سام برس:
2025-03-16@14:31:53 GMT

المرتبات ومقاييس الزمن!

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

المرتبات ومقاييس الزمن!

بقلم/حمدي دوبلة
-في معمعة قضية مرتبات الموظفين اليمنيين وماراثونها الطويل والاصرار العجيب الذي يبديه التحالف ازاء صرف هذا الفتات لشعب يئن تحت وطأة الفاقة والفقر لنحو عقد من الزمن، يغفل كل الاطراف ومنها كثير من الموظفين أنفسهم وكذلك الطرف الوطني للأسف أن هذا المرتب "المعجزة "ومخاضه العسير قد تجاوزه الزمن وفقد أكثر من 50 إلى 60 في المائة من قيمته ولم يعد على عهده ومسماه القديم.



-راتب الموظف اليمني هو الأدنى بلا منافس في سلّم قائمة الأجور العالمية وهو الوحيد في الدنيا الذي لا يطرأ عليه أي زيادة أو علاوات سنوية لسنوات طويلة وعقود، وهو المتفرّد دونا عن غيره من مرتبات العاملين من سكان الكرة الأرضية بميزة انه لا يمكن أن يلبي الحدود الدنيا من أساسيات الحياة المعيشية الآمنة ومتطلباتها الضرورية القصوى.
-هذه المزايا الفريدة التي تتسم بها مرتبات اليمنيين هي في زمن السلم والحياة الطبيعية والظروف الاعتيادية. أما في زمن العدوان والحصار والانقطاع وبفعل التضخّم وارتفاع الأسعار وتراجع العملة الوطنية، فقد تهاوى إلى الحضيض أكثر وأكثر ليفقد أكثر من 60في المائة من قيمته، فمن كان راتبه من الموظفين ما يساوي خمسمائة دولار، أصبح لا يعادل حاليا مائة دولار، ناهيك عن ارتفاع أسعار السلع والمواد الاساسية والضرورية إلى أضعاف مضاعفة عمّا كان عليه الحال قبل بداية العدوان في العام 2015.

-كل مثالب ونواقص وعيوب مرتبات موظفي هذا البلد الجريح التي "تصعب على الكافر" ويحزن لبؤسها ورداءة حالها العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب لم تشفع لأصحابها البؤساء الحصول على فتات ما تبقى من اسمها، بل أصبحت كما يقول أحد أعضاء الوفد الوطني في المفاوضات أكثر تعقيدا من مشكلة القضية الفلسطينية وضاق العالم كله ذرعا بها وأُغلقت الابواب وعجز فطاحل السياسة وأرباب الدبلوماسية عن إيجاد الحلول والمعالجات المناسبة ووقف الكل عاجزين عن حلحلة هذا الملف الانساني وقيل فيه وما زال يُقال كل يوم وعلى مدار الساعة ولنحو 8سنوات ما لم يقله مالك في الخمر، حتى فقد الناس الأمل وباتوا يتعاطون مع الأنباء المتواصلة عن المرتبات بكثير من التشكيك والتكذيب والاحباط.

-جميل ذلك التأكيد الذي صدر مؤخرا من أكثر من مسئول في الطرف الوطني حول ان مسؤولية استعادة المرتبات تقع على عاتق السلطة والحكومة الوطنية بصنعاء وانها لن تدّخر جهدا في الوصول إلى هذا الهدف الانساني بمختلف الوسائل المتاحة لكن الأجمل الذي يأمله الموظفون ويرجون حدوثه عاجلا غير آجل هو صدور توجيهات عليا صريحة وواضحة لوزارتي الخدمة المدنية والمالية وكل الجهات المختصة في حكومة الانقاذ من أجل مباشرة إعداد وإضافة العلاوات السنوية على كشوفات المرتبات، المجمّدة منذ تسع سنوات، وتجهيزها بصورتها النهائية قبل أي تسوية واحتساب قيمة الراتب الاصلية التي كان عليها قبل العدوان وضم علاوات وفوارق سنوات الانقطاع كاملة غير منقوصة وعدم إهمال المرتبات السابقة، فهذه حقوق ومكتسبات قانونية ووظيفية تقع في ذمة المختصين ورقاب أولى الشأن ولن تسقط بالتقادم وسيسألون عنها من قبل الناس في الحياة الدنيا وأمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.

-هذا ما يشدد عليه الكثيرون، وأكدنا عليه في السابق ونجدد التأكيد عليه اليوم، وسنظل نذكّر مسئولينا دائما بأهمية انجازه فورا، وليستمر ماراثون البحث والتفاوض بشأن هذا الراتب "المعضلة" إلى أن يأذن الرحمن وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

نقلاً عن يوميات صحيفة الثورة الاثنين 28/8/2023"

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

منتديات .. شباب الزمن الضائع !

بقلم: حسين الذكر ..

كنت في دعوة إفطار رمضاني بنادي الصيد مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين والفنانين والرياضيين وآخرين .. وقد تحدث الدكتور علي الهاشمي بالمناسبة عما سماه فن الإدارة والتخطيط الذي درسه في الاتحاد السوفيتي السابق مذكرا بنصيحة استاذه الروسي الذي قال له : ( ان تخطط بلا تنفيذ افضل من تنفيذ بلا تخطيط ) . بعد ذاك تحدث د حسنين معلة رئيس النادي قائلا : ( ان نادي الصيد حينما تسلمناه قبل سنوات كان ناديا اجتماعيا مغلق على هذا العنوان ولكن بعد الاحتكاك والتعاطي مع الواقع العراقي الجديد والتباحث مع الإدارة ارتأينا الانفتاح على ملفات أخرى مثل الرياضة والاعلام والفن وغير ذلك مما يسهم في التغيير الإيجابي والمنسجم مع متطلبات الحياة والمتماشي مع الحضارة .

في ذات الجلسة شاركنا مائدة الإفطار الأستاذ محسن السعيدي رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان العراقي وقد وسالني عن حال المنتديات والشباب في العراق بالتفاتة مهمة ووجدتها فرصة اهم لايصال حقيقية واقع الشباب وما يعنيه هذا الملف الحيوي في واقع ومستقبل الامة .. فشرحت عما كانت تمثله مراكز الشباب سابقا : ( مطلع سبعينات القرن الماضي شرعت الحكومة بناء وتبني سياسات ممنهجة لتربية وتدريب وتثقيف الشباب فتم بناء مراكز الشباب التي وزعت بمختلف محافظات واقضية ومدن العراق آنذاك وقد خصصت لها مساحة ارض كبيرة وكافية لتلبية الطلب وتحقيق الهدف فتم بناء مقر إدارة معزز بقاعات لمختلف الفنون مثل السينما والمسرح والموسيقى وكذلك قاعة للرسم وأخرى للتمثيل والنحت وغير ذاك الكثير من لجان الشعر والادب والقاعات والملاعب الرياضية لمختلف الألعاب المعروفة آنذاك مثل كرة القدم والسلة والطائرة واليد والملاكمة والجمباز والدراجات والساحة والميدان والمصارعة والملاكمة الاثقال والشطرنج ..
صحيح ان المنهجية كانت لتثقيف الشباب بمنهج وفكر السلطة آنذاك لكن مئات الاف المتخرجين من هذه المراكز منحوا فرصة التثقيف والتعلم والتوظيف من قبل مراكز الشباب التي كانت فعلا منطلقا لخدمة الدولة والشباب .. بعد 2003 اول قرار اتخذ تم بموجبه تغيير الاسم من مراكز الشباب الى منتديات ومع ان المعنى لا يختلف كثيرا وينبغي ان يكون مسار الهدف بذات المعنى الا من ناحية التثقيف السياسي الذي ينبغي ان ينسجم مع التغيرات والتبدلات القائمة .. الا ان المشكلة التي عانتها تلك المنتديات تمثلت بالتهميش شبه التام وانحرفت الأهداف عن مسارها المطلوب وقد قضي عليها تماما حينما اخضعت هذه المنتديات الى الاستثمار حيث تحولت الى مصالح خاصة من قبيل المولات والمطاعم والمسابح التجارية وغير ذلك مما ليس له اطلاقا باي من الأهداف المرسومة قبل وبعد 2003 ).
ثم جائت فكرة اللامركزية التي بموجبها انفصلت مديريات الشباب عن وزارة الشباب والحقت بمجالس المحافظات مما قضى على الفكرة الأساس واختفت الأنشطة الشبابية عن المشهد الا ما ندر وبحدود ضيقة وكأن العملية برمتها سارت وتسير بمنهجية لا نقدر القول اكثر مما عليه حال الشباب اليوم الذين وجدوا انفسهم تحت رحمة ( الكوفيات والكازينوهات والاركيلة والمواقع والتدخين وغير ذلك الكثير مما نهش الجسد القيمي والأخلاقي والديني والصحي العراقي بشكل محزن وبارقام وشواهد مرعبة ) .
تقول الحكمة الأبدية : ( ان تات متاخرا افضل من ان لاتات ابدا ) . ومن يريد الإصلاح عليه ان يعالج الحال برغم الماساة الواقعة التي يعانيها الشباب وعلى الحكومات ان تنتبه الى هذه العلة وتباشر بايلاء العناية اللازمة للشباب من خلال إعادة الروح الى مراكز الشباب ليس بصورتها التقليدية القديمة .. فان الواقع والعالم تغير وشباب العولمة والتواصل ليس كما كانوا عليه في زمن الطيبة والبساطة والفقر .. فاليوم وبعد سنوات شراهة الاستهلاك والانفتاح والتواصل العالمي مع الاجندات الضاربة حد الجذور والمخترقة للاعماق ينبغي التفكير بحلول احدث وانجع وان يكون للقطاع الخاص والعام حصة في عمليات الاحياء .
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق !

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • خلال أيام.. موعد صرف مرتبات مارس بعد تبكيرها
  • منتديات .. شباب الزمن الضائع !
  • بشرى سارة تنتظر 4.5 مليون موظف في الحكومة بشأن مرتبات مارس 2025
  • «المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن
  • بعد 8 أيام..بشرى للموظفين في الحكومة
  • موعد صرف مرتبات شهر مارس 2025.. اعرف قيمة الرواتب بحسب كل فئة
  • مريم بنت محمد بن زايد: أطفالنا مستقبلنا والأمل الذي نحمله في قلوبنا لغدٍ أكثر إشراقاً
  • موعد صرف مرتبات أبريل ومايو وحالات الجمع بين المعاش والراتب في القانون
  • موعد صرف مرتبات مارس 2025 بعد قرار الحكومة.. وجدول الحد الأدنى للأجور الجديد
  • جدول صرف مرتبات شهر مارس 2025 لجميع العاملين بالدولة