سودانايل:
2025-02-07@13:59:57 GMT

خروج البرهان واتجاهات القوى السياسية

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

أن الحرب في السودان قد فرضت شروطا جديدة على الساحة السياسية، حيث تغيرت فيها موازين القوى، وفقا للأجندة المطروحة، و دائما يكون الشعب هو الثقل الذي يحدد مؤشرات التغيير، كانت الساحة منذ سقوط نظام الإنقاذ في 11 إبريل 2019م و حتى يناير 2023م صراع بين المكون العسكري و القوى المدنية، حدث التغيير بشكل متسارع بعد مارس 2023م حيث بدأت موازين القوى تتغير بسبب الأزمة التي تفجرت داخل مكونات المكون العسكري ( الجيش – ميليشيا الدعم) فالحرب أحدثت تغييرا في ميزان القوى مرة أخرى عندما انحازت أغلبية الشعب في تأييدها للقوات المسلحة.

هذه التغييرات بسبب الحرب كان من المتوقع أن تحدث تغييرا في الخطاب السياسي للأحزاب و التحالفات الفاعلة في الساحة، لكي يكون لها حضورا يمكنها من سماع صوتها لدى المتحاربين، و أيضا أن يدفع الجماهير لكي تتبناه، لكنها عجزت عن فعل ذلك، لآن الرهان على القوة فرض شروطا جديدة بسبب ممارسات ميليشيا الدعم ضد المواطنين و ممتلكاتهم. و الجيش قد طرح رؤيته على الجماهير من خلال خطاب البرهان قبل سبوعين و أيضا حديث الفريق أول ياسر العطا الهادف لكسر شوكت الميليشيا لكي ترضخ لشروط الجيش.
أن وصول الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش إلي مدينة أم درمان وزيارة قواعد الجيش فيها ثم السفر إلي اتبره و بورتسودان. أيضا طرح أسئلة جديدة حول الأجندة التي يحملها معه، كل جماعة تحاول أن تقدم توقعاتها السياسية و تريد أن يكون الخروج مساندا لرؤيتها. قال برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي " أن كان خروج البرهان بترتيبات و تفاهمات من أجل إقاف الحرب و تحقيق السلام و العودة للمسار الديمقراطي.. فإن ترتيبات الخروج ستجد منا السند و العضد الذي يعيد للشعب السوداني حقوقه المسلوبة و يحقق تطلعاته في حياة كريمة" حديث برمة ناصر يؤكد ليس لديهم أي معلومة عن سبب الخروج. و يريد أن يناصر الخروج عملية التفاوض، و كلمة ترتيبات يتوقع أنها تمت من دول المجتمع الإقليمي أو الدولي. و في جانب أخر تخوفت بعض قيادات تابعة إلي (قحت المركزي) أن يكون الهدف من الخروج تكوين حكومة تصريف أعمال، و قال أحد القيادات أن تكوين الحكومة من مهمة القوى المدنية التي يجب أن تتحاور في ذلك. و هناك قوى سياسية أخرى تتوقع أن يفتح البرهان باب اللقاءات مع القوى السياسية المختلفة للتشاور حول أجندة ما بعد الحرب، و كيفية تكوين حكومة تصريف أعمال.
هذا التباين في الأراء و التحليلات جميعها توقعات غير مسنودة بمعلومات يقينية. حيث قال سفير السودان في واشنطن لقناة الجزيرة مباشر، أنه يعلم أن البرهان سوف يقوم بزيارات ماكوكية لدول الجوار و لكنه لم يحدد الدول التي سوف يزورها. في الوقت الذي لزم فيه الجيش و إعلام مجلس السيادة الصمت عن سبب خروج البرهان و المهام التي تريد القيام بها. الأمر الذي يؤكد أن القوى السياسية جميعها لا تملك أي معلومة يقينة كلها افتراضات غير مسنودة بمعلومات. هذا الصمت من الجيش يؤكد أن قيادة الجيش قد رتبت أولوياتها، مما يشير أنها وحدها التي سوف تصنع الحدث، و ما يترتب عليه، و الآخرين متلقين فقط.
في جانب أخر جاء في صفحة حميدتي على ( تويتر – X) مشروع سياسي مطول عن رؤية الميليشيا إلي سودان المستقبل، و هي رؤية سياسية. و المراقب سوف يتضح له أن هذه الرؤية التي كان يرددها مستشاره السياسي الخاص يوسف عزت في لقاءاته مع القنوات الفضائية، و حميدتي لا يملك التأهيل الذي يجعله يقدم رؤية سياسية. إذا كانت بعض قيادات الميليشيا تعتقد أنها تريد أن تلعب دورا سياسيا عليها أن تكون حزب و تساعد على خروج الميليشيا من منازل المواطنين و المؤسسات العامة، و تقدم هذه الرؤية قبل أن تطرح الرؤية السياسية، لكن دون الأنتهاء من الميليشيا العسكري لن يقب الشعب السودان لها دورا سياسيا خاصة أن جموع الشعب السوداني و هي تستقبل قوات الجيش في العديد من مناطق السودان تؤكد على تحالفها مع الجيش و ترديد كلمة ( بل بل بل) و هي تعني الانتهاء من الميليشيا. كما هناك كلمة نقلت عن نائب القائد العام الفريق أول شمس الدين الكباشي يقول فيها " نحن لا نستجدي و لا ننتظر المجتمع الدولي لإدانة التمرد .. الذي قامت به ميليشيا الدعم السريع و سوف نقوم بمسحها من الارض قبل عودة البرهان" هذا يؤكد أن الجيش سوف لن يقبل أي دور سياسي أو عسكري للميليشيا.
القضية الأخرى التي يجب الإشارة إليها؛ أن الاتحاد الأفريقي قد ألغى أجتماع القوى المدنية الذي كان مقررا له يوم 5 سبتمبر 2023م، هذا الإلغاء له علاقة بخروج البرهان و الأجندة التي يحملها، إلي جانب أن الجيش كان قد أكد من خلال كلمات قياداته السابقة أي حوار سياسي يجب أن يتم داخل السودان، و هذا سوف يعطي الشعب فرصة كبيرة أن ينظم نفسه و يختار ممثليه في أي حوار، لآن الاجتماع خارج السودان يتطلب مصاريف انتقال و إقامة و العديد من قيادات القوى السياسية لا يمتلكون ذلك خاصة الشباب. كل ذلك يشير أن الكل سوف ينتظر الجيش ماذا سوف يفعل. خاصة أن العديد من القوى السياسية الوسطية و يمين اليسار و اليسار لم تنطق ببنت شفه. الكل الآن ينتظر حديث القائد العام و ما يحمل من أجندة في دفتره. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com
////////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة خروج البرهان

إقرأ أيضاً:

ننشر تفاصيل الاتفاق السلام بين حكومة جوبا والمعارضة السياسية

نشرت وكالة الأنباء السودانية " سونا"، تفاصيل اتفاقية السلام بين حكومة سلفاكير ميارديت جنوب السودان وأحد أبرز الفصائل السياسية والعسكرية المعارضة  في جوبا، برعاية مدير جهاز المخابرات العامة في السودان، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضّل.

وشارك في الاتفاق، الذي وقع في العاصمة الإدارية بورتسودان بولاية البحر الأحمر، مُمثلين عن الحركة الشعبية في المعارضة، فصيل (كيت قوانق) بزعامة رئيس الحركة الجنرال سايمون قارويج دوال، ونيابة  عن حكومة الرئيس سلفاكير، مدير جهاز الأمن الداخلي الفريق أول أكيج تونق أليو، ورئيس الاستخابرات العسكرية، الفريق قرنق استيفن مارشال.

ويضمن الاتفاق من بين بنود أخرى، تنفيذ الترتيبات الأمنية بين الطرفين، ودمج القوات المنشقة عن (حركة تحرير السودان في المعارضة - فصيل كيت قوانق)، في الجيش الرسمي لجنوب السودان، وضمان مشاركة الفصيل في السُلطة.

ووصف الفريق أول أحمد إبراهيم مُفضل الذي توسّط منصة الموقّعين على الاتفاق، وصفه بـ "التاريخي"، وقال "تمكّنا اليوم من الوصول لاتفاق بين حكومة جنوب السودان، والحركة الشعبية المعارضة، فصيل "كوت قوانق" بعد جولة ثانية وأخيرة من المشاورات التي أشرف عليها جهاز المخابرات العامة برعاية ومتابعة لصيقة من رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان".

وأشار مُفضّل، إلى أن السودان رغم ظروف الحرب الوجودية التي يخوضها، ظل وسيظل مهتماً باستقرار وأمن الجنوب، "لأن استقرار جنوب السودان يعني استقرار السودان".

وفي يناير من العام 2022، وقّع الفرقاء في دولة جنوب السودان اتفاق سلام في الخرطوم برعاية عبد الفتاح البرهان، واضعين حداً لحرب طاحنة اندلعت في أعالي النيل وكادت نيرانها أن تمتد وتعصف بدولة الجنوب، ووصف المراقبون اتفاق الخرطوم وقتها بـ "سلام الشجعان".

وقال مدير المخابرات العامة الفريق أول مُفضّل، إن "السودان وضع خبراته وقدراته لمعاونة الأشقاء بجنوب السودان، امتداداً لأدواره الأخوية وشعوراً بالمسؤولية لطي الحروب والخلافات، وداعماً وراعياً من أجل الوصول إلى سلام دائم.

وأثنى على الطرفين لاستجابتهم إلى نداء السلام والتوقيع على الاتفاق، مُشيراً إلى أن توقيع الاتفاق سيفتح الباب أمام استقرار الأمن في جميع المناطق الحدودية بين البلدين، خاصة منطقة (اللو نوير)، "لأن فصيل "كيت قوانق" من الفصائل المؤثرة في المنطقة، وانضمامه لركب السلام سيكون حافزاً لآخرين للتخلي عن خيار الحرب في جنوب السودان".

وجدّد مدير المخابرات العامة، تأكيده بأن السودان بقيادة البرهان، سيظل يدعم بقوة حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت، وطلب من جميع الأطراف تنفيذ ما تم الاتفاق عليه لأنه "يعني المزيد من الاستقرار والتقدّم لدولة جنوب السودان. 

من جهته، أكّد زعيم الحركة الشعبية في المعارضة، فصيل (كيت قوانق) الجنرال سايمون قارويج دوال عقب توقيعه على اتفاق السلام مع حكومة جنوب السودان، أكد على عزمه المضي إلى الأمام وقال: "ما بنمشي ورا.. بنمشي قدام"، وأشار إلى أن حركته قومية تنشد السلام في جميع ربوع جنوب السودان.

وأشار سايمون مستنكراً الجرائم التي اقترفتها مليشيا الدعم السريع في السودان، وجر بعض أبناء جنوب السودان إلى محرقة الحرب، وقال: "الدعم السريع سبّب لينا أكعب حاجة أنا مع سلفاكير سوا سوا. أنا مع البرهان سوا سوا".

في السياق، أبدى مدير جهاز الأمن الداخلي بجنوب السودان، الفريق أول أكيج تونق أليو، سعادته بتوقيع اتفاق السلام مع الجنرال سايمون قرويج، وأثنى على الحكومة السودانية وجهاز المخابرات العامة الذي أشرف على المشاورات وصولاً للتوقيع، وقال "سنلتزم بالاتفاق الذي وقّعناه بمراقبة من الحكومة السودانية وإشراف جهاز المخابرات العامة.
 

المصدر: سونا

مقالات مشابهة

  • القوى المدنية السودانية – أي رؤية للتعامل مع الإدارة الأمريكية؟
  • تفكيك معرفي ومفاهيمي: تغيير 2019م والحرب والاسلاميين وتقدم..(1-2)
  • خلافات بشأن مسودة حكومة سلام تثير الانقسامات بين القوى السياسية في لبنان
  • رئيس مجلس النواب يدعو القوى السياسية للاجتماع في إطار ائتلاف إدارة الدولة
  • برعاية البرهان.. أبرز معارض عسكري وسياسي في جنوب السودان يتصالح مع سلفاكير
  • «التنسيقية» توصي بضرورة التوصل إلى نظام انتخابي يضمن تمثيلا عادلا لجميع القوى السياسية
  • ننشر تفاصيل الاتفاق السلام بين حكومة جوبا والمعارضة السياسية
  • محمود فوزي: استمرار المشاورات مع القوى السياسية لاختيار النظام الانتخابي الأمثل
  • بعد دخول الجيش السوداني للخرطوم.. البرهان يعلن الاقتراب من تحقيق النصر
  • معركة النفوذ: قانون العفو يشعل مواجهة بين القوى السياسية والقضاء