سودانايل:
2024-09-18@02:03:30 GMT

في انتظار جولة البرهان

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

يتساءل كثيرون من متابعي الحرب في السودان بعد ظهور الفريق البرهان يتجول في الأيام السابقة داخل مدن سودانية (عطبرة، ام درمان، بورتسودان). هل سيتخلى قائد الجيش البرهان عن الحركة الاسلامية ويعبر بالبلاد الى بر الأمان والالتحاق بمنبر المفاوضات في المملكة العربية السعودية بجدة بعد ان عرضت قوات الدعم السريع رؤيتها في إنهاء حرب 15 أبريل 2023 السودانية؟ الأمر الذي رحبت به جارتنا مصر الشقيقة - ويبدو أن المحطة القادمة الخارجية للفريق البرهان ستكون القاهرة حسب المصادر الصحفية المتداولة.


لا شك أن الأحداث السياسية والعسكرية التي شهدها السودان في السنوات الأخيرة أثرت بشكل كبير على الساحة الداخلية والدولية. وفي سياق هذه الأحداث، يثار تساؤلاً حاسماً حول مستقبل قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وعلاقته بالحركة الإسلامية والتحولات التي قد تلوح في الأفق.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كانت الحركة الإسلامية شريكاً أساسياً في الساحة السياسية والعسكرية السودانية. ومع ذلك، ظهرت تطورات مهمة في الفترة الأخيرة قد تؤثر على هذه العلاقة. حيث عرضت قوات الدعم السريع، التي تعد جزءًا من الجيش السوداني، رؤيتها المكتوبة لإنهاء الحرب التي شهدتها البلاد في أبريل 2023. أبرز ملامحها تتمثل في حل الأزمة الراهنة ينبغي أن يكون بالرجوع إلى الحل السلمي، والتوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار على أن يقترن بمبادئ الحل السياسي الشامل الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان. وأن الحرب التي تنهي كل الحروب في السودان كما أن نظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطياً مدنياً يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم وضرورة بناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة وإشراك أوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة من كل مناطق السودان في السلطة.
أثارت هذه الخطوة تساؤلات كبيرة حول إمكانية أن يتخلى قائد الجيش البرهان عن الحركة الإسلامية ويسعى إلى بر الأمان والانضمام لمفاوضات جدة. والجدير بالذكر أن هذا السيناريو ليس خيالياً بالمرة. فقد شهدت المنطقة العربية تحولات سياسية هامة على مر العقود الماضية، وقادة عسكريون وسياسيون سبق وأن اتخذوا قرارات مشابهة. إن التحول من الميدان العسكري إلى المفاوضات يمكن أن يكون طريقاً لتحقيق الاستقرار والسلام، خاصةً إذا ما تم دعمه من قبل القوى الإقليمية والدولية.
مع ذلك، يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كان قائد الجيش البرهان سيكون مستعداً لاتخاذ هذه الخطوة أم لا! فالتخلي عن الحركة الإسلامية قد لا يكون سهلاً. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحديات داخلية يجب مراعاتها، منها تأمين التأييد الكافي من الجيش. ومن الجانب الإقليمي، فإن ترحيب العواصم العربية بفكرة انضمام قائد الجيش البرهان إلى المفاوضات يظهر تأييداً لهذه الخطوة المحتملة. وهذا يمكن أن يسهم في توفير بيئة ملائمة للمفاوضات وتحقيق التسوية في مقبلات الأيام.
في الختام يبقى مستقبل قائد الجيش البرهان وعلاقته بالحركة الإسلامية موضوعاً محورياً للنقاش والتحليل في السودان وخارجه. كما أن مبادرة نائبه مالك عقار يبدو بها متشابهات كثيرة مع رؤية الدعم السريع فجميعها مؤمن بالإصلاح العسكري والأمني. يبقى إذاً إن اتخاذ قراره بشأن البقاء أو الانضمام لمفاوضات جدة سيكون له تأثيرات عميقة على المشهد السياسي والأمني في البلاد، وسيشكل تحدياً حقيقياً يتطلب توازناً دقيقاً بين الاعتبارات الداخلية والإقليمية والدولية.

د. سامر عوض حسين
28 أغسطس 2023
samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قائد الجیش البرهان الحرکة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع

جوبا – تاق برس – أعلنت دولة جنوب السودان موافقة رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على مبادرة الرئيس سلفا كير ميارديت للتوسط لحل الحرب في السودان ضد قوات الدعم السريع.

وأجرى البرهان مباحثات مشتركة مع سلفاكير في جوبا، الاثنين، تناولت الوضع في السودان واتفاقيات السلام المتجددة في دولة جنوب السودان، إضافة إلى ترتيبات استئناف تصدير النفط عبر الموانئ السودانية.

وقال وزير الخارجية السوداني المكلف حسين عوض، في تصريح صحفي، إن البرهان وسلفا كير اتفقا على فتح ممرات إنسانية لنقل الإغاثة للمتضررين من الحرب في السودان من جنوب السودان إلى مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان.

وأكد حسين عوض على أن المساعدات الإنسانية ستقدم وفق خطة مشتركة بين السودان وجنوب السودان.

وأشار حسين إلى أن الجانبين اتفقا على استئناف ضخ النفط عبر الأنابيب السودانية وتدفقه وتصديره للأسواق العالمية خلال أقل من شهر بعد استكمال كافة الترتيبات لذلك.

من جانبه، قال وزير خارجية جنوب السودان رمضان محمد عبد الله إن الرئيس سلفاكير ونظيره السوداني عبد الفتاح البرهان اتفقا على استئناف تدفق نفط جنوب السودان إلى الأسواق العالمية عبر الموانئ السودانية.

وافاد رمضان باكتمال كافة الاستعدادات الفنية بشأن خط الأنابيب الشرقي الذي ينقل نفط جنوب السودان، مشيرا إلى أن فريقا فنيا سودانيا زار جنوب السودان للإطلاع على آخر الترتيبات وتقديم تقرير مفصل للرئيس سلفاكير قبل استئناف ضخ النفط.

وأوضح أن الجانبين اتفقا على ضرورة عدم تكرار تخريب أنابيب النفط.

وأكد رمضان على أن البرهان وافق على مبادرة وجهها الرئيس كير للتوسط في مع الدعم السريع لحل الصراع في البلاد.

 وعقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان و رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت جلسة مباحثات مشتركة بقصر الضيافة في جوبا.

و رحب رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت برئيس مجلس السيادة في زيارته  لجوبا ، مؤكداً وقوفهم بجانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والاستقرار، و إستعداد بلاده للقيام بأي جهود من أجل وقف الحرب وإنهاء النزاع في السودان .

معرباً عن تقديره لمستوى التعاون المشترك بين البلدين ، وتعزيز أواصر العلاقة بين السودان وجنوب السودان لتحقيق آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين.

كما تناولت المباحثات أيضاً سبل تقوية العلاقات الثنائية وتطويرها بما يخدم شعبي البلدين. بجانب آفاق  التعاون المشترك، والقضايا التي تهم  البلدين في كافة المجالات .

و إتفق الجانبان على التشاور للوصول لآلية تعمل على نقل المساعدات الإنسانية الى جنوب كردفان عبر مطار جوبا الدولي .

كما تناولت المباحثات ملف نفط جنوب السودان والملفات العالقة بين الدولتين ، بجانب قضية نقل بترول جنوب السودان.

وحسب بيان من مجلس السيادة تلقاه “تاق برس” إتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الطاقة والنفط بكل من السودان وجنوب السودان ووضع خطة تشغيليلة  لإعادة الضخ وتذليل كافة العقبات المتعلقة بتشغيله حتى يعمل الخط الناقل بصورة كاملة.

وفي ختام المباحثات، أعرب رئيس مجلس السيادة عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين ، مضيفاً ان الشعبين شعب واحد في دولتين. مشيداً بدور جمهورية جنوب السودان في الحفاظ على سلامة وأمن وإستقرار السودان.

 وأكد سلفاكير طبقا للبيان “أن أمن وإستقرار السودان من أمن وإستقرار جنوب السودان.

وشارك في المباحثات من الجانب السوداني وزير الخارجية المكلف السفير حسين عوض ووزير الطاقة والنفط المكلف المهندس محي الدين نعيم  وسفير السودان بجوبا السفير عصام الدين كرار .

وعاد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى بورتسودان بعد زيارة رسمية لجوبا، إستغرقت يوماً واحداً، أجري خلالها مباحثات مشتركة مع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، تتعلق بمسار العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها.

وكان في إستقباله بمطار بورتسودان وزير الدفاع الفريق ركن ياسين إبراهيم ياسين والأمين العام لمجلس السيادة الفريق ركن محمد الغالي علي يوسف وعدد من الوزراء.

وأوضح وزير الخارجية المكلف السفير حسين عوض في تصريح صحفي أن الزيارة كانت مثمرة وبناءة وحققت أهدافها مبينا أن المباحثات بين الرئيسين تطرقت لمسار العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات. وأضاف أن الجانبين إتفقا على تذليل كل العقبات أمام نقل بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية،  وذلك من خلال تكوين لجنة مشتركة بين وزارتي النفط في البلدين ووضع خطة تشغيلية لإعادة ضخ بترول الجنوب. بجانب الاتفاق أيضا على نقل المساعدات الانسانية لولاية جنوب كردفان عبر مطار جوبا الدولي.

وأشار وزير الخارجية المكلف الى مستوى العلاقات بين السودان وجنوب السودان والتعاون في كافة المجالات.

البرهانسلفاكيرمبادرة

مقالات مشابهة

  • «البرهان» يخاطب القمة الرئاسية الافتراضية «النداء العالمي لقمة المستقبل»
  • البرهان يعود إلى البلاد
  • كشف تفاصيل اتفاقات عن نفط جنوب السودان في مباحثات سلفاكير والبرهان بجوبا
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • جنوب السودان: البرهان يوافق على مبادرة سلفا كير لحل النزاع
  • «البرهان» يغادر إلى جوبا في زيارة رسمية
  • رئيس جنوب السودان يستقبل البرهان في مطار جوبا ضمن جولة اجتماعات يشارك فيها الرئيس الإرتري أسياس أفورقي
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • البرهان إلى جوبا لحضور قمة ثلاثية حول تداعيات الحرب بالسودان
  • «الجنجويد» القادم.. «حركات محاصصة جوبا حليفة الحركة الإسلامية»