كتب- سامح سيد:

حذر النائب أحمد عبد السلام قورة، عضو مجلس النواب عن دائرة دار السلام بمحافظة سوهاج وعضو الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، في سؤال برلماني قدمه إلى رئيس مجلس النواب؛ لتوجيهه إلى وزير الصحة والسكان، من استمرار البيروقراطية داخل أجهزة وزارة الصحة بمحافظة سوهاج، وتعنتهم غير المقبول في عدم قبول التحاليل والفحوصات التي تجرى في المستشفيات الخاصة للمرضى الذين يعانون الفشل الكلوي وتشخص حالتهم باحتياجها إلى الغسيل الكلوي.

ووصف قورة، في بيان له اليوم الإثنين، ما يحدث مع هؤلاء المرضى البسطاء بأنه يحمل افتئاتًا على حقوق هؤلاء في أن يتلقوا الخدمة بغير تشدد وبعيدًا عن البيروقراطية ما دامت نتيجة التحاليل والفحوصات ستكون واحدة.

وتساءل النائب: لمصلحة مَن يتم إجبار هؤلاء المرضى على إجراء تلك الفحوصات بالمستشفى الجامعي الذي سوف يتحمل ضغوطاً فوق قوته وسيزيد من مشقة المواطنين الذين سيعانون الانتظار لفترات طويلة لإنجاز المطلوب؟! مؤكداً أنه لا يجد أي مبرر منطقي أو عقلاني يستدعي التشدد في قبول هذه التحاليل والفحوصات التي تجرى في المستشفيات الخاصة والتي تباشر الأعمال الطبية وَفق ترخيص يصدر لها بذلك من الجهات المختصة بوزارة الصحة وتخضع لإشرافها ورقابتها؛ بل إن هناك من هذه المستشفيات ما تتعامل معه وزارة الصحة في قرارات العلاج على نفقة الدولة.

وقال قورة إنه في ظل تلك البيروقراطية وعدم وجود أي مبرر منطقي لهذا التشدد؛ فإننا نطرح تساؤلات عن أسباب عدم الاعتراف بنتائج التحاليل من المستشفيات الخاصة وما إذا كان مرجع ذلك هو صدور قرار رسمي بذلك، أم أن الأمر محض اجتهاد شخصي؟ ولو كان مرجع ذلك قرارًا إداريًّا فما جهة صدوره؟ وما العلة من إصداره، في حين أن ذلك يلقي بمزيد من الأعباء والمشقة والإجهاد على المواطنين البسطاء الذين يعانون آلام المرض.

وطالب قورة، في سؤاله البرلماني الموجه إلى الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، بالتدخل العاجل بإلغاء القرارات التي تمنع الاعتراف بالتحاليل والفحوصات التي تجرى في المستشفيات الخاصة، وإصدار توجيه عاجل للمسؤولين بمديرية الصحة بسوهاج؛ لإصدار تعميم على المستشفيات بقبول هذه التحاليل وعدم الممانعة في ذلك، تخفيفاً على المواطنين المرضى وتخفيفاً من ضغوط وآلام المرض.

وأشار النائب في سؤاله إلى أن محافظة سوهاج يخضع بها عشرات من المرضى يوميًّا لجلسات الغسيل الكلوي الطارئة لأول مرة، وهؤلاء المرضى يتم تشخيص ما يقارب من نصفهم في مستشفيات خاصة؛ حيث يتم التشخيص وعمل الفحوصات اللازمة، ومنها بالطبع تحليل الفيروسات الكبدية، ونظرًا لأن غالبية هؤلاء المرضى سيستمرون على الغسيل مدى الحياة ما لم تجرَ لهم زراعة كلى، فإن كل مريض سيلجأ إلى أية وحدة غسيل في نطاقه الجغرافي لاستصدار قرار الغسيل على نفقة الدولة ويتلقى ثلاث جلسات أسبوعيًّا، إلا أن وحدات الغسيل الكلوي التابعة لوزارة الصحة لا تعترف بالتحاليل والفحوصات التي يجري عملها في المستشفيات الخاصة والتي يتم بناء عليها تشخيص حالتهم؛ خصوصاً تحليل الفيروسات.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: قائد فاجنر متحور كورونا بريكس تنسيق الجامعات فانتازي سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة مجلس النواب سوهاج حزب حماة الوطن فی المستشفیات الخاصة الغسیل الکلوی هؤلاء المرضى

إقرأ أيضاً:

مرافقو المرضى.. معاناة طويلة وآثار نفسية وجسدية في رحلة الدعم والتعافي

لا تقتصر أهمية المستشفيات المرجعية بتوفير الرعاية الصحية للمرضى، بل تمتد لتشمل تقديم خدمات أصبحت مهمة لزوار وأسر المرضى والذين يمثلون جزءاً أساسياً من رحلة التعافي، إذ إن الدعم النفسي الذي يقدمه المرافقون لا يقل أهمية عن العلاجات الطبية التي يتلقاها المرضى، وتبقى الحاجة ملحّة لتوفير بيئة ملائمة لهؤلاء المرافقين، وخاصة القادمين من ولايات بعيدة، ممن يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات كبيرة، أبرزها غياب صالات انتظار مجهزة ومهيأة تليق بدورهم الفاعل في الصحة النفسية للمرضى، وتوفر لهم قدراً من الراحة والخصوصية. وفي هذا السياق سلطت "عمان" الضوء على هذه المعاناة واستطلعت آراء عدد من المواطنين الذين أجمعوا على أهمية إيجاد حلول عملية وفورية تسهّل زيارة المرضى وتخفف من أعباء المرافقين، خصوصًا مع تكرار هذه المعاناة في المستشفيات المرجعية الكبرى بسلطنة عمان.

معالجة التحديات

يعبر سلمان بن حمد الفارسي، عضو المجلس البلدي بولاية مصيرة ورئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئية بالمجلس البلدي لمحافظة جنوب الشرقية، عن واقع المرافقين قائلاً: "في كل رحلة علاج هناك رفيق صامت يتشارك المعاناة ويسهر بقلق ويترقب الأمل، إنه مرافق المريض، الذي يتحمل مشاق الانتظار ويعيش تفاصيل القلق بصمتٍ مؤلم". ويضيف: "في الوقت الذي تنصب فيه جهود المؤسسات الصحية على تقديم أفضل الخدمات الطبية، كثيرًا ما يُغفل هذا الرفيق، الذي يتحمّل عبء الانتظار في ظروف قد لا تليق بكرامة الإنسان، خصوصًا حين يكون من أبناء الولايات البعيدة الذين يتكبدون مشاق السفر وتكاليف الإقامة الطويلة".

وأشار الفارسي إلى أن وزارة الصحة تبذل جهودًا كبيرة لتطوير القطاع الصحي، وتعمل إدارات المستشفيات الحكومية على تقديم تسهيلات مستمرة للمواطنين والمراجعين، سواء من حيث جودة الخدمات أو سلاسة الإجراءات وتوفير الكوادر المؤهلة، وهو ما يعكس حرص سلطنة عمان على تحقيق منظومة رعاية صحية متكاملة. ومع ذلك، فإن الملاحظات الواردة من المواطنين عبر لجنة الشؤون الصحية والبيئية بالمجلس، فضلاً عن الجولات الميدانية، كشفت حجم المعاناة التي يواجهها المرافقون.

وانطلاقًا من هذا الواقع، يعمل المجلس البلدي حاليًا على إعداد مقترح متكامل لمبادرة إنسانية بعنوان "رفيق الشفاء"، والتي سيتم طرحها رسميًا في الجلسات القادمة للمجلس بمحافظة جنوب الشرقية، بهدف اعتمادها كحل عملي ومستدام لمعالجة واقع مرافق المريض. وتستند المبادرة إلى قناعة راسخة بأن المرافق يمثل ركيزة نفسية وداعمة في رحلة العلاج، ولا بد من توفير بيئة إنسانية تحفظ كرامته وتمنحه الحد الأدنى من الراحة والأمان.

ويؤكد الفارسي أن أبرز التحديات التي يواجهها المرافقون تتمثل في ساعات الانتظار الطويلة التي تمتد أحيانًا لمنتصف الليل دون وجود أماكن مهيأة للاستراحة، إضافة إلى الافتقار للمرافق الأساسية، واضطرار البعض للجلوس في الممرات أو مواقف السيارات، مما يتسبب في مشقة جسدية ونفسية، خاصة لكبار السن والنساء. كما أن التكلفة المرتفعة للإقامة في أماكن خاصة تشكّل عبئًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المحدود.

تكاليف مادية

ويقول بدر العمري من ولاية صور: "نعاني كثيراً حين نراجع أهالينا في المستشفيات؛ فالمسافات طويلة والتكاليف باهظة، والتردد بين أوقات الزيارة مرهق للغاية، خصوصًا ونحن من مناطق بعيدة عن محافظة مسقط. من الصعب جداً الذهاب والعودة في اليوم نفسه، ونضطر في كثير من الأحيان لاستئجار سكن قريب من المستشفى، وهي تكلفة لا تقدر عليها بعض الأسر".

ويضيف العمري: "هناك أسر كثيرة غير مقتدرة مادياً تضطر للانتظار خارج المستشفى تحت ظل الأشجار، متحملةً الظروف المناخية القاسية من حرارة أو برد، دون أن تجد مأوى أو مكانًا للراحة، مما يزيد من معاناتهم النفسية والجسدية. ونأمل من الجهات المعنية النظر لهذه الفئة بعين الإنسانية والرأفة، والعمل على توفير صالات انتظار تليق بكرامتهم، وتخفف عنهم هذه المشقة المضاعفة".

تنظيم عملية الانتظار

من جانبه، يقول فيصل بن علي الرواحي: "نواجه تحديات يومية أثناء زيارتنا للمستشفيات، خاصة أولئك الذين يقطعون مسافات شاسعة من ولايات بعيدة، حيث تصبح رحلتهم إلى المستشفى رحلة مليئة بالعناء والصعوبات.. الانتظار قد يستغرق ساعات طويلة في ممرات ضيقة أو ساحات خارجية لا توفر أدنى مقومات الراحة، ولا مظلات ولا مقاعد، ناهيك عن غياب دورات المياه النظيفة أو أماكن لتناول الطعام، مما يجعل التجربة مرهقة نفسيًا وجسديًا، وخصوصًا لكبار السن والنساء".

ويضيف الرواحي: "هذه ليست مجرد معاناة مؤقتة، بل هي فجوة حقيقية في منظومة الرعاية الصحية، ولا تتعلق فقط بالراحة، بل تمس كرامة الإنسان بشكل مباشر. لذلك، فإن إنشاء صالات انتظار مكيفة مزودة بكراسٍ مريحة، ومراعاة خصوصية العائلات وكبار السن، وتوفير خدمات أساسية مثل دورات مياه، وبرادات مياه، وأجهزة شحن للهواتف، بات أمرًا ضروريًا".

ويقترح الرواحي تخصيص ركن للأطفال يحتوي على ألعاب بسيطة أو وسائل ترفيه آمنة لتخفيف التوتر عن العائلات أثناء فترة الانتظار، إلى جانب مقهى صغير يوفر مشروبات ومأكولات خفيفة بأسعار رمزية، وشاشات إلكترونية تعرض مواعيد المراجعات لتسهم في تنظيم حركة الزوار، كما شدد على أهمية التعاون مع المجتمع المدني من خلال مبادرات تطوعية لدعم هذه الصالات وتجهيزها، مما يعكس روح التكافل بين المؤسسات والمواطنين.

التكامل الصحي

جدير بالذكر أن هذه الشهادات والآراء تُبرز أهمية توفير بيئة داعمة وإنسانية لمرافقي المرضى في المستشفيات المرجعية، ليس فقط من باب التكامل الصحي، بل كضرورة حضارية وأخلاقية وأيضا لدورهم الفاعل في صحة المرضى ورحلة العلاج، والمبادرات المطروحة مثل "رفيق الشفاء" تمثل خطوة واعدة نحو ترسيخ هذا التوجه، وتؤكد أن تحسين جودة الرعاية لا يقتصر على تقديم العلاج، بل يشمل الاهتمام بكل من يشارك المريض رحلة الشفاء.

واصل وزارة الصحة في سلطنة عمان بذل الجهود الحثيثة لتحسين جودة الخدمات الصحية وتطوير البنية التحتية للمستشفيات والمرافق الصحية، بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية عمان 2040. حيث تعمل الوزارة على توفير بيئة صحية متكاملة تسهم في رفاهية المواطنين والمقيمين، وتحقيق مستوى عالٍ من الرعاية الصحية. وفي هذا السياق، تسعى الوزارة إلى تعزيز تجربة المرضى والمرافقين على حد سواء، من خلال تحسين الخدمات المقدمة، وتوفير بيئات علاجية وداعمة تساهم في التخفيف من الأعباء النفسية والجسدية.

كما أن هذه التطلعات مع "رؤية عمان 2040"التي تضع الصحة العامة وجودة الحياة في صدارة أولوياتها، مع التركيز على تطوير القطاع الصحي ليكون أكثر قدرة على تلبية احتياجات المواطنين، وضمان تقديم خدمات طبية بمستوى عالٍ من الجودة والكفاءة. وتعكس مبادرة "رفيق الشفاء" وغيرها من المشاريع التي تقوم بها وزارة الصحة التزامها العميق بتحقيق هذه الرؤية، من خلال تحسين وتسهيل رحلة المرضى والمرافقين، وتعزيز الدور المحوري للمرافقين في دعم رحلة العلاج، وهو ما يمثل جزءاً من استراتيجيات عمان المستقبلية لبناء مجتمع صحي ومتكامل.

إن تحسين الخدمات الصحية والمرافق المساندة للمرافقين هو خطوة أساسية نحو تعزيز تجربة الرعاية الصحية في سلطنة عمان، ويعكس مدى التزام الحكومة العمانية بالارتقاء بمعايير الحياة الصحية، وعبر دمج الجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة مع "رؤية عمان 2040" فإن هذه المبادرات تمثل خطوة واعدة نحو خلق بيئة صحية داعمة للجميع، بما يساهم في تعزيز رفاهية المجتمع العماني وتحقيق تطلعاته نحو المستقبل، مع تطلُّع دائم نحو مزيد من المبادرات والشراكة المؤسسية لتشمل فئة مرافقي المرضى في المستشفيات ودعمهم بكل الوسائل لتحقيق تكامل في المنظومة الصحية.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل اجتماع وكيل وزارة الصحة باسيوط مع مديري المستشفيات بالمحافظة
  • “تكنولوجيا الأغذية” يناقش التغذية الصحية لبعض الفئات الخاصة
  • ضوابط دخول المرضى منشآت الصحة النفسية بحكم القانون
  • زيارة مفاجئة لوكيل صحة أسيوط لعددا من المستشفيات والمنشآت الصحية
  • مرافقو المرضى.. معاناة طويلة وآثار نفسية وجسدية في رحلة الدعم والتعافي
  • تحذير للمقبلين على الزواج بشأن مدة صلاحية الشهادة الطبية.. قد تضطر لإعادة التحاليل
  • “الصحة العالمية”: 400 مريض كلى توفوا في غزة بسبب نقص العلاج
  • 40% من مرضى الكلى توفوا خلال العدوان الصهيوني على غزة
  • الاتحاد العراقي ينتقد الاحداث التي شهدتها مباراة نوروز وزاخو
  • صحة غزة: مرضى الكلى يواجهون خطر الموت