حشدت رابطة الجامعات الإسلامية ممثلي هيئات الإفتاء الإسلامية ومجالسه، وكبرى الجامعات، وخبراء القانون الدولي، إضافة إلى الأكاديميين والمفكرين، لمناقشة قضايا الحرية وتبعاتها في الواقع والممارسة، وذلك في أعمال مؤتمرها الدوليِّ العِلميّ: “تأطير الحريات وفق القيم الإسلامية ومبادئ القانون الدولي”، الذي نظمته في مقرّ منظمة “إيسيسكو” بالعاصمة المغربية الرباط، وافتتح أعماله معالي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية الشيخ د.

محمد العيسى.

وينعقد المؤتمر في سياق تزايد الجرائم المرتكبة بحق المقدسات الإسلامية والدينية عموماً، تحت ذريعة “حرية الرأي والتعبير”. ويتضمَّن المؤتمر جلساتٍ علميةً تكتسب مضامينُها أهميةً كبرى لإزالة اللّبس عن هذه القيمة الإنسانية النبيلة التي أعلى من شأنها الإسلام، وتؤسِّس للدور الأكاديمي المأمول في التوعية، والحفز الفكري نحو رسم مستقبلٍ أكثرَ تضامناً وتفاهُماً واحتراماً بين أتباع الأديان والحضارات، والتصدي لأطروحات الصدام الحضاري والصراع الديني.

وفي كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر، شدّد الدكتور العيسى على أن المنطق السوي لا يقبل أن يكون الفهم التشريعي للحريات سائبًا دون تأطير يصون القيم ويحفظ الحقوق، وخاصة كرامة الآخرين، ولا سيما مقدساتهم، ويمنع الجهلة والمغرضين من توظيف حرية التعبير بما يسيء لسلام عالمنا ووئام مجتمعاته الوطنية.

وقال: “روح الدساتير المتحضرة لا تسمح بإثارة الكراهية ولا تأجيج الصراع الحضاري باسمها؛ لذا يتعين استيعاب سياقاتها ومن ثم تطبيقها بما يحقق غاياتها المستفادة من المنطق الإنساني السوي الداعي لتعزيز قيم الاحترام والوئام، ومنع مخاطر الصراع والصدام بين الأمم والشعوب”.
وتابع معاليه قائلاً: “تأويل النصوص الدستورية بما يَحرفها عن روحها الداعية لسلام المجتمعات وتعزيز الصداقة بين الأمم والشعوب خاطئٌ وخطِرٌ”.

من جانبه ألقى فضيلة مفتي الديار المصرية، فضيلة الدكتور شوقي إبراهيم علّام، كلمة أشار فيها إلى أن المسلمين يواجهون اليوم ثورة تقنية تتحرك فيها الأفكار والرؤى والفلسفات والمفاهيم، عبر قنواتٍ عدّة، وتُحدثُ تشويشًا ولغطًا لدى كثيرٍ من الناس؛ موضّحًا أن ممارسة الحريات وفق الضوابط الشرعية والقانونية، تضمن للمجتمعات أمنها وسلامتها، وتحافظ كذلك على الأمن والسلام النفسي للأفراد، وتضع حدودًا وقيودًا لمثيري الفتن والقلاقل.

ولفت الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، الأستاذ الدكتور سامي محمد الشريف، الأنظار إلى أن المؤتمر يأتي في إطار بحث مفهوم الحقوق والحريات في العالم. وأوضح د. الشريف أن منظومة القيم الدينية تؤكد وحدة الأصل البشري، ومحورية حقوق الإنسان وحرياته؛ معتبراً أن حقوق الإنسان، وفي القلب منها حرياته، تعدّ محورًا أساسيًّا في مقاصد الشريعة الإسلامية.

ومن جانبه قال معالي المدير العام للجهة المستضيفة: منظمة “إيسيسكو”، الدكتور سالم المالك: إن قضية الحريات لم تعد قضيةً نظرية تتناولها الأقلام، وتتداولها الأفكار من منطلق الترف الثقافي والاجتماعي، بل إنها تمضي كل يوم لتشكِّل حضوراً غامرًا على مجمل الحراك الإنساني.

اقرأ أيضاًالمجتمعجمعية “حركية” تشكر القيادة

ثم توالت جلسات المؤتمر التي ألقى فيها كبار العلماء والأكاديميين ومن بينهم رؤوساء كبرى الجامعات في العالم الإسلامي، كلماتٍ ضمن موضوع المؤتمر، اشتملت على تفاصيل محاوره المهمة.

وأكد المشاركون في بيانهم الختامي اتفاقهم على ما يلي:
• تكريم الإنسان واحترامُه محلُّ اتفاقِ أتباع الأديان والثقافات، (وإِعدادُهُ روحياً وفكرياً ومادياً هو اللبنةُ الأساس في بناء المجتمعات المدنية المتحضرة؛ لإصلاح الأرض وإسعاد الإنسان).
• اعتبارُ الحريةِ قيمةً إنسانيةً عُليا مكفولة لكل أحد، لكنها -كغيرها من القيم والمبادئ- ليست عشوائيةً أو مرادفةً للفوضى والعبث، بل في مضامينها العالية مسؤوليات وواجبات مهمة يتعين على الجميع مراعاتها، وإلا كانت الإساءةُ البالغةُ والتشويهُ الكبير لهذا المُشترك الإنسانيِّ المحوريّ في بناء العلاقة بين الأمم والشعوب وداخل المجتمعات الوطنية المتنوعة.
• الحرية السائبة جنايةٌ على قيمها الأخلاقية ومفهومها القانوني الحضاري؛ لذا فهي لا تعرف أي قيمة للإنسان عندما تتعدى على كرامته تحت مظلتها المزورة، بل هي من معاول الهدم في تحالفنا الحضاري، وبناء الصداقة بين الأمم والشعوب، (والتاريخ شاهد على أنها في مقدمة أسباب تفكيك نسيجنا الإنساني، فضلاً عن العبث بلُحمة مجتمعاتنا الوطنية).
• التنوع الإنساني وحتمية الخلاف واقع يفرض تفهمه بكل وعي، ويدعو إلى التسابق في العطاء الإيجابي والإحسان إلى الغير، والتزامِ القيم النبيلة، والاعتراف بالآخر وجوداً وحضارة، واحترامِ خصوصياتِه، وصونِ حقوقِه.
• التعايُشُ بين مكونات المجتمع ضرورةٌ تقوم على الاعتراف بوَحْدَةِ الأُسرة البشرية، وتقويةِ العلاقاتِ الإنسانية، وتنميةِ الشعور الوطني، وبناءِ جُسُور التفاهم بين الأطياف المختلفة على قواعدَ مُشبعةٍ برُوحِ المَسؤولية والحِرْصِ على الانسجام والتكامل والتعاون.
• خطورة الظرفية التي يمر بها عالمنا اليوم تتطلب وعياً يفكك دعوات التطرف والأنانية والكراهية والانغلاق؛ بتكريس الحِوَار الفعَّال لحل النزاعات، وترشيد التعاطي مع الخلافات، وتحقيق التفاهم بين الفرقاء، وصولاً إلى تعزيز الثقة، وإزالة المخاوف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وقد صدر عن المؤتمرين إعلان رابطة الجامعات الإسلامية الذي تضمن التوصيات التالية:
• الكلمة مسؤولية أخلاقية وأمانة روحية، لا يجوز إطلاقُها بلا علم أو برهان؛ فتكون سبباً في الإساءة إلى الآخرين، وتأجيج المشاعر الدينية، والنزعات العنصرية.
• التأكيد على حق الحريات عموماً، وحرية التعبير عن الرأي خصوصاً، وفق أُطُرٍ تحفظ حقوق الآخرين ولا سيما صيانةَ كرامتهم، وترعى متطلباتِ سلام عالمنا ووئامِ مجتمعاتِه الوطنية.
• دعوة المؤسسات الإعلامية للارتقاء بالمحتوى الإعلامي نحو تعزيز أواصر الأُخُوةِ الإنسانيةِ والوطنيةِ واحترامِها المتبادل، ومواجهةِ كافة الأساليب الداعية للكراهية والتحريضِ على الصدام والصراع الحضاري.
• ضرورةُ احترام الدول لالتزاماتها بموجب العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وتطويرِ استراتيجياتِ التعايش والاحترام المتبادل، واعتمادِ تشريعاتٍ تحظُرُ التحريضَ على الكراهية المفضيةِ إلى التطرف وبَعثِ الأحقاد، والدخولِ في دوامة الفوضى والعنف، والعنفِ المضاد.
• إدانة ظاهرة الإسلاموفوبيا باعتبارها خطاباً عنصرياً يؤجج الكراهية ويستولد العنف، ويقوض مشاريع بناء مجتمعات الوئام والسلام، والتحذير من تبعات أساليب الاستفزاز الديني في عالم هو أحوج ما يكون إلى التهدئة والتفاهم والاحترام المتبادل.
• دعوة الحكومات والشعوب إلى تجاوز خلافات الماضي بين المكونات الدينية والعرقية والثقافية، والتوجه إلى مناقشة مشكلات التعايش برُؤيةٍ حضارية تؤسَّسُ على تفهُّمِ حكمة الخالق في حتمية الاختلاف والتنوع، والإيمانِ بأهميةِ التعاون والثقة المتبادلة المستحقة، وتَستثمرُ مشتركاتها في تعزيز الوعي لتكوين مجتمعات تتجاوز التحضر المادي إلى التحضر الأخلاقي.
• الدعوة إلى أن تتضمن مناهج التعليم الدراسي حول العالم موادَّ تُعزز من الوعي المجتمعي باحترام الآخرين، وتفهُّمِ حقِّهم في الوجود والعيش بكرامة دون إهانة لكرامتهم ولا سيما مقدساتِهم الدينية، وتُنبه على مخاطر الصدام والصراع بين الأمم والشعوب.
• دعوة الدول التي سمحت بحرق نسخ من المصحف الشريف إلى مراجعة مفاهيمها الدستورية واستعادة وعيها الحضاري واستحضار عظات التاريخ، وعدمِ الخلطِ بين المعنى الإنساني للحريات وبين الفوضى المسيئةِ لذلك المعنى وبخاصة تسيب مفهوم الحريات إلى أن يصل لإهانة كرامة الآخرين والتحريض على المواجهة الخاسرة بين الأمم والشعوب لمجرد اختلافاتها الدينية والفكرية فضلاً عن مجرد سوء الفهم المتبادل، ومن ثم تعميق الفجوة بين أبناء الأسرة الإنسانية الواحدة التي أراد الله بعلمه وحكمته أن تكون مختلفةً كما هي طبيعة وجودها.
وقد حظي المؤتمر بتغطية عربية وإسلامية ودولية واسعة، من مختلف وسائل الإعلام.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية رابطة الجامعات الإسلامیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رابطة علماء اليمن تنظم لقاءًا بعنوان “لا عذر للجميع أمام الله في القعود عن نصرة غزة وفلسطين”

الثورة نت/..

نظمّت رابطة علماء اليمن اليوم في صنعاء، لقاءًا بعنوان “لا عذر للجميع أمام الله في القعود عن نصرة غزة وفلسطين”، تأكيدًا للموقف الشرعي وقيامًا بمسؤولية التبيين الملقاة على عاتق العلماء.

وفي افتتاح اللقاء، أكد عضو مجلس القضاء الأعلى القاضي علوي سهل بن عقيل، على دور العلماء في تبيين الحق والتحرك في تفعيل فريضة الجهاد في سبيل الله دفاعًا عن المظلومين ونصرة للمستضعفين.

وأوضح أن الأمة تمر بموقف حاسم، وأمر جلل يحتاج من المؤمنين الصادقين، إبراز إيمانهم وتعزيز ثقتهم بالله عز وجل بالاستجابة لما أمر الله انطلاقًا من قوله تعالى “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ”.

وشدد القاضي بن عقيل على واجب على العلماء التوضيح للأمة والحكومات والسياسيين والأحزاب والزعماء والقيادات والشعوب وللجميع بحكم الله في هذه المواطن والمواقف استجابة لقوله تعالى “وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً”.

وقال “نرى اليوم اليهود يقاتلوننا كافة وما دعم أمريكا والغرب للعدو الصهيوني لقتل المظلومين والمستضعفين ومن اُغتصبت أرضهم وتهجيرهم من ديارهم وإعدامهم في مذابح يومية، إلا دليلًا على ذلك، ما يستوجب تكاتف الجهود وتلاحم الصفوف لمواجهتهم وقتالهم”.

وعبر عن الأسف لصمت وتخاذل الشعوب والأنظمة خاصة المطبّعة، مبينًا أن هناك فتوتين، وجب مناقشتهما، والحرص على توضيحهما، أولها تأكيد عدم القتال في معركة غزة إلا على الشاهد، الحاضر والقادر، كما يقول البعض، بمعنى الالتزام والانشغال بالنفس ولا يجب على أحد مناصرة أهل غزة إلا بالدعاء، لأنه ليس حاضرًا ولا شاهدًا وغير قادر على دفع الضرر عنهم وهذه الفتوى منقوصة، كونها تتيح لليهود استمرار قتل سكان القطاع.

وجددّ القاضي بن عقيل، التأكيد على أن من كان يستطيع أن يرد عدوّا كان هو الشاهد، الحاضر قادر على أن يرده، مضيفًا “الفتوى الأخرى كما يقولون: لا يجب الجهاد في سبيل الله على المسلم، والخروج لمناصرة المستضعفين إلا بإذن ولي الأمر، بمعنى أن يتم الاستئذان من أمريكا والصهاينة، كون معظم حكام الأنظمة العربية والإسلامية عملاء لأمريكا وإسرائيل، وأمرهم بأيديهما، فعندما طلبت منهم أمريكا دفع الأموال والحرب معها دفعوا وحاربوا وعندما طلبت منهم المساندة بالصواريخ والطائرات كما فعلت تركيا فعلوا”.

وتساءل “أين فتوى الانشغال بالنفس ممن أفتوا بخروج آلاف المجاهدين للقتال في أفغانستان؟، وأين التصريحات التي برزت من علماء الأمة ومعظم الحكام في حرب اليمن؟، مؤكدًا الحاجة إلى وقفة مع الله بصدق لنكون من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وخاطب عضو مجلس القضاء الأعلى، علماء الأمة بالقول “ما الذي تخشون خسارته وأنتم تُدركون أن الأمة محتلة وثرواتها منهوبة، أمة ليست لها أي قيمة وكل مجالات التصنيع فيها بيد الأعداء؟”.. مؤكدًا أن خير الجهاد في هذه الأيام كلمة حق في وجه سلطان جائر.

واختتم كلمته بالقول “لقد منّ الله على الشعب اليمني بقيادة حكيمة وصادقة، حرك في قلوب اليمنيين الثقافة القرآنية، وأصبح القرآن الكريم حيًا في قلوبنا، وسلمًا وآمنًا وصواريخ تضرب الأعداء ومتآلفين فيما بيننا رغم اختلاف المذاهب”.

وفي اللقاء الذي حضره وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي، أشار مفتي محافظة البيضاء الشيخ العلامة حسين بن محمد الهدار، إلى خطورة ما تمر به الأمة من ضعف أمام أعدائها وتحملها المشاق نتيجة تخاذلها عن المواجهة.

وقال “جرى ما جرى من اليهود والنصارى، ممن يدّعون الإنسانية ويعلّقون الشعارات البرّاقة، ومع الأسف تتهاوى تلك الشعارات وتذهب سدى، وتستحضر عندما يموت قطّ، أو كلب أو قرد، لكن تغيب تلك الشعارات مع حرمة المسلمين وإزهاق دمائهم”.

وتساءل العلامة الهدار “أين الإنسانية لما يجري لأهل غزة من حرب إبادة ومجازر يندى لها الجبين؟ أين الإنسانية لأولئك الأطفال الخدج والنساء والشيوخ الذين قُتلّوا ويقتّلون يوميًا بدم بارد من قبل الصهاينة في غزة؟ أين الإنسانية للدول التي تتشدّق بحقول الطفل والمرأة؟”.

وخاطب الأبطال في غزة بالقول “اثبتوا واصبروا وصابروا ورابطوا، واعلموا أن الله تعالى معكم ونبشركم بما بشر به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم آل ياسر عندما مر عليهم وقال لهم: صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”.

وأضاف “إذا ما عُدّنا إلى ما أمر الله به رسوله، سنرى كثيرًا من الناس يتخاذلون في مثل هذه المواقف، لأن إيمانهم بالله لم يحل في قلوبهم، ولن ينصرّ الله تعالى قومًا يطبعّون مع اليهود ويتخذونهم أولياء، وإنما النصر يأتي على أيدي رجال صادقين، ولن يأتي من قبل دعّيُ ينصر الإسلام وهو بيد أمريكا”.

وأكد مفتي محافظة البيضاء، “أن وعد النصر الإلهي آت لا مناص منه، ولكنه بيد الله تعالى وكذا بيد المؤمنين والمجاهدين الصالحين”، مبينًا أن المكر والخداع من قبل اليهود والنصارى ممتد إلى اليوم.

وتابع “كل فرد يسأل عما قاله لويس التاسع عقب خروجه من السجن في القرن السابع الهجري في المنصورة بعد الهجوم على مصر، وعودته إلى فرنسا من وصية لم تخرج عنها أوروبا ولا أمريكا حتى اليوم، حيث قال: لن تستطيعوا أن تقاتلوا المسلمين، ولكن عليكم بتجهيلهم بكتاب الله وبعلمائهم وأن تبثّوا الفرقة فيما بينهم إلى آخر ما قاله”.

وشدد العلامة الهدار على وجوب تهيئة النفوس للجهاد في سبيل الله، باعتبار ذلك حرب مقدسّة بين الإسلام والكفر، لا تكتنفها أي شبهة، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم “من لم يغزّ ولم يُحدّث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق”، واستجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لتفعيل فريضة الجهاد في سبيل الله.

وحث على تكامل الجهود والإكثار من الدعاء لمن لا يستطيع نصرة المستضعفين في فلسطين، مثمنًا الخطوات والخيارات التي تتخذها القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والأبطال في القوات المسلحة لمواجهة أمريكا وإسرائيل والتصدي لمخططاتهم الإجرامية.

وفي اللقاء الذي حضره أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري وكوكبة من علماء اليمن، اعتبر عضو رابطة علماء اليمن الشيخ محمد طاهر أنعم، الجهاد في سبيل الله بابًا عظيمًا من أبواب الجنة، يصطفي من يشاء من عباده المؤمنين والصادقين، والصالحين.

وقال “إن الجهاد في سبيل الله ليس أمرًا متاحًا في كل زمان ومكان ولكن يُفتح أحيانًا ليختار الله من عباده من الشهداء والمجاهدين، وليبتلي المؤمنين وليمحص الصادقين بها، واستغلال موسم الجهاد ومحاولة إثبات الإيمان بالله عز وجل، أمر عظيم وتوفيق كبير لعباده”.

وأضاف “يتمنى المؤمن أن يجدّ راية صادقة للجهاد في سبيل الله، والراية الصحيحة لا تكون إلا بشيئين: بقيادة مؤمنة وعدو واضح الكفر والعدوان، والوضع الذي نحن فيه من أوضح أبواب الجهاد في سبيل الله، ومن أعظم تلك المواقف أن وفق الله اليمن بقيادة مؤمنة تجاهد لتكون كلمة الله هي العليا، ما يتوّجب علينا إثبات الإيمان والصدق في إسلامنا لله تعالى”.

وتطرق إلى أن أناسًا صالحين في الجزيرة العربية، يتمنّون فتح باب المشاركة للجهاد في سبيل الله بالكلمة أو الخروج في مظاهرات، أو احتجاجات وإتاحة الفرصة لقول كلمة الحق سواء عبر الخطبة أو التوعية، لكن مع الأسف تمنعهم السلطات”.

ودعا الشيخ أنعم، إلى بذل السبب والسعي لإثبات الإيمان بتطبيق فريضة الجهاد في سبيل الله من خلال دعم ومساندة المستضعفين، خاصة في ظل ما يتعرض له الأشقاء في غزة وكل فلسطين من عدوان ومجازر وجرائم لا مثيل لها في التاريخ المعاصر.

واختتم كلمته بالقول “علينا أن نصدق الله وفي مقدمة من يصدق الله هم أهل الدعوة والعلم والإرشاد والهداية، لأن هذا طريق النجاح والفلاح، والبعض لا يستطيع أن يصل إلى جبهات القتال لبعُدها عن اليهود، لكن الجهاد في سبيل الله كلمة واسعة، وليست بالسلاح وإنما بالكلمة والموقف والتوعية والخطبة والمحاضرة والكتابة وبكل ما تستطيع”.

من جهته أفاد عضو رابطة علماء اليمن العلامة القاسم السراجي، بأن الله عز وجل حمّل العلماء مسؤولية عظيمة في أسنم الفرائض وأشرفها، فريضة تُقام بها الفرائض وترّد المظالم وتُعّمر الأرض ويُنتصف من الأعداء، ألا وهي فريضة الجهاد في سبيل الله، وإحياء كلمة الله.

وأشار إلى أن العلماء حملّهم الله مهمة الدفاع عن الدين وتوعية عباد الله لإحياء منهج الحق وطريقه، وقال “نقف اليوم في وجه الصهاينة من بغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد وقتلوا الأطفال والنساء، ولم يرعوا أي حرمة لله ولا لرسوله ولا لحقوق الإنسان، بدعم أمريكي وبريطاني وصمت وتخاذل عربي وإسلامي”.

وأَضاف “نسمع نداءات إخواننا وأبنائنا ونسائنا في فلسطين، يستغيثون، ومع الأسف الجميع صامت، وكأن في آذانهم وقرُ عن سماع نداء المظلومين والمستضعفين، وكأنهم لم يسمعوا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سمع مناديًا ينادي يا للمسلمين .. فلم يجب .. فليس من المسلمين”.

ولفت العلامة السراجي، إلى “أن الكفار إذا أحاطوا بالمسلمين، كما يُفّعل اليوم بأهل غزة، تعيّن الجهاد على كل مسلم وإذا علمنا أن في بلاد المسلمين من أن يقتل أهلها وأطفالها من قبل طغاة وظالمين أخذوا أموالهم، وجب دفعهم بتجييش الجيوش ومواجهتهم”.

وأكد أن السكوت عن المنكر ليس من مذاهب الإسلام ولا شرائع الدين، وإنما من مذهب الذين لعُنوا على لسان داوود وعيسى بن مريم، وعلى المؤمنين التعاون وتوحيد صفوفهم لمواجهة غطرسة أمريكا وصلف الكيان الصهيوني في غزة واليمن ولبنان وسوريا والعراق وغيرها.

وأعرب عن الأمل في اضطلاع علماء اليمن، وعلماء الأمة بصورة عامة بواجباتهم كما أمر الله والتوعية بخطورة ما يُحاك ضد الأمة من مؤامرات تستهدف تمزيقها وتشتيت شملها ونهب ثرواتها وخيراتها والسيطرة على مقدراتها، مؤكدًا أن الأمة مجمعة على الجهاد للدفاع عن النفس ومواجهة الاحتلال والغزو دون قيد أو شرط.

وتساءل عضو رابطة علماء اليمن “هل هناك شك لأي مسلم في قتال اليهود الذين يفتكون بالمسلمين في فلسطين؟، مشددًا على ضرورة السعي لإحياء فريضة الجهاد في سبيل الله.

وعدّ فريضة الجهاد فرصة لتثبيت الإيمان بالله والثقة المطلقة بالنصر المحتوم، مؤكدًا أن دعم اليمن وإسناده لغزة ومناصرته للقضية الفلسطينية، هو إرضاء لله وعمل بمنهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانتصار لمظلومية الأشقاء في غزة.

مقالات مشابهة

  • والي غرب كردفان يشيد بجهود منظمة “الإغاثة الإسلامية عبر العالم” ويدعو لمزيد من الدعم الإنساني
  • المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية يوصي بتعزيز قيم المواطنة والعيش المشترك
  • “الصحفيين اليمنيين” تدين اعتقال رئيس لجنة الحريات بحضرموت وتطالب بحمايته
  • انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية في أبوظبي
  • الخميس.. جامعة كفر الشيخ تطلق مؤتمرها العاشر تحت عنوان «البورصة والتنمية»
  • “عام المجتمع ” ..المجالس ” منصات حية لترسيخ منظومة القيم الإماراتية
  • الهلال الأحمر بالشرقية يطلق ورشة “أساسيات القانون الدولي الإنساني”
  • رابطة علماء اليمن تنظم لقاءًا بعنوان “لا عذر للجميع أمام الله في القعود عن نصرة غزة وفلسطين”
  • قسم الهواة.. “الفاف” تمنح مهلة شهر للأندية المديونة
  • أوتشا”: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء العدوان الصهيوني