احتجاز الاحتلال جثامين 398 شهيداً فلسطينياً جريمة مستمرة تحظرها القوانين الدولية
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
“أحلم أن أحتضن جثمان نجلي الشهيد الأسير ناصر الذي استشهد داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي؛ بسبب سياسة الإهمال الطبي قبل ثمانية أشهر، أحلم أن أقبله قبلة الوداع.. أكفنه بعلم فلسطين وأدفنه وأزور قبره.. احتجاز الاحتلال جثامين فلذات أكبادنا غطرسه وجريمة”.. بهذه الكلمات وصفت والدة الشهيد الأسير ناصر أبو حميد لمراسل سانا حالها وحال الأمهات والأهالي الذين يواصل الاحتلال احتجاز جثامين 398 شهيداً من أبنائهم فيما تسمى (مقابر الأرقام) وثلاجات الموتى.
وقالت أم ناصر: “لا يكتفي الاحتلال باعتقال أبنائنا وقتلهم، بل يواصل احتجازهم وحرمان الأمهات من وداعهم، ولا يوجد في التاريخ الحديث من مارس جريمة احتجاز جثامين الشهداء مثل الاحتلال الإسرائيلي”، مشيرة إلى أن صمت المجتمع الدولي وعدم مساءلة الاحتلال يشجعانه على مواصلة ارتكاب هذه الجريمة البشعة.
ولوالدة الشهيد جميل العموري من مدينة جنين حكاية ألم مماثلة، حيث استشهد نجلها برصاص الاحتلال قبل نحو عامين واحتجز جثمانه، وعن ألمها وآمالها قالت: “أحلم أن أحمله على كتفي وأشيع جثمانه.. هذا حقي.. لا أذوق طعم النوم وأنا أفكر بنجلي الشهيد جميل الذي وضعه الاحتلال في ثلاجات الموتى.. شهداؤنا ليسوا أرقاماً”، مؤكدة أنه مهما بلغت جرائم الاحتلال فلن ينال من عزيمة صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.
الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة وثقت احتجاز جثامين 398 شهيداً بينهم 142 استشهدوا بعد عام 2015 وجثامين 14 طفلاً و5 سيدات و11 أسيراً استشهدوا داخل زنازين الاحتلال بسبب التعذيب والإهمال الطبي، مطالبة في اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الذي يوافق الـ 27 من آب بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الجثامين المحتجزة.
ثائر شريتح أحد القائمين على الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء في الضفة الغربية، أوضح أنه تم إعداد خطة لمواصلة الضغط على الأطراف الدولية لإجبار الاحتلال على الإفراج عن جثامين الشهداء، لافتاً إلى أن الحملة بدأت من مدينة نابلس التي يحتجز الاحتلال جثامين 75 من أبنائها في ثلاجات الموتى ومقابر الأرقام، وهي مقابر سرية تمنح الشهيد رقماً بدلاً من اسمه انتقاماً منه حتى بعد ارتقائه.
وأشار شريتح إلى أن الفعاليات في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية ستقام على مدار هذا الأسبوع أمام مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمشاركة جماهيرية؛ لإرسال رسالة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل للإفراج عن جثامين الشهداء، وخاصة أن من بينهم أسرى وأطفالاً ونساء.
من جهته، لفت منسق الحملة الوطنية لاستراد جثامين الشهداء في قطاع غزة نشأت الوحيدي إلى أن استرداد جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزين فيما تسمى مقابر الأرقام وثلاجات الموتى حق لن يتوقف النضال والمطالبة به عبر طرق أبواب كل المنظمات والهيئات الدولية وفضح الاحتلال الذي ارتكب هذه الجريمة، موضحاً أن قوات الاحتلال تحتجز جثامين نحو 50 شهيداً من قطاع غزة في مقابر الأرقام من أقدمهم الأسيرة دلال المغربي، فضلاً عن غياب أي معلومة عن عشرات الشهداء ومكان استشهادهم ورفض الاحتلال على مدار السنوات الماضية الإفصاح عن مصيرهم.
من جانبه، أكد رئيس دائرة التوثيق والإحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة أن سياسة احتجاز جثامين الشهداء تعد سافر على كل القيم الإنسانية وسلوك مناف لكل الأعراف والمواثيق الدولية وانتهاك صارخ للقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية جنيف الأولى في مادتيها الـ 15 والـ 17، إضافة إلى المادة الـ 120 من اتفاقية جنيف الثالثة والمادة الـ 130 من اتفاقية جنيف الرابعة التي ألزمت الاحتلال بتسليم الجثامين إلى ذويها، مشيراً إلى أن الاحتلال يواصل ارتكاب هذه الجريمة ويضرب بعرض الحائط كل تلك الاتفاقيات لذا فإن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن جثامين الشهداء.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: جثامین الشهداء احتجاز جثامین إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يفرج اليوم عن 90 أسيراً فلسطينياً
الثورة / متابعة
كشف مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين أمس الجمعة، عن قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم اليوم السبت من سجون العدو الصهيوني، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة وكيان العدو الصهيوني.
وقال المكتب في بيان له: «بعد تسليم المقاومة الفلسطينية أسماء الأسرى الصهاينة سيتم الإفراج غدًا السبت عن تسعة من أسرى المؤبدات، و81 أسيرًا من ذوي المحكوميات العالية، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة طوفان الأحرار».
أما عن قائمة الأسرى الصهاينة المقرر الإفراج عنهم، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، «أبو عبيدة» في وقت سابق من أمس الجمعة، عن أسماء المحتجزين الصهاينة لدى المقاومة في غزة، المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل مع الكيان الصهيوني اليوم السبت.
وقال أبو عبيدة في تغريدة له: «في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج يوم غد السبت عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم: 1- عوفر كالدرون، 2- كيث شمونسل سيغال، 3- ياردن بيباس».
من جانب آخر، كشف استطلاع لصحيفة معاريف الصهيونية، الجمعة، أن 4 % من المستوطنين فقط يرون أن إسرائيل حققت أهداف الحرب بشكل كامل.
ويعكس الاستطلاع تراجعا في شعبية نتنياهو وضعفا في الكتلة الحاكمة، مع تزايد الدعم للمعارضة، كما يشير إلى شكوك عميقة حول تحقيق أهداف الحرب واستمرار الانقسامات حول القضايا السياسية الكبرى مثل قانون التجنيد.
وبين الاستطلاع انه مع عودة مئات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع، يعتقد 57 % من المستطلعين أن أهداف الحرب لم تتحقق بشكل كامل.. و32 % يرون أنها لم تتحقق على الإطلاق وفقط 4 % يعتقدون أن الأهداف قد تحققت بالكامل.
وقال الاستطلاع إن هناك تفاؤلا متزايدا بشأن إتمام صفقة الأسرى، حيث قال 36% إنهم يتوقعون إتمام الصفقة بالكامل (مقارنة بـ28% في الاستطلاع السابق).
وبين الاستطلاع أن الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو فقدت المزيد من الدعم، حيث حصل على 44 مقعدًا فقط (مقارنة بـ43 مقعدًا في الاستطلاع السابق)، بينما تحصل كتلة المعارضة على 61 مقعدا بدون النواب العرب.
وبين الاستطلاع انه إذا انضم نفتالي بينيت كمنافس، فإن المعارضة ستزيد قوتها إلى 66 مقعدًا.
وعندما طُلب من المستطلعين الاختيار بين تمرير قانون التجنيد أو الذهاب إلى انتخابات جديدة، اختار 57% الانتخابات مقابل 30 % فقط دعموا قانون التجنيد.
وحول الأوضاع داخل القطاع، فقد استشهد صياد فلسطيني، صباح أمس الجمعة، برصاص زوارق حربية صهيونية أثناء عمله قبالة ساحل بحر مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ونقلت وكالات أنباء فلسطينية، عن شهود عيان، قولهم: إن الزوارق الصهيونية أطلقت نيرانها بشكل مكثف تجاه قوارب الصيد في المنطقة، ما أسفر عن استشهاد أحد الصيادين.
وتواصل قوات العدو الصهيوني منع الصيادين الفلسطينيين من دخول البحر، مستهدفًا كل من يحاول الصيد رغم سريان وقف إطلاق النار.
وخلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، دمّر العدو معظم مراكب الصيد الكبيرة والصغيرة، مما دفع الصيادين للمطالبة باستئناف أنشطتهم ودخول المواد الضرورية لإصلاح المراكب وصناعتها من جديد.
من جانب آخر، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس ، بإجلاء 2500 طفل من قطاع غزة على الفور لتلقي العلاج الطبي.
وكتب غوتيريش في منشور له على منصة «إكس».. قائلاً: «يجب إجلاء 2500 طفل على الفور من قطاع غزة للعلاج، مع ضمان قدرتهم على العودة إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم».
وذكر أنه تأثر بشهادات أطباء عملوا في قطاع غزة.. مُشيداً بجهودهم وتضحياتهم الكبيرة.
من جهتها، طالبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أمس (الجمعة)، حكومة الاحتلال الإسرائيلية بالوفاء بالتزاماتها الدولية في ضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية عبر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك: «نحث حكومة «إسرائيل» على العمل مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة، لضمان استمرارية العمليات. ليس لدى أي كيان أو وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة حالياً القدرة أو البنية الأساسية اللازمة لتحل محل وكالة الأونروا وخبرتها».
وأضاف الوزراء: «نؤكد مجدداً دعمنا لتفويض الأمم المتحدة (للأونروا) بتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. (الأونروا)… جزء لا يتجزأ من الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة».
وجددت الدول الثلاث تأييدها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين «إسرائيل» وحركة حماس، ورحبت الدول الثلاث بالزيادة «الملحوظة في المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة منذ بداية وقف إطلاق النار». وفي 19 يناير الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد حرب إبادة إسرائيلية استمرت 15 شهراً وخلفت 47,460 شهيداً و111580 مصاباً وآلاف المفقودين ودمار واسع وكارثة إنسانية في القطاع.