كيف أصبحت أفغانستان بعد عامين على عودة طالبان؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
رغم تراجع اهتمام العالم بأفغانستان، إلا أن الذكرى السنوية الثانية للانسحاب الأمريكي قد أعادت إلى الأذهان المشاهد الفوضوية الصادمة في مطار كابول، حين حاول المدنيون اليائسون الفرار من البلاد.
تدهورت الأوضاع في البلاد بكل المقاييس
في خضم ذلك الارتباك العارم، قُتل 13 عسكرياً أمريكياً بشكل مأسوي في هجوم إرهابي مروع.
مناسبة كئيبة
ورأى جيم كوك، أستاذ شؤون الأمن القومي في كلية الحرب البحرية الأمريكية، في مقال في مجلة "ناشيونال إنترست" إن هذه المناسبة الكئيبة تقدم فرصة للتأمل في الحرب وعواقب الانسحاب على أفغانستان والمصالح الأمريكية، "لكن من المؤسف أنه لم يتم إحراز تقدم يُذكَر على مدار العامين الماضيين في مختلف المسارات في أفغانستان، مثل نظام الحكم والاقتصاد والأمن".
ورغم المؤتمرات الدولية وتعهدات المانحين بمليارات الدولارات في هيئة إغاثة إنسانية وأشكال أخرى من المساعدة، فإن هذه المبادرات حسنة النية لا تتمتع بفرصة كبيرة لتغيير الوضع الراهن بشكل ملموس، حسب الكاتب، مضيفاً أن أولئك الذين كانوا متفائلين بإصلاح حركة طالبان، وقفوا يتفرجون، بينما تذهب آمالهم أدراج الرياح بسبب سياساتها المتشددة وحكمها الوحشي.
Another Anniversary Passes With Little Progress in Afghanistan
While Kabul celebrates the second anniversary of Taliban rule, the country has deteriorated by most metrics and its citizenry continues to suffer the consequences.https://t.co/e52lB5SdRY
مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية
كيف يؤثر الوضع الراكد والكئيب في أفغانستان على السياسة الخارجية الأمريكية في المستقبل؟، يتساءل الكاتب، مضيفاً: "على غرار أسلافه الذين تمكنوا من تحسس طريقهم خلال دروب الحرب التي استمرت عقدين دون خطة واضحة لتحقيق النصر في أفغانستان، فإن بايدن يبدو راضياً بمواصلة هذا النهج في فترة ما بعد الانسحاب. ونظراً للانتقادات المحلية والدولية المكثفة التي أحاطت بفشل الانسحاب، والتي طالت الولايات المتحدة، حتى من حلفائها وشركائها في أوروبا، فستحاول إدارته أن تتصرف بأسلوب لا يجذب إليها الأنظار، وأن تتدبر أمرها بأقل جهد واهتمام".
وفيما تحيي كابول الذكرى السنوية الثانية لحكم طالبان، تدهورت الأوضاع في البلاد بكل المقاييس، ولا يزال الأفغان يعانون من تبعات الانسحاب والحرب.
وتظل طالبان حكومة منبوذة. ويرى الكاتب أن على الحركة ألا تلوم أحداً غير نفسها، في ظل عدم رغبة المجتمع الدولي في الاعتراف بها، والذي من شأنه أن يغرس الشرعية ويحفز المزيد من المساعدات المالية والاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد، حال حصولها على هذا الاعتراف بعيد المنال.
وعلى الرغم من أن بايدن ادعى أن تنظيم القاعدة الإرهابي لم يعد موجوداً في أفغانستان، فقد قدّر تقرير حديث للأمم المتحدة أن الجماعة الإرهابية تحافظ على علاقة "وثيقة" مع طالبان، وتقوم حالياً "بإعادة بناء قدرتها التشغيلية".
تجاوز الأفق
وللتخفيف من خطر عودة الجماعات الإرهابية، تنظر الإدارة الأمريكية إلى الغارة التي نفذتها طائرة بدون طيار العام الماضي، وأسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول، باعتبارها تأكيداً على صحة نهجها في مكافحة الإرهاب الذي تُطلق عليه "تجاوز الأفق".
ومع ذلك، يقول الكاتب: "لا يزال مجتمع الاستخبارات يشعر بالقلق بشأن الملاذات الآمنة في أفغانستان، والتي يمكن أن تسهّل الهجمات المستقبلية ضد الولايات المتحدة ومصالحها".
وعلى الرغم من المخاطر، يستبعد الكاتب أن يعلن بايدن عن تغييرات كبيرة في السياسة في أي وقت قريب، وخاصة مع بدء حملة الانتخابات الرئاسية المشحونة .
وبدلاً من ذلك، يقول الكاتب، ستستمر الإدارة الأمريكية في التخبط، محاولة إعادة توجيه سياستها الخارجية ومحاور تركيزها، وتحويل اهتمام الرأي العام نحو التحديات الجيوسياسية في أوكرانيا، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: “إذا نجحت هذه الجهود الرامية إلى طي الصفحة، فإن أفغانستان ستظل مجرد فكرة في مخيلتنا لا تعود إلى الظهور إلا أثناء جلسات الاستماع المشحونة عاطفياً في الكونغرس، وأثناء إحياء الذكرى السنوية”.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أفغانستان فی أفغانستان
إقرأ أيضاً:
عودة مليون سوري لبلادهم.. توقعات أممية بالنصف الأول من 2025
شمسان بوست / متابعات:
قدّرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن مليون لاجئ سوري قد يعودون إلى بلدهم بين يناير ويونيو 2025، بعد إطاحة بشار الأسد.
وقالت ريما جاموس إمسيس، مديرة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال مؤتمر صحافي في جنيف “نتوقع الآن.. رؤية حوالى مليون سوري يعودون بين يناير ويونيو من العام المقبل”.
وأضافت متوجّهة إلى الدول المضيفة “لا عودة قسرية” لملايين السوريين الذين فرّوا من البلاد التي مزّقتها الحرب.
وبعد إسقاط بشار الأسد، سارع الكثير من الدول الأوروبية بشكل خاص، إلى تعليق درس طلبات لجوء السوريين، بينما دعت الأحزاب المناهضة للهجرة إلى إعادتهم إلى سوريا.
وقالت ريما جاموس إمسيس: “ما نقوله إلى الحكومات التي علّقت إجراءات اللجوء، هو الاستمرار في احترام حق الوصول إلى الأراضي لتقديم طلب اللجوء، ولكن منحنا أيضا، وللاجئين السوريين، الوقت لتقييم ما إذا كانت العودة آمنة”.
وفرّ ملايين السوريين من البلاد بعد اندلاع نزاع دام في العام 2011. ولجأت غالبيتهم إلى الدول المجاورة، خصوصا تركيا التي تستضيف حوالى ثلاثة ملايين منهم.
وتمكنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من نشر موظفين على الحدود لمحاولة حصر العائدين إلى بلدهم أو المغادرين منها، ذلك أنّ السلطات الجديدة غير قادرة على القيام بذلك.
وبينما يعود آلاف السوريين إلى البلاد، يغادرها آخرون خصوصا أفراد من الأقليات أو أعضاء سابقين في الحكومة المخلوعة.
وقالت ريما جاموس إمسيس: “الآن، ومع هذا التغيير في النظام، ظهرت مجموعات أخرى في وضع ضعيف خلال هذه العملية”