سودانايل:
2024-11-17@13:41:02 GMT

الكتابة زمن الحرب (4)

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الغالي اسعد معاذ، لقد دفعني ذكاءك المبكر ان يكون مقالي اليوم هدية خالصة لك وتشجيعاً مني لك ولجيلك، وهذا ليس كرماً ولا عطفاً فالأولى انت اكرم من يكرم اما الثانية فقد تُضَيِّع مافي العقل لذا دعنا نُعمِل عقولنا قبل ان تتخله اضلاعها ويفعل بها نَجّار الكبر الافاعيل..يابُني اريدك ان تعرف جيداً ان العقل إن لم نهتم به شاخ واصابه الخمول فاجعل لعقلك غذاءه وغذاء العقل كما نعرف جميعاً هو المعرفه والمعرفه في زماننا هذا لا تقرع ابواب العقل بل تقتحمها اقتحاماً، وتعلم يابني ان العقل خلق للتفكير وقُسّم لصاحبه التدبير ويبدو لي انك من المدبرين فاحرص على عقلك وانت في بلد العلم والنور والحضارة (مصر) ، وبهذه المناسبة كنت يا اسعد اتحدث الي احد اعمامك عن مصر وعظمتها وهو من حواريّ مصر وعلمائها وقد درس الجامعة هناك- كان رده لي:
(لمصر علوم وثقافة عمرها الف عام) وهنا اظنه يتحدث عن مصر المعاصرة اما مصر القديمة فذاك شأن آخر فهنيئا لك بقاهرة المعز وأملأ رأتيك من طيب العلم تكن اسعد.


ودعني احدث عنك حديث المبهور بوعيك المبكر وتطلعك..
لم يخطر ببالي ياسادتي ان يأتي اليوم الذي أجد فيه احد احفادنا، الابن اسعد معاذ يقرأ لنا ما نكتب ويرد علينا كمان وايه باحترافيه وذلك في موضوعنا الكتابة في زمن الحرب رقم (1)، أسعد حفيد اختي الكبرى الحاجة ام انس والتي لها عندي في القلب مساكن عاليه بنتها هي بشخصيتها المحببه والتي فاتتنا نحن جميعاً اولاد ام مريوم مسافة لا يمكن لأي أحدٍ فينا ان يطالها وإن امتطى صاروخ.. تتميز حاجة بثينة بروح وأخلاق صحابيات بكل المقاييس وقد خصتها الوالده بمحبه لم نحسدها عليها وسمتها الصندليه وعاشت أم أنس لتسعد اسرتها الكبيرة ولم تبخل ولم تشتكي ولم تكل في اسعاد بقية ال ود العيش فكانت مثل امنا الغالية ام مريوم في خصالها الحميدة، تكرم ضيوفها وتحترم ابو عيالها الذي لم اسمع انه قد شكى منها او حتى سَمّعها اي كلمة غضب حتى غادر هذه الدنيا الفانية الي دار النعيم الدائم رحمه الله، وكان من عترت ام انس ذاك الشاب النضر المحيا وسالك دروب ابائه تحفه محبة جدته بثينة الصندليه..ومن عجب ان نجد في هذا الزمان يتفكّر في اعمال واقوال احد اساطين الادب الروسي والعالمي..شاب في مقتبل العمر يجادلك وبفهم عن فلسفة وتفكير الاديب الروسي ديستوفسكي فيلسوف زمانه والذي وضع حجر الأثاث للواقعية في الادب الروسي والعالمي متأثرًا في ذلك بشيخه غوغل والذي اعترف له بفضله عليهم جميعاً ادباء روسيا وذلك بقوله (كلنا خرجنا من معطف غوغل) وذلك اشارة الي رواية غوغل الشهيرة (المعطف) التي تعد ايقونة الرواية الروسية بكل حق وحقيقة فيا اسعدُ احبابي من احفادنا يالك من متطلع في زمن دي فيه اليأس وشوهته هذه الحرب اللعينة التي بدأت تنخر في جدار ذاكرتنا وتكاد تمنعنا من التفكير، ووصيتي اليك وانت في ارض الكنانة مهبط العلم وكعبة عظمائها منذ التاريخ والي اليوم، فعليك بالقراءة والقراءة ثم القراءة.. وهذه فرصتك فلا تجعلها تضيع منك فلتنظر الي اقرانك في بلدنا المنكوب بحرب لعينة وهم يكابدون ويلات هذه الحرب التي حصدت منهم الكثير من الارواح واودت بحياتهم القصيرة والبلد في أمسّ الحاجة اليهم ولكم جميعاً..
دمت يا اسعد وسعد بك والديك ولجدك
الذي يعتز بك..

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com
///////////////////

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إغتيال العقل السوداني

أطلق كتاب متحور قحت/تقدم خلال السنوات الثلاث الماضية موجة عاتية لإغتيال العقل السوداني وشل قدرته على التفكير. يصر هؤلاء الكتاب يوميا على أن الأساس الوحيد لإثبات الحقيقة، وتاسيس ما هو عادل وما هو غير عادل ليس الجدارة الفكرية والأخلاقية للموقف .
تقول هذه الطائفة من الكتاب ضمنا وعلنا أن الخير والشر يتحددان بقياس مبني علي موقف الإخوان المسلمين من القضية وما يفكرون فيه أو لا يفكرون فيه. وصار من الممكن نسف أي حجة أو موقف أو كاتب بمشابهة ما جاء به بأي شيء له علاقة بكوز. وفي هذا فناء منهجي لانه يمكن إثبات خطل أي حجة تحت الشمس بفبركة تربطها بنص إخواني. إذ يمكن إثبات كوزنة أي إنسان يؤمن بان أصل الحياة من الماء بما أن الأخوان أيضا يؤمنون بان الله جعل من الماء كل شيء حي.

ويمكن اللجوء إلي إقتباس مبتور لإثبات أن كارل ماركس كان كوز لانه قال بشبه ما قال به حسن البنا وسيد قطب والترابي والغنوشى من أن “إن الدين هو وعي الذات لدى الإنسان الذي لم يعثر على ذاته بعد، أو أضاعها من جديد. وهو النظرية العامة لهذا العالم، خلاصته الموسوعية، منطقه في صيغته الشعبية، شرفه الروحي، حماسته، جزاؤه الأخلاقي، تكملته المهيبة، أساس عزائه وتبريره الشامل. إن الشقاء الديني هو تعبير عن الشقاء الواقعي، وهو من جهة أخرى، احتجاج عليه. الدين أنة الكائن المضطَهَد، قلبُ عالم لا قلبَ له، كما انه روح اوضاع اجتماعية لا روحَ فيها”.

لذلك شاعت عادة فكرية إمتدت إلى خارج حدود كتابالجنجا ، تمنع التفكير بجدية في أي القضية، وبدلا من ذلك الإكتفاء بتقييم أي نص أو موقف من خلال البحث عن أي نقطة مشتركة تجمعه مع أي شيء قاله أخ مسلم في أي زمان أو مكان. هكذا يتم أغتيال العقل والفكر وطرد الذكاء والأخلاق من النقاش في الشان العام والنتيجة الوحيدة لهذا التسطيح هو صعود تحالف من الفاسدين الأذكياء لقيادة العام يعاونهم اغبياء وجهلة وفاقدو كفاءة يفتون في أمور العامة.

معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نجيبة الرفاعي: الكتابة بحث دائم عن الذات
  • الإسلاميون والجيش واستراتيجية المليشيات: أدوات السيطرة التي تهدد مستقبل السودان
  • خلف: الوطن ينادينا جميعا... انتخبوا رئيسا
  • “ديب إل” تطلق ميزة الترجمة الفورية لتنافس غوغل
  • الدبيبة: علينا جميعاً المشاركة في اختيار الكفاءات لقيادة المستقبل
  • 5 عبارات بحث على غوغل قد تعرضك للاختراق فورًا.. لا تقع بالفخ
  • إغتيال العقل السوداني
  • اتصال بين الرئيس الروسي والمستشار الألماني لأول مرة منذ 2022
  • التدريب على أساليب الكتابة الإبداعية للطلبة الموهوبين بالداخلية
  • خبير في الشأن الروسي: موسكو مستعدة للحوار مع الغرب والتفاوض لوقف الحرب