قال مسؤول إسرائيلي، الاثنين، إن وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين تحدثا لأكثر من ساعتين في اجتماع استضافته إيطاليا تم الاتفاق عليه مسبقا "على أعلى المستويات" في ليبيا، بما يتعارض مع تصريحات ليبية عن لقاء غير معد مسبقا أثارت احتجاجات في أنحاء البلاد.

لكن المسؤول الإسرائيلي بحسب رويترز، شكك في هذه الرواية.

 

وقال "الاجتماع تم الاتفاق عليه مسبقا على أعلى المستويات في ليبيا واستمر قرابة ساعتين".

وأضاف "يرى رئيس الحكومة الليبي أن إسرائيل هي جسر محتمل إلى الغرب والإدارة الأميركية".

وكان الإعلان عن هذا اللقاء من قبل وزير في حكومة محسوبة على جماعة الإخوان في ليبيا قد فجر احتجاجات شعبية وصلت إلى قيام 

متظاهرين باقتحام مقر وزارة الخارجية الليبية في وقت متأخر من مساء  الأحد، للتعبير عن رفضهم للقاء المنقوش مع كوهين ومحاولات التطبيع مع إسرائيل.

وشهدت بعض الأحياء في طرابلس والمدن المجاورة، موجات من الرفض أغلبها من الشباب، وقامت من خلالها مجموعات رافضة بإحراق إطارات وإغلاق بعض الطرق الحيوية.

وخرجت مظاهرات غاضبة في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس احتجاجا على لقاء نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي في إيطاليا.

وأغلق متظاهرون في مدينة تاجوراء شرقي طرابلس، شارعاً رئيساً، مساء الأحد، احتجاجاً على لقاء المنقوش مع كوهين.

فيما صدرت عدة بيانات من أحزاب ومؤسسات مدنية رافضة لأي علاقة مع إسرائيل.

وسعيا لاحتواء ردود الفعل الشعبية المنددة  لهذا اللقاء أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة بيانا أعلن فيه أنه أوقف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطياً وأحالها إلى التحقيق.

بينما زعمت وزارة الخارجية الليبية أن المنقوش رفضت عقد أية لقاءات مع ممثلين لإسرائيل، وإن ما حدث في روما هو "لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقاً أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي".

وأضافت الوزارة في بيان، إن اللقاء لم يتضمن "أية محادثات أو اتفاقات أو مشاورات"، وأن الوزارة "تؤكد التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتشدد على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهذا موقف راسخ لا تراجع عنه".

في حين كانت إسرائيل أعلنت أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اجتمع مع نظيرته الليبية في إيطاليا، الأسبوع الماضي، على رغم عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين، مضيفة إنهما ناقشا سبل التعاون المحتمل.

وبعد النفي المرتبك للحكومة الليبية جاء تأكيد مسؤول إسرائيلي، الاثنين، أن اللقاء استمر لأكثر من ساعتين وكان انعقاده بعد الاتفاق عليه مسبقا "على أعلى المستويات" في ليبيا، ليضع الحكومة الليبية في ورطة.

ومساء الأحد، دعا عدد من الحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني في ليبيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج في وقفات احتجاجية تطالب برحيل حكومة الدبيبة، وذلك على خلفية لقاء المنقوش وكوهين في إيطاليا، وتحدثت عنه وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس".

وأكد البيان الإسرائيلي أن هذا الاجتماع هو الأول بين وزير خارجية إسرائيلي مع نظيره الليبي، ويهدف إلى دراسة إمكانات للتعاون وبناء علاقات بين البلدين والحفاظ على التراث اليهودي الليبي. 

ووصف كوهين في البيان الصادر عن وزارته، الاجتماع مع وزيرة خارجية ليبيا بـ"التاريخي"، منوهاً بأنه عبارة عن "خطوة أولى للدفع بالعلاقات بين إسرائيل وليبيا"، موضحاً أن حجم العلاقات بين ليبيا وموقعها الاستراتيجي "يمنح العلاقة معها أهمية عظيمة وإمكانات هائلة لدولة إسرائيل".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، "تحدثت مع وزيرة الخارجية الليبية حول الإمكانات الكبيرة للبلدين، وأيضاً أهمية الحفاظ على تراث يهود ليبيا، والذي يشمل ترميم كُنس ومقابر يهودية في البلاد"، مشيراً إلى أن "وزارته تعمل أمام مجموعة من الدول في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا بهدف توسيع دائرة السلام والتطبيع مع إسرائيل".

 في غضون ذلك طالب الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة خالد المشري بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة.

 وقال على حسابه الرسمي في "فيسبوك": إنه "مع وجود معلومات تشير إلى وجود لقاءات سابقة من قبل مسؤولين في هذه الحكومة وزيارتهم للأراضي الفلسطينية المحتلة، وبذلك تكون هذه الحكومة قد تجاوزت كل الخطوط الممنوعة والمحظورة الدينية والوطنية والقانونية، وأصبح من الواجب إسقاطها".

من جانبه، أدان عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة ما وصفه ببدء التطبيع بين ليبيا وإسرائيل، واصفاً اللقاء بين المنقوش وكوهين بـ"الإهانة لكل مواطن ليبي حر شريف"، مطالباً رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بإحالة وزيرة الخارجية الليبية إلى القضاء بتهمة "الخيانة العظمى"، وفق تعبيره. 

 المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي اعتبر من جانبه أن اللقاء الليبي - الإسرائيلي جاء في توقيت حرج بالنسبة إلى حكومة الوحدة الوطنية التي برهنت من خلال هذا الاجتماع أنها تبحث عن تحالفات جديدة، بخاصة في ظل بدء تخلي عدد من الدول المتداخلة في الشأن الليبي عن حكومة الدبيبة، وذلك جلي من خلال دعم الولايات المتحدة الأميركية لمقترح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي الأخير الذي دعا إلى ضرورة "تشكيل حكومة جديدة" للإشراف على الانتخابات.

ورأى المهدوي أن "بداية التطبيع الليبي مع إسرائيل تحمل بصمات تركية، بخاصة أن الجانب التركي لديه علاقات قوية مع الجانب الإسرائيلي، ومن الواضح أنه هو من نظم هذا اللقاء بتنسيق إيطالي، لا سيما أن الدولتين المذكورتين لديهما مصالح في الغرب الليبي والدبيبة مكنهما من اتفاقيات عدة في مجال النفط والغاز"، بحسب تعبيره.

واعتبر المهدوي أن "الدبيبة يحاول إرضاء الولايات المتحدة التي تنظر إلى إقامة العلاقات مع إسرائيل بالمهمة لسياستها الخارجية، لذلك عمل الدبيبة على استغلال هذه النظرة الأميركية وتوجه لإقامة علاقة تطبيع مع إسرائيل، بخاصة أن ليبيا ليست الأولى في القارة الإفريقية التي تقوم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد سبقها المغرب والسودان وتشاد.

ووصف سياسة الدبيبة الحالية بـ"رقصة الديك المذبوح"، مبيناً بأن لقاء المنقوش وكوهين جاء ليؤكد خسارة الدبيبة شعبيته محلياً، بخاصة أنه يأتي بعد اشتباكات طرابلس الأخيرة بين فصائل مسلحة محسوبة على جماعة الإخوان، والتي راح ضحيتها أكثر من 55 قتيلاً.

عضو البرلمان صالح فحيمة قال إن "اللقاء الليبي - الإسرائيلي سابقة خطرة يجب التعامل معها وفق القانون الليبي الذي يجرم التطبيع مع إسرائيل على غرار القانون رقم 62 لسنة 1957 والقانون رقم 7 لسنة 1962، وجميعها قوانين تمنع التواصل مع الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي العربية بصفة معلنة أو سرية". 

وشدد فحيمة على أنه "يجب عدم إهمال هذا الأمر، وذلك بالعمل على ردع كل من تسول له نفسه خرق القانون الليبي لأن مقاطعة إسرائيل تعد من ثوابت السياسة الخارجية الليبية التي يجب عدم التخلى عنها تحت أي ظرف".

وشدد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الليبي علي التكبالي على أنه "لا إسرائيل ولا ليبيا في وضع يسمح لهما بعقد أية صفقة لأن إسرائيل في أزمة، حيث يحاول رئيس الوزراء تشكيل حكومة جديدة لإبعاد المتطرفين عنها، والمشروع الصهيوني سقط منذ مدة، فإسرائيل تحاول فقط من خلال اللقاء مع المنقوش ضخ دماء جديدة في محيطها". 

وقال: "صحيح أن إسرائيل تريد التقدم خطوة نحو المغرب العربي بصفة خاصة، ولكنها لا تريد دولاً هزيلة مثل ليبيا وغيرها التي يظن رئيس حكومتها أنه سيستفيد من علاقاته مع إسرائيل، ولكنه في الواقع حفر نهايته بيده، فإسرائيل تعلم أن حكومة الدبيبة ليست باقية، وهي تريد فقط أن تخطو خطوة مفادها أنها قد نجحت في إقامة علاقة مع السلطة الليبية حتى ولو أنها ستكون قصيرة، ولكن تستطيع البناء عليها مستقبلاً".

واستغرب عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان من "صدمة الشعب الليبي تجاه خطوة التطبيع مع إسرائيل، والدبيبة سبق وفرط بأهم القواعد العسكرية في غرب البلد والموانئ البحرية الليبية للأتراك فلِمَ لا يطبع مع إسرائيل؟ 

وفي تعليقه على قول كوهين إنه يريد أن يحافظ على "تراث اليهود في طرابلس" وإقامة علاقات مع ليبيا، أوضح المتحدث نفسه أن اليهود في ليبيا هم يهود ليبيون، وليسوا يهوداً إسرائيليين، حيث لم يذهب إلى إسرائيل إلا قليل منهم، بينما تعيش الغالبية بين إيطاليا ومالطا، مشيراً إلى أنه مرحب بهم في أية حكومة ليبية معتدلة، ويجب أن يعودوا لأنهم  يهود ليبيون، وليسوا يهوداً إسرائيليين.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: التطبیع مع إسرائیل الخارجیة اللیبیة وزیرة الخارجیة لقاء المنقوش فی لیبیا مع وزیر

إقرأ أيضاً:

محلل إسرائيلي: الشرع يفسد خطط إسرائيل بشأن الأقليات بسوريا.. قد نعترف بحكمه

شدد محلل الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال، جاكي خوجي، على أن التقارب بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" الذي توج باتفاقية الدمج والانضمام للحكومة والجيش يجب أن يكون أمرا مرضيا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكنه لفت إلى أن "تركيا صامتة هذه الأيام وهذا يثير الشكوك".

وأوضح خوجي في مقال نشرته في صحيفة "معاريف" العبرية، أن هذا الاتفاق يقلل من طموحات الأكراد في الانفصال عن سوريا وإقامة دولة مستقلة، لكنه اعتبر أن "السلطان" في إشارة إلى أردوغان، لا يستطيع الترحيب بهذا التطور علنا، لأن الأكراد يعتبرون "أعداءه اللدودين".

وأضاف أن هذا الصمت التركي يثير قلق الأكراد الذين يخشون أن يكون أردوغان على علم مسبق بالاتفاق، وأن يكون الرئيس السوري في المرحلة أحمد الشرع يسعى لتحقيق مكاسب سياسية ومادية على حسابهم.


وأشار خوجي إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تجد نفسها في موقف صعب، إذ لطالما كان الأكراد "أصدقاء تقليديين لإسرائيل"، لكنها الآن ترى أن علاقتهم المتنامية مع دمشق قد تعقد موقفها في سوريا.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن إسرائيل تعتبر النظام السوري الجديد ذا توجهات "جهادية رادعة"، ما يجعله شبيهًا بـ"حماس وأمثالها"، وفق تعبيره.

وأكد أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي اختارت في الفترة الأخيرة دعم الأقليات في سوريا، وعلى رأسهم الدروز، وذلك استنادا إلى رؤية ديفيد بن غوريون حول "تحالف الأطراف"، حيث كان يرى أن إسرائيل، كدولة معزولة في المنطقة، يجب أن تتحالف مع الأقليات لضمان مصالحها.


لكن الكاتب لفت إلى أن هذه السياسة قد تكون فقدت أهميتها مع انفتاح :بعض الدول العربية السنية على إسرائيل وسعيها لتوطيد العلاقات معها".

وفي هذا السياق، أشار خوجي إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع يعمل على تعزيز سلطته باستخدام "العصا والجزرة"، وهو ما قد يؤدي بإسرائيل في النهاية إلى "الاعتراف بأن حكمه أصبح أمرا واقعا".

وختم خوجي مقاله بالقول إن "الشرع يسحب بيضة مفاجئة، وهذا يفسد خطط إسرائيل لتنمية العلاقة مع الأقليات في سوريا. وهنا يقع الأكراد في أحضانه، وربما في السنوات القادمة يصبحون جزءا شرعيا من الحكومة التي يرأسها".

مقالات مشابهة

  • السنوسي: ليبيا بحاجة إلى حكومة موحدة قوية يمكنها التعاون مع المجتمع الدولي لحل مسألة الهجرة
  • «تيته» تبحث مع وزير الخارجية التركي التطورات الإقليمية وتأثيرها على ليبيا
  • البعثة الأممية: وزير الخارجية التركي أكد دعم جهود تيتيه في ليبيا
  • مؤسسة تطبيق سند تُحقق حلم الطفل «ياسين وليد» بلقاء محمود الخطيب
  • إذا لم تنفذ إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار..حماس تهدد بالتراجع عن تسليم رهينة أمريكي إسرائيلي و4 جثث
  • تصريحات لـ وزير النفط في حكومة عدن تشعل وسائل التواصل الاجتماعي
  • وزير الخارجية السوري يصل بغداد
  • قنصل ليبيا: القضاء التونسي أصدر حكما جائرا بحق الليبي مهرب الكسكسي 
  • محلل إسرائيلي: الشرع يفسد خطط إسرائيل بشأن الأقليات في سوريا.. قد نعترف بحكمه
  • محلل إسرائيلي: الشرع يفسد خطط إسرائيل بشأن الأقليات بسوريا.. قد نعترف بحكمه