القدس المحتلة-سانا

“أحلم أن أحتضن جثمان نجلي الشهيد الأسير ناصر الذي استشهد داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي؛ بسبب سياسة الإهمال الطبي قبل ثمانية أشهر، أحلم أن أقبله قبلة الوداع.. أكفنه بعلم فلسطين وأدفنه وأزور قبره.. احتجاز الاحتلال جثامين فلذات أكبادنا غطرسه وجريمة”.. بهذه الكلمات وصفت والدة الشهيد الأسير ناصر أبو حميد لمراسل سانا حالها وحال الأمهات والأهالي الذين يواصل الاحتلال احتجاز جثامين 398 شهيداً من أبنائهم فيما تسمى (مقابر الأرقام) وثلاجات الموتى.

وقالت أم ناصر: “لا يكتفي الاحتلال باعتقال أبنائنا وقتلهم، بل يواصل احتجازهم وحرمان الأمهات من وداعهم، ولا يوجد في التاريخ الحديث من مارس جريمة احتجاز جثامين الشهداء مثل الاحتلال الإسرائيلي”، مشيرة إلى أن صمت المجتمع الدولي وعدم مساءلة الاحتلال يشجعانه على مواصلة ارتكاب هذه الجريمة البشعة.

ولوالدة الشهيد جميل العموري من مدينة جنين حكاية ألم مماثلة، حيث استشهد نجلها برصاص الاحتلال قبل نحو عامين واحتجز جثمانه، وعن ألمها وآمالها قالت: “أحلم أن أحمله على كتفي وأشيع جثمانه.. هذا حقي.. لا أذوق طعم النوم وأنا أفكر بنجلي الشهيد جميل الذي وضعه الاحتلال في ثلاجات الموتى.. شهداؤنا ليسوا أرقاماً”، مؤكدة أنه مهما بلغت جرائم الاحتلال فلن ينال من عزيمة صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.

الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة وثقت احتجاز جثامين 398 شهيداً بينهم 142 استشهدوا بعد عام 2015 وجثامين 14 طفلاً و5 سيدات و11 أسيراً استشهدوا داخل زنازين الاحتلال بسبب التعذيب والإهمال الطبي، مطالبة في اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الذي يوافق الـ 27 من آب بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الجثامين المحتجزة.

ثائر شريتح أحد القائمين على الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء في الضفة الغربية، أوضح أنه تم إعداد خطة لمواصلة الضغط على الأطراف الدولية لإجبار الاحتلال على الإفراج عن جثامين الشهداء، لافتاً إلى أن الحملة بدأت من مدينة نابلس التي يحتجز الاحتلال جثامين 75 من أبنائها في ثلاجات الموتى ومقابر الأرقام، وهي مقابر سرية تمنح الشهيد رقماً بدلاً من اسمه انتقاماً منه حتى بعد ارتقائه.

وأشار شريتح إلى أن الفعاليات في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية ستقام على مدار هذا الأسبوع أمام مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمشاركة جماهيرية؛ لإرسال رسالة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل للإفراج عن جثامين الشهداء، وخاصة أن من بينهم أسرى وأطفالاً ونساء.

من جهته، لفت منسق الحملة الوطنية لاستراد جثامين الشهداء في قطاع غزة نشأت الوحيدي إلى أن استرداد جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزين فيما تسمى مقابر الأرقام وثلاجات الموتى حق لن يتوقف النضال والمطالبة به عبر طرق أبواب كل المنظمات والهيئات الدولية وفضح الاحتلال الذي ارتكب هذه الجريمة، موضحاً أن قوات الاحتلال تحتجز جثامين نحو 50 شهيداً من قطاع غزة في مقابر الأرقام من أقدمهم الأسيرة دلال المغربي، فضلاً عن غياب أي معلومة عن عشرات الشهداء ومكان استشهادهم ورفض الاحتلال على مدار السنوات الماضية الإفصاح عن مصيرهم.

من جانبه، أكد رئيس دائرة التوثيق والإحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة أن سياسة احتجاز جثامين الشهداء تعد سافر على كل القيم الإنسانية وسلوك مناف لكل الأعراف والمواثيق الدولية وانتهاك صارخ للقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية جنيف الأولى في مادتيها الـ 15 والـ 17، إضافة إلى المادة الـ 120 من اتفاقية جنيف الثالثة والمادة الـ 130 من اتفاقية جنيف الرابعة التي ألزمت الاحتلال بتسليم الجثامين إلى ذويها، مشيراً إلى أن الاحتلال يواصل ارتكاب هذه الجريمة ويضرب بعرض الحائط كل تلك الاتفاقيات لذا فإن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن جثامين الشهداء.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: جثامین الشهداء احتجاز جثامین إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يهدم 4 منازل بالضفة ويعتقل 22 فلسطينيا بينهم 4 سيدات

هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 منازل ومنشآت زراعية في مدينتي الخليل ورام الله، كما اعتقل 22 فلسطينيا، بينهم صحفي و4 سيدات، في الضفة الغربية.

واقتحمت قوات الاحتلال قرية الزويدين بمسافر يطا جنوبي الخليل، وهدمت منزلين و5 بركسات (حظائر) لتربية الماعز وبئرا لجمع مياه الأمطار.

وغربي رام الله وسط الضفة، اقتحمت قوة إسرائيلية بلدة قبيا برفقة جرافات، وشرعت في هدم منزلين.

وأمس الاثنين، هدمت جرافات إسرائيلية 5 منازل في بلدة إذنا غربي الخليل.

جرافات الاحتلال تهدم منازل في رام الله وسط الضفة الغربية (الأناضول) اعتقالات

بالتزامن مع ذلك، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ مساء الاثنين وحتى صباح اليوم الثلاثاء، 22 فلسطينيا بينهم صحفي و4 سيدات في الضفة الغربية المحتلة.

أفاد بذلك بيان مشترك لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية (حكومية).

وأوضح البيان أن جيش الاحتلال اعتقل 22 فلسطينيا في الضفة، بينهم صحفي و4 سيدات وأسرى سابقون، وأشار إلى أنه تم الإفراج عن 3 سيدات بعد ساعات من اعتقالهن.

وذكر البيان أن الاعتقالات توزعت في غالبية محافظات الضفة الغربية.

قتلت قوات الاحتلال نحو ألف فلسطيني واعتقلت أكثر من 16 ألفا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الأناضول)

 

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عدوانها على محافظتي جنين وطولكرم شمالي الضفة منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي يرافقها عمليات اعتقال وتحقيق ميداني مستمرة.

إعلان

وعزل الاحتلال مدن الضفة الغربية بأكثر من ألف حاجز وبوابة عسكرية.

ونفذ الاحتلال 600 حالة اعتقال في جنين و260 حالة اعتقال في طولكرم، يشمل ذلك من تم اعتقالهم والإفراج عنهم لاحقا.

وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، نفذت سلطات الاحتلال خلال مارس/آذار الماضي 58 عملية هدم شملت 87 منشأة، بينها 39 منزلا مأهولا و6 غير مأهولة، و26 منشأة زراعية وغيرها.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، صعّد الاحتلال عدوانه بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 958 فلسطينيا وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية يهنئ ابنة الشهيد العميد مالك مهران بزفافها
  • استشهاد 51 فلسطينيا في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية
  • الاحتلال يهدم 4 منازل بالضفة ويعتقل 22 فلسطينيا بينهم 4 سيدات
  • منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة
  • المجتمع الدولي يعرّي إسرائيل ويفضح جريمة التجويع والحصار
  • مندوب مصر أمام محكمة العدل: إسرائيل انتهكت كافة القوانين الدولية التي وقعت عليها
  • قيادي بـ مستقبل وطن: المطالبات الأمريكية بالمرور المجاني من قناة السويس تخالف القوانين والأعراف الدولية
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 52,314 شهيدا و117,792 مصابا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52,314 شهيدا و117,792 مصابا
  • 14 شهيدا فلسطينيا بقصف صهيوني وسط وجنوب قطاع غزة