جريدة الوطن:
2025-02-09@02:53:01 GMT

متى نتعلم من دروس الماضي؟

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

متى نتعلم من دروس الماضي؟

برغم ما شهده البَشَر في كامل طول وعرض الكرة الأرضيَّة، وعلى اختلاف مستويات تقدُّم بلدانها، من قسوة كبرى أثناء تجربة فيروس كورونا المُرعبة، وما خلَّفته من تداعيات إنسانيَّة واجتماعيَّة واقتصاديَّة لا نزال ندفع فاتورتها حتى الآن، ولا يزال عالقًا في الأذهان ما أحدثه (كوفيد19) من مآسٍ جعلت مِنْه مرحلة تاريخيَّة وحقبة زمنيَّة ستظلُّ تُروى في التاريخ الإنساني الشَّخصي والوطني والعالَمي، إلَّا أنَّ هذه الأهمِّية وهذا التأثير الكبير تجاهل تطوُّرات الفيروس الحاليَّة، فقَدْ فوجئتُ بطبيب يطالبني بإجراء فحوصات للتأكُّد من إصابتي بالمتحوِّر الكوروني الجديد، الذي يطلق عليه (BA.

5) والذي عرفت أنَّه منتشر منذ فترة في جميع أنحاء العالَم، وينتمي لسلالة (أوميكرون) الذي اجتاح العالَم الشِّتاء الماضي.
إنَّ سلبيَّة نتيجة الفحص، والتأكُّد أنَّها نزلة برد عاديَّة، لَمْ تَحُل بَيْني وبَيْنَ التساؤل المنطقي، كيف لشخص يعمل في مجال الإعلام لَمْ يسمع ولا يقرأ عن هذا الضيف الثقيل رغم مرور فترة كبيرة على اكتشافه؟ وظننتُ أنَّ هناك تجاهلًا متعمَّدًا من وسائل الإعلام، لكنَّني فوجئت بأنَّ خبر الفيروس موجود بشكلٍ واسع، وتناقلته معظم وسائل الإعلام المحلِّيَّة والعالَميَّة، وظننتُ أنَّني بشكلٍ ذاتي تجاهلته لا إراديًّا، لكنَّني مع سؤالي للمحيطِين بي وجدتُ نَفْس الحالة من التجاهل اللاإرادي، فهل كان لصعوبة تجربة كورونا السابقة وقسوتها والخوف من تكرارها دَوْر في هذا التجاهل العمدي؟ أم أنَّ الإنسان العالَمي بات حريصًا على التعايش معها دُونَ الخوف والهلع الذي كان مصاحِبًا لها في فترتها الأولى؟
نحن أمام تصرُّف إنساني غريب، حيث لا تزال كورونا جزءًا من موروثاتنا الشفهيَّة، وإحدى أهمِّ القصص التي نتحدَّث عن حقبتها في اللقاءات العائليَّة ومع الأصدقاء، وتظلُّ تداعياتها الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة شاهدًا يذكِّرنا بما عانيناه وقتها، ما فقَدْنا من أعزَّاء نتيجة التخاذل العالَمي الذي عرفنا فيما بعد أنَّه كان متوقعًا؛ نظرًا لتجاهل الدوَل للبحث العلمي في هذا المجال، والاستمرار في إنفاق الأموال على تطوير الأسلحة وغيرها من أوْجُه الإنفاق التي تتجاهل صحَّة الإنسان، ولا تضعها في سلَّم أولويَّاتها بالشَّكل الذي تستحقُّه، وغيرها من الأسباب التي جعلت أعتى النُّظم الطبيَّة تسقط أمام هذا الفيروس البسيط. وبرغم هذا التذكُّر الجمعي، إلَّا أنَّ العيون تتجاهل ـ بشكلٍ لا إرادي ـ أيَّ خبر يُعِيد إلى الأذهان إمكان عودة تلك الحقبة حتى لو كانت أقلَّ شراسة. ولعلَّ هذا التجاهل على مستوى الدوَل والحكومات والأفراد من عودة انتشار متحوِّرات كورونا، يظلُّ لعبًا بالنَّار. فبحسب العديد من العلماء المتخصِّصين يؤكِّد استمرار المتحوِّرات الجديدة في الظهور، ويحذِّر من التهاون في التعامل معهم. صحيح أنَّ الجُدد لا تُشكِّل خطرًا كارثيًّا يُمكِن أن يتسبَّبَ في موجة مُرعبة، لكن لا يُمكِن أن نغمضَ أعيُننا عن الخطر على المدى الطويل، فوفقًا لهؤلاء العلماء لا تزال الإصابة بالعدوى (وتكرار الإصابة بها) مشكلة حقيقيَّة يستغلُّها المتحوِّر الجديد لإضفاء عبء مستمرٍّ وثقيل على عاتق البَشَريَّة، بحسب وصفهم لَمْ تنتهِ معركتنا مع كورونا بعد، مؤكِّدين أنَّ السماح بانتشار الفيروس بهذه الوتيرة المُخيفة والشرسة بمثابة اللَّعب بالنَّار، وأي نار؟ فذاكرتنا تعي جيِّدًا كيف اكتوينا مِنْها؟ وكم فقَدْنا من أعزَّاء بسبب التخاذل والتهاون والجشع العالَمي.

إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م

إقرأ أيضاً:

المتعافون من كورونا يعانون من متلازمة التعب المزمن

أميرة خالد

كشفت دراسة جديدة، أنه بعد ستة أشهر أو أكثر من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، كان المشاركون أكثر عرضة بنحو 7.5 مرات لتلبية المعايير التشخيصية لمتلازمة التعب المزمن مقارنة بمن لم يصابوا بالعدوى.

وقال باحثو الدراسة، التي قادتها الباحثة سوزان فيرنون المتخصصة في مجال متلازمة التعب المزمن أو التهاب الدماغ والنخاع الشوكي من مركز باتمان هورن في الولايات المتحدة، “تقدم نتائج الدراسة دليلاً على أن معدل وخطر الإصابة بمتلازمة التعب المزمن/التهاب الدماغ في أعقاب الإصابة بفيروس سارس-كوف-2 قد ارتفع بشكل كبير”.

وتابع الباحثون أن نتائجهم “مدعمة بدراسات أخرى أشارت إلى تورط عوامل معدية مثل فيروس إبشتاين بار وفيروس نهر روس وأمراض غير فيروسية مثل حمى كيو وداء الجيارديات في مسببات متلازمة التعب المزمن”.

وتشير التقديرات الحالية إلى أن ما بين 13 و58% من الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد يستوفون المتطلبات التشخيصية لمتلازمة التعب المزمن.

مقالات مشابهة

  • من دروس اليمن لأمريكا و”إسرائيل” (1)
  • دروس تجربة إعادة إعمار الموصل.. تايمز: من سيعيد بناء غزة؟
  • دروس المسيري من البذور وحتى الثمر!
  • بعد كورونا.. فيروس جديد يهدد البشرية| القصة الكاملة
  • التعب المزمن يطارد المتعافين من كورونا
  • المتعافون من كورونا يعانون من متلازمة التعب المزمن
  • انتخابات البيطريين.. سوزان سند نقيبا للقاهرة وعلاء عبد العال للجيزة
  • "سوزان سند" نقيبًا للبيطريين بالقاهرة و "علاء عبد العال" بالجيزة
  • دراسة جديدة: المصابون بفيروس كورونا المستجد معرضون لمتلازمة التعب المزمن
  • تشكيل الجونة في مواجهة طلائع الجيش في الدوري