موقع 24:
2025-03-03@21:50:25 GMT

كيف أصبحت أفغانستان بعد عامين على عودة طالبان؟

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

كيف أصبحت أفغانستان بعد عامين على عودة طالبان؟

رغم تراجع اهتمام العالم بأفغانستان، إلا أن الذكرى السنوية الثانية للانسحاب الأمريكي قد أعادت إلى الأذهان المشاهد الفوضوية الصادمة في مطار كابول، حين حاول المدنيون اليائسون الفرار من البلاد.

تدهورت الأوضاع في البلاد بكل المقاييس



في خضم ذلك الارتباك العارم، قُتل 13 عسكرياً أمريكياً بشكل مأسوي في هجوم إرهابي مروع.

 وفي دفاعه عن تصرفات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أقر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي بأنه لا طريقة سهلة لإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا، ولكن "هذا لا يعني أن الأمر لم يكن يستحق المجازفة".


 مناسبة كئيبة

ورأى جيم كوك، أستاذ شؤون الأمن القومي في كلية الحرب البحرية الأمريكية، في مقال في مجلة "ناشيونال إنترست" إن هذه المناسبة الكئيبة تقدم فرصة للتأمل في الحرب وعواقب الانسحاب على أفغانستان والمصالح الأمريكية، "لكن من المؤسف أنه لم يتم إحراز تقدم يُذكَر على مدار العامين الماضيين في مختلف المسارات في أفغانستان، مثل نظام الحكم والاقتصاد والأمن".
ورغم المؤتمرات الدولية وتعهدات المانحين بمليارات الدولارات في هيئة إغاثة إنسانية وأشكال أخرى من المساعدة، فإن هذه المبادرات حسنة النية لا تتمتع بفرصة كبيرة لتغيير الوضع الراهن بشكل ملموس، حسب الكاتب، مضيفاً أن أولئك الذين كانوا متفائلين بإصلاح حركة طالبان، وقفوا يتفرجون، بينما تذهب آمالهم أدراج الرياح بسبب سياساتها المتشددة وحكمها الوحشي.

 

Another Anniversary Passes With Little Progress in Afghanistan
While Kabul celebrates the second anniversary of Taliban rule, the country has deteriorated by most metrics and its citizenry continues to suffer the consequences.https://t.co/e52lB5SdRY

— Peter P Ngo (@PeterPNgo1) August 27, 2023
مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية


كيف يؤثر الوضع الراكد والكئيب في أفغانستان على السياسة الخارجية الأمريكية في المستقبل؟، يتساءل الكاتب، مضيفاً: "على غرار أسلافه الذين تمكنوا من تحسس طريقهم خلال دروب الحرب التي استمرت عقدين دون خطة واضحة لتحقيق النصر في أفغانستان، فإن بايدن يبدو راضياً بمواصلة هذا النهج في فترة ما بعد الانسحاب. ونظراً للانتقادات المحلية والدولية المكثفة التي أحاطت بفشل الانسحاب، والتي طالت الولايات المتحدة، حتى من حلفائها وشركائها في أوروبا، فستحاول إدارته أن تتصرف بأسلوب لا يجذب إليها الأنظار، وأن تتدبر أمرها بأقل جهد واهتمام".

تبعات الانسحاب


وفيما تحيي كابول الذكرى السنوية الثانية لحكم طالبان، تدهورت الأوضاع في البلاد بكل المقاييس، ولا يزال الأفغان يعانون من تبعات الانسحاب والحرب.

 

 


وتظل  طالبان حكومة منبوذة. ويرى الكاتب أن على الحركة ألا تلوم أحداً غير نفسها، في ظل عدم رغبة المجتمع الدولي في الاعتراف بها، والذي من شأنه أن يغرس الشرعية ويحفز المزيد من المساعدات المالية والاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد، حال حصولها على هذا الاعتراف بعيد المنال.
وعلى الرغم من أن بايدن ادعى أن تنظيم القاعدة الإرهابي لم يعد موجوداً في أفغانستان، فقد قدّر تقرير حديث للأمم المتحدة أن الجماعة الإرهابية تحافظ على علاقة "وثيقة" مع طالبان، وتقوم حالياً "بإعادة بناء قدرتها التشغيلية".


تجاوز الأفق


وللتخفيف من خطر عودة الجماعات الإرهابية، تنظر الإدارة الأمريكية إلى الغارة التي نفذتها طائرة بدون طيار  العام الماضي، وأسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول، باعتبارها تأكيداً على صحة نهجها في مكافحة الإرهاب الذي تُطلق عليه "تجاوز الأفق".
ومع ذلك، يقول الكاتب: "لا يزال مجتمع الاستخبارات يشعر بالقلق بشأن الملاذات الآمنة في أفغانستان، والتي يمكن أن تسهّل الهجمات المستقبلية ضد الولايات المتحدة ومصالحها".

 

 


وعلى الرغم من المخاطر، يستبعد الكاتب أن يعلن بايدن عن تغييرات كبيرة في السياسة في أي وقت قريب، وخاصة مع بدء حملة الانتخابات الرئاسية المشحونة .
وبدلاً من ذلك، يقول الكاتب، ستستمر الإدارة الأمريكية في التخبط، محاولة إعادة توجيه سياستها الخارجية ومحاور تركيزها، وتحويل اهتمام الرأي العام نحو التحديات الجيوسياسية في أوكرانيا، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: “إذا نجحت هذه الجهود الرامية إلى طي الصفحة، فإن أفغانستان ستظل مجرد فكرة في مخيلتنا لا تعود إلى الظهور إلا أثناء جلسات الاستماع المشحونة عاطفياً في الكونغرس، وأثناء إحياء الذكرى السنوية”.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أفغانستان فی أفغانستان

إقرأ أيضاً:

نيران الدبلوماسية الأمريكية الصديقة

اقتضت التحالفات السياسية دوما وقوف الطرفين الحليفين في مربع واحد والدفاع عن بعضهما البعض على أساس المصالح أو القواسم المشتركة. وكان للتحالفات الموسمية المحددة بمصلحة أو وقت محدد أو تلك الاستراتيجية ذات العمق الثقافي أو الحضاري عمر طويل وتقاليد راسخة. تستوي في ذلك دول الشرق ودول الغرب؛ كان هذا حتى أتت نسخة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في ولايته الثانية لتقلب ما كان مستقرا.

إن مشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في البيت الأبيض أبعد من مجرد خلاف دبلوماسي بين طرفين، بل هو تطبيق حرفي للنيران الأمريكية الصديقة حين تقرر أن تصيب بعض حلفائها بشكل علني ومن دون شفقة أو رحمة. ففي التقاليد العسكرية حين تضرب بعض الآليات العسكرية جنودا أو قواعد حليفة لها يعتبر الأمر خطأ غير مقصود حتى ولو كان مقصودا، ويغطي ستار الخطأ والعفوية على الحادثة، أما اليوم فإن نيران الدبلوماسية الأمريكية تستهدف الأصدقاء علنا وبشكل مقصود.

من أهم الانتقادات التي توجه للمعسكر الغربي في الدبلوماسية أنها قائمة على تعريف ضيق للمصالح المباشرة وأن هذه المصالح متغيرة طوال الوقت. والولايات المتحدة تحديدا تعرف بأنها من الدول التي تعتمد على الدبلوماسية الخشنة في علاقتها الخارجية، تلك الدبلوماسية التي تعتمد على الانتشار والتمدد عن طريق القوة العسكرية وقوة الاقتصاد، وليس عن طريق الدبلوماسية الناعمة التي تعتمد على أساليب مثل الثقافة والفنون مثلا.

من غير المفهوم ولا المبرر أن توجه هذه القوة الخشنة والنيران الصديقة لأطراف حليفة مثل أوكرانيا مهما كانت حدة الخلافات بين واشنطن وكييف. ولا يفسر الأمر طمع ترامب في معادن البلاد أو فكرة طول الحرب، لأنه في خلفية المشهد هناك حليف تاريخي أو بالأحرى حديقة خلفية للولايات المتحدة هي دول أوروبا الغربية التي تشعر بتهديد عميق من الدب الروسي وترى في أوكرانيا حاجزا جغرافيا وسياسيا في مواجهته.

يتضح أن الدبلوماسية الأمريكية في العهد الترامبي الجديد تعاني من قصر نظر شديد، فكل تقييماتها للأمور متعلقة بمصالح آنية أو مباشرة أو على الأقل قريبة الأجل، ولا يهمها من قريب أو بعيد الأبعاد الاستراتيجية أو بعيدة المدى. فقد شهدت العقود الماضية سباقا أمريكيا محموما من أجل مد النفوذ الغربي نحو الحدود الروسية مع جمهوريات أوروبا الشرقية، تمثل ذلك في دعم ثورات وضم للاتحاد الأوروبي وغيرها من الإجراءات. وكانت دوافع هذا السباق معروفة، ما ليس معروفا الآن هو لماذا تضحي الولايات المتحدة بكل هذا الرصيد الآن وفي مقابل ماذا؟ فهل تحتاج الخزانة الأمريكية لهذا القدر من التوفير الذي يترتب عليه إعاقة عمل حلف النيتو في أوروبا مثلا وتقليص النفوذ العسكرية الغربي فيها؟

أقرب التفسيرات أن العقيدة الأمنية التي بني عليها النيتو ما بعد الحرب الباردة كانت عقيدة هشة لا تصلح لأن تحل محل العقيدة القديمة التي صممت لمواجهة الاتحاد السوفييتي السابق، ولهذا كانت حروبها في السنوات الأخيرة ضعيفة التبرير والأساس القتالي، وقد تجلى هذا فيما حدث للنيتو في أفغانستان.

أوكرانيا ليست قطعا هي أفغانستان، لكن مهمة حلف شمال الأطلسي تكاد تتشابه؛ غموض شديد اكتنف مهمة الحلف في جبال أفغانستان، فماذا يريد الحلف بالضبط هناك؟ وما تعريف النصر والهزيمة؟ ومتى تنتهي المهمة؟ نفس السؤال يتكرر في أوكرانيا، فهل يريد الحلف دفاعا في المطلق عن أوكرانيا؟ وهل فشلت كل الجهود الدبلوماسية حقا في حل النزاع أم أن هناك عشوائية في اتخاذ قرارات الحرب؟ أتصور أن الفشل في الإجابة على هذه الأسئلة هو الذي قاد إلى المشهد التاريخي الدرامي الذي شاهدناه في البيت الأبيض بين رئيسي الولايات المتحدة وأوكرانيا.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • تبادل لإطلاق النار بين القوات الأفغانية والباكستانية عند معبر تورخام الحدودي
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • عودة للأجواء الباردة.. الأرصاد: سقوط أمطار خلال ساعات في هذه المناطق
  • رئس امن الدولة السعودي: عودة المعارضين إلى المملكة متاحة .. بشرط
  • طالبان ترد على ترامب بشأن الأسلحة الأميركية والوجود الصيني
  • طالبان ترفض اتهامات ترامب بشأن وجود صيني في مطار باجرام
  • نيران الدبلوماسية الأمريكية الصديقة
  • خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة تثير شكوكا بشأن الانسحاب العسكري
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • ماذا يعني انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان؟