موقع النيلين:
2025-03-20@05:14:04 GMT

هواجس من تشكيل حكومة تصريف أعمال في السودان

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

هواجس من تشكيل حكومة تصريف أعمال في السودان


تدفع أكثر من جهة في السودان هذه الأيام، قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان، نحو تشكيل حكومة طوارئ أو حكومة تصريف أعمال تدير البلاد أثناء الحرب الحالية.

ويعيش السودان فترة فراغ دستوري منذ الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول من العام قبل الماضي، تاريخ انقلاب قائد الجيش رفقه قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي” على حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وفشل الانقلاب من يومها في تشكيل حكومة تنفيذية نتيجة الضغط الشعبي الرافض للانقلاب، وكذلك نتيجة خلافات داخلية ضربت معسكر الانقلاب نفسه، لا سيما الخلاف بين الجنرالين البرهان وحميدتي، الذي قاد في منتصف إبريل/نيسان الماضي إلى اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم.

خلال تلك الفترة بقي قائد الجيش الجنرال البرهان داخل مقر قيادة الجيش بوسط الخرطوم، في حين انتقل بقية المسؤولين إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، عقب تحولها إلى عاصمة إدارية للبلاد بسبب المعارك الدائرة في العاصمة الخرطوم.

والأسبوع الماضي، خرج البرهان من مقر قيادة الجيش متجولا بين قواته لأول مرة في مدينة أم درمان، غرب الخرطوم، قبل أن يذهب إلى مدن في شمال السودان مثل عطبرة والدامر، لتحط طائرته أمس الأحد في بورتسودان، في انتظار جولة خارجية من المؤكد أنها تشمل كلا من السعودية ومصر ثم العودة لبورتسودان مرة أخرى.

ويعزو مؤيدو فكرة تشكيل حكومة طوارئ لفترة انتقالية تتألف من عسكريين ومدنيين، لسد الفراغ التنفيذي والتصدي لتدهور الخدمات والأوضاع المعيشية، ومعالجة المشكلات التي طرأت تحديدا على القطاع الصحي والمياه والكهرباء، وعجز الدولة عن صرف رواتب الموظفين، منذ إبريل/نيسان الماضي، وتمتد المقترحات والضغوطات على البرهان لتصل حد مطالبته بتعيين ولاة عسكريين للولايات.

ويرى هشام عثمان الشواني، القيادي في حركة المستقبل للإصلاح والتنمية، أن تشكيل الحكومة “ضرورة يفرضها الواقع ولها مسوغات قانونية كثيرة، وليست سابقة، بل إن هناك دولا تشهد صراعات حادة وانقسامات أكثر شدة من السودان وبها حكومة تصريف أعمال مثل حالة لبنان”.

وأضاف الشواني، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن حكومة الطوارئ واجبها تصريف وتسيير دولاب الدولة، وتسيير عملها التنفيذي، وتنظيم المساعدات الإنسانية والجانب الإجرائي الهام للمواطنين في كافة المصالح، “وهي حكومة تنبسط سلطتها في كل رقعة جغرافية لا تشهد تمردا ولا عمليات، وذلك في كل ولايات السودان عدا قلب مدينة الخرطوم وبعض مناطق دارفور”.

ونفى أن يكون ذلك الطرح الموضوعي خاصا بأنصار النظام السابق كما يروّج البعض، “بل هو طرح وطني يؤيده كل أنصار الحل الوطني وليس فصيلا بعينه، ومن يرفضه فقط تلك القوى التي تؤمن بالحل الخارجي ولا تمانع في حال عينت الحكومة من الخارج”.

وأضاف الشواني أن “أكثر القوى الناشطة من أجل فرض الرؤية الخارجية هي قوى الحرية والتغيير، لذا تجدها تمانع وتنزعج من كل توجه وطني”.

لكن شهاب إبراهيم، الناطق الرسمي باسم قوى إعلان الحرية والتغيير، أكد بدوره لـ”العربي الجديد”، أن “الأولوية الآن ليست لتكوين حكومة تصريف أعمال، بل لوقف الحرب وعودة السودانيات والسودانيين لحياتهم ومنازلهم”، مبينا أنه “من غير الاخلاقي أن يفرض من ساهم في تشريد السودانيين بأي شكل من الأشكال واقعا غير مقبول عليهم”.

وأوضح إبراهيم أنه وبعد إيقاف تلك الحرب ستكون هناك عملية سياسية بمشاركة جبهة مدنية، بعدها يمكن الحديث عن تشكيل الحكومة كمهمة للقوى المدنية.

ورأى أنه على العسكريين الاتجاه لعملية إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية “لأن الحرب بقدر ما أنها دمرت مكتسبات الشعب السوداني، أيضا أوضحت ما ظلت تعمل وتنادي به القوى المدنية بأهمية تشكيل الجيش الواحد وإصلاح المؤسسات الأمنية والعسكرية، بحيث تكون احترافية وقادرة على حماية حدود البلد والنظام الدستوري في سودان المستقبل”.

أما اللواء المتقاعد صلاح عيساوي، القريب من دوائر قوات الدعم السريع، فيرى من جهته أن الإعلان عن حكومة طوارئ يعني أول ما يعني “انفصال الولايات المتواجد بها الجيش، وستتكون دولة النهر والبحر وكمطلب لبعض النخب”، مؤكدا لـ”العربي الجديد” أن “الدعم السريع لم ولن يقبل بفكرة حكومة تصريف الأعمال بتاتا”.

واتهم عيساوي في حديثه لـ”العربي الجديد”، مصر بالوقوف وراء الفكرة، لأنه، وحسب تقديره، تريد دولة سودانية تحت وصايا مصرية، مرجحا أن المقترح سيطيل أمد الحرب، وتزداد ضراوتها في الولايات الحالية المتأثرة بها، وتضمن فقط سلامة القيادة العليا العسكرية خارج دائرة الحرب على نسق اليمن ليقال حكومة شرعية تتحكم وتتمتع بامتيازات دولة مستقلة.

من جهته، يقول أسامه سعيد، المتحدث الرسمي باسم الجبهة الثورية، أن تشكيل حكومة تحت مسمى الطوارئ أو تصريف أعمال “يعني الذهاب مباشرة للسيناريو الليبي بوجود حكومة في طرابلس وأخرى في بنغازي، مكتفيا بالقول لـ”العربي الجديد”، إن أي اتجاه من هذا القبيل ليس من مصلحة الوحدة الوطنية.

تقرير: العربي الجديد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: حکومة تصریف أعمال لـ العربی الجدید تشکیل حکومة

إقرأ أيضاً:

فلتحذر حكومة سلفا..!!

:: لعلكم تذكرون، في ديسمبر العام ٢٠٢٣،عندما تجولوا بخيال المآتة في جوبا وأديس أبابا وكمبالا ونيروبي، بالتزامن مع اعتذاره عن لقاء الرئيس البرهان في جيبوتي لأسباب فنية، حسب بيانهم..!!

:: يومها سألتني فضائية عما يحدث، فقلت : بغض النظر عن الأسباب الفنية التي حالت بين البرهان ولقاء الهالك، فالمضحك أن الدول التي تحتفي بهذا الهالك موبوءة بتمرد قابل للإشتعال، ولكن دراهم الكفيل أعمت بصائرهم ..!!

:: ولم يمض عاماً على التوقع، حيث اشتعلت إثيوبيا و قابلة للمزيد، ثم جنوب السودان منذ ثلاثة أسابيع، و تشاد في مرحلة التحضير و..و ..لن تسلم دولة تسرًبت إلى عُملائها دراهم الكفيل.. ولن تكون جنوب السودان هي الأخيرة..!!

:: ثم ليس مدهشاً أن يفرض الاتحاد الأفريقي العقوبات على الجيش الأبيض المتمرد بالجنوب و يُصنفه (منظمة ارهابية)، ليس حباً في حكومة وشعب الجنوب،، بل ثمناً لدراهم الكفيل ..!!
:: نعم، ثلاثة اسابيع ، عُمر تمرد الجيش الأبيض..ولم نسمع بالقتل والاغتصاب والنهب و حرق وتدمير المرافق وغيره من جرائم مليشيا آل دقلو في السودان منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣.. ومع ذلك دراهم الكفيل صنّفته منظمة إرهابية ..!!

:: و بالمناسبة.. الكفيل لا يشتري فتاوى الاتحاد الأفريقي فحسب، بل يشتري مواقف عملاء المرحلة و لصوص الثورة أيضاً، بحيث قرأت لبعضهم استنكاراً لتمرد الجيش الأبيض على الدولة الجنوبية، ولم يسموا تمرده بنزاع الطرفين، وبالتالي لن يطالبوا بحظر الطيران و خلق مناطق آمنة، تاركاً المحتلة للجيش الأبيض..!!

:: على كل، لتتعافى من التمرد، فلتحذر حكومة سلفا من عبيد الدرهم ..وكما قال أفورقي، فان عمليات التخريب خطة تقودها دول للسيطرة على موارد افريقيا كلها، وليس السودان وحده، ولكن السودان – لسوء الحظ -أتاح لهم عملاء تم استغلاهم لإهانة الشعب و تدمير البلد ..!!

الطاهر ساتي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية «16 – 20»
  • مدير المركز الألماني السوداني للسلام: ما يجري تبادل أدوار بين”البرهان وحميدتي” وليس حربا
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (16 – 20)
  • تحدي النهايات!!
  • فلتحذر حكومة سلفا..!!
  • حكومة العهد الجديد في لبنان.. آمال عريضة تواجه تحديات اقتصادية وسياسية
  • صفقات أحزاب العوائل تعوق تشكيل حكومة كردستان
  • منصة محايدة!!
  • السودان الجديد والدينكاتوكرسي (2-2)
  • برمة ناصر يعلن شروط تشكيل حكومة موازية في السودان