نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، بعمليات القتل الدموية بحق الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشددة على ضرورة وضع حد لجرائم القتل المتصاعدة والإفلات الممنهج من العقاب.

ونشرت المنظمة المعنية بمراقبة حقوق الإنسان تقريرا عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، وثقت خلاله أربعة حوادث إطلاق نار تسببت في استشهاد أطفال فلسطينيين على يد قوات الاحتلال بين تشرين الثاني /نوفمبر 2022، وآذار /مارس 2023.



وقالت المنظمة "إن عام 2022، كان أكثر الأعوام دموية للأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 15 عاما"، مؤكدة أن منظومة الإجرام الإسرائيلي مستمرة بنفس الوتيرة منذ مطلع عام 2023. كما رجحت أن أعداد الشهداء بين صفوف الفتية الفلسطينيين ستفوق الأعوام السابقة.

وأكدت المنظمة أن "الجيش وشرطة الحدود في إسرائيل ( قوات الاحتلال) يقتلون أطفالا فلسطينيين دون أن يتعرضوا للمساءلة".

وطالبت "هيومن رايتس ووتش" قوات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري عن "الاستخدام الروتيني وغير القانوني للقوة القاتلة ضد الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال". ودعت حلفاء الاحتلال إلى ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء سلسلة الجريمة الممنهجة بحق الفتيان الفلسطينيين.

وتوجهت المنظمة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لإدراج قوات الاحتلال، كونها  مسؤولة عن الانتهاك المتمثل بقتل وتشويه الأطفال الفلسطينيين، في تقريره السنوي عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة لعام 2023.

من جهته، قال المدير المشارك لقسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش، بيل فان إسفلد، إن "قوات الاحتلال تقتل الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرتها بوتيرة متزايدة"، مشيرا إلى أن "مزيدا من الأطفال الفلسطينيين سيقتلون على ما لم تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل".

وحققت "هيومن رايتس ووتش" في قضية الفتى محمود السعدي (17 عاما)، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال أثناء سيره إلى المدرسة بالقرب من مخيم جنين للاجئين في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.

وبحسب المنظمة، أنكرت قوات الاحتلال ضلوعها في استشهاد السعدي، بذريعة أنها  كانت تجري اعتقالات في المخيم، تم خلالها تبادل إطلاق النار مع مقاتلين فلسطينيين.  إلا أن أقرب تبادل لإطلاق النار آنذاك، وقع على بعد حوالي 320 مترا من مكان إطلاق النار على محمود، وفق تصريحات السكان. 

وأكدت المنظمة أن "محمود كان بعيدا عن موقع إطلاق النار، ولم يكن يحمل أي سلاح أو مقذوفات إلا أن رصاصة أطلقت من مركبة عسكرية إسرائيلية على بعد حوالي 100 متر، اخترقت جسد محمود تزامنا مع انسحاب قوات الاحتلال من المخيم".

عاجل| تغطية صحفية: ارتقاء الشاب محمود السعدي إثر إصابته برصاص الاحتلال في جنين. pic.twitter.com/eaMhlqhqe8 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 21, 2022
كما ذكرت أن "محمود استشهد على مقربة من الشارع الذي قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فيه الصحفية شيرين أبو عاقلة في 11 أيار/ مايو 2022".

وفي حالة أخرى وثقتها المنظمة، أصيب الطفل الفلسطيني محمد السليم (17 عاما)، في 2 آذار/ مارس الماضي، برصاصة في ظهره أثناء هروبه من جنود الاحتلال بعد قيام مجموعة من أصدقائه بإلقاء حجارة، على آليات عسكرية دخلت قرية بالقرب من مسقط رأسه في عزون في شمال الضفة الغربية. فيما أصيب ثلاثة أطفال آخرين أيضا برصاص رشاش أثناء فرارهم.

ويشار إلى أنه منذ كانون الأول/ ديسمبر 2021، أصبح مسموحا لقوات الاحتلال إطلاق النار على الفلسطينيين الفارين إذا "كانوا قد ألقوا حجارة أو زجاجات حارقة سابقا"، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.

وفي مساء 25 كانون الثاني/ يناير  الماضي، أطلق قناص إسرائيلي النار على وديع أبو رموز (17 عاما) من الخلف أثناء تواجده مع مجموعة من الشبان يرشقون الحجارة ويطلقون الألعاب النارية على سيارات شرطة الاحتلال في القدس المحتلة.

ارتقاء الفتى وديع ابو رموز متاثراً بإصابته برصاص الاحتلال قبل يومين في القدس المح'تلة. pic.twitter.com/00nwEEHAHP — الصحفي عماد ابو سمبل Imad Abu Sombul (@imadasafp) January 27, 2023
وقالت المنظمة إن قوات الاحتلال قيدت وديع بسريره في المستشفى، وضربته ومنعت أقاربه من زيارته، واحتجزت جثمانه لأشهر بعد وفاته، وطالبت عائلته بدفنه بهدوء في الليل.

إلى ذلك، أكدت تحقيقات المنظمة أن قوات الاحتلال أطلقت النار في جميع الحالات على الجزء العلوي من أجساد الأطفال، دون إصدار إنذارات أو استخدام وسائل شائعة أقل فتكا كالغاز المسيل للدموع أو قنابل الصوت أو الرصاص المطاطي، وفقا لشهود عيان.


كما وثقت "هيومن رايتس ووتش" استشهاد الطفل آدم عيّاد (15 عاما)، في تاريخ 3 كانون الثاني/ يناير الماضي، برصاصة قاتلة من الخلف في مخيم الدهيشة للاجئين، بينما كانت مجموعة من الفتيان تقذف الحجارة وزجاجة حارقة واحدة على القوات الاحتلال. كما أطلق القناص ذاته حينها النار على صبي عمره 13 عاما وأصابه، بحسب شهود عيان تحدثوا للمنظمة.

وقال فان إسفلد: يعيش الأطفال الفلسطينيون واقع الفصل العنصري والعنف الهيكلي، حيث يمكن أن يطلق النار عليهم في أي وقت دون أي احتمال جدي للمساءلة.

وطالب فان إسفلد من وصفهم بحلفاء للاحتلال، وعلى رأسهم الولايات المتحدة ، "بمواجهة هذا الواقع القبيح وممارسة ضغوط حقيقية من أجل مساءلة القوة القاتلة غير المشروعة".

تغطية صحفية: "استشــهــاد الفتى آدم عياد برصاص جيش الاحتلال خلال مواجهات عنيفة في مخيم الدهيشة ببيت لحم، فجر اليوم". pic.twitter.com/HHPT0J68pw — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 3, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيين الاحتلال الإسرائيلي فلسطين الاحتلال الإسرائيلي جرائم الاحتلال منظمة هيومن رايتس ووتش سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأطفال الفلسطینیین الاحتلال الإسرائیلی هیومن رایتس ووتش قوات الاحتلال إطلاق النار النار على

إقرأ أيضاً:

استشهاد طفل وسيدة برصاص الاحتلال في طولكرم (شاهد)

استشهد طفل وسيدة، الاثنين، وأصيب أربعة فلسطينيين آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها مدينة طولكرم ومخيميها.

وأفادت مصادر طبية في مستشفى ثابت ثابت الحكومي، باستشهاد المواطنة نسرين خالد ضميري (47 عاما) من مخيم طولكرم، والطفل محمد علي سرحان (15 عاما) من المدينة، برصاص قوات الاحتلال.

وواصلت قوات الاحتلال الاثنين، عدوانها على مخيم نور شمس، شرق مدينة طولكرم، وألحقت دمارا واسعا في بنيته التحتية وممتلكات المواطنين، قبل أن تنسحب منه قبل قليل.


وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من آلياتها تجاه المخيم وفرضت طوقا عسكريا مشددا عليه ومنعت المواطنين من الخروج منه أو الدخول إليه، ونشرت قناصتها على أسطح وداخل البنايات المرتفعة المحاذية والمحيطة بالمخيم.

آثار الدمار الذي خلفه الاحتلال في مخيم نور شمس شرق طولكرم. pic.twitter.com/MfidF49HKp — فلسطين بوست (@PalpostN) July 1, 2024
وأضافت أن جرافات الاحتلال قامت منذ الساعة الرابعة فجرا، بتجريف وتدمير البنية التحتية للمخيم، كما تعمدت تخريب الممتلكات العامة والخاصة على طول شارع نابلس، كما دمرت خط المياه الرئيسي المغذي للمخيم.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت فجرا مدينة طولكرم ترافقها أربع جرافات عسكرية من محورها الغربي، وجابت شوارعها الرئيسية وتحديدا شارع العليمي وشارع السكة وشارع نابلس، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض.

ودمرت جرافات الاحتلال دمرت محيط دوار اليونس في الحي الشمالي بالمدينة، قبل أن تواصل سيرها باتجاه ضاحية اكتابا وتجرف محيط دوار اكتابا شرق طولكرم، وتدمير ما تبقى من منطقة دوار الشهيد سيف أبو لبدة على طول الشارع المحاذي للمخيم.

في المقابل، تمكنت المقاومة من تفججير عربة مصفحة للاحتلال خلال اقتحامها مخيم نور، شمس، بالتوازي مع اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاومين وقوات الاحتلال.
طولكَرْم تِعطيهم دَرس بالرّوح القتاليٌة
حيّوا مخيّم نور شمْسْ وحيّوا الجَبعاويّة????طولكَرم رُعب المُحتَلّ❤️‍????
وَليّ عَنّدو نَحاس ألَمنيّوم حَديّد للبّيع????" .
أدام اللّٰه بأسَ المُقاومة ????????????✌️#طولكرم#المقاومة_الفلسطينية#غزة_الفاضحة#الشمال_يجوع pic.twitter.com/me0CGCAuqY — ????????ـ????ـTaghreed (@taghreed202345) July 1, 2024
وقصفت طائرة احتلال مسيرة، الأحد، منزلا في حارة المنشية بمخيم نور شمس، ما أدى إلى استشهد الشاب سعيد عزت جابر (24 عاما) وإصابة 5 آخرين بينهم إصابتان بحالة خطيرة.

وباستشهاد جابر يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا على أرض محافظة طولكرم منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023 إلى 114 شهيدا.

مقالات مشابهة

  • جرائم مُمنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين
  • حزب الله: استهدفنا مبنى يستخدمه جنود الاحتلال في مستوطنة دوفيف
  • رايتس ووتش تطالب بتعويض ضحايا الانتهاكات الفلسطينيين والإسرائيليين
  • استشهاد طفل وسيدة برصاص الاحتلال في طولكرم (شاهد)
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمر البنية التحتية في مخيم نور شمس بطولكرم
  • إصابة عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • بن غفير يدعو لإعدام الاسرى الفلسطينيين بإطلاق النار على رؤوسهم
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 37877 شهيدًا
  • بن غفير يطالب بإعدام المعتقلين الفلسطينيين بإطلاق النار على رؤوسهم
  • استشهاد عشرات الفلسطينيين في قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة