أبوظبي في 28 أغسطس / وام / نظّمت وزارة الثقافة والشباب، متمثلة في المراكز الإبداعية، والمجالس الشبابية، مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات احتفاءً بيوم المرأة الإماراتية، حيث سلّطت الضوء على إسهامات الدولة وجهودها الكبيرة في مجال تمكين المرأة بمختلف الميادين والقطاعات وتنمية مهاراتها وتعزيز قدراتها المعرفية والعملية، تأكيداً لدورها الفاعل في بناء المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.

وعكست الفعاليات التزام الوزارة بتعزيز التوازن بين الجنسين، وتمكين المرأة في جميع جوانب الحياة بما يترجم استراتيجية التنمية الوطنية للدولة والهادفة إلى بناء مستقبل مشرق، يعتمد على مشاركة كافة أفراد المجتمع، حيث نظّمت المراكز الإبداعية، والمجالس الشبابية مجموعة من الأنشطة والورش التفاعلية والجلسات الحوارية، والمحاضرات التي أبرزت من خلالها التنوع الثقافي والاجتماعي الذي تحظى به المرأة الإماراتية، كما قدّمت نماذج مضيئة من قصص النجاح لنساء ملهمات ومبدعات حققن إنجازات مرموقة في مختلف المجالات.

وبهذه المناسبة، قال سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب: "منذ قيام الاتحاد، وضعت قيادة الدولة وفي صدارة اهتمامها تمكين وإشراك المرأة في مختلف القطاعات، وهيئت لها سبل النهوض والارتقاء عبر بيئة مدعّمة بمقدرات التعليم والتأهيل العملي ما أتاح أمامها فرصة كبيرة للمساهمة في عملية التنمية، كما قطعت الدولة شوطاً كبيراً بما يتعلّق بملف التوازن بين الجنسين ، وبلا شك فإن دمجها في عملية التنمية من أسس نجاح وتقدم الأمم والشعوب، ولهذا تحرص الإمارات باستمرار على تمكينها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً".

وأضاف سعادة الناخي:" استطاعت المرأة الإماراتية أن تحقق حضوراً لافتاً في قطاع الثقافة، والفنون التشكيلية والموسيقى، والمجالات الرياضية، كما أبدعت في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وحققت إنجازات بارزة في المشاركة السياسية لتمثل ما نسبته 50% من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وتمتلك 9 حقائب وزارية في حكومة دولة الإمارات، فضلاً عن دورها المحوري في إلهام وتوجيه الأجيال الصاعدة، والحفاظ على التراث والهوية الإماراتية بتربية أبنائها على الثقافة و"السنع" الإماراتي والعادات والتقاليد الأصيلة".

وعقدت وزارة الثقافة والشباب بهذه المناسبة مجموعة من الفعاليات، من أبرزها، جلسة حوارية بإمارة أم القيوين مع سعادة عائشة ليتيم عضو المجلس الوطني الاتحادي، وجلستان في الفجيرة بعنوان "نماذج ملهمة وبيئة ممكنة" و"رسالة المرأة الإماراتية عبر الفنّ"، وأخرى في رأس الخيمة تحت عنوان "لنزهر معاً بشكل مستدام"، وغيرها من الفعاليات التي تحتفي بيوم المرأة الإماراتية الذي يأتي في 28 أغسطس من كل عام.

عماد العلي/ ريم الهاجري

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: وزارة الثقافة والشباب المرأة الإماراتیة

إقرأ أيضاً:

حقول القمح الإماراتية.. إرادة قهرت تحديات الصحراء

** 200 مزرعة على مستوى الدولة إنتاجها 80 طن سنوياً

** توزيع حبوب القمح مجاناً على المزارعين وتوفير آلات الحصاد في مختلف الإمارات

** مزرعة في مليحة تنتج 'سبع سنابل' أحد أجود أنواع القمح في العالم

الشارقة - 'الخليج'

على الرغم من تحديات المناخ التي فرضتها الطبيعة الصحراوية لدولة الإمارات إلا أن الاستراتيجيات الوطنية والخطط المدروسة التي تبنتها القيادة الرشيدة منذ التأسيس استطاعت إعادة رسم الخارطة البيئية، والتي أثمرت نشر مساحات واسعة من الأراضي الخضراء معتمدة على إرادة صادقة من أبناء الإمارات لتبني المبادرات الزراعية المستدامة وزيادة عدد المزارع التي تنتج شتى أنواع المحاصيل، باستخدام أحدث التقنيات الزراعية الذكية لتحقيق الاستثمار الأمثل للأراضي الزراعية مع ضمان جودة المنتج المحلي وتعزيز قدرته على المنافسة.

ولم تكن هذه الجهود متجهة نحو تشجير الأراضي الصحراوية بالأشجار المحلية فحسب، بل لجأت الكثير من المبادرات المؤسسية والفردية إلى خوض غمار الزراعات الاستراتيجية لا سيما القمح، والذي حقق نجاحات باهرة في الإنتاج خلال السنوات الماضية فضلاً عن نشره مئات الهكتارات من المساحات الخضراء وسط الصحراء.

وتعد زراعة القمح في دولة الإمارات رافداً مهماً من الروافد الاستراتيجية لمنظومة الأمن الغذائي، والوصول إلى مستوى الاكتفاء الذاتي، وقد شجعتها الدولة عبر المؤسسات والجهات المعنية بالقطاع الزراعي من خلال توظيف الإمكانات والموارد لتوفير المحاصيل العضوية والغذائية الآمنة إلى جانب تبني أفضل الأساليب الزراعية الفاعلة في مجال إنتاج أنواع الحبوب المختلفة ذات الجودة العالية.

وتولي حملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار 'السياحة الخضراء'، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، اهتماماً كبيراً بتسليط الضوء على التجارب الزراعية المستدامة الناجحة، بهدف تحفيز الزيارات السياحية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله تستخدم أحدث التقنيات الذكية في الزراعة والري، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.

قمح الإمارات

بمجهود فردي تطوعي كانت نواته 16 مزارعاً مواطناً؛ انطلقت في عام 2017 مبادرة 'قمح الإمارات' التي تعد إحدى المبادرات الرائدة في مجال الزراعة، لتنتشر بعد ذلك على مستوى الدولة عبر انضمام الكثير من المزارع إلى المبادرة الناجحة حتى وصل عدد المزارع لمشاركة إلى أكثر من 200 مزرعة تنتج أكثر من 80 طناً من القمح سنوياً، مع اهتمام القائمين والمشاركين في المبادرة على توسيع رقعة مزارع القمح والتشجيع عليها عبر توزيع حبوب القمح مجاناً على المزارعين الراغبين بالتجربة مضمونة النتائج، وتوفير آلات حصاد القمح في مختلف إمارات الدولة من أجل التسهيل على المزارعين، ومساعدتهم في حصاد الحبوب بشكل سريع وصحي، للإسهام في تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة، وإنتاج محاصيل تسهم في زيادة الإنتاج الزراعي في الدولة، فضلاً عن تنظيم لقاءات دورية لتبادل الخبرات والإرشادات، والاطلاع على أبرز الأهداف من أجل الوصول إلى أفضل الأساليب والطرق التي تزيد إنتاج القمح.

مزرعة القمح في مليحة

وبدءاً من مارس 2022 بدأت إمارة الشارقة بمشروع زراعة القمح في منطقة مليحة، على مساحات ممتدة تصل إلى 1400 هكتار، وذلك لإنتاج أكبر كمية من القمح، وتلبية احتياجات السوق، حيث تم نثر بذور المرحلة الأولى في نهاية نوفمبر 2022، وجاء حصادها بعد 4 أشهر لتنتج الشارقة واحداً من أجود أنواع القمح في العالم، لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوه من أي مواد كيميائية أو أسمدة وغيرها من المواد الضارة بصحة الإنسان.

وتعزيزاً لنشر المبادرة على نطاع واسع بين المزارعين دشنت دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة مبادرة توزيع بذور القمح الأصيلة على المزارعين المواطنين؛ بهدف دعم زراعة السلع الاستراتيجية بالدولة، وتم توزيع قرابة 3 أطنان من بذور قمح الخبز صنف (يوكورا روجو) الذي يعد من أهم وأجود أصناف القمح الحمراء التي تتميز بالنقاوة العالية، وقصر فترة الإنبات، والخلو من الأمراض الفطرية، كما صاحب مبادرة توزيع البذور حملات تثقيفية وتوعوية للمزارعين حول أفضل الممارسات العالمية المطبقة في أساليب الزراعة المُثلى لبذور القمح؛ لضمان انتاج أفضل المحاصيل.

إنجازات نوعية

وتكريماً للإنجازات النوعية التي حققها مشروع مزرعة مليحة للقمح بشكل متزايد، حصل المشروع على علامة الجاهزية للمستقبل التي يتم منحها للمؤسسات الاتحادية والمحلية التي تصمم وتطبق مشاريع استثنائية، حيث يهدف المشروع إلى إنتاج 15200 طن من القمح العضوي فائق الجودة والذي يغطي 100% من احتياجات منافذ البيع بالتجزئة بالإمارة من القمح حيث يتم استزراعه دون استخدام أي مواد كيميائية.

كما انطلقت الجهود البحثية بمختبرات المشروع والهادفة الى تطوير سلالة جديدة من القمح أطلق عليها اسم سلالة 'الشارقة-1' التي تعد أكثر تحملاً للتغيرات المناخية والحرارة، وأقل استهلاكاً وتوفيرا للمياه بنسبة 30%، وأكثر إنتاجية وأغنى من ناحية القيمة الغذائية وتحتوي على نسبة 19% من البروتين وهي الأعلى عالميا والأسرع في النضج والحصاد، كما أطلق المشروع علامة القمح التجارية 'سبع سنابل' لتلبية الطلب في السوق المحلية ورفع سقف الإنتاج بتوسعة المساحة المزروعة من القمح لتصل إلى 1900 هكتار، وزراعة 285 طناً من بذور القمح فيها، كما تمت توسعة المنظومة لتشمل ريادة الأعمال الزراعية الوطنية لتمكين قدرات المواطنين على المشاركة في رفع سقف الإنتاج حيث تم زراعة 15 طناً من بذور القمح من قبل 320 مزارعاً.

إلى ذلك، حصل دقيق 'سبع سنابل' على خمس شهادات، معتمدة في الجودة والسلامة؛ منها: شهادة 'الهاسب' لاستيفائه شروط الزراعة الآمنة والنظيفة، وشهادة 'عضوي' لتطبيق اشتراطات الزراعة العضوية، وشهادة 'NON GMO '؛ وهي اعتراف بعدم استخدام البذور المعدلة وراثياً، وكذلك أول منتج وطني يحصل على علامة 'صنع في الإمارات'، باعتباره مستوفياً لمعايير الجودة والسلامة ومطابقته للمواصفات القياسية المعمول بها في دولة الإمارات، ما يعزز ثقة المستهلكين، ويدعم تنافسيته في الأسواق.

ترشيد الموارد

وبالتوازي مع الإنتاج المتزايد لمزارع القمح في الدولة، حرص القائمون عليها على تطبيق منظومة ري حديثة تعتمد الأتمتة بالكامل باستخدام البيانات الفضائية من الاقمار الصناعية، حيث تضم مزرعة القمح في الشارقة محطة لتجميع مياه الري بمواصفات فنية عالية تعمل على تغذية خطوط الري بشكل رئيسي عبر 6 مضخات سحب كبيرة بطاقة تصل إلى 60 ألف متر مكعب من المياه على مدار ساعات اليوم، ويتم نقل المياه من محطة حمدة على خط ناقل طوله 13 كيلومتراً وصولاً إلى المزرعة، كما تقوم عملية الري على استخدام التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في تطوير العملية والتحكم فيها عبر بث معلومات حول الطقس والتربة إلى المركز الرئيسي لعمليات الزراعة؛ لضبط وتنظيم معدل استهلاك المياه.

وتم توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المشروع من خلال استخدام تقنية فيزيائية تمثلت في وضع مجسات في التربة مرتبطة بمحطة أرصاد وغرفة تحكم تشير إلى كفاية الري، وباتباع هذه التقنيات تم توفير 40% إلى 45% من المياه اللازمة للزراعة، كما تم استخدام تقنية التصوير الحراري والاستشعار عن بُعد بواسطة الأقمار الصناعية التي تقدم معلومات يومية عن حالة التربة وصحة النبات.

مقالات مشابهة

  • انطلاق المؤتمر الإقليمي للرعاية البديلة ودور التنمية المستدامة.. «الحماية الاجتماعية للأطفال والشباب والتمكين الاجتماعي والاقتصادي والاستدامة وبناء مؤسسات معاصرة» أبرز المحاور
  • غايا تحتفي بالإبداع في الأوبرا.. إعلان الفائزين وتكريم رموز الفن والأدب السبت
  • وزيرُ الخارجية يتلقّى رسالة خطيّة من نظيره الأرميني
  • 85 لاعباً ولاعبة يمثلون جوجيتسو الإمارات في «آسيوية» الناشئين والشباب
  • سعود بن صقر يستقبل سفيرة جمهورية إستونيا لدى الدولة
  • «الظفرة للطاقة الشمسية» تستضيف أعضاء غرفة التجارة الفرنسية الإماراتية
  • سعيد بن سلطان: الرعاية السامية لمجمع عُمان الثقافي تعزز جهود الارتقاء بالإسهامات الثقافية العُمانية
  • سعيد بن سلطان: المشاركة في "معرض القاهرة للكتاب" فرصة للتعريف بالتنوع الثقافي العماني
  • حقول القمح الإماراتية.. إرادة قهرت تحديات الصحراء
  • «نزرع للاستدامة».. مشروع يعزز دور المرأة الإماراتية في القطاع الزراعي