إقالة وزيرة الخارجية الليبية بعد فضيحة لقائها بنظيرها الاسرائيلي

اقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش على خلفية اجتماعها سرا مع نظيرها الاسرائيلي في روما الاسبوع الماضي، بحسب ما افادت وسائل اعلام الاثنين.

اقرأ ايضاًوقف وزيرة الخارجية الليبية عن العمل واحالتها للتحقيق على خلفية لقائها نظيرها الاسرائيلي

ونقلت وكالة انباء "الاناضول" التركية عن مصدر في وزارة الخارجية قوله ان رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة اصدر قرار اقالة المنقوش خلال زيارة قام بها إلى السفارة الفلسطينية في طرابلس العاصمة ولقائه السفير محمد رحال.

واضاف المصدر ان الدبيبة جدد خلال الزيارة موقف حكومة الوحدة الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدا ان ما قامت به الوزيرة المنقوش لا يمثل موقف الحكومة والشعب الليبيين.

وكان الدبيبة قرر الاحد، وقف المنقوش عن العمل وتشكيل لجنة للتحقيق معها في ما ورد من معلومات حول لقائها نظيرها الاسرائيلي ايلي كوهين في روما الاسبوع الماضي، وامهل القرار اللجنة ثلاثة ايام لتزويده نتائج اعمالها.

ونقلت وكالة "الاناضول" عن مصادر امنية قولها ان المنقوش غادرت البلاد الى تركيا على متن طائرة حكومية عقب صدور قرار احالتها للتحقيق.

وتمكنت الوزيرة الموقوفة من مغادرة البلاد رغم ان جهاز الأمن الداخلي اكد انه قام بادراجها في قائمة الممنوعين من السفر بسبب انها مطلوبة للتحقيق.

والاثنين، نفى الجهاز معلومات تداولتها وسائل تواصل اجتماعي حول سماحه سمح للمنقوش بالمغادرة، الامر الذي يثير تساؤلات حول الكيفية التي تمكنت بها من الخروج من البلاد,

اسرائيل تتنصل

ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية الاحد، عن وزارة الخارجية كشفها في بيان عن ان كوهين عقد لقاء سري مع ا لمنقوش في روما الاسبوع الماضي، تم خلاله بحث "الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين" اللذين لا يرتبطان بعلاقات دبلوماسية.

واضاف البيان ان اللقاء عقد بوساطة وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني، واكد فيه الوزير الاسرائيلي اهمية  الحفاظ على تراث اليهود وترميم مقابرهم ومعابدهم في ليبيا.

لكن وزارة الخارجية الاسرائيلية عادت وتنصلت الاثنين من بيانها السابق، مؤكدة في بيان اخر مقتضبا عدم وقوفها او الوزير وراء تسريب المعلومات بشأن اللقاء، ودون مزيد من التوضيح.

 

نجلاء المنقوش ونظيرها الاسرائيلي ايلي كوهين

 

ومن جانبها، كانت وزارة الخارجية الليبية اكدت في بيان مساء الاحد، ان ما حدث كان مجرد "لقاء عابر" بين المنقوش وكوهين أثناء اجتماع مع وزير الخارجية الإيطالي، لكنها نفت ان يكون تم خلاله اجراء اي مباحثات مع الوزير الاسرائيلي.

واضاف البيان ان اللقاء لم يكن رسميا او معدا له مسبقا، ولم يتضمن اي مشاورات او اتفاقات او مباحثات، بل اكدت فيه المنقوش بصورة جلية وغير قابلة للبس والتأويل ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية.

‏‎وجدد التاكيد على موقف حكومة الوحدة الوطنية الليبية الرافض بالمطلق للتطبيع مع اسرائيل، والداعم للفلسطينيين وقضيتهم والمتمسك بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين.

غضب وتنديد

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان واحدة في الغرب برئاسة الدبيبة وأخرى يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق.

وغداة الكشف عن لقاء المنقوش وكوهين، شهدت مدن ليبية عدة بينها الزاوية غربي طرابلس تظاهرات غاضبة تطالب باقلة ومحاسبة الوزيرة.

كما ندد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا باللقاء بوصفه مسيئا لنضالات الشعب الليبي ودعمه التاريخي للفلسطينيين وقضيتهم,

اقرأ ايضاًوزير الخارجية الاسرائيلي يكشف عن اجتماع سري مع نظيرته الليبية في روما

ودعا المجلس إلى محاسبة المعنيين بهذا اللقاء واتخاذ ما يلزم من اجراءات لمنع تكراره وابطال ما قد يترتب عنه من نتائج.

وفلسطينيا، أعربت حركة حماس عن صدمتها للقاء.الذي قالت انه يندرج في سياق اللقاءات الاخرى التي تشرعن الاحتلال الاسرائيلي، كما نددت حركة الجهاد الاسلامي باللقاء.

وفي السنوات الأخيرة، تمكنت اسرائيل من تطبيع علاقاتها مع عدد من الدول في إطار "اتفاقات ابراهام" التي توسطت فيها ورعتها الولايات المتحدة.

المصدر: البوابة