قافلة مساعدات عربية تنطلق من مصر الى السودان
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
رصد – نبض السودان
أطلقت معالي السفيرة الدكتورة/ هيفاء أبوغزالة – الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية- بالتعاون مع معلي السيدة/ نيفين القباج – وزير التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، والهلال الأحمر المصري، قافلة المساعدات الإنسانية والاجتماعية للشعب السوداني، صباح اليوم الاثنين الموافق 28 أغسطس 2023، وذلك من مقر الهلال الأحمر المصري بالقاهرة.
وفي كلمة بهذه المناسبة وجهت السفيرة أبوغزالة، الشكر باسم جامعة الدول العربية، إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية، على ما يقدمه من دعم للعمل الاجتماعي والإنساني العربي المشترك، وبما يسهم في مواصلة مسيرة التنمية الاجتماعية، وتحقيق المطالب الأساسية للشعوب العربية، التي تمر بحالات من عدم الاستقرار بما يضمن توفير مطالب الحياة اليومية الأساسية في ظل هذه الظروف الصعبة.
كما وجهت الشكر إلى معالي السيدة نيفين القباج – نائب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري، وكافة الكوادر العاملة به، على جهودهم المقدرة بالتنسيق مع قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية (الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب)، موضحة أن هذه هي القافلة الثانية من المساعدات التي تطلقها جامعة الدول العربية، بالتعاون مع حكومة جمهورية مصر العربية، وتنفيذاً لقرار مجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب، لصالح الشعب السوداني.
وقد قامت معالي السفيرة، والوفد المرافق مع مدير وكوادر الهلال الأحمر المصري، بجولة تفقدية لنموذج من المساعدات التي سيتم إيصالها إلى الشعب السوداني – والتي بلغت 25 طن من المواد الإغاثية الأساسية – وأكدت على أهمية وصول تلك المساعدات إلى مستحقيها، بما يخفف من الأوضاع الإنسانية الصعبة، خاصة في المناطق الأكثر نزاعا والذي أدى إلى خروج الأهالي من منازلهم، ونزوحهم إلى مناطق أكثر أماناً.
في الختام أكدت أبوغزالة، على مواصلة جامعة الدول العربية، بالتنسيق مع الدول الأعضاء، والمجالس الوزارية العربية المتخصصة المعنية، لتقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية للشعب السوداني، معربة عن آملها لسرعة إنهاء هذه الأزمة وأن تعود الحياة إلى طبيعتها، ويستكمل السودان مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل مستدام.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: تنطلق عربية قافلة مساعدات الشؤون الاجتماعیة الأحمر المصری الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
"إذ نؤمن بضرورة رفع المعاناة عن كاهل شعبنا والتوصل إلى حلول للأزمة السودانية، تنهي الحرب التي بدأت في الخامس عشر من إبريل 2023، والتي يستلزم وقفُها تكاتف أبناء الشعب السوداني بمختلف مكوناته وانتماءاته. وإذ نقرّ بأن الأزمة السودانية منذ الاستقلال هي أزمة سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية شاملة يجب الاعتراف بها وحلّها حلاً جذرياً. وإذ ندرك أنّ الحرب الحالية قد سبّبت خسائر مروّعة في الأرواح ومعاناة إنسانية لم يسبق لها مثيل، من حيث اتّساع النطاق الجغرافي، وأنها دمّرت البنيات التحتية للبلاد، وأهدرت مواردها الاقتصادية، لا سيّما في الخرطوم ودارفور وكردفان. وإذ نؤكد رغبتنا الصادقة في تسوية النزاع المستمر على نحوٍ عادل ومستدام عبر حوار سوداني/ سوداني، يُنهي جميع الحروب والنزاعات في السودان بمعالجة أسبابها الجذرية، والاتفاق على إطار للحكم يضمن لكل المناطق اقتسام السلطة والثروة بعدالة، ويعزّز الحقوق الجماعية والفردية لكل السودانيين" ... بهذه الديباجة، وأكثر، تبدأ اتفاقية المنامة الموقّعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 20 يناير/ كانون الثاني 2024، وجاءت بعد خمسة أيام من رفض قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتأكيده أنه لا حاجة لأيّ تفاوض جديد، بل يجب تنفيذ نتائج قمة "الإيقاد"، التي عُقدت في جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول 2023، على نحوٍ طارئ لمناقشة حرب السودان. وخلصت إلى التزام من قائد الجيش وقائد "الدعم السريع" بالاجتماع الفوري ووقف الأعمال العدائية.
في خطابه إلى القمة العربية الطارئة، أكد البرهان أن أولوليات حل الأزمة (الحرب) هي الالتزام بإعلان جدّة للمبادئ الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإزالة معوقات تقديم المعونات الإنسانية، وتعقب ذلك عملية سياسية شاملة للتوصل إلى توافق وطني لإدارة المرحلة الانتقالية ثم الانتخابات، لكن في 20 يناير 2024، وفي يوم توقيع اتفاق المنامة الذي وقّعه عن القوات المسلّحة الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، وعن الدعم السريع "الفريق"(!) عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي، الذي حصل مثله ومثل غيره من قادة المليشيات على رتب عسكرية من الجيش السوداني، في اليوم نفسه، جمّد السودان عضويته في منظمة الإيقاد! وتحوّلت المنظمة التي كانت قبل أيام "صاحبة دور مهم في الوصول إلى السّلام" إلى "منظمة الجراد" في الخطابات الشعبوية التي تطلقها السلطة العسكرية.
مرّ اتفاق المنامة من دون ضجيج. وربما لو لم يتسرّب خبر التفاوض الذي أكده بعد ذلك تصريح أميركي، لظلّ الأمر في دائرة الشائعات. رغم الحضور الدولي والمخابراتي في التفاوض.
اتفق الطرفان، في البند السابع من وثيقة المنامة، على "بناء وتأسيس جيش واحد مهني وقومي، يتكوّن من جميع القوات العسكرية (القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وحركات الكفاح المسلح)، ولا يكون له انتماء سياسي أو أيديولوجيّ، يراعي التنوع والتعدّد، ويمثل جميع السودانيين في مستوياته كافّة بعدالة، وينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي"، واتفق الطرفان في البند 11 على "تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 في مؤسسات الدولة كافّة"، أما البند 19 فقد نصّ على "حوار وطني شامل للوصول إلى حل سياسي، بمشاركة جميع الفاعلين (مدنيين وعسكريين)، دون إقصاء لأحد، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية التابعة له وواجهاته، بما يؤدي إلى انتقال سلمي ديمقراطي".
بمقارنة اتفاق المنامة بين الجيش و"الدعم السريع" مع إعلان أديس أبابا الموقّع بين تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية و"الدعم السريع" في 2 يناير 2024 (قبل 18 يوم من توقيع اتفاق المنامة) يصعب فهم إدانة الجيش إعلان أديس أبابا! فالإعلان نصّ على أن التفاهمات الواردة فيه "ستطرح بواسطة تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية لقيادة القوات المسلحة لتكون أساساً للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب"، وهو الحل السلمي نفسه الذي نصّت عليه اتفاقية المنامة قائلة: "نجدّد قناعتنا بأن التفاوض هو السبيل الأفضل والأوحد للتوصل إلى تسوية سياسية، سلمية شاملة للنزاعات والحروب في السودان"، وهو ما أكده قائد الجيش في خطابه إلى قمة "الإيقاد"، قبل أن ينقلب على المنظمة ويجمّد عضوية السودان فيها، مدّة قاربت العام.
... سيبقى ما حدث لغزاً للسودانيين فترة طويلة، ضمن ألغاز أخرى تحيط بهذه الحرب. كيف دار هذا التفاوض؟ لماذا لم يجرِ الإعلان عنه، لماذا وقّع عليه نائبا البرهان وحميدتي ثم تجاهله الجميع؟
نقلا عن العربي الجديد