خلال لقائه خريجي برنامج جسور الدولي.. نهيان بن مبارك: رئيس الدولة يضع ثقته بشباب الإمارات وننتظر منكم الكثير
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
أبوظبي في 28 أغسطس /وام/ كرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن اليوم خريجي برنامج جسور الدولي في نسخته الثانية وذلك عقب إتمام 13 من المتميزين من أبناء وبنات الإمارات البرنامج التدريبي الذي استمر 12 أسبوعاً وتضمن تدريبا نظريا في فروع كبريات الشركات الألمانية بالإمارات، قبل أن يتوجهوا إلى المرحلة الثانية لتلقي التدريب العملي والمعايشة داخل مصانع هذه الشركات العالمية بألمانيا، والتي أكملوها مؤخرا وسط إشادة من مديري وخبراء هذه الشركات بإمكانات أبناء الإمارات وقدرتهم على التعايش واستيعاب أحدث الطرق التكنولوجيا في المجالات الهندسية والتقنية.
جاء ذلك خلال استقبال معاليه للخريجين والمدربين والقائمين على برنامج جسور الدولي الذي ينظمه صندوق الوطن، وذلك بمجلس معاليه
بأبو ظبي.
وقال معاليه إن برنامج جسور الدولي مثال على ما يقوم به صندوق الوطن من جهود ومبادرات لتمكين أبناء وبنات الوطن وتطوير إمكاناتهم في مختلف المجالات ليكونوا جاهزين للانطلاق في سوق العمل المحلي والعالمي على السواء، مؤكدا أن مبادرات الصندوق تعتمد الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والذي يضع أبناء وبنات الإمارات على رأس أولوياته باعتبارهم بنات الوطن وصناع مستقبله وأشاد بتميز الخريجين وقدرتهم على استيعاب أحدث تكنولوجيا العصر، متمنيا لهم مستقبلا مشرقا.
ووجه معاليه حديثه لخريجي النسخة الثانية من برنامج جسور الدولي وقال :" تعلمنا من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان
آل نهيان " طيب الله ثراه" أن الثروة الحقيقية للإمارات تتمثل في أبنائها ومواطنيها ، وأن تنمية وتطوير قدرات أبناء الوطن واجب على الجميع، ومن هذا المنطلق وعلى هذا الدرب يسير صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، ولهذا أنتم من يصنع الغد والأمل لصناعة مستقبل الوطن، وننتظر منكم الكثير، ونأمل أن تستفيدوا من التدريب المكثف الذي شملته أنشطة برنامج جسور الدولي، وأن تنقلوا خبراتكم وتجاربكم في هذا البرنامج إلى زملائكم من أبناء الوطن، ونلتزم جميعا بدعمكم وتشجيعكم لاستثمار قدراتكم وخبراتكم في يفيد مجتمعكم ووطنكم".
وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن صندوق الوطن حريص على إتاحة الفرصة أمام المتميزين من أبناء وبنات الإمارات من خريجي الجامعات للانضمام إلى هذا البرنامج الرائد، الذي يعد أول برنامج تدريبي مكثف في مجال التكنولوجيا الصناعية بألمانيا، يتيح لهم الفرصة للتعرف على أحدث تقنيات العصر من خلال التدريب والمعايشة داخل في كبريات الشراكات الألمانية في هذا المجال، وهو ما يمكن شباب الوطن من تطوير قدراتهم، وتنمية خبراتهم لاقتحام سوق العمل.
وأكد معاليه أن أهداف صندوق الوطن تركز دائما على تمكين وتأهيل شباب الوطن سواء للعمل بالقطاع الخاص أو الانطلاق إلى عالم ريادة الأعمال وقال : “ لذا حرصنا في برنامج جسور الدولي على توفير الفرصة الكاملة لخريجي الجامعات الإماراتية للاطلاع والمعايشة والتدريب داخل المصانع الألمانية المتطورة، والاستفادة من الخبرات الكبيرة لدى هذه القطاعات الصناعة الألمانية، وفق برنامج متكامل وضعه خبراء دوليون طبقا لأحدث أساليب التدريب العالمية في المجالات العالمية” .. مؤكدا أن " جسور الدولي" أحد النماذج المهمة التي يتبناها الصندوق وفق الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى المساهمة بشكل فعال في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في بناء اقتصاد معرفي مستدام للأجيال القادمة، وفتح آفاق جديدة للمستقبل أمام طلاب وخريجي الجامعات، إضافة إلى إعداد جيل من رواد التكنولوجيا الإماراتيين .
ونوه إلى أن مجالات عمل صندوق الوطن تقوم على محاور ثلاثة هي تمكين الشباب من القطاع الخاص، ودعم قيم الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، إضافة إلى وتعزيز الهوية الوطنية.
يذكر أن صندوق الوطن ركز في النسخة الثانية من برنامج جسور الدولي على ابتعاث 13 طالبا وطالبة من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة خليفة وكليات التقنية العليا، والجامعة الأمريكية في الشارقة تم اختيارهم وفق اختبارات معينة تقدم لها أعداد كبيرة من خريجي الجامعات، ليحصلوا على فرصة التدريب العملي في شركات ألمانية مرموقة، وذلك بالتعاون مع المعهد الألماني الإماراتي والجامعة التقنية للعلوم التطبيقية في ويلداو، وPhoenix17 Global لمدة البرنامج 12 أسبوعا.
تضمن جدول البرنامج عدة ورش تدريبية عن الإرشاد الثقافي للعيش والعمل في ألمانيا، إضافة إلى التدريب العملي في فروع الشركات الألمانية في الإمارات بعدها سافر المُشاركون للعيش والعمل في ألمانيا لمدة شهرين، في مقر الشركات في ألمانيا.
وعقب العودة حصل المشاركون على أسبوعين آخرين من العمل في مكاتب الفروع الموجودة بدولة الإمارات العربية المتحدة ليكتمل بذلك التدريب وفق رؤية الخبراء الدوليين الذي حرصوا على أن يكون مكثفا وعمليا ومفيدا للمشاركين كافة.
وثمن صندوق الوطن دعم ومشاركة الشركات الألمانية في برنامج جسور الدولي في نسخته الثانية وهي : Diehl Aerospace و Diehl Metering و WILO Group و Sarida (e.SIC GmbH) بالشراكة مع شركائهم المحليين Smart Navigation Systems وThe Linde Group و STOOF International GmbH.
من جانبهم عبر خريجو برنامج جسور الدولي من أبناء وبنات الإمارات عن فخرهم واعتزازهم بلقاء معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، مؤكدين أن لقاءه بهم وتشجيعه لهم يعد حافزا مهما من أجل بذل أقصى الجود لكي يكونوا مؤهلين للانطلاق إلى المستقبل، وتحقيق آمال الإمارات وقيادتها الرشيدة من أجل نهضة شاملة تسع الجميع ويقوم عليها الشباب مثمنين الدور الكبير الذي قام به صندوق الوطن من أجل توفير هذه الفرصة الثمينة لهم ولأقرانهم من أبناء الوطن لتلقي هذه الدورات التدريبية المتقدمة في ألمانيا بما تمثله من ثقل وخبرة على المستوى العالمي، إضافة إلى توفير المناخ المناسب للاحتكاك بالخبرات الدولية في هذا المجال.
وقالت فاطمة عبيد المراشدة طالبة هندسة كمبيوتر في الجامعة الأمريكية في الشارقة: " خلال فترة التدريب التي قضيتها في ألمانيا لمدة شهرين، عملت على مشروع تحليل البيانات بالتعاون مع قسم الهندسة الصناعية في شركة " DIEHL METERING " في منطقة نورمبورغ والمشروع كان عبارة عن تحليل قاعدة البيانات لخط التصنيع في الشركة وتمثيل هذا التحليل بصور بيانية، و ساهمت ثقافة العمل الألمانية في تطوير مهاراتي في عدة مجالات ومن ضمنها التواصل والحوار بشكل فعال وتنظيم الوقت وثقافة العمل الجماعي".
وأضافت أن برنامج جسور الدولي التابع لصندوق الوطن أتاح للجميع العديد من الفرص ومنها الانخراط في بيئة العمل الألمانية والتعرف على الشركات التي تعمل في مجال الصناعات المتقدمة.
من جانبها أوضحت ملوك الشحي الطالبة بجامعة خليفة تخصص هندسة كهربائية، أنها بدأت مع برنامج جسور الدولي عن طريق اختيار أحد خيارات التدريب المطروحة من قبل الجامعة وهي إما التدريب داخل الدولة او خارجها.. وقالت : " قمت باختيار التدريب خارج الدولة وخوض تجربة جديدة ومختلفة بالنسبة لي كتحد للذات وتم قبولي في برنامج جسور الدولي للعمل في مكان يناسب تخصصي الجامعي، وعملت مع شركة " DIEHL AEROSPACE “ في مدينة فرانكفورت وهي شركة مختصة في الطيران.. وكانت البداية بدبي لزيارة الشركة المتواجدة هناك، حيث تم هناك تعريفنا على البرنامج وعلى بعض المعلومات الأخرى التي يمكن أن نحتاجها عند السفر”.
وقال محمد الشحي الطالب بجامعة خليفة تخصص هندسة الصناعة والأنظمة : "تم اختياري من قبل برنامج جسور الدولي للتدريب في شركة " WILO" وهي شركة تصنع مضخات مائية في منطقة دورتموند - المانيا.. وهي من أكثر الشركات تطورا في في هذا المجال كما انها فازت بجائزة افضل مصنع في ألمانيا لعام 2022 في مجال التحول الرقمي digitalization، وقمنا بالاطلاع والعمل في عدة مجالات متعلقة بالصناعة لتحسين المهارات التي اكتسبتها وهي كثيرة ومنها تعلمت لغات جديدة للبرمجة وكيفية تطبيق ما تعلمته في الجامعة بشكل فعلي واستخدام وتحويل المشروع من شيء نظري إلى عملي".
من جانبه أوضح سالم حسن الزيودي طالب هندسة ميكانيكية مع تخصص فرعي هندسة طيران في جامعة الامارات أنه سعيد بالانضمام الى برنامج جسور الدولي الذي منحه الفرصة للتدريب وصقل معرفته العملية في إحدى الشركات الرائدة في مجال تصنيع المركبات في ألمانيا " Stoof “ مؤكدا أنه خلال الفترة التدريبية تم التركيز على عدة مشاريع ومهارات مثل التصنيع والتصميم والتطوير وإصلاح المركبات ”.
وعن أهم المهارات التي اكتسبتها في البرنامج أشار إلى أنها تبدأ بالانضباط فالوقت أثناء العمل هو للعمل فقط وبعيدا عن الهاتف، ثم التركيز في المشاريع العملية بالإضافة الى الجدية في العمل وأن تكون شخصا منتجا جادا في أوقات العمل وإنسانا له بصمة وإضافة للشركة، مثمنا دور القائمين على البرنامج.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: خریجی الجامعات نهیان بن مبارک الألمانیة فی صندوق الوطن فی ألمانیا إضافة إلى من أبناء العمل فی آل نهیان فی مجال فی هذا
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: صندوق النقد أكد أن مشروعات "حياة كريمة" رائدة ويُحتذى بها في باقي الدول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الصحفي الأسبوعي اليوم، عقب اجتماع الحكومة بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالإشارة إلى أن هذا الأسبوع كان حافلًا بالفعاليات والأحداث العديدة والمهمة على المستويين الدولي والمحلي، لافتًا إلى أن الشغل الشاغل للرأي العام والمواطن المصري، كان معرفة ما يجري على هامش زيارة كريستالينا چورچييفا، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي إلى مصر.
و في هذا الصدد، شدد رئيس الوزراء على أن برنامج الإصلاح الاقتصادي قد وضعته الدولة المصرية وتم التوافق عليه مع صندوق النقد الدولي، وذلك منذ عامين، مع بدء البرنامج الجديد، في ظل ظروف مختلفة عن الأوضاع الراهنة، ولذا كان توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للحكومة بأن يتم مراجعة مُستهدفات وتوقيتات البرنامج في ضوء المُستجدات التي حدثت، وتم التركيز على هذا الأمر، أثناء لقاء المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، مع الرئيس السيسي وكذلك خلال الاجتماع الذي تم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ثم في المؤتمر الصحفي الذي أعقبه وتحدثت فيه.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن النقاش الرئيسي كان يُركز على أننا كدولة، وفي ظل هذه الظروف والخطوات التي تمت، فإننا لن نتخذ خلال الفترة القادمة أية قرارات من شأنها أن تضيف أعباء إضافية على المواطنين، مشيرًا إلى أنه كان هناك تفهم كامل من الصندوق لهذا الأمر، وقد بدأت لجنة المراجعة للبرنامج عملها منذ أمس مع المسؤولين المعنيين من الحكومة، مثل وزارة المالية والبنك المركزي وبقية الوزارات، وسيستمر عمل اللجنة لمدة أسبوعين.
ولفت رئيس الوزراء إلى الرسائل المهمة خلال هذه الزيارة، التى تمثلت في أن المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي هنأت الدولة المصرية والحكومة بالخطوات الناجحة التي تمت، وأهمها ما تحقق من مرونة حقيقية في سعر الصرف، ساهمت في استقرار هذه السوق، على النحو الذي يؤكده الواقع العملي، حيث لا توجد أية طلبات متأخرة بالبنوك لتدبير العملة لها، وهناك معايير كاملة لطمأنة كل خبير بأن هناك سعر صرف مرن، وكُل المعايير مُتحققة.
وفيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، أكد رئيس الوزراء أن هذا الملف احتل قدرًا كبيرًا من التركيز خلال فترة العمل مع الصُندوق، سعيًا لتحقيق نمو اقتصادي كبير وفي وقتٍ وجيز، ولا يؤثر في الوقت نفسه على مُعدلات التضخم، قائلًا:" بعض الأحيان يكون النمو الاقتصادي والتضخم متضادين وفقًا للخبراء الاقتصاديين".
وأشار رئيس الوزراء إلى أننا نستهدف خلال فترة المُراجعة الحالية مع صندوق النقد الدولي، كيفية عودة الاقتصاد المصري لمسار النمو المُتسارع، لافتًا إلى أن معدل النمو العام الماضي سجل 2.4%، وذلك في إطار ما يتم تطبيقه من سياسات لترشيد الإنفاق، وتخفيض الاستثمارات العامة.
وقال رئيس الوزراء:" بالتأكيد فإن دولة مثل مصر تحتاج إلى تحقيق المزيد من النمو، موضحًا أن خطة العام الجاري تستهدف تجاوز الـ 4% على الأقل كمعدل نمو، وهو ما أشارت إليه كريستالينا چورچييفا، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، من أن هناك تحسنًا في العديد من المؤشرات التي تخص الاقتصاد المصري، مؤكدًا ضرورة العمل على زيادة معدلات النمو، لمواجهة احتياجات الدولة في ظل الزيادة السكانية.
وأوضح رئيس الوزراء أن المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، أكدت أن التقديرات والمراجعات المبدئية للصندوق تشير إلى أن معدل التضخم في سبيله للانخفاض، وأنه سيصل بنهاية العام المالي الحالي، إلى 16% أو 17%، مقارنة بمعدلاته سابقًا، حيث سجل معدلا نحو 40%، كما جدد الإشارة إلى أن الحكومة تستهدف بنهاية عام 2025 وبداية عام 2026 الوصول إلى معدل تضخم 10%، وهو ما أكدت عليه تقديرات الصندوق من أن مؤشرات الاقتصاد المصري تسير نحو المسار الصحيح السليم والإيجابي.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن برنامج زيارة كريستالينا چورچييفا، لمصر شمل عقد العديد من اللقاءات والاجتماعات مع مجموعة من رجال الأعمال، ومجموعة من مسئولي شركات ريادة الأعمال، وعددٍ من المواطنين المُستفيدين من مشروعات المُبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، مُنوهًا إلى أنه عقب الانتهاء من هذه اللقاءات والاجتماعات أثنت الكريستالينا چورچييفا، على المشروعات المُنفذة في إطار "حياة كريمة"، مشيرة إلى أن ما قامت به الدولة المصرية في هذا الاطار شيء رائد ومُهم ويُحتذي به من باقي الدول، قائلة:" لديكم تجربة ثرية جدًا في كيفية الوصول إلى فئات كانت تعاني من العديد من المشكلات، ويُمكنكم تحسين مستوى المعيشة الخاص بها"، وشجعت على استمرار الدولة في استكمال هذا المشروع خلال الفترة المقبلة.
كما لفت إلى مجريات لقاء المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، مع كل من مجتمع الأعمال، والشباب أصحاب الشركات الناشئة وريادة الأعمال، الذين أكدوا لها على المناخ الإيجابي في ظل الإصلاحات الكبيرة التي نجحت الحكومة المصرية في تحقيقها، وعازمة على الاستمرار فيها خلال الفترة القادمة، رغم ما ذكروه عن بعض التحديات التي لا تزال قائمة، مؤكدًا أننا ندرك هذه التحديات والمشكلات بالفعل ونعمل على إيجاد الحلول لها، والذي تبلور جزء منه في مجموعة من الإصلاحات الضريبية التي تم الإعلان عنها وتم الانتهاء من مناقشتها في مجلس الوزراء وإرسالها للبرلمان، مضيفًا أن هناك أيضًا مجموعة أخرى من الإصلاحات التي تعهدنا بالإعلان عنها في القريب العاجل تخص الجمارك وبعض الضرائب العقارية، فضلًا عن مجموعة من الإجراءات التي من شأنها التيسير على القطاع الخاص والشباب وريادة الأعمال خلال الفترة المقبلة.
وفي الوقت نفسه، أكد رئيس مجلس الوزراء أن مسئولي الصندوق تفهموا الوضع جيدًا في مصر، لافتًا إلى أننا سنناقش مع لجنة في ختام المراجعة الرابعة عددًا من المُستهدفات التي نعمل خلالها على عدم تحميل المواطنين أية أعباء إضافية خلال الفترة المقبلة.
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث عن نقطة أخرى تتعلق بأداء الاقتصاد الوطني، حيث اطمأنت مديرة الصندوق على انخفاض مستوى الدين؛ سواء الخارجي أو الإجمالي، وأننا حققنا أرقامًا كبيرة خلال الفترة الماضية، لافتًا في هذا السياق إلى أن إجمالي الدين العام الماضي كان يمثل أكثر من 96% من إجمالي الناتج المحلي، وفي يونيو 2024 تراجع إلى ما دون 90% وتحديدًا 89.6%، ونستهدف أن يتراجع هذا العام إلى ما دون 85%، وهو ما لاقى استحسانًا من مسئولة الصندوق، ودعت إلى إسراع الخطى في زيادة مستهدفاتنا في هذا الشأن، بما يخدم الاقتصاد المصري.
وفي الإطار نفسه، تحدث رئيس الوزراء عن قيام وكالة "فيتش" العالمية للتصنيف الائتماني برفع تصنيف مصر إلى "B" مع نظرة مستقبلية مستقرة، وهو أمر إيجابي للغاية، لكن الأهم من ذلك هو قراءة التقرير بأكمله، والذي أكدت خلاله أن مصر تسير على النهج السليم، وهو نفس ما ذكره مسئولو الصندوق بشأن نجاح القطاع المصرفي في مصر، بالإضافة إلى انخفاض معدل التضخم، فضلا عن تراجع مستوى الدين، وزيادة موارد الدولة، منتهيا إلى القول بأن كل ما ذكرته هذه المؤسسة أنها تحث مصر على الاستمرار في مسار الإصلاح الاقتصادي.
وأوضح رئيس الوزراء، أن مختلف ما تم إثارته من جانب الصندوق يأتي في إطار حث مصر على الاستمرار في مسار الإصلاح الاقتصادي، وتمت الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن التحدي الذي يواجه مصر هو تحدي المنطقة الجغرافية بشكل عام، وأن تداعيات المشكلات الخارجية هي التي تمثل التحدي الأكبر للاقتصاد المصري، وهنا تمت الإشارة إلى قدرة الاقتصاد على استيعاب الصدمات مع استمرار الأحداث الحالية، أو تفاقمها.
وفي هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى إعراب كريستالينا چورچييفا عن تقديرها للحكومة والدولة المصرية، فيما يتعلق بالتعامل مع مثل هذه الظروف الحالية، كما أثنت على قدرة الاقتصاد المصري على الصمود في مواجهة هذه التحديات، وأنه حتى هذه اللحظة قادر على التعافي والسير في المسار الصحيح.
وأضاف: العالم يشهد أن الدولة المصرية تسيرُ في مسار إصلاحي سليم، كما أنه يُثنى على النتائج المحققة حتى الآن، ويؤكد أن استمرار الدولة على هذا المسار، سيسهم في خروجها واقتصادها بأسرع وتيرة مُمكنة من هذه الأزمة، وأن الظروف والتحديات الخارجية هي التي من الممكن أن تحدث نوعًا من التباطؤ في الإحساس بما تحقق من إنجازات وتقدم في العديد من المجالات.
ونوه رئيس الوزراء إلى تواجد وزير المالية في مقر البرلمان أمس، وما تم عرضه من نتائج لأعمال ومؤشرات الربع الأول من العام المالي الحالي، وما تم التأكيد عليه من أن أغلب هذه النتائج هي نتائج مُبشرة بشكل كبير، موضحًا أن الإيرادات الضريبية زادت بنسبة 45% بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع التأكيد على عدم القيام بفرض أي زيادات، ولكن هذا يُمثل زيادة أفقية، حيث تم دخول العديد من المؤسسات والأنشطة المختلفة، وذلك من خلال التوسع في العمليات الخاصة بالرقمنة والتحول الرقمي، وهو ما ساعد في دمج هذه المؤسسات في المنظومة الرسمية للدولة، وانعكس على حجم إيرادات الدولة بالإيجاب، فضلًا عن تحقيق معدلات نمو مرتفعة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن تداعيات الظروف الحالية أثرت بالسلب على قناة السويس، وقطاع البترول، وأنه خلال الفترة المقبلة سنشهد عودة قطاع البترول لتحقيق عوائد إيجابية، وأنه اعتبارا من منتصف العام القادم ستبدأ الهيئة العام للبترول في استعادة المعدلات التي كانت تتحقق في السابق، وذلك من خلال زيادة الإنتاجية بالتعاون مع الشركاء الأجانب.
وقال رئيس الوزراء: " العجز الكلي في الموازنة خلال الربع الأول كان 2.1% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي الذي كان 3.2%، وكما سبق أن ذكرت، فإن الدين نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، سيصل مع نهاية العام الحالي إلى 85% أو أقل، وهذه النقاط كنت أود احاطتكم بها حتى نعلم أن مصر على المسار السليم، وبفضل الله سنتجاوز كما وعدناكم كل تبعات هذه الأزمة".
وأضاف رئيس الوزراء: سبق أن قلنا بأن 2024/ 2025 هي سنة التعافي، ونحن نسير في هذا المسار الإصلاحي ومستمرون فيه بقوة خلال الفترة القادمة.
وتابع: وتأكيدًا على اهتمامنا بموضوع الدين خاصةً الدين الخارجي، كان هناك قرار بإعادة تشكيل لجنة الدين، برئاسة رئيس الوزراء بنفسه، حتى نتمكن من حوكمة الدين الخارجي، وأن يتخذ المسار النزولي، الذي بدأ بالفعل ولكننا سنستمر في هذا المسار خلال الفترة القادمة.
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي، للحديث حول المنتدى الحضري العالمي، قائلًا: هذا المنتدي يعد ثاني أهم مؤتمر تعقده الأمم المتحدة بعد مؤتمر قمة المناخ COP من حيث الأهمية وأعداد المشاركين، وإذا كنتم استمعتم إلى كلمة المديرة التنفيذية لمنظمة الهابيتات، فقد أكدت أن هذا المنتدى هو الأكبر في تاريخ كُل المُنتديات منذ بداية انعقاد المنتديات الحضرية، وذلك من حيث عدد ومستوى الحضور، حيث شارك فيه أكثر من 37 ألف مشارك، منهم أكثر من 20 ألفا من جنسيات أجنبية، بالإضافة إلى 72 وزيرا، و96 محافظا أو عمدة لمدينة، بتمثيل لأكثر من 180 دولة.
وأضاف: "هذا الأمر يعدُ زخمًا كبيرا جدًا، وفرصة لعرض التجربة المصرية، التي كانت بفضل الله ناجحة في مجال التنمية العمرانية، وخاصةً الإسكان الاجتماعي وإسكان محدودي الدخل وتطوير المناطق غير الآمنة والمناطق العشوائية ومشروعات النقل الحضري والمستدام وتطوير البنية الأساسية وبناء المدن الجديدة وتطوير الريف، والتي تعدُ من المجالات المهمة جدًا التي تعني بها منظمة الأمم المتحدة والهابيتات، حيث تعدُ التجربة المصرية بكل المقاييس تجربة ثرية جدًا لما حققته من نجاحات كبيرة جدًا في كل هذه المجالات، وهو الأمر الذي أكدته السيدة المديرة التنفيذية للهابيتات".
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى حضوره للقاء وزراء الإسكان الأفارقة، قائلًا: بالأمس شرفت بحضور لقاء مهم مع وزراء الإسكان الأفارقة، وما سمعناه من وزراء الإسكان الأفارقة كان يدعو للفخر بما حدث في مصر من تطوير خلال الفترة الماضية، وكانت أهم الرسائل هي رغبة الدول الأفريقية التعرف على كيف نجحت مصر في تحقيق هذه المعجزة في مجال التنمية الحضرية على مدار السنوات الماضية، ورغبتهم في نقل التجربة والخبرات المصرية في هذا المجال للدول الأفريقية، والتعبير عن حرصهم على أن تأتي الشركات المصرية التي ساهمت في النهضة العمرانية في مصر إلى الدول الأفريقية لمساعدتهم في تحقيق نهضة عمرانية مماثلة في بلادهم، وهو ما يعد إشارة للصورة التي يري العالم بها مصر في إطار فعاليات المنتدي الحضري.
كما نوه رئيس الوزراء، إلى حجم الأخبار الكاذبة والشائعات الكثيرة جدًا وبصورة مكثفة، مشيرًا إلى بعض الأخبار والشائعات المُروجة خلال الفترة الزمنية القليلة الماضية، ومنها؛ طلاء أسود قصر النيل، وقطع الأشجار التراثية بحديقة الأورمان، وإخلاء دير سانت كاترين، وبيع بحيرة البردويل لبعض المستثمرين الأجانب، وجميعها أخبار مغلوطة وغير صحيحة المراد بها الكذب وإثارة البلبلة، كما أوضح، تردد شائعة زيادة أسعار الغاز الطبيعي للمنازل وذلك لربط زيارة مديرة صندوق النقد الدولي إلى مصر وإشادتها بالإنجازات والمشروعات التنموية، بتنفيذ زيادة في الأسعار، بينما هذه الزيادة كانت منذ الحزمة الأخيرة في شهر سبتمبر 2024، بالتالي يجب الأخذ في الاعتبار الطريقة التي يتم عبرها محاولة النيل من الدولة المصرية وعزيمة أبنائها، ومحاولة التشكيك في الإنجازات الكبيرة التي تنفذها مصر، ومحاولة جعل المواطنين متحفزين ضد الدولة، وخلق حالة من الإحباط والمناخ السلبي وعدم الاستقرار داخل الدولة المصرية، وإحداث بلبلة وإثارة الرأي العام.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي، أنه يجب على كل مصري أن ينتبه الى هذه الأخبار الكاذبة وأن يستقي الأخبار والمعلومات من الجهات المعنية في الدولة، لافتًا إلى أن الدولة تقوم بالرد الدائم على مثل هذه الأخبار والتي تمثل حجما هائلا جدًا، ونتعرض يوميًا لمثل هذه الأخبار، ونقوم بالتعامل والرد لدحض هذه الشائعات، وأنه يجب على المواطن عدم الانسياق وراء هذه الأخبار والوعي لأهدافها، مؤكدًا أن استمرار وزيادة هذه الأخبار الكاذبة والشائعات يأتي ردًا على الإنجازات والإصلاحات المُنفذة على أرض الواقع.
وفي ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء أن إجراءات الحكومة المصرية في ظل الظروف المحيطة غير المسبوقة تمضي في الاتجاه الصحيح، وستحقق مستقبلًا أفضل للدولة والشعب المصري.