شهدت الفترة الأخيرة تأزمات وتهديدات وحرب نفسية لا تهدأ في النيجر بشأن التدخل عسكريًا لضبط الأمور الداخلية، وعلى الرغم من أن الصورة قاتمة بالنسبة الدبلوماسية الفرنسية، لكن هناك عاملان قد يسعفا باريس ولو بالقليل، وذلك لأن هوامش واشنطن واسعة من أجل عقد صفقة مع الانقلابيين من جهة، ومقتل قائد "فاجنر" الروسية كان من شأنة أن يُحدث ارتباك في التموضع الروسي.

أزمة النيجر

وفي سياق متصل، رغبت بعض دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا " إيكواس" المكونة من 15 دولة في التدخل عسكريًا في النيجر لإعادة ضبط الأمور من جديد، لكن هناك نقاط هامة لم تعجل بتدخلهم عسكريًا في النيجر.

وترجع هذه النقاط إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية المتحكم في المشهد لم تُبدي أي حماسة للاصطدام بالانقلابيين في النيجر، وأصبحت مستقلة عن الموقف الفرنسي، من خلال الاتصال المباشر مع الانقلابيين على حكم بازوم الذي بدأ في 26 يوليو المنصرم.

وتباعًا للسنياريو فإن التصعيد من قبل الانقلابيين بوجه فرنسا دون غيرها من الدول، لم يخرج عن السطور السلمية، أكان في التجمعات أو التظاهرات المناهضة لباريس، وذلك على هامش طلب مغادرة سفيرها العاصمة نيامي.

وفيما يتعلق بالتحركات العسكرية التي قامت بها بوركينا فاسو المؤيدتان للانقلاب، وإرسال الطائرات الحربية من الجيل القديم إلى النيجر، لم تخرج هى الأخرى عن إطار المواقف السياسية والتهديدات والحرب النفسية، وحتى إلى هذه اللحظة مازالت باريس في قلب العاصفة التي هبت من الانقلابين في النيجر.

وتأتي هذه الانقلابات سواء في بوركينا فاسو ومالي أو النيجر فكلاهما تتمحور حول مهاجمة فرنسا وسياستها الشرهه التي تستنزف خيرات إفريقيا لحمًا ودمًا.

ويمكن أن يخرج الأمر عن السيطرة في هذه اللحظات الحساسة لتتحول السلمية إلى فخ صدام دام أمام السفارة، أو القاعدة العسكرية في نيامي، بهدف دفع الرئيس إيمانويل ماكرون لارتكاب خطأ على الأرض، يقلب المشهد رأسًا على عقب.

مشكلة فرنسا الكبرى

وتعتبر هذه هي المشكلة التي تواجه فرنسا هذه الأيام، واحتمال انهيار صرح مركزي في بناء إمبراطوريتها، في مرحلة ما بعد الاستعمار في غرب إفريقيا، والحال الآن هو أن هوامش المناورة ضيقة للغاية.

والسبب الذي يجعل هوامش المناورة محدودة، هو أن الانقلابيين لم يرتكبوا خطأ التورط في الدم النيجري، ولم يتعرض الرئيس بازوم المعزول إلى أي أذى جسدي، بما يمنعهم من التدخل عسكريًا بذريعة الدفاع عنه.

لذلك فأن فرنسا في موقف لا تحسد عليه، لأن كل يوم يمر تتراجع فيه إمكانية إعادة الرئيس بازوم المعزول إلى السلطة.

وتقترب فرنسا من الاستحقاق الأهم الذي يكون بمثابة ضربة قاضية لها، وهو الانسحاب من النيجر عسكريًا واقتصاديًا،  لذلك فأن باريس لا تملك في الوقت الحالي ترف ارتكاب خطأ كبير لا عودة عنه، والتدخل المباشر دون مشاركة جدية من دول إيكواس إلى جانب ظهير محلي وازن في النيجر محفوفة بالمخاطر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الامريكية الولايات المتحدة الدبلوماسية المجموعة الاقتصادية مركز دول غرب إفريقيا الحرب النفسية بوركينا فاسو الطائرات تظاهرات أفريقيا مغادرة فی النیجر عسکری ا

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: على الولايات المتحدة و فرنسا تحمل مسؤولياتهما إزاء انتهاكات الاحتلال

أدان الرئيس اللبناني، جوزيف عون، القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لـ بيروت، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية».

وأكد الرئيس اللبناني أن التصعيد الإسرائيلي يضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد استقرارها، مشيرا إلى أن استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات.

وطالب الرئيس اللبناني واشنطن و باريس بإجبار إسرائيل على التوقف فورا عن اعتداءاتها.

وأكد أنه على الولايات المتحدة و فرنسا تحمل مسؤولياتهما إزاء انتهاكات الاحتلال.

ومنذ قليل، زعمت هيئة البث العبرية، تدمير سلاح الجو لبنية تحتية لحزب الله.

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» بتصاعد أعمدة الدخان من منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت جراء القصف الإسرائيلي.

اقرأ أيضاًالعراق يُسلم الرئيس اللبناني دعوة المشاركة في فعاليات القمة العربية بـ بغداد

الرئيس اللبناني: اعتداءات إسرائيل على الضاحية تمثل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار

الرئيس اللبناني: ضرورة الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل

مقالات مشابهة

  • باريس تنتقد إسرائيل: إلغاء تصاريح وفدين فرنسيين "خطوة غير مقبولة"
  • أزمة المياه والحرب في غزة والسودان.. تفاصيل قمة الرئيس السيسي ونظيره الأنجولي بالقاهرة
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • مظاهرة حاشدة في باريس تكريما لشاب مسلم قتل أثناء أداثه الصلاة في مسجد بجنوب فرنسا
  • «جوجيتسو الإمارات» يرفع الحصاد إلى 16 ميدالية في «باريس الجائزة الكبرى»
  • منتخبنا الوطني للجوجيتسو يحصد 6 ميداليات في اليوم الأول من بطولة باريس – الجائزة الكبرى
  • المكتبات المستقلة في فرنسا قلقة على مستقبلها في ظل هيمنة المؤسسات الكبرى
  • الرئيس اللبناني: على الولايات المتحدة و فرنسا تحمل مسؤولياتهما إزاء انتهاكات الاحتلال
  • «الجوجيتسو» يحصد 6 ميداليات في «باريس الجائزة الكبرى»
  • عضو مجلس محافظة بغداد رفاه الزوبعي تنسحب من حزب الحلبوسي