بعمر 52 عاما.. بيير فيربانك بطل فرنسي من ذوي الاحتياجات الخاصة يطمح للتألق في باريس 2024
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
إعداد: بوعلام غبشي | جان لوك مونييه إعلان اقرأ المزيد
"أستمتع دائما بالقيادة". هكذا تتلخص تجربة بيير فيربانك، الذي قابلته فرانس24 في 14 يوليو/تموز بمناسبة بطولة العالم لألعاب القوى البارالمبية في ملعب شارليتي في باريس. في العيد الوطني الفرنسي، تأهل البطل الكاليدوني ذو الاحتياجات الخاصة لنهائي 100 متر على الكرسي المتحرك بحلوله في المرتبة الثالثة.
وقال فيربانك عقب السباق: "شعور جميل، لكن علي مواصلة العمل لتحسين الأداء". احتل هذا البطل الفرنسي في النهائي المركز السادس وبتوقيت أقل مما كان يتطلع إليه. لكنه لايزال متعطشا بشكل مستمر للصعود إلى منصة التتويج.
خلال تجربته الرياضية المستمرة منذ ثلاثين عاما، أثبت بيير فيربانك قدراته على المضمار، فقد شارك ست مرات في الألعاب البارالمبية، حاز خلالها تسع ميداليات بينها ذهبية في سباق 200 متر في ألعاب سيدني عام 2000 و13 ميدالية إضافية فاز بها خلال بطولات العالم لألعاب القوى البارالمبية.
لم يفز فيربانك بأي ميدالية خلال سباق شارليتي، إلا أن المنافسة بالنسبة له كانت بمثابة "اختبار" قبل التظاهرة الكبرى: الألعاب البارالمبية 2024 وفرصة "للقيام بآخر الترتيبات" خاصة وأنه يضع نصب عينيه أيضا بطولة العالم لألعاب القوى البارالمبية في اليابان.
"الألعاب الأخيرة"ستكون الألعاب البارالمبية في باريس الأخيرة بالنسبة له. وقال ضاحكا: :"سأبلغ 53 عاما (في 2024)، أعتقد، فيما بعد، ستكون لدي أشياء أخرى سأقوم بها"، مضيفا: "إنه جزء مهم من حياتي، مسار جميل، لم أعد بطل الكرسي المتحرك في الثلاثين من العمر...".
في التاسعة من العمر أصيب فيربانك بالتهاب النخاع الشوكي، وبدأ مشواره الرياضي في 15 من العمر قبل مشاركته الأولى ضمن المنتخب الفرنسي في بطولة العالم لألعاب القوى البارالمبية في بيرمينغهام عام 1998. ويشير فيربانك: "أعيش بشكل طبيعي، بالنسبة لي، كنت دائما جالسا، لا أرى نفسي بإعاقة رهيبة".
حفر اسمه في تاريخ رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة لثلاثة عقود بفضل نجاحاته الكثيرة، وبصفته مربيا رياضيا فهو دائما يتقاسم تجربته رفيعة المستوى مع رياضيين آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما البطل نيكولا بريغنون، أو مع جمهور أصغر سنا. ويلخص بيير فيربانك تجربته بالقول "أحقق نتائج إيجابية لأني ألعب دائما من أجل الفوز، ومع التدريب المستمر مازلت مرشحا لصعود منصة التتويج. إنه أمر محفز. بالإضافة لذلك أحظى بدعم مدربي، عائلتي وكاليدونيا الجديدة".
إضافة إلى ذلك، ساعدت التطورات التكنولوجية أبطال رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة لتحسين أدائهم على الكراسي المتحركة. وبهذا الشأن يتابع فيربانك: "أستمتع برؤية المعدات في تطور متواصل، وطريقة التدريب التي تتغير أيضا. كنت أريد وقف مسيرتي بعد كل أولمبياد، واعتقدت أنه لا يمكنني أن أسير بسرعة أكثر... وأخيرا نعم يمكن ذلك"، ويضيف: "في كل مرة أسير بشكل أسرع، وهذا ما يحفزني على معرفة إلى أي حد يمكن أن أذهب. دائما هناك شيء ما ينقصني، سواء في المعدات، وضعية الجلوس على الكرسي المتحرك، الطريقة التي تدفع بها العجلات...".
تحقيق إنجازات على أعلى مستوى ولمدة طويلة يقتضي الكثير من التدريب بانتظام. قبل ألعاب طوكيو 2021، وفر بيير فيربانك "الوسائل اللازمة لتحقيق طموحاته" كما أشارت صحيفة "لاكروا"، باتباع نظام حياة صارم والتدريب ثلاث ساعات في اليوم ولمدة ستة أيام في الأسبوع. "لا نجني إلا ثمار العمل وعدد الساعات التي قضيت في ذلك"، يقول هذا البطل.
"الإعلام والجمهور يهتمان برياضات ذوي الاحتياجات الخاصة"هذا هو المنحى الذي يريد بيير فيربانك مواصلة السير باتجاهه في السنوات المقبلة. "يجب أن تتحسن النتائج التي أحققها. في سباق 400 متر، حطمت رقمي القياسي (في 12 يوليو/تموز) وفي سباق 100 متر، أحقق توقيتا جيدا، لكن سيتعين علي رفع المستوى. المركزان الأول والثاني يستحيل احتلالهما"، إذ يحتكرهما البرازيلي أريوسفالدو فرنانديز والتايلندي بونغساكورن بايو، "وخلفهما نتنافس جميعا من أجل المرتبة الثالثة".
لكن أي نتيجة تبقى مرهونة بالمثابرة على التدريبات والعمل على التفاصيل الصغيرة خلالها مع محاولة تطبيق ذلك في المنافسات، حتى يتطلع البطل من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الظفر بإحدى الميداليات في ألعاب باريس. وهذه الكلمة، أي المثابرة، هي التي تعود في حديث فيربانك عندما يتعلق الأمر بتوجيه رسالة إلى الأبطال الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة: "تجب المثابرة فقط. الشباب يريد أن يتفوق بسرعة لأنه يرى على مواقع التواصل رياضيين يلمعون. لكن لا نحقق نتائج بهذه الكيفية: الأمر يقتضي سنوات من التدريب دون نتيجة وفي لحظة من اللحظات تأتي الثمار".
وأشاد بيير فيربانك ببطولة العالم في ملعب شارليتي لأنها ساهمت في تسليط الضوء على رياضات المعاقين قبل ألعاب 2024، وهي ديناميكية تسير "في الاتجاه الصحيح". ففي 52 من عمره، يتذكر فيربانك أجواء المنافسات قبل عشرين عاما: "لدى مشاركاتي الأولى في بطولات العالم، في 1998، لم يكن هناك أي مشاهد أو وسيلة إعلام. الآن نحظى بساعات من البث المباشر. الإعلام والجمهور يهتمون برياضات ذوي الاحتياجات الخاصة. لقد بدأ يُنظر لها على أنها رياضة وليست مجرد إعادة تأهيل".
وساعد التطور التكنولوجي وتحسن أداء الرياضيين أيضا في جعل رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة "أكثر إثارة من ذي قبل" حسب بيير فيربانك، قبل أن يضيف معلقا: " قبل سنوات إن كنت تسير بعشرين كلم في الساعة على كرسي متحرك، فأنت الملك. الآن، إن كنت لا تسير بسرعة 36-37 كلم/الساعة فلقد تجاوزك الزمن". ويضرب البطل الكاليدوني موعدا مع جمهوره في باريس بعد عام من الآن. ويتعهد بأن يواصل "البحث عن التفاصيل الصغيرة" لتحسين أدائه، ثم ختم ضاحكا "لم أجد سر ذلك بعد".
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر ليبيا ريبورتاج البارالمبية رياضة الألعاب البارالمبية باريس فرنسا ألعاب القوى العالم لألعاب القوى البارالمبیة بطولة العالم لألعاب القوى من ذوی الاحتیاجات الخاصة البارالمبیة فی فی باریس
إقرأ أيضاً:
أهالي الموقوفين في الإمارات والسعودية يطالبون عون بتحريك الملف.. بماذا وعدهم؟
طالب أهالي الموقوفين في الإمارات والسعودية، عبر رسالة خطية، رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، بـ"تحريك ملفّ الموقوفين اللبنانيين في الإمارات مع أبو ظبي والرياض".
وفي السياق نفسه، تلقّوا أهالي الموقوفين، من الرئيس عون، وعداً، بتحريك الملف، وذلك خلال زيارته المرتقبة إلى هاتين الدولتين بعد تشكيل الحكومة اللبنانية.
إلى ذلك، كشفت مصادر إعلامية، أنّ: "السلطات الإماراتية قد أفرجت خلال العام الماضي، بعيداً من الأضواء، عن الموقوفَين أحمد أسعد فاعور وعلي حسن المبدّر اللذين غادرا الإمارات، بعد شهر على زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، لأبو ظبي، في آذار 2024".
وبحسب جريدة "الأخبار" اللبنانية، فإن: "حدود المهمة الرسمية المعلنة كانت البحث في ملف سبعة موقوفين لبنانيين في الإمارات منذ سنوات، بتهمة -تمويل حزب الله، والتخطيط لتنفيذ أعمالٍ إرهابية- وفق ما تدّعيه سلطات الأمن الإماراتية" مردفة: "سُرّب حينها أن أبو ظبي وعدت صفا بالإفراج تباعا عن الموقوفين السبعة".
وأضافت أنه: "في 18 نيسان/ أبريل 2024، قد أُطلق سراح فاعور الذي اعتقله جهاز أمن الدولة الإماراتي عام 2014، وحكم عليه بالسجن المؤبّد. فيما أطلق أيضا سراح المبدر في 16 حزيران 2024، عقب ست سنواتٍ في السجون الإماراتية، إثر اعتقاله عام 2018، والحكم عليه بالسجن 15 عاماً".
وأبرزت المصادر نفسها، أن "الاثنان من ضمن سبعة لبنانيين يقبعون في سجون الإمارات، اعتُقلوا بين عامي 2014 و2019، وتراوِح محكومياتهم بين 15 عاماً والمؤبّد، ومع الإفراج عنهما".
وأكدت: "لا يزال قيد الاعتقال في أبو ظبي كل من: فوزي محمد دكروب (مؤبّد)، عبد الرحمن طلال شومان (مؤبّد)، عبد الله هاني عبدالله (مؤبّد)، أحمد علي مكاوي (15 عاماً)، ووليد محمد إدريس (غير محكوم)".
وبعد أسابيع من وفاة الموقوف اللبناني، غازي عز الدين، تحت ما وصف بأنه "التعذيب في أحد السجون الإماراتية"، كانت الإمارات قد أطلقت 11 موقوفا خلال عام 2021. وفي منتصف 2023، أفرجت عن 10 لبنانيين بعد توقيفهم لمدة شهرين.
أيضا، لا تزال السلطات السعودية تعتقل 11 موقوفا من أصل 26 قد اعتُقلوا بين عامي 2021 و2023، بتهمة التواصل مع حزب الله، وتراوِح أحكامهم بين السجن خمس سنوات والسجن المؤبّد.