حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من خطر إضعاف قوة أوروبا والغرب في ظل السياق الدولي في الوقت الراهن، والذي تخيم عليه تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

وقال ماكرون- في كلمته التي ألقاها أمام سفراء فرنسا المجتمعين بباريس، خلال الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر سفراء فرنسا، المنعقد من اليوم الاثنين إلى الأربعاء 30 أغسطس الجاري- إن هذا السياق الدولي أصبح أكثر تعقيدا، ويؤدي إلى خطر إضعاف قوة وثقل الغرب وخاصة أوروبا، ولاسيما مع "ظهور قوى دولية كبرى جديدة".

وفي مواجهة ذلك.. أضاف ماكرون أن "على الاتحاد الأوروبي قبول المزيد من التكامل"، من أجل المضي قدما في بعض الموضوعات الأساسية.

وأكد على أهمية وجود قدر من الجرأة بين أعضاء الاتحاد الأوروبي؛ لتحقيق مزيد من التكامل بينهم لأخذ قرارات تجاه موضوعات معينة.

من ناحية أخرى.. رفض ماكرون أي "ضعف" لفرنسا في إفريقيا.

وبخصوص النيجر.. أشاد بعمل الدبلوماسيين الفرنسيين الذين يعملون في ظروف صعبة، وخاصة وضع السفير الفرنسي في نيامي الذي لا يزال في منصبه، رغم أن الجنود الذين تولوا حكم البلاد حاليا بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم، طالبوا برحيله.

وجدد ماكرون القول أيضا إنه سيواصل دعم رئيس النيجر المطاح به محمد بازوم، واصفا قراره بعدم الاستقالة حتى الآن بالشجاع.

كما تطرق الرئيس الفرنسي إلى مواضيع دولية أخرى، أبرزها الملف الإيراني، ودعا طهران للإفراج عن الفرنسيين الأربعة المحتجزين لديها "في ظروف غير مقبولة".. وقال في كلمته: "لا شيء يبرر احتجاز" المواطنين الفرنسيين "في ظروف غير مقبولة".

والفرنسيون الأربعة الذين تحتجزهم طهران هم لوي أرنو المحتجز منذ سبتمبر 2022، ومعلمة لغة فرنسية سيسيل كولر ورفيقها جاك باري، المعتقلان منذ مايو 2022 بتهمة "التجسس"، وشخص آخر لم يتم الكشف عن هويته.

وهذا العام، موضوع "مؤتمر السفراء" الذي يعقد من الاثنين إلى الأربعاء هو "طموح الدبلوماسية الفرنسية للتأكيد على مبادئ فرنسا ومصالحها وتضامنها".

وقد ألقى الرئيس الفرنسي خطابا مطولا أمام سفراء فرنسا في لقائه السنوي بهم، واستعرض أولوياته للسياسة الخارجية، في ظل السياق الدولي الصعب الذي تخيم عليه تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، كما استعرض الدبلوماسية الفرنسية التي باتت مؤخرا تتعرض لانتقادات في بعض الدول الإفريقية، وتطرق في خطابه إلى عدد من أبرز القضايا الدبلوماسية والسياسية على الساحة الدولية، من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية والوضع في النيجر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ماكرون أوروبا فرنسا الرئیس الفرنسی

إقرأ أيضاً:

ما الذي نعرفه عن المظلة النووية بعد عرض فرنسا توفيرها لحلفائها بأوروبا؟

مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إمكانية استخدام الردع النووي أو ما يطلق عليه المظلة النووية، لتوفير الحماية لبعض الدول الأوروبية الحليفة، خاصة من التهديد الروسي، تثار أسئلة حول ما نعنيه بالمظلة وما هي القدرات الفرنسية نوويا.

وتعد فرنسا الدولة الأوروبية حاليا، التي تمتلك ترسانة نووية تعود إلى ستينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى العضو السابق في الاتحاد الأوروبية بريطانيا، التي تمتلك السلاح ذاته.

ونستعرض في التقرير التالي، المظلة النووية والقدرات الفرنسية من أجل توفيرها لحلفائها غير النوويين:

ما هي المظلة النووية:

المظلة النووية، هي الحماية التي توفرها دولة نووية، لامتلاكها السلاح النووي، لحلفائها الذين لا يمتلكون هذا السلام، وتضمن لهم الدفاع ضد أي تهديد نووي محتمل، وهي عملية ردع تشن بموجبها الدولة هجوما نوويا إذا تم شن هجوم عدواني ضد أحد حلفائها.

ظهرت فكرة المظلة النووية، خلال الحرب الباردة، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، في وظل سباق التسلح بأسلحة الدمار الشامل.

دول تندرج تحت المظلة النووية:

بموجب علاقات الولايات المتحدة، فقدت وفرت ضمن اتفاقيات أمنية، المظلة النووية، لكل من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ودول في المحيط الهادي وجزر في المحيط الأطلسي.

ما هي القدرات النووية الفرنسية؟‎ ‎

تعتبر فرنسا واحدة من 9 دول في العالم، تمتلك السلاح النووي، ويعتمد ردعها وتوفيرها المظلة النووية على 3 عناصر هي الصواريخ الأرضية، وأنظمة الإطلاق من الجو، والمنصات البحرية.

وتأتي فرنسا مع الولايات المتحدة الأمريكية ‏وروسيا والصين والمملكة المتحدة والهند وباكستان وكوريا الشمالية، في امتلاك السلاح النووي.



وبحسب التقديرات، تمتلك فرنسا، 290 رأسا نوويا، تتوزع على نطاقات استراتيجية، من بينها، 64 صاروخا، موزعة على 4 غواصات استراتيجية، و50 صاروخا من طراز كروز جو أرض تحمل على مقاتلات ميراج ورافال الفرنسية.

ومن حيث ترتيب القوة النووية الفرنسية على مستوى العالم، تعتبر الرابعة، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين، ولا يمكن مقارنتها بالسابقين، حيث تمتلك واشنطن وموسكو، أكثر من 5 آلاف رأس نووي.

الردع النووي البحري:

تمتاز فرنسا، بقدرة ردع نووية بحرية، مكونة من مجموعة من الغواصات المزودة بصواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز "أم 51"، يمكنها الوصول إلى آلاف الكيلومترات مع قدرة تخف في عمق المحيط.

وتمتلك فرنسا، 4 غواصات نووية، من طراز "تريومفانت"، تحمل صواريخ باليستية نووية، وتحتفظ بمواقع سرية، في البحار، من أجل توفير الردع النووي في حال مهاجمة فرنسا أو أحد حلفائها.

وتعمل الغواصات بالطاقة النووية، وهو ما يميزها بالقدرة على البقاء لفترات طويلة تتجول في المحيطات دون الحاجة للتزود بالوقود.

وتعتبر الغواصات النووية من أهم الأسلحة الاستراتيجية الردعية لفرنسا، خاصة في حال تحييد قدراتها النووية البرية أو الجوية، لتقوم بالمهمة.

مقالات مشابهة

  • وزير العدل الفرنسي يشكر المغرب على "تعاونه" في توقيف اثنين من عصابة مخدرات خطرة كانا فارين بمراكش
  • وزير العدل الفرنسي : نشكر المغرب على تعاونه الأمني الممتاز والمغاربة يحضون بالإحترام في فرنسا
  • ألمانيا منفتحة على طرح ماكرون توفير حماية نووية لأوروبا
  • استطلاع: نصف الفرنسيين والألمان والبريطانيين يعتقدون أن ترامب ديكتاتور
  • ماكرون ردًا على ترامب: الفرنسيون حلفاء أوفياء ومخلصون
  • دراسة: 11٪ فقط من الفرنسيين يتمتعون بصحة قلبية مثالية
  • غياب المظلة الأمريكية... هل يكفي الردع النووي الفرنسي لحماية أوروبا؟
  • نحن الذين نشكرك.. «مصطفى بكري» معلقا على حديث الرئيس عن المصريين.. فيديو
  • ما الذي نعرفه عن المظلة النووية بعد عرض فرنسا توفيرها لحلفائها بأوروبا؟
  • ماكرون يواجه تشكيك ترامب: فرنسا كانت وستبقى حليفًا مخلصًا للناتو