معرض فني وورشة سرد قصصي تفاعلي للأطفال في ثقافي صافيتا
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
طرطوس-سانا
نظم قسم ثقافة الطفل في المركز الثقافي بمدينة صافيتا اليوم مجموعة من الأنشطة المنوعة ومعرضاً فنياً، إلى جانب ظهرية شعرية قدمتها مجموعة من شعراء الملتقى الأدبي، تضمنت باقة من القصائد الوطنية والوجدانية والغزلية.
وتضمنت الأنشطة ورشة سرد قصصي تفاعلي للأطفال بإشراف الدكتورة هند حيدر من مجلتها (احكيلي احكيلي) الإلكترونية للأطفال بعنوان الغابة الخضراء، وعروضاً مسرحية توعوية هادفة، إضافة إلى إلقاء عدة قصائد وأغان من قبل الأطفال، بهدف نشر الفرح والسعادة بين الأطفال وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وأوضحت حيدر في تصريح لمراسلة سانا أن قصص الأطفال الهادفة تبقى حاضرة في ذهن الطّفل بعد قراءتها، وخاصة أن الهدف منها تفاعلي لحظة بلحظة، وسماع اقتراحاتهم ووضع الحلول على الرغم من صغر سنهم، مبينة أنها تكرس كل معرفتها في كتابة قصص هادفة تحمل بين طيّاتها أهدافاً تربوية من أجل تربية جيلٍ واعٍ.
وبينت حيدر أهمية تعرف الطفل على عالمه الخارجي وتكوين شخصيته من خلال أدب الطفل بأسلوب سهل وبسيط وكلمات واضحة مدعماً بالصور والألوان، لتسهيل إيصال الفكرة إلى أذهانهم وتعليمهم منذ الصغر المثل والأخلاق والقيم، لتكون هذه القصص عوناً للأهالي لتربية أطفالهم التّربية الصالحة، وليس فقط لمجرد القراءة.
بدورها المدربة سهير عيسى ذكرت أنه تم تقديم نشاط توعوي حول ضرورة التعاون بين الأهل والكادر التدريسي، من أجل إيصال الطالب إلى المراتب الأولى، إلى جانب عرض مسرحي بعنوان “العودة إلى المدرسة”.
وأقيم معرض فني بمشاركة 25 طفلاً بإشراف منظمة طلائع البعث تضمن نحو 60 لوحة جسدت الطبيعة الصامتة وعدداً من الشخصيات الكرتونية والأشكال الهندسية والوجوه وغيرها.
وأشارت المشرفة على المعرض آنا سلمان إلى أن المعرض نتاج دورات تدريبية خلال فصل الصيف، مبينة أنه يعد بوابة ليظهر من خلالها الأطفال مواهبهم وقدراتهم وتفتح مجالاً لتنمية مواهبهم وتطويرها إلى جانب التحفيز والتشجيع.
واستضافت صالة المركز ظهرية شعرية، حيث ألقى الشاعر حسن سمعون عدة قصائد شعرية غزلية ووطنية بأسلوب الشعر المحكي والفصيح، منها (صلاة في قبة الخوذة) مهداة للجيش العربي السوري، وقصيدة أخرى بعنوان (هكذا قال الشهيد) والتي تتحدث عن وصية الشهيد حول كيفية الاهتمام بأهله.
الشاعر نسيم وسوف شارك بباقة من القصائد العمودية والتي تتناول الجانب الوطني والغزلي والوجداني بعنوان (غرد) و(عيناكي) و(حقول الشيح) المهداة لأرواح شهداء سورية.
وشاركت الشاعرة ميساء يوسف بعدة قصائد من الشعر الموزون، والتي حملت عناوين (نجوى) و(جمر الفراق) و(كوني للبلاد سلاماً)، بينما ألقى الشاعر كمال رسلان عدة قصائد وجدانية بأسلوب الشعر العمودي.
هيبه سليمان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الشاعر السوري فواز قادري: دير الزور حكاية حب لا تنتهي.. والكتابة لا تهادن الواقع
الشاعر السوري فواز قادري، الذي حمل معاناته وهويته بين دير الزور وميونيخ، يكتب قصيدته بلغة لا تعرف القيود، ومن خلال تجربته في المهجر، يسعى إلى كشف الحقيقة التي تخفيها الحروب والمآسي، مُحولا الألم إلى كلمات مقاومة حية، في هذا الحوار، نغوص في رؤيته للشعر كأداة للتحرر، وكيف تصبح القصيدة لديه فعلا يكشف عن التحديات والآمال في آنٍ، وتلمس قلوبنا بعنفوانها الصادق.
- بين دير الزور وميونخ، كيف تنظر إلى تأثير المنفى على هويتك الشعرية؟.. أترى في الاغتراب حافزا للإبداع أم جرحا يتسع مع الزمن؟
للأمكنة تأثير كبير على الشعر والإبداع بشكل عام، وكذلك على المبدع نفسه، وعلى صعيدي الشخصي، تعمق مفهومي وتجربتي في كتابة «قصيدة العيش»، حيث أرى أن العيش هو أن تملأ حيزك الزماني والمكاني بمعناك.
مع «قصيدة العيش»، تكتسب الأشياء ماهية مختلفة، وتتحول الحياة إلى نبع رقراق يصير نهرا صغيرا يرافقك في أغلب الأوقات، يأكل ويشرب معك، ويستثير حساسيتك، حتى تصبح أنت نفسك أقرب إلى قصيدة تسكنك وتدعوك إلى كتابتها.
أما المنفى، أي المكان الآخر «وأنا هنا أعني ميونيخ»، فيدفعك إلى إعادة النظر في جميع مكونات حياتك، ويضيف إليها بعض العناصر الجديدة، تماما كما يجعلك أكثر يقينا بما تعتقد، إنه يبرز كل ما هو إنساني ومشترك مع الآخرين، مما يعمّق فهمك لذاتك وللعالم من حولك.
- في ديوانك «قيامة الدم السوري» رصدتَ مأساة الإنسان السوري بأسلوب شعري مكثف.. كيف تمكنت من الموازنة بين الشعر كفن والواقع القاسي دون الوقوع في فخ التوثيق المباشر؟
الواقع مثلما هو مرجعيتي الأساسية، أنظر إليه كفخ للمبدع والقصيدة، وأحذره، تجلى هذا بشكل خاص في الكتابة عن ثورة الشعب السوري على الطاغية وإرثه، هناك الكثير من الألم في ما حدث، ألمٌ يشبه القيامة، يجعلك لا تتوقف عن الصراخ.
كنتُ أعي تماما أن في كل نص تكتبه، قد تخرج عن أسلوبك المعتاد إلى نوع من المباشرة التي تدعوك إلى كتابة مختلفة عن مفهومك الجمالي، خاصة وأنت تؤثث بالشعر قيامة هذا الشعب الذي وصل إلى حافة الموات، في مثل هذه اللحظات، تصبح القصيدة ملحمية، قادرة على تناول التجربة، بل وأكثر مما تمنحها الصرخات.
- ديوان «أناشيد ميونخ المؤجلة» يحمل بين طياته حنينا ممزوجا بالغربة.. أفقدت القدرة على الانتماء؟ أم أن الشعر ذاته يصبح وطنا بديلا؟
ديوان أناشيد ميونيخ، صحوة شعرية حاولت أن أرد فيه دَين الحب إلى مدينة احتضنتني وشكلت وأعادت التوازن إلى روح الغريب، أثثت بالأصدقاء من أهل البلد، والغرباء الذين شاركوني دفء المدينة.
إلى درجة التماهي بين مدينتين «دير الزور» الذاكرة، مسقط الرأس والقلب، الطفولة التي لم تبارحني، المراهقة وأحلامها الكثيرة، الكدح المبكر الذي جعلني أنحاز إلى عرق الناس ومعاناتهم التي لا تنتهي، القصيدة المبكرة الخارجة من رحم الحارات، بعيدا عن المدرسة.
معاناة التقاط الأحرف من لافتات الشارع، ومن مهنة إصلاح الأجهزة الإلكترونية في محل صاحبه فنان ورسام، المسرح، الألوان، خيالات الصغير وشغفه بالأحلام، كل ذلك قاده لاحقا إلى العمل بالسياسة، واكتشاف الشعر الذي أصبح كل حياته.
«ميونيخ» الكدح اليومي من جديد، قصائد التجربة في مكان جديد، ثورة الأهل في سوريا، الحلم العتيق بالتغيير الذي لم يفارقني رغم البعد الجسدي، أوجاع الناس وأنا بعيد عنهم بجسدي، طوفان شعري لم يتوقف، الكتابة اليومية المشغولة بهدوء الفن، الصرخات المكتومة أعادت النظر في «قصيدة العيش»، بأدواتها، بلغتها المرافقة للوجع اليومي ومعاناة الناس هناك.
«ميونيخ.. النأي بلا عزلة»، طوفان لهاث وكتابة، دموع تتحول إلى كلمات، ورموز، وأساطير حية، قصائد تعيش معي، تتجدد، وتصبح أكثر رهافة وإنسانية، رغم الألم اللحظي الجارح.
- تلعب الذاكرة دورا محوريا في نصوصك.. أترى أن العودة إلى المكان في القصيدة محاولة للشفاء أم استعادة غير مكتملة؟
دير الزور.. المدينة، الذاكرة، النهر الذي لا يبرح يرافقني، دون أن يتدخل في تشكيل حياتي، فيها من العذوبة ما يجعلني أتيقن أنني أعيش زمني الحاضر، ولا أسترجع الماضي كي أعيش فيه، فأنا لست مريضا لأحتاج إلى الشفاء منه. ومن هذا النهر أنا فقط أحاول أن أطيل إقامتي في الأشياء التي أحبها، أطيل النظر فيها، أتدارك نقصانها بالمزيد من الحب.
- في ديوانك «صهيل في غرفة ضيقة» استخدمت رمزية الصهيل والغرفة الضيقة.. ما الدلالات التي أردت إيصالها من خلال هذه الرموز؟
ديوان الصهيل في غرفة ضيقة، باختصار، هو فعل الحرية وممارستها في أصعب الأوقات، «الصهيل» ذلك المدى الممتد في أعتى وأضيق الأمكنة، في الزنازين وكل أشكال الأسر، وكيفية تحول حالات الاختناق إلى غناء طليق.
- في ديوانك «نهر بضفة واحدة» كيف استخدمت النهر كرمز؟ وما الرسائل التي أردت إيصالها من خلال هذا العنوان؟
«نهر بضفة واحدة» لا إجابة محددة أو شارحة عندي، على القارئ أن يتخيل الحالة مع الشاعر والقصيدة، فالشرح التعليمي يخرج القصيدة من ماهيتها وطبيعتها.
- كيف ترى العلاقة بين الشعر والسياسة في أعمالك؟ وهل تعتقد أن الشاعر يجب أن يكون له دور في القضايا السياسية والاجتماعية؟
هناك دائما علاقة ما بين الشعر والسياسة، لكنها علاقة غير بوقية، فالشعر الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا صدى نفسه، دور الشعر والشاعر هو الكشف، وليس ترديد ما يُطلب منه، فالمعاني، كما قال المعلم، ملقاة على قارعة الطريق، لكن الشعر والفن يكمنان في كيفية القول، وليس في المعنى الذي يُقال.
- ما دور الموسيقى والإيقاع في قصائدك خاصة بعد انتقالك إلى قصيدة النثر؟.. وكيف تحافظ على الجمالية الصوتية في نصوصك؟
هجرت موسيقى القصيدة الخارجية، تركت الوزن وتخليت عنه، لأنه يعيق الشاعر في الكتابة، ولأن الأوزان هي تعبير عن زمنها، وهي -بمعنى ما- قيد على حرية الشاعر.لقد قيل الكثير عن هذا الموضوع، ولستُ أول من تخلى عن الوزن، ولن أكون الأخير الذي يفعل ذلك، ببساطة، لكل وقت إيقاعه وموسيقاه. ولكل قصيدة رمزيتها ووضوحها، فالشعر برق، أحيانا يضيء في النفس ثم ينسحب، لكنه يترك أثرا لا يمحى بسهولة.
- كيف ترى موقعك في مشهد الشعر العربي المعاصر، خاصة في ظل التحولات السياسية والاجتماعية الكبرى التي تمر بها المنطقة؟
لم أفكر في هذا الأمر ولا أبحث عنه، أنا فقط أكتب قصائد العيش، ولا أهتم بموقعي أو موقع غيري، بالمحصلة سيأتي هذا الوقت، للتذكير صدر لي من أيام كتاب «هذا الوقت ليس وقتي» فيه إجابة على هذا السؤال.