هل توسع كييف حرب المسيّرات على روسيا؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
بدأت أوكرانيا في الفترة الأخيرة استخدام أنواع جديدة من الطائرات من دون طيار لضرب عمق روسيا، لكن خبراء يحذرون من أن توسيع إنتاجها أمر صعب.
من الصعب العثور على المكونات والإلكترونيات الرخيصة ومتخصصي الطيران
في وقت مبكر من صباح يوم 25 أغسطس (آب)، توجه مطوّرو طائرات من دون طيار إلى منصة إطلاق في جنوب أوكرانيا للقيام بواحدة من أكثر المهمات الجوية جرأة فوق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا حتى الآن: هجوم على قاعدة عسكرية في عمق شبه جزيرة القرم.
وتقول مجلة "إيكونوميست" في تقرير لها إن العملية وصفت بأنها إطلاق تجريبي، إذ تمت تجربة العديد من النماذج الأولية في سرب الطائرات من دون طيار.
وقعت انفجارات داخل القاعدة وسقط عدد من القتلى، وشوهد جنود جرحى يتدفقون إلى المستشفى المحلي، بحسب مصادر محلية.. وكان ذلك أسبوعاً بائساً بالنسبة للكرملين، الذي عانى في التعامل مع ضربات أكثر من 12 طائرة من دون طيار على قلب موسكو، والإغلاق المتكرر للمطارات الرئيسية والانفجارات غير المبررة في مصانع الأسلحة والمطارات ومستودعات الوقود والسكك الحديدية.
موروك.. "المعجزة"ويقول مصدر مقرب من مطوري طائرة موروك ("الروح المظلمة")، وهي إحدى النماذج الأولية للطائرات من دون طيار المستخدمة في عملية القرم، إن قدرة أوكرانيا الجديدة على الضربات الجوية هي ثمرة "البذور التي زرعت منذ عدة أشهر"، وكان تطوير موروك بمثابة "معجزة": فبعد اختبار خطير على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الروسية، نجا المطورون من الصواريخ الروسية الآتية.. وهم الآن يحاولون زيادة الإنتاج.
I take a look at Ukraine’s drone war against Russia. These last few weeks shows they are on the cusp of serious new aerial capabilities. But it will be a struggle to scale up and stay ahead. https://t.co/9fLxUOIyEO
— Oliver Carroll (@olliecarroll) August 27, 2023وتقول المجلة البريطانية إن طائرة "موروك" سريعة وقادرة على حمل حمولة ثقيلة لمسافة عدة مئات من الكيلومترات، وهي تعد من بين تصاميم الكاميكازي ذات الأجنحة الثابتة الواعدة التي تدرسها أوكرانيا.
وأمكن تطوير هذه المسيّرات إلى حد كبير من دون تمويل حكومي، وبالاعتماد على العمل الجاد وعدد قليل من المتبرعين.. ولكن مثل المطورين الآخرين، يواجه فريق موروك الآن مهمة صعبة في الحصول على الموارد اللازمة لتوسيع نطاقها.
التفوق الروسيويعتبر برنامج الطائرات من دون طيار في أوكرانيا ضرورة ملحة.. فقد بدأت روسيا، القوة الصاروخية العظمى، الحرب بتفوق واضح في القدرة الهجومية بعيدة المدى، وراحت لاحقاً تشتري طائرات من دون طيار من طراز "شاهد" انتحاري رخيصة وفعالة من إيران.
وفي المقابل، لم يُسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي تبرع بها الغرب داخل روسيا ، ولذلك كانت تبحث عن طرق أخرى للرد.
كان جزء من الحل هو تطوير صواريخ جديدة، أو إعادة استخدام الصواريخ القديمة: يُستخدم الآن صاروخ أرض-جو القديم من طراز s-200 في وضع أرض-أرض.
وكانت طائرات إس-200 المحدثة مسؤولة عن بعض الهجمات الأخيرة في المناطق التي تسيطر عليها روسيا.. وفي الوقت نفسه، تتسابق شبكة من المتطوعين والمجموعات الحكومية لتطوير طائرات من دون طيار محلية الصنع بشكل أفضل.
تأثير نفسيوكثفت أوكرانيا أخيراً حملة الطائرات من دون طيار لعدد من الأسباب، ذلك أن الهدف من الضربات التي تتصدر عناوين الأخبار على موسكو هو إحداث تأثير نفسي، من خلال تقريب المواطنين الروس العاديين من واقع الحرب.. لكن المطلعين على شؤون الجيش الأوكراني يقولون إن معظم عملياتهم تدعم بشكل مباشر الهجوم المضاد المستمر منذ ثلاثة أشهر.
ولفتت المجلة إلى أن القدرات الروسية الواسعة في مجال الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، تعني أن أي هجوم أوكراني يتطلب تخطيطاً دقيقاً، إذ طورت أوكرانيا خوارزميات تبدو ناجحة، وينطلق المشغلون في الصباح الباكر (عندما يكون تركيز المدافعين ضعيفاً) ويستخدمون أمراً بالهجوم مصمماً لإبقاء الدفاعات الجوية منشغلة.. ثم يجمعون معلومات استخباراتية (غالباً من شركاء غربيين) حول الرادارات والحرب الإلكترونية وأصول الدفاع الجوي.
Sources tell @TheEconomist that Ukrainian drone attacks *inside* Russian territory rely on intelligence about radars, electronic warfare, and air-defense assets that is "often from *Western partners*." https://t.co/BA8CXeb8wO
— Kevin Rothrock (@KevinRothrock) August 27, 2023وتوضح المجلة أن روسيا لا تستطيع إغلاق كامل أراضيها الشاسعة، يقول مصدر: "إذا تمكنت من تجاوز 60 كيلومتراً من محطات التشويش على الحدود، فأنت في المناطق النائية الروسية وتبدأ اللعبة".
يتم تجميع التعليقات حول نجاح الضربة من الأقمار الاصطناعية وأجهزة التتبع، وتقارير وسائل التواصل الاجتماعي والوكلاء المحليين.
عوائقوعلى الرغم من نجاح البرنامج، تقول المجلة إن التمويل ليس العائق الوحيد أمام التوسع.. فمن الصعب العثور على المكونات والإلكترونيات الرخيصة وكذلك متخصصي الطيران، وتلفت إلى أن أداء روسيا أفضل على هذه الجبهة: فعلى الرغم من بطئها، قامت الآن بتعزيز الإنتاج الضخم.. ومع ميزانيات غير محدودة، أعطت المؤسسات الحكومية الروسية الأولوية للأسلحة الأكثر فعالية في الحرب.. وتشمل هذه صواريخ كروز Kh-101 متعددة الاستخدامات، وأجنحة لتحويل قنابل السقوط الحر إلى قنابل انزلاقية وطائرات لانسيت الهجومية من دون طيار، القادرة على تدمير الدروع والدفاعات الجوية الأوكرانية و"شاهد" الإيرانية، التي يقال إنه يتم إنتاجها الآن في مصنع جديد في تتارستان.
وقال مصدر كبير في الاستخبارات الأوكرانية إنه من المرجح أن تقوم روسيا بتخزين المعدات، قبيل حملة متجددة على البنية التحتية للطاقة في الشتاء المقبل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
بعد معارك عنيفة.. أوكرانيا تؤكد انسحاب قواتها من سودجا الروسية
أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، يوم الأحد، انسحاب قواتها من مدينة سودجا الواقعة في منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو فرض سيطرتها على المنطقة.
ورغم عدم إصدار أي بيان رسمي يؤكد الانسحاب، نشرت هيئة الأركان الأوكرانية أحدث خرائطها لساحة المعركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت انسحابًا كاملاً من سودجا.
من جهته، زعم يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري مؤيد لروسيا، أن الجيش الروسي تمكن من "دفع القوات الأوكرانية إلى حدود البلاد في بعض المناطق"، رغم استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين.
ويأتي هذا التطور في ظل تكثيف القوات الروسية عملياتها العسكرية في المنطقة الحدودية، حيث شنت أوكرانيا توغلاً مفاجئًا عبر الحدود في آب/ أغسطس 2024، سعيًا لاستخدام الأراضي التي سيطرت عليها كورقة ضغط في مفاوضات السلام المحتملة.
وعلى الرغم من التراجع المتواصل للقوات الأوكرانية في كورسك، فإن كييف تمسكت بوجودها هناك، وسط تفاقم الصعوبات اللوجستية نتيجة القصف الروسي المكثف باستخدام المدفعية والطائرات المسيّرة والقنابل.
وفي ظل تداول تقارير غير مؤكدة حول تطويق القوات الأوكرانية، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 14 آذار/ مارس، نداءً إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين طلب فيه "الرأفة" بالقوات الأوكرانية التي يُزعم أنها محاصرة.
غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى، يوم السبت، أن تكون قواته محاصرة، لكنه حذّر من احتمال شنّ روسيا هجوماً جديداً على منطقة سومي الواقعة شمال شرق أوكرانيا على الحدود مع كورسك.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، في 13 آذار/ مارس، سيطرة قواتها على سودجا، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، استمرار القتال في ضواحي المدينة والمناطق المحيطة بها.
وقال سيرسكي: "في أصعب الأوضاع، كانت أولويتي ولا تزال إنقاذ أرواح الجنود الأوكرانيين. ولتحقيق ذلك، تقوم وحدات قوات الدفاع الأوكرانية، إذا لزم الأمر، بالمناورة إلى مواقع أكثر ملاءمة".
ضغوط دبلوماسية لإنهاء الحربوسط احتدام المعارك، تتزايد الضغوط السياسية لإنهاء الحرب التي تسببت في خسائر هائلة على الجانبين. فقد أسفرت الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في شباط/ فبراير 2022، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وتدمير مدن بأكملها، كما أدت إلى تصعيد غير مسبوق بين موسكو والغرب.
Related"قمت بثورة": ترامب يلقي أطول خطاب في تاريخ الكونغرس.. تصعيد حرب الرسوم وعودة مفاوضات أوكرانيازعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسياحرب المعلومات في بولندا.. من المستفيد من نشر الدعاية المعادية لأوكرانيا؟وفي خطوة لافتة، وافقت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء على استئناف تقديم المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، بعد أن أبدت كييف استعدادها لدعم مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.
من جهته، أعلن بوتين يوم الخميس أن روسيا تدعم مبدئياً هذا المقترح، لكنه شدد على أن أي هدنة لن تُنفَّذ قبل الاتفاق على شروط "حاسمة"، أبرزها تعهد أوكرانيا بعدم السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى اعترافها بسيطرة روسيا على الأراضي التي تطالب بها موسكو، بما في ذلك بعض المناطق التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المملكة المتحدة تعقد اجتماع "تحالف الراغبين" لمناقشة الوضع في أوكرانيا في ظل التقارب بين واشنطن وموسكو.. وزراء دفاع أوروبا يناقشون استراتيجية جديدة لدعم أوكرانيا دون موافقة البرلمان.. المفوضية الأوروبية تقر خطة لتسليح أوكرانيا بـ800 مليار يورو فلاديمير بوتينروسياكورسككييفقوات عسكريةالحرب في أوكرانيا