صراحة نيوز- سمير حباشنه

“1”

 إن حل الأزمة السورية بصورة نهائية وإيصال البلاد إلى بر الأمان، لايمكن ان يتحقق الا بأيادي سورية، فالحل  في دمشق أولا وأخيرا، وإن اللحظة التي قد تكون مناسبة لذلك الآن ، قد لا تتوفر بعد حين ..

“2”

كثيرة تلك المبادرات الدولية التي حاولت إيجاد حلول للمعضلة السورية، مبادرات واجتماعات وقرارات على مدى أكثر من عقد من الزمن، في سوتشي، استانة، جنيف، نيويورك .

.وبلا فائدة تذكر،  مكانك قف، مراوحة دون أدنى أمل لأن ينتهي هذا الصراع المرير والمدمر  والطويل .

ومع تقديري للجهد العربي الذي شهدته الرياض وعمان والقاهرة و ومسقط وغيرها من العواصم العربية و عودة دمشق الى الجامعة العربية، وما صدر عن تلك اللقاءات، فإنها تبقى تمنيات ليس إلا..ولم نجد لها حتى الآن اثراً حقيقياً على أرض الواقع بل إن تفاؤلنا قد أصابه بعض التبدد، مايدفعني للجزم  بأن الحل  لن يكون إلا بأيدي سورية دون غيرها.

“3”

 إن سورية تعيش في أتون معركة طويلة مركبة تتصارع بها أجندات دولية وإقليمية وتنظيمات عناصرها المجرمة من كل الدنيا،  تأخذ من سوريا ورقة للتعبير عن أهدافها المجنونة والتي لاتستهدف سوريا  فقط إنما هي ضد الوطن العربي كله، هذا الأرهاب المتحالف بصورة جلية مع إسرائيل، إرهاب يضرب في الشمال و إسرائيل تضرب في الجنوب و بشكل متزامن و منسق .

 ذلك أن ليس  من مصلحة إسرائيل  أن تنتهي الأمور إلى سلام  في سوريا وإلى إعادة إعمار وبناء، فسوريا رقم صعب و حاضرة عربية مهمة و هدف دائم لإسرائيل .

نضيف الى ذلك أن القوة الإقليمية والدولية الموجودة في سوريا والتي ترى في الساحة السورية مكان لتصفية خلافاتها وتحقيق مصالحها المتضاربة. تنظر الى سوريا الآن كساحة مؤجلة،  ولا أحد على عجل من أمره في سوريا، فالحرب في أوكرانيا وذلك الشد المنبئ بالمواجهة في بحر الصين، والمشكلة الكورية المزمنة و المتصاعدة، أصبحت أولويات في الاهتمامات الدولية،  ومع ذلك ليس من المستبعد أن تقوم أميركا بإعادة خلط الأوراق نحو سيناريو أكثر صعوبة ومرارة.

“4”

 و عليه فإن الأمر يحتاج و بصورة ملحة  إلى مبادرة سورية من دمشق ومن المعارضة المدنية في الداخل والخارج، بأن تتضافر جهودهم هؤلاء وفق  حوار مباشر سوري/سوري وفي دمشق بالذات، للاتفاق  على وضع ميثاق وطني  يتفق عليه الجميع وصولاً إلى مصالح وطنية شاملة بين أطراف المعادلة السورية كافة. وفق صيغة  تشاركية  للحكم، فيها متسع للجميع  ووضع مقدمات بناء دولة القانون والمؤسسات، وطي صفحة الماضي وعدم التوقف عندها، بل أن يكون الجميع في خندق، خندق القضاء على الإرهاب والتصدي للعدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف على سوريا، والعمل معاً على مغادرة كل القوى والميليشيات الأجنبية للأراضي السورية .

 ميثاق وطني يرضى به الجميع ويُسقط من يد الآخرين ورقة مسوغاتهم  للتدخل في الشأن السوري.

“5”

صحيح  أن هذا الطرح  ليس  بالأمر السهل  لكنه ليس مستحيلاً، إن توفرت الإرادة الوطنية من الجميع  لإنقاذ سوريا، و وقف هذه المأساة  التي راح على مذبحها خيرة الشباب من الشعب السوري الشقيق والغالي

 ‏وبعد / ننتظر كمواطنين عرب تحركنا مشاعر الحب والحرص، من أبناء سوريا المخلصين، الحكومة و المعارضة بأن يقدموا تنازلات جريئة وتاريخية وصولاً إلى نقطة اتفاق وسطى، من شأنها إعادة الأمن والسلام إلى شعب يكفيه ماحل به، خلافاً للظروف المعيشية الصعبة التي يعيش بها نقص في الغذاء والكهرباء والماء وانهيار العملة، وقبل ذلك تشرد من الجوع ونزوح بالملايين، وهم جميعا ينتظرون لحظة السلام والعودة .

إن الشعوب الحرة والحية والشعب السوري في طليعتها، قادر على إعمار بلاده وبسرعة، إن توفرت له الظروف لذلك، وأول ما هو مطلوب السلام، الذي لن يأتي إلا بالتوافق الوطني والمصالحة الوطنية وعلى قاعدة عفا الله عما مضى.

ولنتذكر أن أوروبا فقدت عشرات الملايين من البشر في حربها العالمية الثانية، ومع ذلك تمكنت من لعق جراحها وبناء السلام بين أممها دون التوقف عند الماضي، فالماضي في عرف الشعوب الحية هو صفحات للدروس المستقبلية و ليس مادة لتجديد العداء.

‏والله ومصلحة سوريا الغاليه من وراء القصد

وزير داخلية اردني سابق

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن الشباب والرياضة الوفيات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن الشباب والرياضة الوفيات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

قرارات جديدة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد وتعيين أحمد الشرع

دمشق

بعد أقل من شهرين على الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا تعيين أحمد الشرع رئيسًا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية.

جاء ذلك خلال “مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية” في دمشق، حيث تقرر حل البرلمان وتكليف الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت، بالإضافة إلى تعليق دستور 2012 والعمل على صياغة دستور جديد.

كما شملت القرارات حل الجيش السوري وإعادة تشكيله بعقيدة جديدة، إضافة إلى تفكيك الأجهزة الأمنية والميليشيات التابعة للنظام السابق.

كما تضمنت القرارات حل حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ومنظماتها، ومنع إعادة تشكيلها تحت أي مسمى .

كما شملت “حل جميع الفصائل العسكرية والأجسام الثورية السياسية والمدنية” ودمجها في مؤسسات الدولة.

وكانت الفصائل المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” قد أسقطت نظام الأسد في 8 ديسمبر، ما دفعه للفرار إلى روسيا مع عائلته بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية.

أقرأ أيضاً:

تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسوريا بشكل رسمي

مقالات مشابهة

  • سلطان عمان يهنئ الشرع بتولي الحكم في سوريا
  • أمير قطر يصل إلى دمشق في أول زيارة إلى سوريا عقب سقوط نظام الأسد
  • قرارات جديدة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد وتعيين أحمد الشرع
  • سوريا..حل البعث والبرلمان والشرع رئيساً انتقالياً
  • سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بشار الأسد
  • الإدارة السورية تؤكد ضرورة معالجة "أخطاء الماضي" لإعادة بناء العلاقة مع روسيا  
  • الناطق باسم الإدارة السورية: الشرع طلب من روسيا تسليم بشار الأسد ومرافقيه
  • بعد لقاء بوغدانوف بالشرع.. هل طلبت دمشق من موسكو تسليم بشار الأسد؟
  • الإدارة السورية الجديدة تطلب من موسكو تسليم بشار الأسد
  • الشرع طالب روسيا بتسليم الرئيس السابق بشار الأسد