المبادئ العشر والمسؤولية الاجتماعية
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
محمد بن رامس الرواس
الإثنين 28 أغسطس 2023، كان صباحًا جميلًا كعادة أيام صلالة (المدينة الخلابة) في هذا الفصل الاستثنائي (خريف ظفار)، الاتجاه باكرًا نحو فندق ملينيوم صلالة لحضور افتتاح منتدى شركاء المسؤولية الاجتماعية والاستدامة، ولم أتفاجأ كثيرًا عند حضوري المبكر للقاعة وأجدُ المكرم الأستاذ حاتم بن حمد الطائي الأمين العام للمنتدى يقف بنفسه على التجهيزات الأخيرة قبل انطلاقة المنتدى، فهذا ديدنه منذ عرفته يحرص على التحضير ويُشرف عليه.
ولقد تشرف المنتدى بحضور صاحب السُّمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار وعدد من أصحاب السُّمو والسعادة وممثلي مكاتب الأمم المتحدة بالوطن العربي، وجمع غفير من المهتمين بشؤون المسؤولية الاجتماعية من السلطنة وخارجها، فكانت احتفالية مثرية عبر كلمات المشاركين ومن خلال أوراق عمل المنتدى.
توالت الكلمات لتضع الحضور أمام مشهد متكامل لأفكار ورؤى لنهج الاستدامة مرتبطة ببعض في ضوء العشر مبادئ التي أطلقتها الأمم المتحدة عام 2016؛ فالجميع متفق على توسيع قاعدة العمل لهذه المبادي العشر وهي: (دعم حقوق الإنسان، التأكيد على عدم انتهاكات حقوق الإنسان، حرية تكوين الجمعيات والمفاوضات الجماعية، القضاء على العمل القسري، الإلغاء الفعلي لعمل الأطفال، القضاء على التمييز في الوظائف والمهن، دعم النهج الاحترازي إزاء التحديات البيئية، القيام بمبادرات لتعزيز أكبر للمسؤولية البيئية، تشجيع وتطوير التقنيات، محاربة الفساد)، كل ذلك من أجل إيجاد فضاءات أوسع للمشاركة الحقيقية بين الاقتصاد والبيئة والمجتمع لتنتج لنا مسؤولية تنموية تقود قاطرة تنفيذ عملية التنمية بكفاءة، والبداية دائمًا ما تكون من التعليم ومن صقل الشباب بالمهارات لتوطيد ريادة أعمال بمجتمعاتهم يسبقها التغلب على التحديات الاجتماعية والبيئة.
إنَّ تجربة سنغافورة يجب أن نقف أمامها طويلًا؛ فهي تلك الدولة التي لا تملك موارد طبيعة ولكنها استطاعت أن تُنشئ منظومة اقتصادية عالمية ذات مكانة دولية بين قريناتها من دول آسيا العملاقة، فتجربتها تُعد مصدر إلهام حقيقي للعالم؛ لأن سر النجاح يكمن في أنهم جعلوا من الجدارة استحقاقًا لكل ذي كفاءة؛ مما نتج عنه قيام الشركات بالأخذ بأسباب النمو المجتمعي، والبدء بإصلاح التعليم، والشفافية عند الإنجاز، والاهتمام بالبحوث العلمية والاقتصاد المستدام، وتولِّي أولى الكفاءة المناصب والاعتماد عليهم في التنمية.
وتوسيع الشراكة مع المجتمع ومع الإنسان هو هدف أصيل للتنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية؛ حيث إن التنمية مسؤولية الجميع وتقع على عاتق الشركات والمؤسسات عبر التزامها بمسؤوليتها الاجتماعية بحيث تكتسب في النهاية صيغة استراتيجية لها ومتى ما طبقتها استطاعت التنمية أن تجد طريقها نحو التطور والنمو المطلوب بيئيًا ومجتمعيًا.
لقد أثلج صدر الجميع ما أعلنت عنه الأستاذة سلمى بودينة المدير العام للشبكة الوطنية للاتفاق العالمي للأمم المتحدة أثناء كلمتها في افتتاح المنتدى عن انضمام جريدة الرؤية العُمانية إلى الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، لتكون أول جريدة عربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تنضم إلى هذا الاتفاق، وتلتحق بقرنياتها من المؤسسات العالمية في الريادة لتخدم مجتمعاتها وأهدافها.
ختامًا.. نقول إنَّ التنمية قضية وطنية يشارك فيها الجميع، ودور الشركات والمؤسسات المجتمعية دور استراتيجي لا بُد من أن تنهض به لتحقق المساهمة المُنتظرة منها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة “قلقة” إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالفاشر
دبي – الشرق/ أعرب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، عن قلقه إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان في الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور غربي السودان، وقال تورك في بيان: "شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في أعداد الضحايا المدنيين، واعتداءات على العاملين في المجال الإنساني، وارتفاعاً مقلقاً في حالات العنف الجنسي، وذلك مع تكثيف قوات الدعم السريع لهجماتها على المدينة والمخيمات المجاورة للنازحين".
وبحسب البيان، لقي ما لا يقل عن 129 مدنياً مصرعهم في مدينة الفاشر، ومنطقة أم كدادة، ومخيم أبوشوك للنازحين خلال الفترة من 20 إلى 24 أبريل الجاري.
وأشارت مفوضية حقوق الإنسان، إلى قتل ما لا يقل عن 481 مدنياً في شمال دارفور منذ 10 أبريل، لكنها قالت إن الحصيلة الفعلية "أعلى بكثير على الأرجح".
ولفتت إلى أن هذا العدد يشمل ما لا يقل عن 210 مدنيين، من بينهم 9 من العاملين في القطاع الطبي، سقطوا في مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 أبريل.
وقال المفوض الأممي، إن الهجمات "ذات الطابع العرقي التي تستهدف مجتمعات بعينها عادت إلى الواجهة في دارفور في تكرار لنمط الانتهاكات الواسعة التي شهدتها مناطق مثل الجنينة وأجزاء أخرى من غرب دارفور في عام 2023 عندما سيطرت قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها على تلك المناطق".
وأعرب تورك عن قلقه إزاء "شهادات عن اختطاف أشخاص من مخيم زمزم للنازحين، وتعرض نساء وفتيات وفتيان للاغتصاب الفردي والجماعي داخل المخيم أو أثناء محاولتهم الفرار من الهجمات"، مشيراً إلى أن "مصير العديد من الأشخاص المحاصرين داخل المخيم لا يزال مجهولاً"
وحذر تورك من أن أنظمة الدعم والمساعدة للضحايا في العديد من المناطق "باتت على وشك الانهيار، والعاملون في القطاع الصحي أصبحوا هم أنفسهم عرضة للتهديد، كما تم استهداف مصادر المياه عمداً"، واصفاً معاناة الشعب السوداني بأنها "تفوق التصور، ويصعب فهمها، ولا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال".
وشدد تورك على ضرورة "السماح للمدنيين بمغادرة الفاشر والمناطق المحيطة بها بشكل آمن، وتوفير الحماية لهم عند وصولهم إلى مناطق أكثر أمناً"، داعياً جميع الأطراف لـ"وقف الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان فوراً، ووضع حد لهذه الحرب العبثية".
وسيطرت قوات الدعم السريع، بعد عامين من صراعها مع الجيش السوداني، على مخيم زمزم الضخم في شمال دارفور قبل أسبوع، في هجوم تقول الأمم المتحدة إنه أسفر عن نزوح 400 ألف.
ونفت قوات الدعم السريع الاتهامات بارتكاب انتهاكات، وقالت إن المخيم استخدم قاعدة للقوات الموالية للجيش. ونددت المنظمات الإنسانية بما حدث ووصفته بأنه "هجوم استهدف مدنيين يواجهون بالفعل مجاعة".