منظمات المجتمع المدني مصراتة تُدين محاولة التطبيع مع إسرائيل
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
أدانت منظمات المجتمع المدني مصراتة ما وصفتها بالسابقة الخطيرة والمحاولة البائسة والتواصل غير المعلن الذي تم في روما مع وزير خارجية كيان العدو الصهيوني المحتل.
كما أدانت المنظمات في بيان أُرسل إلى “عين ليبيا”، محاولة جر الدولة الليبية لتطبيع العلاقات مع العدو المغتصب، واستنكرت بأشد العبارات هذا الصنيع، وأربأت بالشعب الليبي عن هذا المستنقع الذي وقع فيه من يفترض أنه يمثل دولتهم ويمثل خارجيتهم.
وأكد البيان أن الشعب الليبي المسلم المؤمن بالله ثم بعدالة قضيتنا الفلسطينية وأقصانا الشريف وحق إخوتنا الفلسطينيين في إقامة دولتم على أرضهم المحتلة ورفع راية دولة فلسطين على كامل التراب الفلسطيني، لا يمكنه أن يتسامح ولا يهادن ولا أن يسكت عمن يحاول سراً أو علانية خيانة هذه القضية أو التآمر عليها أو مهادنة العدو المحتل، أو التواصل مع بأي شكل كان.
وأهابت المنظمات في بيانها، بالجهات الضبطية والقضائية رفع الحصانة وإحالة كافة المتورطين في المؤامرة على الشعب الليبي إلى القضاء، ومحاسبتهم وفق القانون الليبي الذي يُجرم مثل هذا الصنيع ويعاقب مرتكبيه.
وأضاف البيان: “إن هذه السابقة لا يمكن أن يجعلها شعبنا الليبي تمر دون كشف لكل ملابساتها ومرتكبيها والساكتين عنها ومحاسبتهم ومعاقبتهم العقاب المنصوص عليه في صريح القانون.
هذا ودعت منظمات المجتمع المدني مصراتة كافة أبناء الشعب الليبي إلى نبذ خلافاتهم والالتفاف صفاً واحداً ضد كل من تسول له نفسه من الداخل أو الخارج المساس بديننا وقيمنا ومبادئنا الليبية الواحدة الثابتة، وهوية وانتماء هذا الوطن، وحثت كل المنتمين للثقافة والعلم والكلمة والتأثير في الناس ألا يألوا جهدهم في تبيان كافة محاولات النيل من هذه القيم والثوابت.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
عدوانُ الكيان الصهيوني على لبنان
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
كانت الحربُ على لبنان لا بُـدَّ أن تحدُثَ، ولكنها كانت في حُكم المؤجَّلة، وكل طرف كان يستعدُّ لها، وما حدث في غزةَ خلالَ (طُـوفَان الأقصى) خلط الأوراقَ وأرغم الكيان الصهيوني على دخول الحرب قبل أن يستعدَّ لها بشكل كامل، وكان هدف الكيان الصهيوني من حربه على لبنان هو القضاء على قدرات حزب الله الممثِّلِ الرئيس للمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، ولكن على مراحل، وفي هذه المرحلة من الحرب يطمحُ الكيان الصهيوني إلى دفع المقاومة الإسلامية إلى خلف نهر الليطاني، خَاصَّةً بعد عملية تفجير (البيجرات) وأجهزة المنادَاة ثم قتل العديد من قادة الحزب وعلى رأسهم أمينه العام السيد حسن نصر الله، ولكن المفاجأة التي تلقاها العدوُّ خلال هذه المرحلة هي صمودُ المقاومة على أرض المعركة ومنعُها جيشَ العدوّ من التوغل داخل جنوب لبنان، وكذلك كمية الصواريخ والمسيَّرات التي تنطلقُ يوميًّا نحو الأراضي المحتلّة؛ مَا دفع العدوَّ إلى أن يلجأ إلى التدمير الممنهج لمنازل المواطنين وللمؤسّسات الخدمية في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية؛ بهَدفِ الضغط على بيئة المقاومة حتى تقدم تنازلات.
ويراهن الكيان الصهيوني على المجتمع الدولي وعلى المعارضة اللبنانية لتحقيق أهدافه التي فشل في تحقيقها من خلال الحرب؛ ولذلك بدَأَ المجتمعُ الدولي -وخَاصَّة أمريكا وفرنسا- بتقديم المبادرات لإنهاء الحرب بما يتلاءمُ مع أهداف العدوّ وبشروط مجحفة في حق المقاومة وفي حق لبنان؛ مما دفع الحكومة َاللبنانية ورئيسَ مجلس النواب إلى رفض تلك المبادرات والاكتفاء بالموافقة على تطبيق القرار الدولي رقم 1701 من قبل الطرفَينِ، وكان العدوّ يعتبر تحَرُّكُ المجتمع الدولي جزءًا رئيسًا من خُطَّةِ الهجوم العسكري على لبنان، وفي البداية رفع المجتمعُ الدولي سقفَ التفاوض؛ باعتبَار أن المقاومةَ في طريقها إلى الانهيار، وعندما لم يتم ذلك بدَأ بالتنازل عن بعض الشروط، وأهمُّ شرط يركِّزُ عليه العدوُّ هو فرض انسحاب المقاومة إلى جنوب نهر الليطاني، على أن يعملَ في المستقبل على تجريدها من السلاح، وإبقاء لبنانَ من دون درع واقٍ.
وكانت المقاومةُ تعي مخطّطاتِ العدوّ الصهيوني من خلال تحَرّكات المجتمع الدولي، وتعلم أن ما سيمنعُ العدوَّ من تحقيق أهدافه هو الصمودُ في الميدان، والعملُ على إيلامه، من خلال القصف اليومي للمناطق المحتلّة، والعمل مع جبهة الإسناد؛ لإرباك العدوّ وإجباره على وقف عدوانِه في لبنان وفي غزة.