علماء وشخصيات ثقافية ودينية: مبادرات حاكم الشارقة أوجدت جسراً بين حضارات وأديان العالم
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
الشرقة - الوكالات
أشاد عدد من كبار الشخصيات الثقافية والدينية في لقاء "ريميني" للصداقة بين الشعوب 2023 في مدينة ريميني الإيطالية، بالرؤية الثقافية والإنسانية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي تسعى إلى بناء جسور التواصل بين الشعوب والحضارات. وحظي صاحب السمو بتقدير وإشادة كبيرين من قبل المشاركين في اللقاء، الذين أبرزوا مبادرات وإسهامات سموه في مجالات التنمية المستدامة والتعليم والتعاون الدولي، والتي تعكس حرص سموه على خلق تفاعل حقيقي ومستدام بين الحضارات والأديان.
وشاركت إمارة الشارقة ممثلة بهيئة الشارقة للكتاب في "لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب 2023" الذي يعد أكبر مهرجان ثقافي صيفي في أوروبا والعالم الغربي، وبحضور أكثر من ألف مشارك من مختلف دول العالم، الذين يمثلون المشهد الثقافي والديني العالمي.
واستضاف اللقاء ندوة حوارية بعنوان: "الصداقة بين الثقافات"، تحدث فيها كل من سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وسعادة برنارد شولز، رئيس مؤسسة "لقاء ريميني"، والسيدة ماريا تريبودي، نائب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا، والسيدة أنطونيلا شاروني اليبراندي، نائب وزير التعليم في الفاتيكان، وأدارها الدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الكاثوليكية.
الثقافة أساس بناء الحوار الإنساني
وفي كلمته خلال الجلسة، أكد سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، التزام إمارة الشارقة بالحوار والتعارف بين الشعوب والثقافات المختلفة، مشيراً إلى أنها لا تقتصر على تعريف الغرب بثقافتها وإرثها، بل تسعى أيضاً إلى تعريف العرب بثقافة الغرب وإبداعاته وتنوعه. واستشهد سعادته بمقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: "إن الثقافة هي الأساس في بناء الحوار الإنساني، وخلق التفاهم والوئام بين شعوب العالم كافّة، بِغَضّ النظر عن العرق أو الدين أو الجغرافيا".
وقال العامري: "التعرف على ثقافة الآخر يزيل الخوف والجهل، ويفتح آفاق التفاهم والسلام، وهذا يؤكد أهمية تقديم الوجه الإنساني للأمم من خلال أدبها وفنونها وعاداتها، وليس فقط من خلال سلعها ومنتجاتها، فالتاريخ يشير إلى أن العلاقات الثقافية تبني جسور التعارف وتساهم في تعزيز نقل المعارف والخبرات والأفكار، مثلها مثل العلاقات التجارية التي كانت إحدى أفضل أدوات ترسيخ فرص التبادل الثقافي".
وأعرب العامري عن فخره بدور "هيئة الشارقة للكتاب" في تعزيز الصداقة والتواصل مع ثقافات العالم المختلفة، موضحاً أن مشاركاتها العالمية لا تنحصر في حضور معارض الكتب، بل تقوم بمهمة أكبر وهي أن تكون جسراً يربط بين دولة الإمارات والمنطقة العربية مع العالم، وأن استضافة بلدان العالم ضيوف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب فرصة لبناء صداقات حية بين الثقافة العربية وغيرها من ثقافات العالم.
نماذج حية للتواصل بين الثقافات
في كلمة ألقاها برنارد شولز، رئيس مؤسسة "لقاء ريميني"، أعرب عن امتنانه لافتتاح هذه الندوة التي تتوافق مع رؤية وهدف اللقاء، وهو تعزيز الصداقة بين الثقافات المختلفة، مؤكداً أهمية هذا الموضوع في ظل التحديات والصراعات التي يواجهها العالم اليوم، والتي تستدعي تضافر الجهود والتعاون بين الشعوب. ورحب بالضيوف المشاركين في الندوة، والذين يمثلون نماذج حية للتواصل والتفاهم بين الثقافات. وختم كلمته بتوجيه الشكر لإمارة الشارقة على حسن ضيافتها وكرمها خلال استضافة إيطاليا ضيف شرف على "معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022"، الذي يُعد أحد أبرز المحافل الثقافية في المنطقة.
الثقافة مصدر رئيسي للتنمية
من جهتها، أكدت السيدة ماريا تريبودي، نائب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا، أن الثقافة تشكل أولوية في السياسة الخارجية لبلادها، وأنها تعتبر وسيلة للحفاظ على التراث والهوية والسلام في زمن النزاعات. وأشارت إلى أن إيطاليا تدعم وتروج لثقافتها ومواقعها السياحية وتراثها المادي واللامادي، باعتبارها مصدراً رئيسياً للدخل والتنمية. كما أثنت على وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، مؤكدة أن كافة الحوارات التي قامت بها في العالم اعتمدت على الثقافة كأساس للتفاهم والصداقة بين الشعوب.
الثقافة والتعليم ركيزتان لبناء الصداقة
بدورها، قالت أنطونيلا شاروني اليبراندي، نائب وزير التعليم في الفاتيكان: "الثقافة والتعليم يشكلان ركيزتين أساسيتين لبناء الصداقة بين الشعوب، وفي سبيل تحقيق هذه الصداقة، نسعى في وزارة التعليم في الفاتيكان إلى ربط التعليم بالثقافة وفتح الحوار حولها في المدارس، فنشر الوعي بذلك بين الطلاب يضمن تعليماً حقيقياً يحترم هوية وتاريخ كل ثقافة. وقد أثمرت هذه السياسة الرائدة عن وجود أكثر من 1000 جامعة كاثوليكية في العالم تفتح أبوابها للثقافة دون خوف من تراجع هويتها الدينية، بل على العكس، فإنها تستفيد من الحوار مع الآخر لتنمية هذه الهوية".
روح الصداقة في قبول الاختلاف
بدوره، تناول الدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الكاثوليكية، مفهوم الصداقة من منظور لغوي وثقافي، قائلاً: "تتمثل الصداقة في قبول البعد والاختلاف بين الأفراد والثقافات، فهي تساعد على اكتشاف حقيقة الذات والآخر. وهنا يبرز دور المؤسسات التي تسهم في بناء جسور التواصل والصداقة بين الثقافات، مثل وزارات الخارجية والتعليم، والمؤسسات التي تدعم الكتاب والثقافة، وكذلك مثل هذا اللقاء الرائد، الحافل بالقلوب التي تؤمن بالصداقة واللقاء في سبيل تحقيق رسالة سلام للعالم أجمع".
مبادرة لا تنسى
وفي لحظة مؤثرة، شهد اللقاء -عقب انتهاء الندوة- مداخلة حية من إحدى المدرسات في مدرسة "فيكتوريا ماغنسيان" في أرمينيا، التي تم ترميمها بأمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كجزء من مشروعه الإنساني لإعادة إحياء التراث. وعبّرت المدرّسة عن شكرها وامتنانها لسموه على ترميم كنيسة «دير هاغاردزين» وإصلاح الشارع المؤدي إليها، والذي يعتبر رمزاً للهوية والانتماء للأرمن. وأضافت أنها شخصياً استفادت من هذه المبادرة، حيث تستطيع الآن زيارة الكنيسة بسهولة والصلاة فيها، مشيرة إلى أن هذا التواصل الإنساني والثقافي بين الشارقة وأرمينيا يعكس روح التسامح والتعاون بين الشعوب، وأنه لن يُنسى أبداً من قبل أبناء بلدها.
ويعد لقاء "ريميني" للصداقة بين الشعوب أكبر مهرجان ثقافي صيفي في أوروبا والعالم الغربي، ويهدف إلى الجمع بين الأشخاص من مختلف الأديان والثقافات في جو من الصداقة والألفة والسلام، ويضم العديد من الفعاليات والندوات والمحاضرات والعروض الفنية والمعارض، كما يستضيف اللقاء كل عام شخصيات بارزة من مجالات السياسة والدين والثقافة والفن والإعلام، ويناقش قضايا مهمة تخص الإنسانية والحضارة. ويعتبر اللقاء فرصة لبناء صداقات حية بين الثقافة العربية وغيرها من ثقافات العالم، كما يبرز دور المؤسسات التي تسهم في تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب والحضارات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: بین الثقافات حاکم الشارقة الصداقة بین بین الشعوب نائب وزیر إلى أن
إقرأ أيضاً:
غرفة تجارة عدن تبحث مع رجال الأعمال التحديات التي تواجه القطاع الخاص
شمسان بوست / عدن
عقدت الغرفة التجارية الصناعية اليوم بعدن لقاءً موسعًا في مبنى إدارتها لرجال المال والأعمال، وبحضور عدد من أعضاء مجلس إدارتها وكذا لجنة رجال الأعمال.
وناقش المجتمعون القضايا المؤثرة على نشاط القطاع الخاص والتجار، والعمل على الحفاظ على الحد الأدنى الممكن لاستمرار نشاطه في ظل وضع اقتصـادي واجتماعي هش تتصـاعد فيه الأعباء باستمرار، وأدت إلى نزوح العديد من التجار إلى الخارج.
وعلى ضوء الشراكة الاستراتيجية بين القطاع الخاص والحكومة والسلطة المحلية، للحد من هذه التداعيات وتدارك بعض السلبيات، فقد خرج اللقاء بجملة من التوصيات تتمثل في تأكيد اللقاء على الاتفاق الذي تم مع معالي وزير الدولة ومحافظ عدن، باعتماد مخرجات لجنة الواجبات الزكوية المشكلة من قبله.
وخرج اللقاء بهذا البيان، للحد من التداعيات القائمة، والتحذير من مخاطر عدم بقاء القطاع الخاص في البلاد، ومن تلاشي فرص استمرار الأعمال وتقديم الخدمات للمجتمع.
ووفقًا للمؤشرات ورصد زيادة المخاطر، فإن استمرار نشاط القطاع الخاص لن يدوم طويلًا في ظل التحديات الطاردة.
ونص البيان على ما يلي:
أ) يؤكد اللقاء على الاتفاق الذي تم مع معالي وزير الدولة ومحافظ محافظة عدن، باعتماد مخرجات لجنة الواجبات الزكوية المشكلة من قبله، والذي نص على:
1. يتم اعتماد الرأسمال المقدم من التاجر حسب ما يملي عليه ضميره.
2. يتم اعتماد ما تم دفعه للعام الهجري 1445، ويكون لدى التاجر سند رسمي بذلك.
3. ما يتم دفعه في المركز يعتمد في كل المديريات.
4. في حالة مخالفة التاجر، يرسل له إشعار بالمخالفة.
ب) الالتزام بالقانون لتنظيم علاقة العمل بين كل من القطاع الخاص وأجهزة الدولة المعينة.
ج) الكف ومنع بعض من مندوبي المديريات بالتصرفات والتجاوزات التعسفية اللاقانونية من خلال مداهمة المحلات التجارية والتهديد بإغلاقها.