سودانايل:
2024-11-27@05:25:29 GMT

في انتظار جولة البرهان

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

يتساءل كثيرون من متابعي الحرب في السودان بعد ظهور الفريق البرهان يتجول في الأيام السابقة داخل مدن سودانية (عطبرة، ام درمان، بورتسودان). هل سيتخلى قائد الجيش البرهان عن الحركة الاسلامية ويعبر بالبلاد الى بر الأمان والالتحاق بمنبر المفاوضات في المملكة العربية السعودية بجدة بعد ان عرضت قوات الدعم السريع رؤيتها في إنهاء حرب 15 أبريل 2023 السودانية؟ الأمر الذي رحبت به جارتنا مصر الشقيقة - ويبدو أن المحطة القادمة الخارجية للفريق البرهان ستكون القاهرة حسب المصادر الصحفية المتداولة.


لا شك أن الأحداث السياسية والعسكرية التي شهدها السودان في السنوات الأخيرة أثرت بشكل كبير على الساحة الداخلية والدولية. وفي سياق هذه الأحداث، يثار تساؤلاً حاسماً حول مستقبل قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وعلاقته بالحركة الإسلامية والتحولات التي قد تلوح في الأفق.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كانت الحركة الإسلامية شريكاً أساسياً في الساحة السياسية والعسكرية السودانية. ومع ذلك، ظهرت تطورات مهمة في الفترة الأخيرة قد تؤثر على هذه العلاقة. حيث عرضت قوات الدعم السريع، التي تعد جزءًا من الجيش السوداني، رؤيتها المكتوبة لإنهاء الحرب التي شهدتها البلاد في أبريل 2023. أبرز ملامحها تتمثل في حل الأزمة الراهنة ينبغي أن يكون بالرجوع إلى الحل السلمي، والتوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار على أن يقترن بمبادئ الحل السياسي الشامل الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان. وأن الحرب التي تنهي كل الحروب في السودان كما أن نظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطياً مدنياً يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم وضرورة بناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة وإشراك أوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة من كل مناطق السودان في السلطة.
أثارت هذه الخطوة تساؤلات كبيرة حول إمكانية أن يتخلى قائد الجيش البرهان عن الحركة الإسلامية ويسعى إلى بر الأمان والانضمام لمفاوضات جدة. والجدير بالذكر أن هذا السيناريو ليس خيالياً بالمرة. فقد شهدت المنطقة العربية تحولات سياسية هامة على مر العقود الماضية، وقادة عسكريون وسياسيون سبق وأن اتخذوا قرارات مشابهة. إن التحول من الميدان العسكري إلى المفاوضات يمكن أن يكون طريقاً لتحقيق الاستقرار والسلام، خاصةً إذا ما تم دعمه من قبل القوى الإقليمية والدولية.
مع ذلك، يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كان قائد الجيش البرهان سيكون مستعداً لاتخاذ هذه الخطوة أم لا! فالتخلي عن الحركة الإسلامية قد لا يكون سهلاً. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحديات داخلية يجب مراعاتها، منها تأمين التأييد الكافي من الجيش. ومن الجانب الإقليمي، فإن ترحيب العواصم العربية بفكرة انضمام قائد الجيش البرهان إلى المفاوضات يظهر تأييداً لهذه الخطوة المحتملة. وهذا يمكن أن يسهم في توفير بيئة ملائمة للمفاوضات وتحقيق التسوية في مقبلات الأيام.
في الختام يبقى مستقبل قائد الجيش البرهان وعلاقته بالحركة الإسلامية موضوعاً محورياً للنقاش والتحليل في السودان وخارجه. كما أن مبادرة نائبه مالك عقار يبدو بها متشابهات كثيرة مع رؤية الدعم السريع فجميعها مؤمن بالإصلاح العسكري والأمني. يبقى إذاً إن اتخاذ قراره بشأن البقاء أو الانضمام لمفاوضات جدة سيكون له تأثيرات عميقة على المشهد السياسي والأمني في البلاد، وسيشكل تحدياً حقيقياً يتطلب توازناً دقيقاً بين الاعتبارات الداخلية والإقليمية والدولية.

د. سامر عوض حسين
28 أغسطس 2023
samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قائد الجیش البرهان الحرکة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 

 

الخرطوم - أكد رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، الاثنين 25نوفمبر2024، رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع «قوات الدعم السريع»، وقال إن «التسوية التي طرحناها أن تضع تلك القوات السلاح، وتتجمع في أماكن معينة»، بعد ذلك ينظر الشعب في شأنها».

ولدى مخاطبته مؤتمر حول قضايا المرأة في شرق السودان، بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، تعهد البرهان بالقضاء على «الميليشيا المتمردة طال الزمن أو قصر». وأضاف أن ما يتردد في وسائل التواصل الاجتماعي عن تسوية مع «قوات الدعم السريع» غير صحيح، مشيراً إلى أنها ارتكبت انتهاكات في حق المواطنين، ولا تزال تحاصر مدينة الفاشر عاصمة شمال ولاية دارفور في غرب البلاد، وفق جريدة الشرق الأوسط السعودية.

وأضاف أن الحديث عن تقدم مجلس السيادة بدعوة للقوى السياسية لعقد مؤتمر للتفاوض بمدينة أركويت في شرق السودان، «ليس صحيحاً»، مضيفاً أن «باب التوبة مفتوح، ونرحب بأي سوداني مخلص، لكن التوبة لها شروط».

وقال إن القوات المسلحة (الجيش) والقوات النظامية الأخرى و«المستنفرين» (المدنيين الذين سلحهم الجيش) يمضون «بكل عزيمة وإصرار نحو القضاء على ميليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة»، في إشارة إلى عائلة قائد «قوات الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي».

وشدد البرهان على ضرورة الاهتمام بالمرأة لتسهم في بناء السودان، مشيراً إلى أن المرأة في شرق البلاد لم تنل حظها في التعليم، بسبب عادات وتقاليد كانت سائدة في المجتمع.

ميدانياً، واصل الجيش تقدمه في ولاية سنار، حيث استعاد عدداً من البلدات بعد سيطرته مؤخراً على مدينة سنجة عاصمة الولاية التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي للبلاد. وأفادت مصادر محلية «الشرق الأوسط» بأن قوات الجيش مسنودة بعدد من كتائب الإسلاميين «المستنفرين» تمكنوا منذ يوم الأحد من استعادة السيطرة الكاملة على بلدات ريفية مجاورة للعاصمة سنجة، وهي «ود النيل» و«أبوحجار» و«دونتاي»، دون خوض معارك مع «قوات الدعم السريع» التي انسحبت، وبدأت في التوغل نحو ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد. ووفق المصادر نفسها، أصبحت كل مدن وبلدات الولاية تحت سيطرة الجيش الذي يحاصر ما تبقى من «قوات الدعم السريع» في بلدتي «الدالي» و«المزمزم».

وكان الجيش قد أعلن، يوم السبت، استعادته رئاسة «الفرقة 17» مشاة في مدينة سنجة. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط ولاية سنار بولايتي الجزيرة والنيل الأبيض.

ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولايات كردفان إلى الجنوب. ووفقاً لحصر الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني في السودان، قتل أكثر من 188 ألف شخص، وأصيب أكثر من 33 ألفاً منذ اندلاع الصراع بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الحزب استهدف مقر إقامة قائد سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي
  • مباحثات سودانية إريترية بالعاصمة أسمرا
  • قائد الجيش استقبل تيمور جنبلاط على رأس وفد
  • تداعيات الفيتو الروسي وأسبابه
  • البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 
  • قائد الجيش استقبل رئيس الكتلة الوطنية مع وفد
  • حرب الكيزان – مليشيات الكيزان: المشهد الختامي لنهاية الحركة الإسلامية في السودان 
  • عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
  • سودانيون يحتفون بسيطرة الجيش على مدينة سنجة
  • قائد الجيش عرض مع بوريل التطوّرات