14 إمامًا وواعظة من الجمهورية الليبية يحرص الأزهر الشريف، على تأهيلهم وتدريبيهم على صحيح الفكر الإسلامي ومواجهة التطرف، من خلال الدورة التدريبية الحادية والعشرين، التي تنعقد بالتعاون بين المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالتعاون وأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، والتي حاضر فيها علماء الأزهر الشريف.

الدكتور إبراهيم الهدهدالفكر الهدام ينشر الفرقة بين أفراد المجتمعات

البداية كانت بمحاضرة للدكتور إبراهيم الهدهد - المستشار العلمي للمنظمة، تحت عنوان (تصحيح المفاهيم المغلوطة)، والتي تناول خلالها مصطلحات ومفاهيم مغلوطة يروج لها أصحاب الفكر المتطرف، والتي أدت إلى انسياق البعض لهذه الأفكار والمفاهيم، نتيجة الفهم غير الصحيح للقرآن والسنة أو الفهم المنقوص لنص دون آخر وإهمال آراء العلماء الراسخين.

«الهدهد» أكد أن البعض أساء فهم بعض الأحاديث النبوية والتي استدلوا بها في غير موضعها ورتبوا عليها أحكاما بناء على ذلك الفهم المغلوط؛ حيث يستدلون بها دون الوقوف على أسباب الورود ودون معرفة ما إذا كان العموم الذي تضمنه الحديث باقيا أم خصص بأدلة أخرى أو إذا كان مطلقا أو قيد بأمر آخر، فهؤلاء يعتمدون على ظواهر النصوص دون الوقوف على مقاصدها أو الرجوع إلى كلام الشراح من أئمة الحديث المعتمدين.

ناصحًا أئمة وواعظات ليبيا بأن يكونوا على حذر تام من هؤلاء المدعين الذين يريدون نشر فكرهم الهدام الذي يفسح المجال لنشر الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد.

الدكتور العواريمبدأ الحاكمية

وفي محاضرة للدكتور عبدالفتاح العواري - عميد كلية أصول الدين الأسبق، تحت عنوان (التطرف في فهم النص القرآني)، أشار إلى بعض الأفكار التي يروج لها أصحاب تلك المفاهيم الخاطئة ويقومون باجتذاب بعض الأشخاص عن طريق النصوص القرآنية التي يقومون بتفسيرها بفهم خاطئ، ومنها الاستشهاد بقول الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فهم يستدلون بهذه الآية لإلغاء مبدأ الحاكمية، وأن الحكم لله تعالى، وهم بذلك يقومون بهدم المجتمعات حتى يتمكنوا من السيطرة عليها ووقوعها تحت حكمهم بحجة أنهم يحكمون بالكتاب والسنة وبذلك يكون لهم الحق في الحكم.

«العواري» حذر مما تفعله الجماعات من الخروج على الناس بحجة أنهم أصحاب حق، ويكفرون غيرهم، وبين أنه يجب على الدعاة مواجهتهم بالعقل والفكر؛ لأن العلم هو أعظم وسيله للرد على مثل هذا الجهل، قائلا: «هؤلاء الجماعات يركزون على زرع تلك المفاهيم الخاطئة في أذهان هؤلاء النشء الصغار حتى يرسخوا هذه المفاهيم الخاطئة في أذهانهم».

وأوضح أنه يجب تصحيح المفاهيم للشباب حتى لا يقعوا تحت طائلة تلك التيارات المتشددة في فهم بعض الأحكام، وأن تصحيح المفاهيم أمر واجب علي جميع الوعاظ؛ لأنهم سيسألون عن تقصيرهم في عدم نشر المفاهيم الصحيحة، محثًا على أنه يجب أخذ العلم والأحكام الشرعية من الكتاب والسنة النبوية المطهرة وأن يعملوا جادين على تحصيل العلم الشرعي من المعارف الصحيحة ومن العلماء المتخصصين.

أئمة وواعظات ليبياأهل السنة والجماعة

وتحت عنوان "أهل السنة والجماعة" قال الدكتور محمد البيومي - عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع الزقازيق: إن أهل السنة والجماعة هم من يتبعون منهج السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأصحاب المذاهب الفقهية المعتبرة ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم وأخذ عنهم.

وأوضح أنه لم تكن هذه التسمية مصطلحًا متعارفًا عليه في بداية التاريخ الإسلامي وإنما ظهرت هذه التسمية تدريجيًا بعد ظهور الفرق المنشقة عن جماعة المسلمين تحت مسميات مختلفة، وقد استقر في أذهان الناس عبر التاريخ أن أهل السنة والجماعة من الناحية العقائدية هم الأشاعرة، ومن الناحية الشرعية على مذهب الأئمة الأربعة، ومن تبعهم مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يُكفّر أحد من أهل القبلة، وقد اعتمد أهل السنة والجماعة على منهج علمي في تدوين علم العقيدة، ومن خلال الجوامع الحديثية، ولقد تميزت بالقوة في الحجة والرصانة والأسلوب والدقة والعمق في الفهم. 

كما اعتمد السلف في استدلالهم على الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة واستخدموا أنواعًا من الاستدلال وبرعوا فيها ففاقوا خصومهم من أهل البدع كالاستدلال العقلي والاستدلال باللغة والفطرة ونحوها من الأدلة، مشددًا على أهمية أخذ العلم من مصادره الصحيحة وأن تكون لديهم المهارة في الرد والإقناع بالحكمة والاستدلال من خلال الكتاب والسنة.

الدكتور محمود حسينأعمدة المنهج الأزهري

فيما شدد الدكتور محمود حسين - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، خلال حديثه عن"معالم المنهج الأزهري" أن المنهج الأزهري يتميز بالوسطية والجمع بين العقل والنقل وهو قائم على ثلاثة أعمدة يتمثلها بيت من الشعر للإمام ابن عاشر المالكي: "عقد الأشعري وفقه مالك وطريقة الجنيد السالك"، ويشمل علم أصول الدين وعلم الفقه وأصوله، وعلم التصوف أو التزكية، كما يمتاز المنهج الأزهري بالتنوع الفقهي الذي يعلم الطلاب التسامح وسعة الصدر وقبول الرأي الآخر واحترامه فذلك كله هو صمام السلم المجتمعي.

وأوضح أن المنهج الأزهري يسع الجميع، فالتنوع البشري لكل دارسيه من جنسيات العالم يؤكد عالمية رسالته واحتضانه لكافة العقول والألسن، فهي رسالة عالمية في خدمة  الإسلام، وفهم هذا المنهج الذي لا يكفر الآخر وينبذ الغلو والتطرف يرسخ للوسطية، ويعمل على نشر مبادئ السماحة والإخاء.

وأشار إلى أن المنهج الأزهري يواجه الفكر بالفكر من خلال الأدلة والأسانيد الشرعية، ولا يتورط في ما يبثه غلاة الدين من سموم فكرية تؤثر على عقول الشباب فهو منهج يدعو للاحتكام إلى العقل في الدعوة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الفكر الإسلامي المنظمة العالمية لخريجي الازهر علماء الازهر أهل السنة والجماعة المنهج الأزهري أهل السنة والجماعة من خلال

إقرأ أيضاً:

الخشت: الفيلسوف الفقيه الذي يجمع بين الفكر الإسلامي والغربي

قالت الإعلامية عزة مصطفى، في برنامجها "صالة التحرير" المذاع على قناة صدى البلد، إن الدكتور محمد الخشت له نصيب من التقدير والتكريم على المستوى الدولي، مشيرة إلى صدور دراسة علمية لباحثة جزائرية عن منهج دكتور محمد الخشت الفكري، حيث أطلقت الباحثة على الدكتور الخشت لقب "الفيلسوف الفقيه"، مؤكدة أهمية القوى الناعمة المصرية ومدى تأثير فكر الدكتور محمد الخشت وامتداد تأثيره الفكري في الوطن العربي وانتشار مؤلفاته، وهو ما يدعو للفخر بعلماء ومفكري مصر ويؤكد دورهم الحيوي.

وأوضح الدكتور محمد منصور هيبة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، أن هناك دراسات كثيرة عن الدكتور الخشت ومنهجه التنويري، مشيرًا إلى دراسة مهمة تم إعدادها في عام 2017 عن فكر الدكتور الخشت لباحثة سويسرية في جامعة برن بعنوان "فلسفة الدين العربية في القرن العشرين، حيث قدمت تحليلًا لفلسفة الدين العربية في القرن العشرين، وصنفتها إلى 3 أنماط من الفلاسفة المعتبرين: من بينها "النمط الفلسفي النقدي" الذي يؤمن بالإسلام ويتصور دين الإسلام كما هو معطى تماما مثلما يفعل اتجاه الدفاع عن عقائده، وتؤكد الباحثة في دراستها أن الدكتور محمد عثمان الخشت هو أساس هذا الاتجاه.

وأشار الدكتور محمد منصور، إلى صدور دراسة عربية جزائرية عن جامعة قاصدي مرباح، تتناول فيها باحثة في رسالتها لنيل درجة الماجستير، تجديد الفكر الديني عند الدكتور الخشت، ومفهوم الدين، ونشأته وتجديد الخطاب الديني، مؤكدة على أن الدكتور محمد الخشت موسوعي الثقافة يجمع بين التعمق في التراث الإسلامي والفكر الغربي وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية ولذلك أُطلق عليه "الفيلسوف الفقيه".

كما أشار الدكتور منصور، إلى الدراسات المصرية التي تم إعدادها كرسائل للماجستير والدكتوراه في جامعات طنطا وجنوب الوادي عن فلسفة وفكر الدكتور الخشت، بصفته مفكرا من أكبر مفكري عصره بإنتاج علمي غزير، حيث يعد أحد رواد فلسفة الدين ومقارنة الأديان واستطاع تقديم نسق عقلاني متكامل وإقامة وبناء خطاب ديني جديد والعودة إلى الثوابت وما أطلق عليه الإسلام المنسي وتخليصه من الموروثات الاجتماعية والأفكار البشرية.

مقالات مشابهة

  • الجامع الأزهر يناقش الإسلام وحقوق الجار.. غدًا
  • جامعة الأزهر تنظم مسابقة "القراءة الحرة" للطلاب والطالبات
  • مجلس جامعة الأزهر يشيد بوجودها ضمن أفضل 350 على مستوى العالم
  • مجلس جامعة الأزهر يشيد بوجود الجامعة ضمن أفضل 350 جامعة على مستوى العالم
  • «خريجي الأزهر» بالغربية تبحث خطة العمل الدعوي ومواجهة الظواهر السلبية بالمجتمع
  • الخشت: الفيلسوف الفقيه الذي يجمع بين الفكر الإسلامي والغربي
  • وكيل الأزهر يتفقد لجان امتحانات الشهادة الثانوية في مادة الأحياء
  • "المفاهيم الصحيحة للرجولة" دورات تدريبية بشباب ورياضة سوهاج
  • هل يقيل أردوغان وزيرين من حكومته؟
  • مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى الـ 11 لثورة 30 يونيو