جريدة الوطن:
2025-01-30@23:14:43 GMT

هل لنا.. التنبؤ بمضاعفات الحمل؟

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

هل لنا.. التنبؤ بمضاعفات الحمل؟

بالنسبة للآباء والأُمَّهات الحوامل منهنَّ، يُمكِن أن يكُونَ الحَمْل زمنًا مختلفًا، بل ومليئًا بالترقُّب البهيج. كيف لا؟ والوالدان في عصرنا هذا قَدْ يستطيعان سماع دقَّات قلب صغير، ومشاهدة الجنين وهو يتلوَّى وسط ضبابيَّة الموجات فوق الصوتيَّة. ومع ذلك، وبالنسبة للكثيرين من تلك الأُمَّهات، يأتي الحَمْل أحيانًا مصحوبًا بمشاكل صحيَّة، يُمكِن أن تعرِّضَ كلًّا من الأُمِّ والطفل للخطر.


لذلك يُعدُّ، ما قَبل تسمُّم الحَمْل (وهو حالة طبيَّة تصيب بعض الحوامل، ويكُونُ عادةً خلال النِّصف الأوَّل من الحَمْل، وتشمل ارتفاع ضغط الدم يصاحبها ظهور كميَّات ملحوظة من البروتين في البول)، والولادة المبكِّرة من الحالات الشَّائعة نسبيًّا التي يُمكِن أن تعرِّضَ الأُمَّ وطفلها لخطر المشكلات الصحِّيَّة قَبل الولادة وبعدها. ولعلَّ الأدقَّ قولًا هنا، بأنَّ الأطبَّاء ليس لدَيْهم طريقة جيِّدة لتحديد ما إذا كان الفرد سيصاب بإحدى هذه المضاعفات مثلًا! بلا شك في الوقت الحالي، ينظر الأطبَّاء في المقام الأوَّل إلى حالات الحَمْل السَّابقة للمرأة، والتاريخ الطبِّي، وعوامل مِثل العمر لتحديد المخاطر التي تتعرَّض لها. ولعلَّ هذه التدابير مفيدة ولكنَّها محدودة، وقَدْ تفشل في تحديد المشكلات في وقت مبكِّر بما يكفي لتمكين العلاج الفعَّال.. فهل يتغيَّر هذا وبشكلٍ حقيقي مع الوقت؟
حقيقة الكثير من الأبحاث تجرى في مؤسَّسات متخصِّصة عالميَّة، حيث تذكر تلك الدراسات أنَّ الأجزاء العائمة الحُرَّة من المادَّة الوراثيَّة الموجودة في دم المرأة الحامل قَدْ توفِّر طريقة للكشف عن المضاعفات مِثل (ما قَبل تسمُّم الحَمْل والولادة المبكِّرة) على الرغم من أنَّ هنالك دراسات أخرى قَدْ لاحظتها تحذِّر من أنَّه من السَّابق لأوانه تحديد مدى فائدة هذه الاختبارات في العيادات! مع ذلك، الذي يهمُّنا هنا كمتابعين أنَّ هذه الاختبارات قَدْ توفِّر للباحثين طريقة جديدة لكشف البيولوجيا الأساسيَّة لهذه الأمراض الغامضة.
بطبيعة الحال جميعًا نحمل أجزاء من مادَّتنا الجينيَّة ـ كلًّا من الحمض النووي وابن عمِّه ـ إن استطعت القول ـ الأكثر تلاشيًا الحمض النووي الريبوزي (آر إن آي)، في مجرى الدَّم لدَيْنا. طبعًا خلال فترة الحَمْل، يتمُّ إطلاق هذه الأجزاء الحُرَّة العائمة، وأقصد هنا (دي إن آي، وآر إن آي) من الجنين النَّامي إلى دم الأُمِّ، عَبْرَ المشيمة في المقام الأوَّل. والصحِّيح هنا ولعقدٍ من الزمان استخدم الأطبَّاء الحمض النووي لفحص الجنين بحثًا عن تشوُّهات وراثيَّة.
وتلخيصًا لعدَّة دراسات، يبدو لي واضحًا بأنَّ الباحثين أدركوا أنَّه يُمكِنهم استخدام الحمض النووي الريبوزي (آر إن آي)، للحصول على رؤية أكثر ديناميكيَّة للتغيُّرات التي تحدث داخل جسم الأُمِّ أثناء الحَمْل! بل والنظر إلى ما هو أبعد، من خلال العوامل التي تتغيَّر على مدار فترة الحَمْل مِثل مضاعفات ما قَبل الولادة التي تحدَّثتُ عَنْها آنفًا.
وهنا مؤخرًا تمَّ تحديد الحمض النووي الريبوزي هذا، والمتوافق مع خمسمائة وأربعة وأربعين جينًا يختلف نشاطها بَيْنَ أولئك الذين أصيبوا بتسمُّم الحَمْل وأولئك الذين لَمْ يصابوا به. والمثير حقيقةً للاهتمام هنا، هو استخدام خوارزميَّة حاسوبيَّة، طوَّرها الباحثون اعتمادًا على ثمانية عشر جينًا، يُمكِن استخدامها للتنبُّؤ بخطر إصابة المرأة بتسمُّم الحَمْل بعد أشهر.
ومهما يكُنْ، أعتقد أنَّه قَبل طرح هذه الاختبارات للنَّاس، سيكُونُ من الضروري النظر في أفضل السُّبل لتوصيل نتائج الاختبار ـ مثلًا ـ، وما هي الخطوات التالية التي يجِبُ اتِّخاذها للأفراد الذين تمَّ تحديدهم على أنَّهم في فئة عالية الخطورة؟ بالنسبة لتسمُّم الحَمْل ـ على سبيل المثال ـ يُمكِن أن تساعدَ جرعة منخفضة من الأسبرين في منع ظهوره أو تأخيره، بَيْنَما قَدْ يساعد هرمون البروجسترون في منع بعض حالات الولادة المبكِّرة. لكن كلُّ اختبار إضافي يضاف إلى اختبارات ما قَبل الولادة يجعل القرارات أكثر تعقيدًا أحيانًا، وربَّما مرهقة للنساء الحوامل!
ختامًا، ندرك أنَّ الخبراء يحاولون إجراء اختبار دم بسيط لفحص بعض مضاعفات الحَمْل الشَّائعة كما رأينا، ولا يزال الباحثون متفائلين بشأن مستقبل الاختبارات المعتمدة على الحمض النووي الريبوزي، واختباراتها المرتبطة بـ(ما قَبل تسمُّم الحَمْل)، والتي هي بالفعل أكثر دقَّة من الاختبارات المتاحة حاليًّا لهذه الحالة. وصدقًا إذا نجح الباحثون في التنبُّؤ بمضاعفات أخرى، فإنَّ المرضى في المستقبل سوف يستفيدون ليس فقط من المعلومات الإضافيَّة حَوْلَ حَمْلهم، ولكن أيضًا من فرصة الحصول على المزيد من الرعاية الشخصيَّة التخصُّصيَّة.

د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: م الح م ل

إقرأ أيضاً:

«تتخذ قرارات مؤجلة».. حظك اليوم برج الحمل الخميس 30 يناير

برج الحمل الذي يمتد من 21 مارس إلى 19 أبريل، يتميز مواليده بالعديد من الصفات البارزة، إذ يعرفون بشخصيتهم القيادية، شجاعتهم، وثقتهم العالية بالنفس، كما يتمتعون بحماس كبير وروح مبادرة، مما يدفعهم لبدء مشاريع جديدة واتخاذ قرارات جريئة، كما أنهم يتميزون بالنشاط والحيوية، ويحبون استكشاف أشياء جديدة وتجربة مغامرات مختلفة تجعلهم ثرين بالمعلومات والإطلاع على الثقافات المختلفة. 

توقعات حظك اليوم برج الحمل 30 يناير

 وتأتي توقعات حظك اليوم لمواليد برج الحمل الخميس الموافق 30 يناير على الأصعدة المهنية والعاطفية والصحية، وفقا لموقع الأبراج كما يلي:

حظك اليوم برج الحمل على الصعيد المهني

من الناحية المهنية، يعتبر مواليد برج الحمل قادة طبيعيين، قادرين على إدارة الفرق وتوجيهها نحو النجاح، ويحبون المنافسة ويسعون دائما لتحقيق أفضل النتائج، ومع ذلك، قد يتسمون أحيانا بالاندفاع والعناد، مما قد يؤدي إلى تحديات في بيئة العمل، وذلك وفق حظك اليوم لمواليد برج الحمل على الصعيد المهني.

قد تشعر بطاقة كبيرة تدفعك لبدء مشاريع جديدة أو اتخاذ قرارات كنت تؤجلها، يمنحك كوكب المريخ دافعا قويا لتحقيق أهدافك، ومع ذلك، قد تحتاج إلى إدارة اندفاعك، خاصة عند التعامل مع الزملاء أو الأصدقاء، لتجنب المشكلات الصغيرة.

حظك اليوم برج الحمل على الصعيد العاطفي

يتمتع مواليد برج الحمل بعاطفة قوية ويميلون إلى التعبير عن مشاعرهم بوضوح، كما يعرفون بولائهم للشريك ورغبتهم في بناء علاقات مستقرة ومليئة بالشغف، وقد يظهرون أحيانا بعض الأنانية، لذا ينصح بالعمل على تحقيق توازن بين احتياجاتهم واحتياجات الشريك.

حظك اليوم برج الحمل على الصعيد الصحي

ينصح مواليد برج الحمل بالاهتمام بنظامهم الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على نشاطهم وحيويتهم، نظرا لطبيعتهم النشطة، قد يكونون عرضة للإجهاد، لذا من المهم تخصيص وقت للراحة والاسترخاء.

 

مقالات مشابهة

  • برج الحمل| حظك اليوم الجمعة 31 يناير 2025.. كسب مبالغ جيدة
  • علماء يطورون اختبار يتنبأ بسرطان الأمعاء قبل ظهوره بـ 5 سنوات
  • حل لغز جريمة قتل بعد 50 عاما من وقوعها
  • نهاية لغز دام 50 عاماً.. كشف هوية قاتل مراهقة بعد الاعتداء عليها جنسياً
  • «تتخذ قرارات مؤجلة».. حظك اليوم برج الحمل الخميس 30 يناير
  • موعد الاختبارات التمهيدية لأئمة وقراء كفر الشيخ الراغبين في صلاة التهجد
  • النمر: مرضى الضغط لا يمنعون من تناول الزنجبيل
  • دراسة: تفاوت تأثير المواد الغذائية المعالَجة على بكتيريا الأمعاء
  • هيومن رايتس: إسرائيل تفرض ظروفا تهدد الحمل والولادة وحياة المواليد الجدد بغزة
  • عوامل قادرة على التنبؤ بإصابتك بمرض السكري