هل يساعدك شرب الكثير من الماء على إنقاص الوزن فعلا؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
يُقال في كثير من الأحيان أن أحد الأشياء التي يجب عليك القيام بها كل يوم، إذا كنت تحاول إنقاص الوزن، هو شرب الكثير من الماء.
كما تشير بعض النصائح عبر الإنترنت إلى أنه ينبغي شرب نحو غالون (حوالي 4.5 لتر). ويقول الادعاء إن الماء يساعد على حرق السعرات الحرارية وتقليل الشهية، ما يؤدي بدوره إلى فقدان الوزن.
ولكن لئن كنا نتمنى جميعا أن يكون فقدان الوزن بهذه السهولة، إلا أن هناك لسوء الحظ القليل من الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات.
الخرافة الأولى: الماء يساعد على حرق السعرات الحرارية
وجدت إحدى الدراسات الصغيرة، التي أجريت على 14 شابا، أن شرب 500 مل من الماء يزيد من إنفاق الطاقة في أثناء الراحة (كمية السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم قبل التمرين) بنحو 24%.
وفي حين أن هذا قد يبدو رائعًا، إلا أن هذا التأثير استمر لمدة ساعة فقط. ولن يترجم إلى فرق كبير على الإطلاق. فإن الشخص البالغ الذي يبلغ متوسط وزنه 70 كغم يستخدم فقط 20 سعرة حرارية إضافية، أي ربع قطعة بسكويت لكل 500 مل من الماء يشربه.
وشهدت دراسة أخرى أجريت على ثمانية من الشباب فقط زيادة في إنفاق الطاقة عندما كان الماء باردا في الثلاجة، حيث سُجلت زيادة متواضعة جدا بنسبة 4% في السعرات الحرارية المحروقة.
وقد يكون هذا بسبب حاجة الجسم إلى استخدام المزيد من الطاقة من أجل رفع درجة حرارة الماء إلى درجة حرارة الجسم، أو لأنه يتطلب المزيد من الطاقة لتصفية الحجم المتزايد من السوائل عبر الكلى. ومرة أخرى، لم يظهر هذا التأثير إلا لمدة ساعة تقريبا.
لذلك، على الرغم من أن ذلك قد يكون ممكنا من الناحية العلمية، إلا أن الزيادة الفعلية في السعرات الحرارية المحروقة ضئيلة.
الجدير بالذكر أيضا أن كل هذا البحث كان على شباب أصحاء. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان هذا التأثير يظهر أيضا في مجموعات أخرى (مثل البالغين في منتصف العمر وكبار السن).
الخرافة الثانية: الماء مع الوجبات يقلل الشهية
يبدو هذا الادعاء معقولا مرة أخرى، لأنه إذا كانت معدتك ممتلئة جزئيا على الأقل بالماء، فستكون هناك مساحة أقل للطعام - وبالتالي ينتهي بك الأمر إلى تناول كميات أقل.
وهناك عدد من الدراسات التي تدعم هذا الواقع، خاصة تلك التي أجريت على البالغين في منتصف العمر وكبار السن.
لكن إحدى الدراسات أظهرت أن البالغين في منتصف العمر وكبار السن فقدوا 2 كغم خلال فترة 12 أسبوعا عندما شربوا الماء قبل الوجبات مقارنة بالأشخاص الذين لم يشربوا أي ماء مع وجبتهم.
إقرأ المزيدمن ناحية أخرى، لم يفقد المشاركون الأصغر سنا (الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عاما) أي وزن، بغض النظر عما إذا كانوا قد شربوا الماء قبل وجبتهم أم لا.
ولكن بما أن الدراسة لم تستخدم التعمية (حيث يتم حجب المعلومات التي قد تؤثر على المشاركين حتى بعد انتهاء التجربة)، فهذا يعني أن المشاركين ربما أصبحوا على علم لماذا كانوا يشربون الماء قبل وجبتهم. وربما دفع هذا بعض المشاركين إلى تغيير مقدار ما يأكلونه عن قصد على أمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة التغيرات في مجال فقدان الوزن.
ومع ذلك، فإن هذا لا يفسر سبب عدم ملاحظة هذا التأثير لدى الشباب، لذلك سيكون من المهم للدراسات المستقبلية التحقق من سبب ذلك.
وعلى الرغم من أنه قد تكون هناك بعض تأثيرات الماء التي تقلل الشهية، يبدو أنها قد لا تؤدي إلى تغيير في الوزن على المدى الطويل.
الماء فقط لا يكفي
هناك سبب وجيه لعدم فعالية الماء بمفرده في تنظيم الشهية. ولو حدث ذلك، لكان البشر في عصور ما قبل التاريخ ماتوا جوعا.
ولكن على الرغم من أن الشهية والشبع لا يتوافقان تماما مع القدرة على إنقاص الوزن، إلا أنه قد يكون نقطة بداية مفيدة. جزء مما يساعدنا على الشعور بالشبع هو معدتنا. عندما يدخل الطعام إلى المعدة، فإنه يحفز مستقبلات التمدد التي بدورها تؤدي إلى إطلاق الهرمونات التي تخبرنا بأننا شبعنا.
ولكن بما أن الماء سائل، ويتم إفراغه بسرعة من معدتنا - فهذا يعني أنه لا يملأنا فعليا. والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه نظرا لشكل المعدة، يمكن للسوائل تجاوز أي محتوى غذائي شبه صلب يتم هضمه في الجزء السفلي من المعدة.
وهذا يعني أنه لا يزال من الممكن إفراغ الماء بسرعة من المعدة. لذلك، حتى لو تم تناوله في نهاية الوجبة، فقد لا يزيد بالضرورة من شعورك بالشبع.
وإذا كنت تحاول تناول كميات أقل لفقدان الوزن، فقد لا يكون شرب كميات زائدة من الماء حلا رائعا. ولكن هناك أدلة تظهر أنه عندما يتم خلط الماء مع مواد أخرى (مثل الألياف أو الحساء أو صلصات الخضار) فإن ذلك يمكن أن يؤخر سرعة إفراغ المعدة لمحتوياتها، ما يعني أنك تشعر بالشبع لفترة أطول.
وقد يكون استبدال المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية مثل الصودا والكحول بالماء طريقة سهلة لتقليل السعرات الحرارية التي تستهلكها يوميا، ما قد يساعد على فقدان الوزن.
التقرير من إعداد دوان ميلور، قائد الطب المبني على الأدلة والتغذية من كلية أستون الطبية في جامعة أستون.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا البحوث الطبية السمنة الصحة العامة المياه السعرات الحراریة فقدان الوزن من الماء قد یکون یعنی أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
شعوب تستنهض دولا وحكومات تعول عليها الكثير
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
القارئ لتاريخ العالم والبشرية جمعاء ونشأته وبقائه ووجوده حتى اليوم، يرى أنه لم تكن هناك على الإطلاق مصالحة وقناعة ورضا تاماً بين البشر، وما حدث ويحدث بينهم من صراع وحقد وكراهية وعداء وغيرة، يقود في أحيان إلى ارتكاب الجرائم، كما حدث في قصة ابني آدم هابيل وقابيل، وأول جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، تحدُث في عالم الإنسان ارتكبها قابيل ضد أخيه هابيل.
لتتوالى بعد ذلك الويلات واللعنات والخيبات على البشر أنفسهم، والسخط والطعنات عليهم، والغدر والخيانة والظلم بينهم، من بعضهم البعض، وبما كسبت أيديهم، وجنت نفوسهم.
ولا يوجد دين أو شريعة أو مذهب أو ملة، يستطيع أن يوقف الصراع بين الحق والباطل، ويكبح جماح الشعوب الثائرة وتمرد الحكومات والسلطات على الإنسان؛ فمن الممكن أن تكون هناك زوابع وقلاقل ومشاكل وفوضى وهرج ومرج وثورات.
وهنا نجد أن الدين الإسلامي جاء لينظم عملية التقاضي والحقوق والواجبات، وتبصير النَّاس بالحلال والحرام وبما يجب عليهم عمله وفعله أثناء المطالبة بالحقوق، وما على الحكومات فعله تجاه شعوبها، وحقهم عليها وواجباتها تجاههم، ويمنع الجور والظلم والاستبداد وكل ما يقود إلى الفساد واستشراء نار الفتنة وظلم العباد والكفر والإلحاد والشرك بالله.
وإذا أمعنا النظر في الوطن العربي ودوله التي أصبح الكثير منها مبعثرًا بفعل النزاعات والتدخلات الخارجية والداخلية والمعارضين والمؤيدين والحروب التي انهكت الأمم وفتت العضد الواحد، وبات بعض الدول غير آمنة وليست مستقرة وهزيلة وضعيفة وغير مُنظمة وتفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم، بسبب غياب الإيمان والوازع الديني والرادع الأخلاقي والكثير الكثير.
ومع ذلك نستطيع القول إن دول مجلس التعاون الخليجي اليوم أفضل من غيرها؛ لأنها لم تشهد ما شهدته ليبيا والعراق وسوريا واليمن والسودان وفلسطين، من حروب ومشاكل ونزاعات مسلحة ودمار شامل.
وسلطنة عُمان جزء من هذا الوطن العربي الممتد، ومنذ القدم نجدها راعية للسلام ومع السلام واستقرار الشعوب، ونيل حقوقهم في الحرية والعيش الكريم. والسلطنة على مر التاريخ مُناصِرة للقضية الفلسطينية، وليست في موضع تحتاج إلى تذكير بهذا الواجب من الغير.
عُمان قدمت للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة الكثير، وتجسد ذلك في دعم مختلف ومنوَّع سواء بالمال أو بالكلمة.
فالرماح تأبى تكسرا إذا اجتمعت، وإذا تفرقن تكسرت آحادا، وهذا مثال أن الاتحاد يأتي بقوة ويشكل ضربة موجعة وقاتلة للعدو.
وإذا أردنا النصر على عدونا وتحقيق مآربنا في دنيانا تجاه من نريد، علينا أن نأخذ بالأسباب الشرعية والسلمية وامتثال أوامر الله تعالى الذي يقول: "إنَّ اللهَ لا يُغيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"؛ أي إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ من النعمة والإحسان ورغد العيش، حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها.
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تركت فيكم شيئين او أمرين لن تضلوا بعدهما إن اعتصمتم بهما كتاب الله وسنتي"؛ فالخلافات والنزاعات قبل أن تحدث، يجب أن نحتكم قبلا بالعقل والمنطق إلى كتاب الله وسنته، لنستنبط منهما الحلول وما يحافظ على الود والإخاء والتقدير والاحترام بيننا، وأن ينال كل منَّا حقه من الآخر بوجه شرعي وحسن.
إنَّ عُمان وأبناءها البررة مسيرة أُخوَّة وتلاحم ووطن وأرض وانتماء وولاء ووفاء لا يمكن للآخر أن يكون بمعزل عن توأم روحه وشقيقه؛ فالعُمانيون لبعضهم البعض.
حفظ الله عُماننا وسلطاننا المفدى من كل سوء.