الصين.. أسهم إيفرغراند العقارية تهوي مع استئناف إدراجها في بورصة هونغ كونغ
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
تراجعت أسهم شركة التطوير العقاري الصينية "إيفرغراند" بأكثر من 80% في بورصة هونغ كونغ، قبل أن تغلق على هبوط عند 79%، ويأتي ذلك مع استئناف تداول أسهمها لأول مرة بعد تعليق دام 17 شهرا.
وانخفضت قيمتها السوقية في التعاملات الصباحية إلى أقل من 600 مليون دولار بعد أن بلغت أكثر من 50 مليار دولار عام 2017.
وقالت الشركة إنها استوفت جميع التوجيهات الصادرة عن إدارة بورصة هونغ كونغ، بما في ذلك نشر نتائجها المالية -وإن جاء ذلك متأخرًا- والامتثال لقواعد الإدراج الأخرى.
وكانت إيفرغراند ستواجه الشطب إذا استمر عدم وفائها بمتطلبات السوق لمدة شهر آخر، وتخضع الشركة لإعادة هيكلة للديون بإشراف حكومي في عملية بدأت أواخر عام 2021.
وتخلفت شركة إيفرغراند -التي كانت تعد أكبر شركة عقارية في الصين- عن السداد عام 2021، وهي مثقلة بالتزامات تزيد على 300 مليار دولار، وهو ما جعل منها رمزا لأزمة قطاع العقارات في الصين التي يُخشى من تبعاتها على القطاع عالميا.
وأعلنت الشركة -أمس الأحد- خسائر ناهزت 4.5 مليارات دولار في النصف الأول من العام الجاري.
لكن أصولها النقدية انخفضت من 2 مليار دولار العام الماضي إلى 556 مليون دولار، مما يعكس تضاؤل سيولتها.
وقالت إيفرغراند إن سوق العقارات في الصين "تباطأ بشكل كبير" خلال الأشهر الستة الأولى من العام، وشهد حالات جديدة للتخلف عن السداد في القطاع، "مما زاد من تفاقم التقلبات في السوق".
وأضافت الشركة أنه "بموجب مبادئ احترام ممارسات إعادة الهيكلة الدولية والتعامل مع حقوق ومطالبات جميع الدائنين بطريقة عادلة ومنصفة، واصلت الشركة العمل بثبات على إعادة هيكلة ديونها الخارجية".
ومارس/آذار 2022، علقت بورصة هونغ كونغ التداول على أسهم إيفرغراند بعد أن عجزت عن نشر نتائجها المالية لعام 2021.
والشهر الماضي، نشرت الشركة نتائجها المالية لعامي 2021 و2022 وأظهرت خسارة صافية تزيد على 113 مليار دولار خلال فترة العامين.
تأجيل اجتماعات الدائنينكان يُفترض أن تعقد شركة إيفرغراند اجتماعات للدائنين -اليوم الاثنين- بشأن اقتراح إعادة هيكلة ديونها الخارجية، لكنها أعلنت في فترة ما بعد الظهر تأجيل الاجتماعات، قبل ساعات فقط من الموعد المقرر لانعقادها.
وقالت الشركة في إشعار للبورصة إن تأجيلها مدة شهر تقريبا سيسمح للدائنين "بالنظر في الخطة وفهمها وتقييمها".
ومن المقرر أن تعقد الاجتماعات في الفترة ما بين 25 و26 سبتمبر/أيلول المقبل، وهو موعد يتماشى -حسب الشركة العقارية- مع الجدول الزمني الذي يتوقعه الدائنون.
وتوفر خطة إيفرغراند للدائنين خيار مبادلة ديونهم بأوراق مالية جديدة صادرة عن الشركة وبأسهم في شركتين تابعتين لها، هما مجموعة إيفرغراند للخدمات العقارية ومجموعة إيفرغراند لمَركبات الطاقة الجديدة.
وفي وقت سابق من أغسطس/آب الجاري، تقدمت الشركة بطلب للحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة، وهو إجراء هدفه حماية أصولها الأميركية في أثناء إعادة هيكلتها.
كما أنها تواجه دعاوى لتصفيتها أمام محاكم هونغ كونغ، حيث تم تأجيل جلسة الاستماع في قضية واحدة إلى أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويمثل القطاع العقاري في الصين حجر عثرة أمام محاولة ثاني أكبر اقتصاد في العالم للخروج من التباطؤ ما بعد فترة كوفيد-19.
وتواجه شركة التطوير العقاري الصينية الأخرى كانتري غاردن الآن مخاطر التخلف عن سداد سنداتها الشهر المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ملیار دولار فی الصین
إقرأ أيضاً:
الصين تتعهد بمحاربة التهديدات الجمركية الأمريكية “حتى النهاية”
يمانيون../ تعهدت الصين بمحاربة التهديدات الجمركية الأمريكية “حتى النهاية”، بعدما لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم على وارداتها بنسبة 50% بدءا من 9 أبريل الجاري، إذا لم تسحب بكين إجراءاتها الانتقامية.
وذكر متحدث باسم وزارة الصناعة الصينية “أن تهديد الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على الصين خطأ مضاعف يكشف مجددا عن طبيعة الابتزاز لدى الولايات المتحدة” مؤكدا أن بلاده “لن تقبل بهذا أبدا. وإذا أصرت الولايات المتحدة على انتهاج طريقها الخاص، فستحاربه الصين حتى النهاية”.
وأضاف المتحدث، “إذا صعدت الولايات المتحدة من إجراءاتها الجمركية، فإن الصين ستتخذ إجراءات مضادة صارمة لحماية حقوقها ومصالحها”.
بدوره أكد المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، أن “الضغط والتهديد ليسا الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين”، مضيفا أن بكين ستحمي حقوقها ومصالحها “بحزم”.
يشار الى أن التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة والصين أشعل الأسواق العالمية، وأدى لتراجع واضطرابات في أسواق الأسهم العالمية، وأثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
وعلى الصعيد الأوروبي، أعلنت أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد عرض على الولايات المتحدة إعفاء متبادلاً من الرسوم على السلع الصناعية، لكنها لوحت بإجراءات مضادة دفاعا عن المصالح الأوروبية.
أما كندا، فقد رفعت شكوى رسمية أمام منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الأمريكية على قطاع السيارات، وطلبت مشاورات رسمية لحل النزاع.
وول ستريت تحت الضغط: تذبذب حاد ومخاوف من التباطؤ
أما في الولايات المتحدة، فقد سجلت المؤشرات الرئيسية تراجعا عند الافتتاح، وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد. وبلغ مؤشر داو جونز خسارة بلغت 356,67 نقطة عند الإغلاق، بينما تراجع ستاندرد أند بورز بـ14,22 نقطة، في حين ارتفع ناسداك بشكل طفيف بـ14,66 نقطة. وسجل مؤشر التقلب “مقياس الخوف في وول ستريت” أعلى مستوياته منذ آب/أغسطس 2024، متجاوزا 60 نقطة.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن إيلون ماسك ناشد الرئيس ترامب بالتراجع عن الرسوم الشاملة، فيما كشفت مصادر مالية عن محادثات هاتفية جرت بين رؤساء كبرى البنوك العالمية، بينها بنك أوف أميركا وسيتي غروب وباركليز، لمناقشة تداعيات التصعيد الجمركي.
أسواق العالم تتهاوى تحت وطأة التصعيد الجمركي
كما شهدت الأسواق العالمية تراجعات حادة، وسط قلق من تصاعد النزاع التجاري. وسجلت البورصات الآسيوية والأوروبية خسائر غير مسبوقة، إذ أغلقت بورصة طوكيو على تراجع 7,8%، وبورصة سول 5,6%، بينما هبطت بورصة هونغ كونغ بنسبة تجاوزت 13%، في أكبر انهيار لها منذ 1997.
الأسواق الخليجية تأثرت بدورها، إذ أغلقت بورصة الكويت على خسائر فادحة بنسبة 5,7%، وتراجعت البورصة السعودية بنحو 7%، في أكبر هبوط منذ جائحة كوفيد-19. بينما سجلت الأسهم التركية انخفاضا بأكثر من 3% تحت ضغط الرسوم الأمريكية والاضطرابات السياسية الداخلية.