مصفوفة المهازل: هروب البرهان وبيان الخارجية والجوازات الدبلوماسية !!
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
لعنة الله ولعنة الشعب سوف تطارد البرهان سواء خرج من البدروم أو لم يخرج..وسواء ذهب إلى بورتسودان أو تسلل خارج البلاد..وسيكتب التاريخ انه هو الشخص الذي دمّر السودان وجعل أعاليه أسافله.. وجلس على تلة الخراب..وانه الشخص الذي ادخل مليشيات الدعم السريع إلي عاصمة البلاد..وقام بانقلابه من اجل الفلول وقطع الطريق على ثورة السودان وعلى الحكم المدني.
مَنْ يعيد للمواطنين أملاكهم ويقيم جدران مساكنهم.. ودعك من الشهداء الذي أزهقت بنادق الطيش والقذف المجنون أرواحهم.. هذا الشخص هو الذي أعاد بلادنا إلى العصور الوسطي وإلى أيام الهكسوس وأصبح الناس يستيقظون كل يوم ليروا هل هم أحياء أم أموات..ومَنْ الذي قتلته الرصاص والمقذوفات والدانات وهم يلهثون من اجل شربة ماء وكسرة خبز.. لقد جعل هذا الرجل من بلادنا موضع سخرية الساخرين وشفقة المشفقين..! كل هذا فقط بسبب أن كان في السودان لسوء الحظ شخص بهذه المواصفات استطاع بالوكالة عن الفلول ثم بضم كتائبهم إلى جيشه أن ينقل الحرب إلى جميع أنحاء السودان..وأنه مع مليشيات الدعم السريع التي كان يباهي بها ويجعل قائدها ساعده الأيمن أن يدمّر الوطن ويشرد أهله ولم يسأل يوماً واحداً عن ملايين المواطنين الذين انقطعت بهم سبل الحياة وفقدوا مصادر رزقهم ونزحوا يبحثون عن ملاذات آمنه وأكثرهم لا يملك فلساً واحداً يدبر به قوت العيال أو قيمة الإقامة والإيجار داخل البلاد وخارجها...فعلى ماذا نترقب هروب البرهان من بدرومه..!
هل ينتظر حمداً أو شكراً إذا ذهب للتفاوض أو لم يذهب..؟! ومتى كان هذا الشخص على قدر ما يقوله أو يلتزم به ؟! ألا ينبغي أن يُحاكم أولاً على انقلابه الذي كان بداية خراب البلاد ثم على الحرب التي أشعلها مع المليشيات التي جلبها إلى الخرطوم ليرهب بها المواطنين..؟! هل يسعى هذا الشخص إلى شكر أو حمد على إيقاف الحرب بعد جريمة إشعالها وتدمير البلاد..ومن الذي يعيد الأرواح التي أزهقتها هذه الحرب اللعينة..؟! ومن يعوض البلاد والناس عن هذا الدمار الذي لم يترك حجراً قائما .؟! ومن أين للمواطنين المساكين بإعادة دورهم التي دكتها هذه الحرب المشؤومة..؟! وماذا الذي تغيّر في ذهن البرهان وضميره حتى يحاول الهروب من الحرب ومن الانقلاب الذي دبره مع صاحبه قائد المليشيا..ولماذا يريد أن يهرب من خطيئة سماحه لمليشيات الفلول وكتائبهم أن تكون جزءاً من جيشه وان تعمل في البلاد تقتيلاً وتدميراً..!
هذه تركة الإنقاذ تعيد نفسها...ومن الفلول من يهلل لهروب البرهان من البدروم سواء كان هروباً عن طريق أخذ الإذن من العدو الذي يقاتله..أو كان خروجاً من الشباك (بالسفنجة)...وهذا التهليل ليس جديداً على الاخونجية وفلول الإنقاذ فقد كانوا يهللون لهروب المخلوع من ملاحقة الجنائية الدولية عن طريق السفريات الليلية والطائرات المستأجرة..!
هذا هو نتاج الإنقاذ التي استباحت البلاد وجاءت بهذه المليشيات التي تحاربها الآن وأوكلت إليها مهمة البطش بالناس وسلحتها وفتحت لها خزائن البلاد بينما أهملت الجيش تسليحاً وتدريباً وعناصر بشرية حتى أصبح من الممكن أن يصل إلى درجات قيادة الجيش العليا أشخاص مثل البرهان وكباشي وياسر العطا ..(وسفيرهم في ليبيا)...الإنقاذ التي استباحت البلاد حتى بلغ عدد حاملي الجوازات الدبلوماسية 17 ألف وثلاثمائة و11 شخصاً)..!هل هذا يمكن أن يحدث في كل الدنيا..! وقد اتضح أن الغلبة الغالبة من حاملي الجوازات الدبلوماسية هم من ابناء وبنات وأصهار وأطفال وخالات وعمات الاخونجية ..ألم نكن نعيش في مهزلة حقيقية مرعبة..ولا نزال..!
وليهنأ الطرفان المتحاربان فقد قتلا وأصابا من المواطنين وشردا من المواطنين إضعاف أضعاف ما قتل وأصاب كل طرف من صاحبه..!
وإذا أردت مهزلة أخرى فأنظر إلى قيادة وزارة الخارجية السودانية في دولة البرهان التي أعلنت عن غضبها على سفير أجنبي قال إن الطرفين المتحاربين غير مؤهلين للحكم...!! هل ترى الخارجية أن انقلاب البرهان ومليشيا الدعم السريع مؤهلان لحكم البلاد..(شيء غريب)..!
هل تؤيد الخارجية حكم العسكر والمليشيات في مقابل الحكم المدني...! مَن يجلس في قيادة هذه الوزارة ؟ ومن يديرها..؟! هل هم الإخوان وكتيبة البراء..أم كتائب الظل..! لقد صدر عن قيادة وزارة الخارجية في دولة البرهان بلا خجل بياناً قالت فيه إنها (زعلانة) لأن السفير جعل عساكر البرهان ومعهم كتائب الاخونجية في وضع مماثل للدعم السريع...وأن هذا يتنافى مع الإنصاف والاتساق الأخلاقي..(أي والله هذا هو تعبيرها)..!!
يا لخيبة الخارجية تحت هذه القيادة التي تمسك بخناق هذه الوزارة ويا لضياعها وفقدان العزاء فيها..!
المهزلة الأكثر إيلاماً أن ينبري بعض من يقفون في صف الثورة مع دعوة الفلول لاستمرار الحرب بحجة القضاء على المليشيا المناوئة للبرهان..وهم يعلمون أن البرهان هو الآخر يقف على رأس مليشيا...وإذا كان هؤلاء الإخوة لا يعرفون أن الحرب التي دمرت السودان هي (حرب بين الكيزان والدعم السريع) فمعناه إننا نحتاج إلى السباحة مرة أخرى في مياه البديهيات التي استعجب لها احد الزائرين إلى بلاد مثل بلادنا..قال إنه دهش من لافتة وجدها في أكثر من مكان..مكتوب عليها بخط عريض (الطريق للسيارات والرصيف للمشاة) فقال: إذا كانت هذه المسألة لم تُحسم حتى الآن ..فالله المستعان..!
هل انتم مع استمرار هذه الحرب اللعينة التي تجري الآن على رءوس المواطنين الأبرياء ودمائهم.. وهل حقيقة أن هناك تضخيم لجرائم الاخونجية وان الحديث عن جرائمهم "فوبيا اخوانية" وأنهم لا يستحقون كل هذا النقد والهجوم و(التجني)..!!
الثورة مستمرة سواء خرج أهل البدروم أو لبثوا فيه إلى يوم يبعثون..وسواء تعالت اصوات الفلول وكتائبهم أو خفتت..والمجد والخلود لشهداء الوطن ..ولن يفلح الوالغون في دماء الشعب وأنصار الطغيان..الله لا كسّبكم دنيا وأخرى..!
murtadamore@yahoo.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مع اقتراب عامها الثالث وقف الحرب واستعادة مسار الثورة
مع اقتراب عامها الثالث وقف الحرب واستعادة مسار الثورة
تاج السر عثمان بابو
1بدخولها شهرها الرابع والعشرين، يكون قد مضي حوالي عامين على الحرب اللعينة وتدخل عامها الثالث التي انفجرت في 15 ابريل 2023، تدخل الحرب شهرها الـ 24 بكل ما تحمله من خراب ودمار..فقد تم تشريد أكثر من 12 مليون داخل وخارج البلاد في ظروف غير إنسانية، ويخيم شبح المجاعة الذي يهدد 26 مليون سوداني حسب بيانات الأمم المتحدة، إضافة لانهيار الخدمات الصحية والتعليم وتدمير البنية التحتية والصناعة والزراعة وخدمات الكهرباء والماء التي استهدفتها المسيرات، و قطع خدمة الاتصالات والانترنت التي أصبحت من الحقوق الأساسية للإنسان.
فضلا عن تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية التدهور المستمر في قيمة الجنية السوداني، وعدم صرف المرتبات، والارتفاع المستمر في الأسعار والخدمات والجمارك ، كما حدث أخيرا في الزيادات في تعريفة الكهرباء والماء، علما بأن زيادة الكهرباء مع الانقطاع المستمر فيها تؤدي إلى ارتفاع بقية الأسعار، اضافة للفساد في تصدير النحاس المنهوب من كوابل الكهرباء، مما أدى لخسائر كبيرة في قطاع الكهرباء، إضافة للخسائر في الصناعة والبنوك، ونهب ممتلكات وعربات ومنازل المواطنين من طرفي الحرب. فضلا عن أن إطالة أمد الحرب وتصاعد الخطاب الاثني والعرقي يهدد بتمزيق وحدة البلاد، وخطر تكوين حكومة موازية من الدعم السريع غير شرعية تهدد وحدة البلاد، والتعديلات في الدستور لتكريس الحكم العسكري في بورتسودان، اضافة للمزيد من تكوين المليشيات الإرهابية التي ارتكبت أبشع المجازر كما في التطهير العرقي وقطع الرؤوس وبقر البطون باسم الحهاد، مما يطيل ويهدد بالمزيد من الدمار واطالة أمد الحرب، ويهدد الأمن الإقليمي والدولي
2لقد أكدت تطورات الأحداث بعد الحرب ان الهدف منها تصفية ثورة ديسمبر عميقة الجذور، ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، وأن المتضرر الرئيسي المواطن الذي استهدفه، طيران ومدافع الجيش ومليشيات الدعم السريع، اضافة لتصفية واعتقال وتعذيب السياسيين والناشطين في لجان المقاومة والخدمات، في سجون طرفي الحرب.
جاءت الحرب امتدادا لانقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 الذي قطع الطريق أمام الثورة وتحقيق أهدافها، ومجزرة فض الاعتصام التي كانت انقلابا دمويا، لكنه فشل بعد موكب 30 يونيو الذي كان ردا حاسما، ثم بعد ذلك تدخلت المحاور الاقليمية والدولية التي تحالفت مع العسكر والدعم السريع و”قوى الهبوط الناعم”، مما أدي للتراجع عن ميثاق إعلان قوى الحرية والتغيير، بالتوقيع على الوثيقة الدستورية المعيبة التي كرست الشراكة مع العسكر والدعم السريع، وقننت الدعم السريع دستوريا، وابقت على الاتفاقات الخارجية للنظام المدحور ومنها البقاء في حلف اليمن، وحتى الوثيقة الدستورية لم يتم الالتزام وتم خرقها كما في التوقيع على اتفاق جوبا الذي يعلو عليها، واستمر الخرق حتى انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي أعاد التمكين وبعض ما تم استرداد من.اموال الشعب المنهوبة، ويخطط حاليا الإسلامويون للعودة للسلطة، والاستمرار في نهب ممتلكات وأراضي وثروات البلاد من الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية، كما في محاولة نهب مشروع الجزيرة، ومحاولة بيع أراضي وموانئ البلاد للمستثمرين الأجانب بثمن بخس، الخ.
3لقد رفض المجتمع الإقليمي والدولي الحكومة الموازية التي تهدد وحدة البلاد وإشعال المنطقة، وتكرر تجربة انفصال الجنوب، اضافة لرفض حكومة بورتسودان الانقلابية غير الشرعية و المتورطة مع الدعم السريع في جرائم الحرب، فلا بديل غير وقف الحرب والحل السلمي التفاوضي وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد والحكم المدني الديمقراطي.
4مع التقدير للجهود الخارجية الهادفة لوقف الحرب، وتوصيل المساعدات الإنسانية، إلا أن الجهد الداخلي هو الحاسم، فمن خلال اوسع تحالف قاعدي جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، امتدادا لتجارب إجماع شعبنا في تحقيق الاستقلال 1956، وثورة أكتوبر 1964م، وانتفاضة مارس أبريل 1985، وثورة ديسمبر 2018، واستمراره في الصراع ضد الحلقة الشريرة للانقلابات العسكرية، التي صادرت الديمقراطية وقادت مع تفاقم الأزمة الوطنية العامة بعد الاستقلال للحرب الجارية حاليا.
يمكن من خلال أوسع إجماع وقف الحرب واسترداد الثورة واستعادة الحكم المدني الديمقراطي، والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، وعدم إعادة التسوية مع العسكر والدعم السريع التي تعيد إنتاج الازمة والحرب، وعودة النازحين لقراهم ومنازلهم وتعمير مناطقهم، وتوصيل الاغاثات للمتضررين، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب، وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية. وقيام المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
الوسومالاستقلال الحرب الحكم المدني الديمقراطي الحكومة الموازية السودان المجتمع الدولي تاج السر عثمان بابو ثورة أكتوبر 1964 ثورة ديسمبر