ماذا صنعت الخوارزميات بحياة الناس؟ سؤال كبير يحاول كتاب -بلغت صفحاته 389 ونشرته دار كويركس البريطانية في 2022- أن يجيب عنه، محللًا دور وسائل التواصل في "تحطيم العالم"، حيث لدى كثير من الناس إحساس غامض بأن وسائل التواصل الاجتماعي ضارة بأذهان الناس وبأطفالهم وبالديمقراطية، بيد أن تأثير هذه الوسائل يتجاوز ذلك، وهو أعمق مما يراه الناس.

"آلة الفوضى" من تأليف الصحفي الأميركي ماكس فيشر، الذي عمل في كبريات الصحف الأميركية، خاصة "نيويورك تايمز" التي غطى لها أحداثًا مختلفة في خمس قارات تقريبًا. والمؤلف صحفي استقصائي، وكاتب عمود صحفي.

اعتمد المؤلف في كتابه ذي العنوان الفرعي، "قصة كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على عقولنا وعالمنا"، على وثائق مسربة من بعض مؤسسات وسائل التواصل؛ مثل: فيسبوك، وهي وثائق توضح سياسات المنصة، وهي عبارة عن عروض تقديمية "باور بوينت" وجداول بيانات، وردود متناثرة على مسائل "جيوسياسية" معقدة، بالإضافة على كتيبات إرشادية ذات قواعد متناقضة، كما استشهد ببعض الخبراء والأكاديميين والمبلغين عن المخالفات، إلى جانب تحقيقاته الاستقصائية.

وبعد سنوات من العمل الصحفي الميداني الذي غطى مساحات واسعة من العالم، يسعى ماكس إلى سرد القصة المؤلمة والمثيرة للقلق، والمتمثلة في استغلال منصات وسائل التواصل العالمية الشهيرة؛ مثل: فيسبوك وتويتر ويوتيوب، لحالة الضعف النفسي التي تعتري كثيرين.

المعلومات المضللة وإثارة الغضب والخوف

يقول المؤلف، إن هذه المنصات اخترعت الخوارزميات التي تسوق المستخدمين سوْقًا إلى تبني الآراء المتطرفة، وفي أحيان كثيرة إلى ارتكاب أفعال متطرفة كذلك.

يتتبع المؤلف انتشار خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل في مناطق كثيرة من العالم، وهو الخطاب الذي تحول إلى أعمال عنف، ويشير إلى العلل التي انتشرت في أجزاء كثيرة من العالم، وبلغت ذروتها أثناء فترة انتشار وباء كورونا، المعروف علميًا باسم (كوفيد 19)، والانتخابات الأميركية في 2020 ثم أحداث اقتحام مبنى "الكابيتول" الأميركي في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 من قِبل مثيري الشغب المؤيدين للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.


يشير المؤلف إلى أن عمالقة تلك المنصات رفضوا التدخل لمعالجة تلك العلل، بذريعة أن ذلك يتعارض مع حرية التعبير، وشدد على أنهم أحجموا عن التدخل ليس دفاعًا عن حرية التعبير، وإنما حفاظًا على ما يحققونه من أرباح.

ويؤكد المؤلف أن محصلة كل ذلك تمثل في حدوث تحول ثقافي نحو عالم يتم فيه استقطاب الناس، ليس بناء على المعتقدات القائمة على الحقائق، ولكن اعتمادًا على المعلومات المضللة، وإثارة الغضب والخوف.

شرور مروعة

ولا يكتفي المؤلف في هذا الكتاب بما أشار إليه من شرور وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما تناول -أيضًا- قصص وحكايات العديد من الأبطال الآخرين داخل هذه المنصات وخارجها، الذين قرعوا ناقوس الخطر، وكشفوا الغطاء عما كان يدور خلف الأبواب المغلقة لتلك الشركات العملاقة.

ويقول المؤلف الذي -غطى أحداث العنف المروعة في سريلانكا وميانمار-، إنه كان شاهدًا على الدور الذي لعبته منصات التواصل؛ مثل: فيسبوك وواتساب ويوتيوب، في إثارة الكراهية وصولًا إلى الإبادة الجماعية.

وبالإضافة إلى وصفه لأعمال العنف المروعة والمثيرة للغثيان، فإن المؤلف ينقل -كذلك- روايات مفصلة عن المعلومات المضللة التي تغذي الكراهية والاتهامات ضد الأقليات.

في كتابه "آلة الفوضى" يعطي المؤلف حيزًا لما سماه بحالة أو نموذج ميانمار، ويتساءل: ما الذي يحدث عندما يتحول مجتمع بكامله فجأة من حياة خالية من وجود منصات وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أخرى تسيطر عليها هذه الوسائط بالكامل؟

ويجيب المؤلف عن هذا السؤال بما حدث في ميانمار عندما دخلتها الإنترنت، ويشير إلى خطاب الرئيس التنفيذي لغوغل لمجموعة من الطلاب هناك في 2013 بقوله" الإنترنت سيحدث تغييرًا كبيرًا في حياتكم… وسيكون من المستحيل العودة إلى ما قبل ظهور الإنترنت.. الإنترنت سيضمن لكم أن يصبح التواصل والتمكين هما القانون والممارسة السائدين في بلادكم".

ويضيف بأن القيادات السياسية في ميانمار سارت على هدى وجهة نظر شميدت سفير "وادي السليكون" إلى البلاد، حتى إن الصحيفة الرسمية هناك كتبت أن، "من ليس لديه حساب على فيسبوك هو شخص يشبه تمامًا من ليس له عنوان منزلي".

ويقول المؤلف، إن ميانمار قد تحولت وبسرعة إلى بلد متصل بالإنترنت، حيث ارتفعت معدلات الاتصال بالإنترنت في الفترة من 2012  إلى 2015 من أقل من 1% إلى 40%، وكان ذلك وبشكل عام عبر الهواتف الذكية رخيصة الثمن. وقد لعبت كبرى منصات التواصل الاجتماعي -فيسبوك خاصة- دورًا كبيرًا في ذلك، وعبر اتفاقات معينة مع شركات محلية.

"أقليات عرقية خائنة"

يقول المؤلف، إنه أثناء مهمة صحفية إلى ميانمار أوائل 2014 لاحظ أن النقاشات بشأن الأوضاع السياسية في البلاد، قد تحولت إلى منصات التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك ويوتيوب.

وأوضح أنها كانت نقاشات متطرفة إلى حد كبير، حيث امتلأت تلك المنصات بالخطابات العنصرية وأحاديث نظريات المؤامرة، وأصبح الخطاب الذي يتحدث عن أقليات عرقية خائنة واسع الانتشار.

ويورد المؤلف في كتابه تفاصيل عن دور الراهب البوذي ويراثو، في تفشي خطاب الكراهية عبر منصات وسائل التواصل، وكان هذا الراهب قد أودع السجن سنوات بسبب خطابه الديني المفعم بالكراهية، بيد أنه وجد ضالته في وسائل التواصل بعد إطلاق سراحه ضمن عفو عام في البلاد.

ويقول المؤلف، إن الراهب ويراثو وبعد أن كان يسافر كثيرًا عبر البلاد لإلقاء خطاباته الدينية المثيرة، انضم بسرعة إلى جمهوريتي فيسبوك ويوتيوب، ولم يعُد بحاجة للتنقل من معبد إلى معبد لينشر الكراهية، وأصبح بإمكانه أن يصل دون انتقال إلى مجموعات هائلة من المتابعين لحساباته في فيسبوك ويوتيوب.

وقد استهدف ويراثو الأقلية المسلمة في البلاد، ونشر عنها الشائعات ووجه لها الاتهامات التي لا أساس لها، التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ويشير المؤلف بأصابع الاتهام في كل ذلك إلى منصات التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك، ويورد أن أحد الأساتذة في جامعة "ستانفورد" لاحظ انتشار دائرة منشورات فيسبوك التي تحمل مضمونًا يحض على الكراهية، وتواصل مع مديري المنصة الذين أخبروه أن الشركة لا توظّف سوى شخص واحد لمراقبة وضبط المحتوى المنشور باللغة البورمية، وهي اللغة السائدة في ميانمار.

ويقول المؤلف، إن ويراثو بثّ في 2014 منشورات عبارة عن أخبار زائفة، مفادها أن تاجرين مسلمين في مدينة ماندالاي اغتصبا فتاة بوذية، وهي معلومات ثبت عدم صحتها، بيد أنها وجدت طريقها إلى الانتشار لدى قطاعات واسعة من الغوغاء البوذيين.

ولم يكتفِ ويراثو ببث الفتنة- حسب المؤلف- لكنه دعا السلطات إلى ممارسة المزيد من القمع ضد الأقلية المسلمة ومصادرة ممتلكاتهم، وإن لم تقم السلطات بذلك فإن البوذيين سيتولون المهمة، وقد تلقّف الغوغاء تلك الدعوة، وهاجموا جيرانهم المسلمين وقتلوا عددًا منهم، وخرّبوا ديار آخرين.

وأمام هذه الأوضاع -يضيف المؤلف- تواصلت السلطات مع فيسبوك لحظر بث منشورات الكراهية، حتى لا تتسبب في المزيد من العنف والفوضى، لكن باءت محاولاتها بالإخفاق.

ومع استمرار أعمال العنف والفوضى اضطرت السلطات في ميانمار إلى حظر الوصول إلى منصة فيسبوك، الأمر الذي أسهم في تخفيف حدة الاضطرابات العرقية في البلاد.

وبعد أيام من اتصال السلطات بإدارة فيسبوك، ردّت الأخيرة على الاتصال، لا لتقوم بحظر المحتوى المثير للكراهية، ولكن لتحتج على حظر السلطات لمنصتها.

فضيحة مصممة الألعاب

خصص المؤلف حيزًا مقدرًا للحديث عما أسماه " فضيحة مصممة الألعاب"، حيث يسرد لنا جانبًا خطيرًا من جوانب الفوضى التي تصنعها هذه الآلة المسماة بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي.

و"فضيحة فتاة الألعاب" وهو الاسم الذي شاع عن هذه الواقعة في أوساط رواد وسائل التواصل في أميركا والغرب، بدأت بما نشره مبرمج الحاسوب إيرون غوني في مدونته عن علاقته الغرامية السابقة مع مصممة الألعاب الشهيرة كوين، وبلغ حجم المنشور 10 آلاف كلمة وتضمن تفاصيل عن تلك العلاقة، إلى جانب اتهامات بأن كوين قدمت جسمها لكاتب صحفي مقابل أن ينشر مقالات عن أعمالها. وقد وجدت تلك التفاصيل طريقها إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ودار بشأنها نقاش تضمن كثيرًا من الهجوم على مصممة الألعاب.

وفي رأي المؤلف فإن نموذج "فضيحة مصممة الألعاب" تجاوز استهداف شخصية كوين، وأصبح يرمز وبشكل مباشر إلى حالة التطرف التي تعتري رواد منصات التواصل الاجتماعي، التي كثيرًا ما تسببت في تحطيم حياة كثيرين، خاصة في المجتمع الأميركي، وهي الحالة التي وضعت حدًا فاصلًا ما بين الفضاءات الرقمية والفضاءات غير الرقمية، وما بين الثقافة وثقافة الإنترنت.

ويضيف المؤلف، أن نموذج "فضيحة مصممة الألعاب" دشن نمطًا جديدًا من السياسة قائم على السمات الأساسية لوسائل التواصل الاجتماعي؛ مثل: الثقافة الرقمية الخاصة بأولئك الشباب العدميين، وأحلام وادي السليكون بما يُعرف بالقوة التدميرية.

ويعتقد ماكس فيشر أن فضيحة مصممة الألعاب في 2014 وضعت اللبنات الأولى لما سيأتي بعدها من عنف لفظي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى سدة الحكم في 2016، وظهور ما عُرف بعد ذلك باسم "تيار الترامبية".

ويضيف أن نموذج فضيحة مصممة الألعاب، وما تلاه يمكن عزوه إلى ما يمكن تسميته بحالة انتقام الشباب والأولاد الذين أصبحوا يقضون جّل حياتهم على الإنترنت، من الحياة الأميركية التي لم تهتم بهم وتركتهم فريسة للضياع، ينتقمون من كل من يجدونه على منصات وسائل التواصل التي اتخذوها ملاذًا تدربوا فيه على إلقاء اللوم على الآخرين.

تدخل الخوارزميات في حياة الناس

يستحضر الكاتب ماكس فيشر في كتابه "آلة الفوضى" وقائع فيلم "2001: رحلة فضائية" ففي هذا الفيلم الذي عُرض في 1968 يقتل حاسوب عملاق رواد فضاء كانوا على متن مركبة فضائية متجهة نحو كوكب المشترى، ويسعى في كتابه هذا إلى تقديم الأفكار التي تعيننا على إصلاح التقنية قبل أن تخرج عن نطاق سيطرتنا.

وحسب الناقدة شو، فإن الطريقة التي يربط بها المؤلف بين موضوعات: الطغاة، والحروب، والاضطرابات، وأعمال الشغب المفاجئة، والجماعات الراديكالية الجديدة التي تؤمن بشكل كبير بما يعرف بنظريات المؤامرة، هي طريقة مقنعة إلى حد كبير، وقادرة على إبعاد أي شكوك حول ما يتصل بتدخل الخوارزميات في حياة الناس.

ويركز المؤلف على دور الخوارزميات في استغلال مشاعر الغضب، وإسهام المنصات في تعزيز الاستقطاب الذي يأتي بمزيد من المستخدمين إلى منصاتها، الأمر الذي ينعكس بدوره في ارتفاع عائدات الإعلانات، ويقدم التفاصيل عن تطور التقنيات السلوكية التي تكذب ادعاءات ممثلي وسائل التواصل، بأن مؤسساتهم لا تقصد التلاعب.

ويقول المؤلف، إن أحد أهم الأسرار المعروفة أنه "لا أحد يعرف تمامًا كيف تعمل الخوارزميات التي تتحكم في وسائل التواصل الاجتماعي".

وترى الناقدة شو أن ماكس لا يسهب كثيرًا في الحديث عن حقيقة أن مزيج الجهل والغطرسة موجود بالفعل في العلوم السلوكية التي استخدمتها منصات وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل متهور، بيد أنه أجرى عددًا من المقابلات مع العديد من علماء النفس، ضمن مسعاه الحثيث لفهم الكيفية التي تعمل بها وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير في عقول المستخدمين، وقد توصل إلى نتائج ستذهل قراء كتابه.

وفي تعليقها على الكتاب تقول الناقدة الأميركية جوليا كلين، في مقال عن الكتاب نشرته في موقع جامعة "جون هوبكنز"، إن المؤلف يورد بيانات وحكايات قاتمة، ويشير إلى تورط منصات التواصل الاجتماعي في العديد من موجات العنف والاضطرابات السياسية في كل من أوروبا، وآسيا، وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة.

وحسب كلين فإن المؤلف يوضح أن مواقع؛ مثل: فيسبوك وتويتر وريديت ويوتيوب، لا تستقطب الخطاب السياسي وتفريخ نظريات المؤامرة فحسب، بل تعمل على إبراز المحتوى المتطرف، وتسمح للمجانين الذين كانوا في معزل من الالتقاء ببعضهم بعضًا.

وتوصل المؤلف إلى أن جذر المشكلة يتمثل في العقلية غير الأخلاقية والموجهة نحو الربح التي ينسبها إلى قادة وادي السيليكون، الذين يعملون تحت عباءة "حرية التعبير المطلقة، والخوارزميات الشيطانية المصممة لزيادة تفاعل المستخدمين".

وحسب المؤلف فإن نتائج كل ذلك كانت كارثية، وهي تضاهي إلى حد كبير ما تسبب به البث الإذاعي المليء بالكراهية من إبادة جماعية في رواندا في 1994.

وفي هذا السياق أشار المؤلف إلى أن منشورات فيسبوك تسببت في مذابح مسلمي الروهينغا في ميانمار، وأطلقت العنان للعنف ضد المسلمين في سريلانكا، كما حرضت بعض المقاطع المرئية في يوتيوب على العنصرية واستهداف اللاجئين في ألمانيا.

ونختتم بإشارة الناقدة شو، وهي أن الدروس المستفادة من كتاب ماكس هي أن البشرية بحاجة على أن يصبح أفراد المجتمع قادرين على مقاومة الجهود التي تسعى إلى نشر الفوضى، وأن هناك العديد من الوسائل للقيام بذلك في حال توفر الإرادة السياسية، وفي حال عدم تدميرها بواسطة "آلة الفوضى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منصات التواصل الاجتماعی فی میانمار العدید من فی البلاد إلى منصات فی کتابه کثیر ا

إقرأ أيضاً:

أوروبا وخطر المعلومات المضللة: 42% من الشباب يستقون الأخبار من وسائل التواصل

يتجه عدد متزايد من الشباب الأوروبيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي للأخبار، حيث تتفوق منصات مثل تيك توك وإنستجرام ويوتيوب على وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والمطبوعات.

اعلان

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الآن المصدر الأول للأخبار بالنسبة للشباب في الاتحاد الأوروبي، متجاوزةً التلفزيون ووسائل الإعلام المطبوعة والرقمية.

وفقًا لأحدث استطلاع للرأي أجراه البرلمان الأوروبي للشباب، يعتمد 42% من الأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عامًا بشكل أساسي على منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب للوصول إلى الأخبار المتعلقة بالسياسة والقضايا الاجتماعية. ويعكس هذا التحول تغير المواقف تجاه استهلاك الأخبار - حيث تتسارع وتيرة استهلاك الأخبار، ويسهل الوصول إليها - ما يعرض الأجيال الشابة لخطر متزايد من المعلومات المضللة. إذ كلما كان المستجيب أصغر سنًا، كلما زاد احتمال اعتماده على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشف التقرير أن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا يثقون في تيك توك وإنستغرام أكثر من أي منصة أخرى. وفي الوقت نفسه، فإن الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و30 عامًا يعتمدون بشكل أقل بكثير على تيك توك (29% مقارنة بـ 51% ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا) وإنستغرام (41% مقارنة بـ 52%). وبدلاً من ذلك، يفضلون فيسبوك، الذي يحظى لديهم بشعبية أكبر بضعفين (36%) مقارنة بالفئة الأصغر سنًا (17%).

ومع ذلك، لا يزال المشاركون الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و30 عامًا أكثر ميلًا للحصول على الأخبار من منصات الصحافة الإلكترونية (30%) والراديو (19%)، مقارنة بـ 21% و13% فقط بين من تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا على التوالي.

كما أن هناك حقيقة مقلقة أخرى: إذ كشف تحقيق آخر، وهو تقرير الأخبار الرقمية لمعهد رويترز لعام 2024، أن تطبيق تيك توك مثال صارخ كمصدر للمعلومات المضللة، حيث يجد 27% من المستخدمين صعوبة في تحديد المحتوى المضلل. وفي الوقت نفسه، قررت شركةMeta، الشركة الأم لـInstagram، مؤخرًا تخفيف نظامها للتحقق من الحقائق من خلال تطبيق ملاحظات المجتمع بدلاً من ذلك - والتي، كما أوضح إيلون ماسك X، غالبًا ما تكون غير موثوقة.

الثقة في الملاحظات على المؤسسات

يعي الأوروبيون المخاطر ويعترفون بأن ثمة تهديدا يتربص بهم من حيث استقاء مصادر الأخبار.إذ أن 76% من الذين شملهم الاستطلاع واجهوا أخبارًا كاذبة أو مضللة في الأسبوع الماضي فقط؛ من بينهم 15% واجهوا أخبارًا مضللة "في كثير من الأحيان"، و32% واجهوا أخبارًا مضللة "أحيانًا". ومع ذلك، فهم لا يزالون مخلصين لمصادر الأخبار الصغيرة الحجم، حيث كان إنستغرام هو الأكثر شعبية (بنسبة 47%)، يليه تيك توك ويوتيوب. ويأتي فيسبوك و X في المؤخرة بين الأجيال الأصغر سنًا، بينما كان واتساب مصدر الأخبار الرئيسي لـ 16% من المستخدمين الشباب.

إن دورة الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي يقودها المؤثرون ووسائل الإعلام البديلة، بدلاً من وسائل الإعلام التقليدية. وهذا يجعل من الصعب على المستخدمين التحقق من دقة الأخبار، ويقلل أيضًا من ثقتهم في الصحافة السائدة. كما أنه، كما أوضح التقرير، يقلل من ثقتهم في المؤسسات السياسية: وقد أعرب 21% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع عن شكوكهم تجاه الاتحاد الأوروبي، واعترف 15% منهم بأنهم لم يصوتوا في في الانتخابات الأوروبية عام 2024 بسبب نقص المعلومات.

وفي موازاة ذلك، أصبح الشباب يعتمد بشكل متزايد على منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة للنشاط، بدلاً من مجرد التصويت أو المشاركة في الاحتجاجات والتوقيع على عرائض.

عندما يتعلق الأمر بالسياسة، فقد تم استخدام الأخبار المزيفة والمحتوى المحرّف (بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي) للتأثير على الرأي العام إلى حد التلاعب بالانتخابات وإثار حالة استقطاب في المجتمع. فقد ادعى بيان مفبرك في عام 2016 أن البابا فرانسيس قد أيد علناً دونالد ترامب خلال حملته الرئاسية الأولى، بينما زعمت قصة مماثلة في عام 2018 أن شاكيرا كانت تقاطع إسرائيل خلال جولتها العالمية.

لكن المشكلة نفسية أيضًا: فالتعرض المستمر للمعلومات الكاذبة، التي غالبًا ما تكون مقلقة ومثيرة، قد يزيد من حالة القلق والارتباك وعدم الثقة في وسائل الإعلام التقليدية. وهذا ما يربك العديد من المستخدمين الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي، ويدفعهم إلى تجنب الأخبار تمامًا ناهيك عن أنه يزيد من انتشار الجهل.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فرنسا تحظر سجائر "باف" الإلكترونية وسط مخاوف صحية وبيئية دراسة جديدة تحسم الجدل: لقاح كوفيد-19 أثناء الحمل لا يؤثر على نمو الأطفال ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد" تيك توكأخبار مزيفةإنستغراموسائل التواصل الاجتماعي ميتا - فيسبوكاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. إسرائيل تتسلم جثث أربعة من الأسرى كانوا لدى حماس يعرض الآنNext ردًّا على ترامب وبوتين: الدنمارك تُطلق صفقة تسليح ضخمة بـ6.7 مليار يورو يعرض الآنNext ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد" يعرض الآنNext النازحون في شمال غزة يكافحون البرد والأمطار وسط خيام متهالكة يعرض الآنNext من سيمثل أوروبا على طاولة المفاوضات: ماكرون أم كوستا أم ميلوني؟ اعلانالاكثر قراءة ثوران مذهل لبركان إتنا في صقلية وتحويل مسار الرحلات في مطار كاتانيا قطر بسمائها ورمالها وبحرها: السياحة الشتوية في أفضل صورها بالمشاركة مع Media City اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kong حب وجنس في فيلم" لوف" ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبقطاع غزةفولوديمير زيلينسكيأسرىفلاديمير بوتينألمانياأزمة إنسانيةحركة حماسضحايامراسمسياحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • تغريدة الدويش الغامضة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • جدل واسع على منصات التواصل بعد ظهور الشرع ممتطيا حصانا أسود .. ما القصة؟
  • جدل واسع على منصات التواصل بعد ظهور الشرع ممتطيا حصانا أسود.. ما القصة؟
  • فيديو يُشغل الأردن.. شخص يهاجم مصلين بساطور
  • دونالد ترامب... الذّات الضجرة التي تتسلى بإحداث الفوضى ومشاغبة الخصوم
  • أوروبا وخطر المعلومات المضللة: 42% من الشباب يستقون الأخبار من وسائل التواصل
  • شاهد ماذا قالت المذيعة الشهيرة تسابيح خاطر عقب الهجوم الذي تعرضت له مع زوجها من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركتهما في تشكيل الحكومة الموازية
  • "تحدي الفراشة" المميت على تيك توك يودي بحياة مراهق
  • مسلسل الغاوي بطولة الفنان أحمد مكي يتصدر تريند فيسبوك
  • سيرو ميسي يُشعل مواقع التواصل الاجتماعي بمهارات خرافية تُشبه والده.. فيديو