بصمت شديد وبأقل من 10 مشيعين – في معظم الحالات – دفن أكثر من 15 شاعرا ومبدعا ونجما كرويا ومجتمعيا سودانيا من الذين لقوا مصرعهم خلال الأشهر الخمس الماضية، بعد أن منع رصاص الحرب المستمرة في العاصمة الخرطوم منذ منتصف أبريل؛ الآلاف من محبيهم من توديعهم كما درجت العادة قبل الحرب.

وبسبب سقوط قذائف في منازلهم، أو أماكن تواجدهم، أو لعدم حصولهم على العلاج والرعاية الصحية بسبب الظروف الأمنية الخطيرة في مدن العاصمة الثلاث، توفي خلال فترة الحرب الحالية 7 من كبار الشعراء والموسيقيين والفنانين في البلاد، آخرهم يوم الخميس، وهو الموسيقار والملحن عمر الشاعر الذي عرف بـ”عبقري اللحن والموسيقى”.


وكان عمر الشاعر ألف ولحن، خلال مسيرته الفنية التي امتدت نحو 50 عاما، أجمل المقطوعات الخالدة في ذاكرة الفن السوداني، والتي تغنى بها أشهر الفنانين مثل عبدالكريم الكابلي وزيدان إبراهيم وحمد الريح والنور الجيلاني وغيرهم.

وسبق وفاة عمر الشاعر، رحيل الشاعر الصادق الياس في إحدى ضواحي شرق الخرطوم بعد معاناة مع المرض فاقمها انعدام الدواء والعلاج بسبب الحرب لتتوقف مسيرته التي انطلقت في سبعينيات القرن الماضي، بعد أن رفد الساحة الغنائية بأعمال رسخت في وجدان الشعب السوداني وأسهمت في تشكيله.

وضمت قائمة الراحلين الشاعر عبد العزيز جمال الدين الذي توفي بعد الدخول في نوبة صحية حزنا على وفاة شقيقته بسبب القتال الدائر في الخرطوم.

كما غيب الموت الفنانة آسيا عبدالواجد، أرملة الشاعر الكبير محمد الفيتوري بعد أن أصيبت بشظية؛ وبحسب تقارير صحفية فقد تم دفنها داخل مبنى مؤسسة تعليمية تمتلكها في منطقة الخرطوم بحري بعد تعذر دفنها في أي مقبرة عامة بسبب شدة القتال.

وفجعت الحرب السودانيين أيضا برحيل عازف “الفلوت” حافظ عبد الرحمن الذي ظل لأكثر من 5 عقود يشكل وجدان عشاق الموسيقى الرصينة داخل السودان وخارجه عبر مقطوعات موسيقية خالدة في العديد من الإذاعات والمحافل العالمية؛ والذي عرف بتخصصه البحت في آلة “الفلوت”؛ مما أهله لاكتساب قاعدة جماهيرية عريضة على المستويين المحلي والعالمي؛ حيث أصدر عدد من ألبوماته في فرنسا؛ واعتبرته الصحافة الاوروبية كواحد من ابرز مواهب الموسيقى الأفريقية.

وحصد رصاص الحرب أيضا الفنانة المجددة شادن محمد حسين بعد أن سقطت قذيفة بمنزلها في مدينة أم درمان، لتنهي مسيرة من العطاء الفني الإبداعي الذي تخطت به حدود السودان وأحدث ردود فعل واسعة في الأوساط الفنية في أوروبا بسبب لونيته التراثية المتميزة.

كما راح ضحية الحرب أيضا عركي مختار عضو فرقة “عقد الجلاد” الغنائية ذات الرواج الواسع وسط الشباب.

وكانت وفاة الموسيقي خالد سنهوري من الأحداث التي اهتزت لها ضمائر المجتمع المحلي والدولي؛ حيث وجد ميتا في بيته في حي الملازمين بأم درمان نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بعد أن عاش لأيام دون مأكل أو مشرب في ظل أوضاع صعبة وانقطاع للكهرباء بسبب القتال المحتدم في المنطقة؛ وتم دفنه أمام منزله.

وإضافة إلى الشعراء والفنانين، غيب الموت أثناء فترة الحرب 3 من نجوم الكرة السودانية وهم فوزي المرضي وحامد بريمة الذان يعتبرا من أبرز من مثلوا المنتخب الوطني السوداني خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي؛ إضافة إلى أحمد عبد السلام، لاعب فريق الفئات العمرية بنادي المريخ والمنتخب الأولمبي السوداني والذي توفي إثر اصابته بقذيفة.

وتوفي فوزي المرضي الذي عمل مدربا لنادي الهلال بعد أن اشتد عليه المرض حزنا على مقتل ابنته الطبيبة الشابة برصاصة سقطت بمنزلها أثناء اشتباك بين طرفي القتال.

وشهدت فترة الحرب رحيل ثلاثة صحفيين بينهم الصحفي والناقد الرياضي المخضرم ميرغني أبو شنب والصحفيتان عايدة قسيس والتي تميزت بنشاط كبير في نقابة الصحفيين الحالية، إضافة إلى الصحفية سماهر عبد الشافع التي توفيت إثر إصابتها بدانة سقطت على منزلها في مدينة زالنجي بإقليم دارفور في غرب السودان.

ومن بين نحو 32 كادرا طبيا قتلوا خلال الحرب؛ برز بشرى ابن عوف استشاري الباطنية والجهاز الهضمي الذي اشتهر في أوساط المجتمع السوداني من خلال نشاطه الإعلامي الواسع في مجال التوعية الصحية والطبية عبر برامج تلفزيونية كان لها أثر كبير على المرضى.

ومن نجوم المجتمع الراحلين أثناء الحرب الحاج عباس السيد صاحب أشهر سلسلة لمطاعم الفول في السودان والتي ظلت لأكثر من 60 عاما تشكل واحدة من أبرز معالم الخرطوم وتعدت شهرتها حدود البلاد بعد افتتاح فروع لها في عدد من مدن الخليج.

ووفقا للكاتب الصحفي عبد الله إسحق، فإن الحرب المستمرة في البلاد تسببت في وفاة العديد من النجوم والمبدعين وأهل الفن والثقافة ورموز المجتمع.

ويقول إسحق لموقع سكاي نيوز عربية “منذ اندلاع الحرب العبثية، لم يستثني الموت أحدا، وساد الحزن وأصوات أزيز قصف الطائرات والمدافع القنابل ومات بالجوع والمرض والرصاص الكثير من المبدعين ونجوم المجتمع”.

سكاي نيوز عربية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة:الأدب هو سلاحنا الفكري الذي يحمي هويتنا الوطنية


 

 


قال وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد لأدباء مصر إنهم سيضيفون لمحافظته سطورًا مجيدة سيدونها التاريخ.

 


جاء ذلك خلال افتتاح  فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لمؤتمر الأدباء الذى يقام فى محافظة المنيا عروس الصعيد.
وقال فى كلمته:



وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد
السيدات والسادة،  
الحضور الكريم، أدباء مصر وقلبها النابض

يسعدني أن أكون بينكم اليوم في افتتاح هذه الدورة المتميزة لمؤتمر أدباء مصر، الذي نحتفي به هذا العام تحت عنوان "أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاماً من العبور"، وفي محافظة المنيا، قلب الصعيد الزاخر بتاريخنا وتراثنا وثقافتنا.
إن اختيار عنوان هذا المؤتمر يؤكد على إدراكنا العميق لدور الأدب والثقافة في توثيق الإنجازات الوطنية، وترسيخ الهوية المصرية، وحماية أمننا الثقافي... إن انتصار أكتوبر العظيم لم يكن مجرد عبور عسكري، بل كان عبوراً إلى مستقبل أفضل، وعبوراً للوجدان المصري الذي أبدع خلاله أدباؤنا وفنانونا أعمالاً خالدة شكلت وجدان الأمة ورسخت معاني الكرامة والإرادة.

إن الأدب هو سلاحنا الفكري، وهو الذي يحمي هويتنا الوطنية، ويعزز من صمودنا في وجه التحديات.
ومن هنا تأتي أهمية الأمن الثقافي، الذي يضمن حماية تراثنا وحضارتنا من التشويه والاندثار.
وفي هذه الدورة التي تحمل اسم الكاتب الكبير جمال الغيطاني، نستعيد ذكرى أحد أعمدة الأدب المصري والعربي ، الذي أسهم بقلمه في صياغة رؤيتنا التاريخية والحضارية، وقدم إرثاً إبداعياً سيظل ملهماً للأجيال القادمة.

لقد كان الغيطاني سارداً ماهراً، استطاع أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وأن يخلط بين التاريخ والخيال، مستلهمًا الموروث السردي العربي، وكان عبقرياً في استخدامه للغة، وفي قدرته على إيصال المعنى بعمق وإحساس.


إننا نأمل أن يستلهم الأدباء الشباب من أسلوب الغيطاني السردي، وأن يسعوا إلى تطوير أدواتهم الإبداعية، وأن يقدموا لنا أعمالاً أدبية تساهم في إثراء الحياة الثقافية العربية.

السيدات والسادة

أدعوكم في هذا المؤتمر إلى تعزيز الحوار الثقافي وتكريس قيم الإبداع والتسامح والانتماء، والعمل معاً على بناء منظومة ثقافية تسهم في حماية أمننا الثقافي وتعزز مناعتنا الفكرية أمام التحديات التي تواجهها بلادنا.

وختاماً، أتوجه بخالص الشكر إلى جميع المشاركين في هذا المؤتمر، وإلى محافظ المنيا السيد اللواء/ عماد كدواني ، على استضافته الكريمة للمؤتمر، وإلى القائمين على المؤتمر برئاسة الفنان الدكتور/ أحمد نوار وأمانة الشاعر ياسر خليل على جهودهم المبذولة لإنجاح هذا الحدث. 

مع تمنياتي لكم بمؤتمر مثمر وناجح، يعزز مكانة الأدب المصري ويدفعه نحو مزيد من الإبداع والتألق.  

شكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انطلقت قبل قليل فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لمؤتمر الأدباء الذى يقام فى محافظة المنيا عروس الصعيد وهو أكبر تجمع سنوى للأدباء فى مصر ، والذى بدأت فعالياته من داخل جامعة المنيا أكبر منارة علمية بالمحافظة، بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ المنيا اللواء عماد كدواني، ونائب رئيس هيئة قصور الثقافة الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف ولفيف من الأدباء والمفكرين والجماهير.
بدأت الفعاليات بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية ثم عرض فيلم  تسجيلى عن محافظة المنيا

يأتي المؤتمر هذا العام تحت مسمى "دورة الكاتب الكبير جمال الغيطاني"، الذي يقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ المنيا اللواء عماد كدواني.

تنظم المؤتمر الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان "أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاما من العبور".

ويعقد المؤتمر برئاسة الفنان الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل.

مؤتمر الأدباء من أبرز الفعاليات الثقافية والأدبية التي تُعقد سنويًا، ويهدف مناقشة قضايا الأدب والثقافة في مصر والوطن العربي.

كان المؤتمر الأول فى محافظة المنيا عام 1984 ونظمته هيئة قصور الثقافة، إذ كان يسعى لتوفير منصة تجمع الأدباء والشعراء والنقاد والمثقفين لطرح الأفكار، تبادل الآراء، والتفاعل مع قضايا الواقع الثقافي.
المؤتمر كان مبادرة لتعزيز دور الأدب في المجتمع المصري، وتقديم رؤية جديدة للمشهد الثقافي. وتُقام فعالياته في مدينة مختلفة كل عام، بهدف إشراك مختلف المحافظات في الحراك الثقافي.

المؤتمر يركز في كل دورة على قضية محورية تهم الأدب والثقافة، مثل العلاقة بين الأدب والسياسة، دور الكتابة في التغيير الاجتماعي، وأهمية الأدب في تشكيل الهوية، وفى هذه الدورة تحت عنوان "أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاماً من العبور".

المؤتمر يشارك فيه نخبة من الأدباء والنقاد والمفكرين المصريين والعرب، بالإضافة إلى تمثيل بارز للشباب الأدباء.

تُعتبر هذه الفعالية جسرًا هامًا بين الأجيال المختلفة من الأدباء ومساهمًا أساسيًا في النهوض بالوعي الثقافي في مصر.

 

منيا الخصيب.. عروس النيل

"منيا الخصيب.. عروس النيل" هو عنوان العرض الفنى لحفل الافتتاح وبعده سيعرض فيلم وثائقي عن المؤتمر العام لأدباء مصر، ثم إلقاء الكلمات البروتوكولية للدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، د. عصام فرحات رئيس جامعة المنيا، الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، د. أحمد نوار، رئيس المؤتمر، الشاعر ياسر خليل أمين عام المؤتمر.

يعقب ذلك تكريم محافظ المنيا، رئيس جامعة المنيا، اسم الكاتب الكبير جمال الغيطاني.. شخصية المؤتمر، رئيس المؤتمر، أمين عام المؤتمر، رحاب توفيق مدير فرع ثقافة المنيا، وتكريم أعضاء الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر وهم: الكاتب حسين عبد الرحيم مكرم عن الوجه البحري، المترجم الحسين خضيري مكرم عن الوجه القبلي، الناقدة هدى عطية مكرمة عن النقاد، الشاعرة علية طلحة مكرمة عن الأديبات الإعلامي سعد قليعي مكرم عن الإعلاميين، الشاعر عصام سنوسي مكرم عن محافظة المنيا، اسم المترجم شوقي جلال، اسم الشاعر طارق الصاوي، إلى جانب تكريم الروائي محمد إبراهيم محروس، كما يتم تكريم أسماء الراحلين من الشعراء والكتاب وهم الشاعر محمد المخزنجي، الشاعر مكي قاسم، الكاتب حمدى أبو جليل، الكاتب محمود قرني، الشاعر أحمد الخطيب، الناقد د. محمد زكريا عناني، الشاعر سامي الغباشي. الكاتب محمد سيد عمر، الكاتب عبد الغني داود، الشاعر محمد محمد خميس، الشاعر إسماعيل حلمي، الشاعر عبد القادر عياد.

كما يشهد الحفل عرضا فنيا لفرقة ملوي للفنون الشعبية، وتقدمه الكاتبة د. صفاء النجار، ويخرجه أسامة عبد الرؤوف، كما يشهد مسرح جامعة المنيا في التاسعة مساء انتخابات الأمانة العامة الجديدة للمؤتمر.

 


 


يقام المؤتمر بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وإدارة المؤتمرات وأندية الأدب برئاسة الشاعر وليد فؤاد. بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة المنيا.

والمؤتمر العام لأدباء مصر هو التجمع الأدبي السنوي الذي يمثل أدباء مصر ويعبر عنهم، ويهدف إلى دعم الحركة الأدبية فى مصر وتنشيطها من خلال تهيئة المُناخ المناسب للتواصل بين أدباء مصر ورموز الحركة الثقافية من جميع الأجيال، وتسليط الضوء على الإبداع الأدبي فى مصر من خلال المتابعات النقدية والإعلامية المصاحبة للمؤتمر، وتكريم رواد الحركة الأدبية والمبدعين المجيدين وكذلك الإعلاميين الذين يدعمون الحركة الأدبية في مصر، وطرح القضايا المتعلقة بالحركة الأدبية في المحافظات ودراستها.
 

مقالات مشابهة

  • شبكة أطباء السودان: الإمدادات الطبية بسنار تخسر 2.5 مليون دولار بسبب الدعم السريع
  • الدكتور حسن مكي: ما حدث في الخرطوم غريب وقد نحتاج إلى سنوات لنفهمه
  • تداعيات الفيتو الروسي وأسبابه
  • الجنس مقابل الطعام.. نساء السودان يدفعن النزاع بأجسادهن
  • نقابة الصحفيين السودانيين: أكثر من «60» صحفية تحت تهديد مباشر بسبب الحرب
  • الجنس مقابل الطعام.. نساء السودان يدفعن ثمن النزاع بأجسادهن
  • نقابة الصحفيين السودانيين: أكثر من «60» صحفية تحت تهديد مباشر بسبب الحرب 
  • وزير الثقافة:الأدب هو سلاحنا الفكري الذي يحمي هويتنا الوطنية
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • الفيتو الروسي في مواجهه المجتمع الدولي والسيناريوهات والبدائل المحتمله