تمكين تدعم توظيف 70 بحرينيًا في معهد « أدري» الرائد في مجال ابتكارات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
سيقوم صندوق العمل «تمكين» بدعم توظيف ما يقارب 70 بحرينيًا متخصصًا خلال السنوات الثلاث القادمة في معهد «أدري»، حيث تشكل غالبية الدعم لوظائف في مجال التكنولوجيا ،وتم توظيف 40 منهم حتى الآن .
ويعتبر معهد «أدري» الذي يتخذ من مملكة البحرين مقراً له معهدا رائدا ومتخصصا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
والجدير بالذكر ؛ أنه سيتم دعم الوظائف المتخصصة في التكنولوجيا في معهد «أدري» من خلال البرنامج الوطني للتوظيف وبرنامج إعداد القيادات والوظائف التنفيذيّة. كما قدّم صندوق العمل دعمًا من خلال برنامج الابتكار لجهود البحث والتطوير في المعهد بهدف المساهمة في تحقيق أهداف المعهد المتمثلة في توفير المزيد من المحتويات الإلكترونية في الحقول العلميّة باللغة العربيّة.
وبهذه المناسبة قالت السيدة مها عبد الحميد مفيز الرئيسة التنفيذية لصندوق العمل «تمكين»:»إن دعم الإبداع والابتكار من ضمن أولوياتنا في تمكين، وبالأخص في المجالات النوعية والصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي، ولذلك نحرص على دعم المؤسسات الرائدة مثل معهد «أدري « والذي يوظف التكنولوجيا والابتكار في سد الفجوة المعرفية في المحتوى الرقمي باللغة العربية. ولا شك أن المؤسسات التي تساعد على تسهيل تبادل المعلومات والبحوث تمثل ركيزة حيويّة لمنظومة الأعمال في البحرين، إذ تعمل على تعزيز الابتكار وتمكين المؤسسات، فضلًا عن دفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في المملكة.»
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لمعهد «أدري» السيد علي مزرعة: « سيساهم الدعم المقدم من صندوق العمل (تمكين) في تسريع وتيرة أعمالنا وتعزيز جهودنا الرامية إلى تطبيق تقنيات الرؤية الحاسوبيّة ومعالجة اللغات الطبيعيّة من أجل التغلب على نقص المحتوى البحثي باللغة العربيّة، وهي مشكلة اجتماعيّة جديّة وملحّة تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن خلال تيسير الوصول إلى محتوى إلكتروني باللغة العربيّة، يمكننا تقديم إسهامات مهمة وجوهريّة لمسيرة تقدّم الثقافة العربيّة، وذلك عبر تمكين الباحثين والطلبة والمهنيين في شتّى أنحاء المنطقة من الاطلاع على أحدث الاكتشافات والأطروحات العلميّة بسرعة وسهولة.»
ويقدم المعهد عددا من الخدمات المتعلقة بتعريب المحتوى وإنتاج محتوى عالي الجودة باللغة العربية مثل الترجمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والمراجعة المتخصصة والتدقيق اللغوي، بالإضافة لخدمة رقمنة المحتوى العربي التي تستخدم تقنية التعرف الضوئي على الأحرف (OCR) المتطورة، وخدمة الكتابة الصوتية وتحويل الكلام إلى نصوص بمختلف اللهجات العربية.
تأتي هذه الاتفاقية في إطار جهود تمكين لربط الكفاءات الوطنيّة ذات الخبرات التقنيّة بالمؤسسات الراغبة في شغل وظائف معينة في مجالات متخصصة، وذلك من خلال العديد من المبادرات المهمة مثل منصة «كوادر»، وهي منصة تركز على ربط الكفاءات الوطنيّة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات بأصحاب العمل، بالإضافة لدعم آلاف المواطنين البحرينيين للحصول على شهادات احترافيّة تؤهلهم للالتحاق بفرص وظيفيّة متميّزة محليًا ودوليًا. وهو ما يتفق مع إستراتيجية تمكين للعام 2023 المرتكزة على أربعة محاور رئيسيّة، وهي دعم تطوّر المؤسسات ونموها، وتطوير منظومة ريادة الأعمال، إلى جانب رفع نسبة مشاركة البحرينيين، والتدريب على المهارات الجديدة والناشئة بحسب متطلبات سوق العمل، مما يسهم في تعزيز الأثر الاقتصادي والنمو المستدام.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الذکاء الاصطناعی باللغة العربیة العربی ة من خلال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر
أ.د رشيد عبّاس
منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.
تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.
مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.
رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.
اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.
الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق.
والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.
ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.