتمد كثيرا على النظرية الاقتصادية وعلوم الرياضيات والإحصاء بهدف اختبار الفرضيات والتقدير وذلك للتنبؤ بالظواهر الاقتصادية؛ إذ إن كما هو معلوم أن علم الاقتصاد مثل علم الأرصاد يعتمد على التقديرات والتوقعات للتنبؤ بالأحداث الاقتصادية على نقيض العلوم الإنسانية التي تعتمد على الفرضيات والنظريات في إجراء التحليلات، ولكن يمكن القول إن علم الاقتصاد يقوم باختبار النظريات والفرضيات الاقتصادية بهدف التنبؤ وذلك عبر الاستعانة بالنظرية الاقتصادية أولا لتحديد المشكلة المراد دراستها والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتوقع أن تؤثر فيها، ثم يتم الاستعانة بالاقتصاد الرياضي لتوصيف العلاقات بين المتغيرات، بعدها يتم استنباط طرق القياس وتطويرها عبر الاستفادة من علم الإحصاء للحصول على نتائج دقيقة ليتم التنبؤ بالمشكلة أو الظاهرة المراد دراستها باستخدام بعض البرامج التحليلية مثل SPSS وEVIEWS.

وبالتالي نستطيع القول بأن النظرية الاقتصادية تعطينا فكرة عامة حول شكل العلاقة بين المتغيرات الاقتصادية، أما دور الاقتصاد القياسي هو تحديد المقدار الكمي لتلك العلاقة بالاعتماد على الاقتصاد الرياضي.

وعند الحديث عن ظهور الاقتصاد القياسي وتطوّره ووفقا لبعض المصادر التي اطلعت عليها خلال الفترة الماضية، فإن الإحصائي الألماني أرنست إنغل هو أول من وضع القوانين المرتبطة بالدخل والاستهلاك مستندا على بيانات ميزانية الأسرة لكن أول من استخدم مصطلح الاقتصاد القياسي هو الاقتصادي النرويجي فريش Fresh عام 1926 ثم اشترك مع واضعي الفكر الاقتصادي مثل مور H.More، وشولتز H.Schultz، وفريش وستون R.Stone الجمعية الدولية للاقتصاد القياسي International Econometrics Association.

إن أهمية الاقتصاد القياسي لا تقتصر على فهم المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بهذا النوع من الاقتصاد بل تعدت إلى أبعد من ذلك وأصبح يستخدم في وضع السياسات الاقتصادية واتخاذ القرارات المناسبة وفقا للتنبؤات المستخلصة بعد إجراء سلسلة من التحليلات باستخدام علوم الرياضيات والإحصاء وبالاستفادة من النظرية الاقتصادية، أيضا بات الاقتصاد القياسي عاملا مهما للتخطيط الاقتصادي في الدول النامية التي تتميز بانتشار هذا النوع من الاقتصاد وذلك لبعض الأسباب المهمة منها أن في هذه الدول تتوفر بيانات إحصائية غالبا ما تكون دقيقة؛ إذ تمثل هذه الإحصاءات الأساس للبحث العلمي عموما والبحوث والدراسات الاقتصادية خصوصا، أيضا هناك دراسات تشير إلى أن الدول النامية تتطوّر سريعا في مجال الحاسبات الإلكترونية الذي أسهم في التوسّع في النماذج الاقتصادية واستخدامها في عدة تحليلات ودراسات اقتصادية بهدف إجراء التنبؤات الاقتصادية؛ إذ لم تقتصر على الجانب النظري التحليلي وحسب بل ساعد على اختبار النماذج الاقتصادية واختبار ملاءمتها للواقع باستخدام أساليب الاستقراء والاستدلال الإحصائي.

ولتوضيح كيفية تطبيق الاقتصاد القياسي في حياتنا اليومية فإن جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم خلال العامين الماضيين هي أحد النماذج التطبيقية على هذا النوع من الاقتصاد، لنفترض أن لدينا متغيرين أحدهما يمثل عدد الإصابات والآخر يمثل المخالطة مع الآخرين سواء مصابين أو لا، وبما أن أعراض مرض فيروس كورونا-19 لا تظهر مباشرة إلا بعد أيام، فإنه من المرجّح أن يتأثر العامل الذي يمثل عدد الإصابات بالزيادة أو النقصان، وخلاصة ما ذكرناه في المثال هو أن عدد الإصابات استمرت في الارتفاع بالرغم من الإجراءات المشددة للسيطرة على تفشي المرض من قبل اللجنة المكلفة ببحث آليات التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) حينها وذلك لأسباب منها الإصابات المسجلة ربما تعود لمخالطات سابقة قبل الشروع في تنفيذ قرار الإغلاق وبسبب عدم ظهور الأعراض مباشرة فإنه خلال فترة الإغلاق سوف تظهر الأعراض على المخالطين مما يزيد عدد الإصابات بالمرض.

بالرغم من صعوبة التحليلات والاختبارات التي يجريها المختصون بعلم الاقتصاد القياسي واستخلاص نتائجها وذلك لارتباط النتائج بالجانب الإحصائي الاستدلالي وأساليب الاستقراء المختلفة وصعوبة فهم نتائجه لعموم الأشخاص، إضافة إلى حداثة اهتمام العالم بالتطبيقات المرتبطة به في تفسير الظواهر الاقتصادية والعلمية، إلا أنه علم في حقيقته شائق وماتع، وما أرجوه أن ترسّخ ثقافة تعليمه في المؤسسات التعليمية وذلك لدوره في إجراء البحوث الاقتصادية والإنسانية والعلمية عموما، ولترسيخ مثل هذه العلوم عند الباحثين الاقتصاديين والمهتمين بتفسير الظواهر الاقتصادية ينبغي تحديث المواد الدراسية المرتبطة بتخصصات الاقتصاد وتشجيع الباحثين على إجراء المزيد من البحوث الاقتصادية المرتبطة بالاقتصاد القياسي وتوظيف النتائج في التنبؤ بالأحداث الاقتصادية المتوقعة خاصة في ظل استمرار عدم اليقين فيما يتعلق بالتطورات السياسية والاقتصادية المختلفة التي يشهدها العالم باستمرار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصاد القیاسی عدد الإصابات

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة: العنب يعزز صحة العين ويحميها من الأمراض المرتبطة بالعمر

ديسمبر 23, 2024آخر تحديث: ديسمبر 23, 2024

المستقلة/- أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة سنغافورة الوطنية أن تناول كمية صغيرة من العنب يوميًا يمكن أن يحسن صحة العين ويقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض مثل إعتام عدسة العين والجلوكوما.

تفاصيل الدراسة

شملت التجربة السريرية 34 مشاركًا طُلب منهم تناول 46 جرامًا يوميًا من مسحوق العنب المجفف بالتجميد أو مسحوق وهمي لمدة 16 أسبوعًا. وخلال التجربة، قاس الباحثون عوامل متعددة تتعلق بصحة العين كل أربعة أسابيع، بما في ذلك “كثافة الصبغة البقعية”، التي تعتبر خط الدفاع الأول لحماية العين من الضوء الضار وتعزيز الرؤية.

النتائج الإيجابية

أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في كثافة الصبغة البقعية لدى المشاركين الذين تناولوا العنب. كما لوحظ تعزيز نظام الدفاع المضاد للأكسدة في العين، مما يقلل من الإجهاد التأكسدي، أحد الأسباب الرئيسية لأمراض العين المرتبطة بالعمر مثل الجلوكوما وإعتام عدسة العين.

العنب ومضادات الأكسدة

يعزى التأثير الإيجابي للعنب إلى احتوائه على مضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات والبوليفينولات، التي تعمل على تقليل الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة، والتي تسبب تدهور أنسجة العين.

الدكتور جونج إيون كيم، المؤلف الرئيس للدراسة، وصف النتائج بأنها “مشجعة”، وأشار إلى أن تناول ما يعادل 1.5 كوب من العنب يوميًا قد يكون كافيًا لدعم صحة العين.

أطعمة أخرى مفيدة لصحة العين

بالإضافة إلى العنب، أوصى الباحثون بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، ومنها:

الكيوي والبرتقال: غنيان بفيتامينات C وE التي تدعم صحة أنسجة العين. الخضراوات الورقية: مثل السبانخ والكرنب، التي تحتوي على اللوتين والزياكسانثين، وهما مركبان أساسيان لتكوين الصبغة البقعية. المكسرات والبذور: مصدر جيد للدهون الصحية وفيتامين E. أهمية مضادات الأكسدة

تلعب مضادات الأكسدة دورًا محوريًا في تقليل الإجهاد التأكسدي عن طريق امتصاص الضوء الأزرق الضار وتقليل تأثير الجذور الحرة على خلايا العين. وبينما كانت الأبحاث تركز سابقًا على فيتامينات A وC وE، بات هناك اهتمام متزايد بمركبات مثل اللوتين والزياكسانثين.

مقالات مشابهة

  • استعراض مبادرات بيئية وتنموية في جنوب الشرقية
  • الرقم القياسي لأسعار الاستهلاك في لبنان والمحافظات لشهر تشرين الثاني 2024
  • من التضخم إلى البيتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • من التضخم إلى البتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • دراسة جديدة: العنب يعزز صحة العين ويحميها من الأمراض المرتبطة بالعمر
  • ظريف يرهن انهاء المقاومة من بقائها بقضية واحدة فقط.. ويفند المفهوم الخاطئ
  • ليبيا.. إجراءات مشددة لمنع مظاهر الاحتفال بالعام الجديد
  • مغامرة روسيا الاقتصادية.. التكاليف الخفية للنمو المدفوع بالحرب
  • كيف تستخدم نفس رقم WhatsApp على هاتفين ذكيين؟ دليل خطوة بخطوة
  • أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد