سودانايل:
2024-11-27@04:15:37 GMT

خروج البرهان واتجاهات القوى السياسية

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

أن الحرب في السودان قد فرضت شروطا جديدة على الساحة السياسية، حيث تغيرت فيها موازين القوى، وفقا للأجندة المطروحة، و دائما يكون الشعب هو الثقل الذي يحدد مؤشرات التغيير، كانت الساحة منذ سقوط نظام الإنقاذ في 11 إبريل 2019م و حتى يناير 2023م صراع بين المكون العسكري و القوى المدنية، حدث التغيير بشكل متسارع بعد مارس 2023م حيث بدأت موازين القوى تتغير بسبب الأزمة التي تفجرت داخل مكونات المكون العسكري ( الجيش – ميليشيا الدعم) فالحرب أحدثت تغييرا في ميزان القوى مرة أخرى عندما انحازت أغلبية الشعب في تأييدها للقوات المسلحة.

هذه التغييرات بسبب الحرب كان من المتوقع أن تحدث تغييرا في الخطاب السياسي للأحزاب و التحالفات الفاعلة في الساحة، لكي يكون لها حضورا يمكنها من سماع صوتها لدى المتحاربين، و أيضا أن يدفع الجماهير لكي تتبناه، لكنها عجزت عن فعل ذلك، لآن الرهان على القوة فرض شروطا جديدة بسبب ممارسات ميليشيا الدعم ضد المواطنين و ممتلكاتهم. و الجيش قد طرح رؤيته على الجماهير من خلال خطاب البرهان قبل سبوعين و أيضا حديث الفريق أول ياسر العطا الهادف لكسر شوكت الميليشيا لكي ترضخ لشروط الجيش.
أن وصول الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش إلي مدينة أم درمان وزيارة قواعد الجيش فيها ثم السفر إلي اتبره و بورتسودان. أيضا طرح أسئلة جديدة حول الأجندة التي يحملها معه، كل جماعة تحاول أن تقدم توقعاتها السياسية و تريد أن يكون الخروج مساندا لرؤيتها. قال برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي " أن كان خروج البرهان بترتيبات و تفاهمات من أجل إقاف الحرب و تحقيق السلام و العودة للمسار الديمقراطي.. فإن ترتيبات الخروج ستجد منا السند و العضد الذي يعيد للشعب السوداني حقوقه المسلوبة و يحقق تطلعاته في حياة كريمة" حديث برمة ناصر يؤكد ليس لديهم أي معلومة عن سبب الخروج. و يريد أن يناصر الخروج عملية التفاوض، و كلمة ترتيبات يتوقع أنها تمت من دول المجتمع الإقليمي أو الدولي. و في جانب أخر تخوفت بعض قيادات تابعة إلي (قحت المركزي) أن يكون الهدف من الخروج تكوين حكومة تصريف أعمال، و قال أحد القيادات أن تكوين الحكومة من مهمة القوى المدنية التي يجب أن تتحاور في ذلك. و هناك قوى سياسية أخرى تتوقع أن يفتح البرهان باب اللقاءات مع القوى السياسية المختلفة للتشاور حول أجندة ما بعد الحرب، و كيفية تكوين حكومة تصريف أعمال.
هذا التباين في الأراء و التحليلات جميعها توقعات غير مسنودة بمعلومات يقينية. حيث قال سفير السودان في واشنطن لقناة الجزيرة مباشر، أنه يعلم أن البرهان سوف يقوم بزيارات ماكوكية لدول الجوار و لكنه لم يحدد الدول التي سوف يزورها. في الوقت الذي لزم فيه الجيش و إعلام مجلس السيادة الصمت عن سبب خروج البرهان و المهام التي تريد القيام بها. الأمر الذي يؤكد أن القوى السياسية جميعها لا تملك أي معلومة يقينة كلها افتراضات غير مسنودة بمعلومات. هذا الصمت من الجيش يؤكد أن قيادة الجيش قد رتبت أولوياتها، مما يشير أنها وحدها التي سوف تصنع الحدث، و ما يترتب عليه، و الآخرين متلقين فقط.
في جانب أخر جاء في صفحة حميدتي على ( تويتر – X) مشروع سياسي مطول عن رؤية الميليشيا إلي سودان المستقبل، و هي رؤية سياسية. و المراقب سوف يتضح له أن هذه الرؤية التي كان يرددها مستشاره السياسي الخاص يوسف عزت في لقاءاته مع القنوات الفضائية، و حميدتي لا يملك التأهيل الذي يجعله يقدم رؤية سياسية. إذا كانت بعض قيادات الميليشيا تعتقد أنها تريد أن تلعب دورا سياسيا عليها أن تكون حزب و تساعد على خروج الميليشيا من منازل المواطنين و المؤسسات العامة، و تقدم هذه الرؤية قبل أن تطرح الرؤية السياسية، لكن دون الأنتهاء من الميليشيا العسكري لن يقب الشعب السودان لها دورا سياسيا خاصة أن جموع الشعب السوداني و هي تستقبل قوات الجيش في العديد من مناطق السودان تؤكد على تحالفها مع الجيش و ترديد كلمة ( بل بل بل) و هي تعني الانتهاء من الميليشيا. كما هناك كلمة نقلت عن نائب القائد العام الفريق أول شمس الدين الكباشي يقول فيها " نحن لا نستجدي و لا ننتظر المجتمع الدولي لإدانة التمرد .. الذي قامت به ميليشيا الدعم السريع و سوف نقوم بمسحها من الارض قبل عودة البرهان" هذا يؤكد أن الجيش سوف لن يقبل أي دور سياسي أو عسكري للميليشيا.
القضية الأخرى التي يجب الإشارة إليها؛ أن الاتحاد الأفريقي قد ألغى أجتماع القوى المدنية الذي كان مقررا له يوم 5 سبتمبر 2023م، هذا الإلغاء له علاقة بخروج البرهان و الأجندة التي يحملها، إلي جانب أن الجيش كان قد أكد من خلال كلمات قياداته السابقة أي حوار سياسي يجب أن يتم داخل السودان، و هذا سوف يعطي الشعب فرصة كبيرة أن ينظم نفسه و يختار ممثليه في أي حوار، لآن الاجتماع خارج السودان يتطلب مصاريف انتقال و إقامة و العديد من قيادات القوى السياسية لا يمتلكون ذلك خاصة الشباب. كل ذلك يشير أن الكل سوف ينتظر الجيش ماذا سوف يفعل. خاصة أن العديد من القوى السياسية الوسطية و يمين اليسار و اليسار لم تنطق ببنت شفه. الكل الآن ينتظر حديث القائد العام و ما يحمل من أجندة في دفتره. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com
////////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة خروج البرهان

إقرأ أيضاً:

البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 

 

الخرطوم - أكد رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، الاثنين 25نوفمبر2024، رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع «قوات الدعم السريع»، وقال إن «التسوية التي طرحناها أن تضع تلك القوات السلاح، وتتجمع في أماكن معينة»، بعد ذلك ينظر الشعب في شأنها».

ولدى مخاطبته مؤتمر حول قضايا المرأة في شرق السودان، بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، تعهد البرهان بالقضاء على «الميليشيا المتمردة طال الزمن أو قصر». وأضاف أن ما يتردد في وسائل التواصل الاجتماعي عن تسوية مع «قوات الدعم السريع» غير صحيح، مشيراً إلى أنها ارتكبت انتهاكات في حق المواطنين، ولا تزال تحاصر مدينة الفاشر عاصمة شمال ولاية دارفور في غرب البلاد، وفق جريدة الشرق الأوسط السعودية.

وأضاف أن الحديث عن تقدم مجلس السيادة بدعوة للقوى السياسية لعقد مؤتمر للتفاوض بمدينة أركويت في شرق السودان، «ليس صحيحاً»، مضيفاً أن «باب التوبة مفتوح، ونرحب بأي سوداني مخلص، لكن التوبة لها شروط».

وقال إن القوات المسلحة (الجيش) والقوات النظامية الأخرى و«المستنفرين» (المدنيين الذين سلحهم الجيش) يمضون «بكل عزيمة وإصرار نحو القضاء على ميليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة»، في إشارة إلى عائلة قائد «قوات الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي».

وشدد البرهان على ضرورة الاهتمام بالمرأة لتسهم في بناء السودان، مشيراً إلى أن المرأة في شرق البلاد لم تنل حظها في التعليم، بسبب عادات وتقاليد كانت سائدة في المجتمع.

ميدانياً، واصل الجيش تقدمه في ولاية سنار، حيث استعاد عدداً من البلدات بعد سيطرته مؤخراً على مدينة سنجة عاصمة الولاية التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي للبلاد. وأفادت مصادر محلية «الشرق الأوسط» بأن قوات الجيش مسنودة بعدد من كتائب الإسلاميين «المستنفرين» تمكنوا منذ يوم الأحد من استعادة السيطرة الكاملة على بلدات ريفية مجاورة للعاصمة سنجة، وهي «ود النيل» و«أبوحجار» و«دونتاي»، دون خوض معارك مع «قوات الدعم السريع» التي انسحبت، وبدأت في التوغل نحو ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد. ووفق المصادر نفسها، أصبحت كل مدن وبلدات الولاية تحت سيطرة الجيش الذي يحاصر ما تبقى من «قوات الدعم السريع» في بلدتي «الدالي» و«المزمزم».

وكان الجيش قد أعلن، يوم السبت، استعادته رئاسة «الفرقة 17» مشاة في مدينة سنجة. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط ولاية سنار بولايتي الجزيرة والنيل الأبيض.

ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولايات كردفان إلى الجنوب. ووفقاً لحصر الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني في السودان، قتل أكثر من 188 ألف شخص، وأصيب أكثر من 33 ألفاً منذ اندلاع الصراع بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • مباحثات سودانية إريترية بالعاصمة أسمرا
  • الشيخ حسين القاضي لمارب برس: مواقف مأرب الوطنية والتاريخية ستسمر في التقدم بخطوات ثابتة ومؤتمر مأرب الجامع  يجمع تحت مظلته غالبية القوى السياسية والاجتماعية
  • تداعيات الفيتو الروسي وأسبابه
  • تحديات النظام المصرفي في السودان: خروج 72% من فروع البنوك عن الخدمة وتزايد التعثر عن السداد
  • المؤتمر الشعبي يعتذر عن المشاركة في حوار سويسرا
  • البرهان ينفي الترتيب لحوار مع القوى المدنية.. ويؤكد: «باب التوبة مفتوح» 
  • البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 
  • القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة لحلف "الناتو"
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • سودانيون يحتفون بسيطرة الجيش على مدينة سنجة