بعد طرد فاغنر.. هل تتخلى روسيا عن ظلها في سوريا؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
تعمل روسيا في الآونة الأخيرة على إعادة ترتيب صفوف مجموعة فاغنر العسكرية، خاصة بعد مقتل زعيمها يفغيني بريغوجين، إثر تحطم طائرة خاصة كان على متنها رفقة 9 آخرين، يوم الأربعاء الماضي.
وفي خطوة لإخضاع هذه المجموعات لسيطرة أكثر صرامة من قبل الدولة الروسية، أمرهم الرئيس فلاديمير بوتين بالتوقيع على قسم ولاء للدولة، بهدف الحد من نفوذهم وضمان عدم تمردهم وانقلابهم فيما بعد.
وجاءت الخطوة الثانية، بمطالبة وزير الدفاع الروسي يونس بيك يفكوروف، سوريا، إبلاغ مقاتلي فاغنر بضرورة الانسحاب من البلاد أو الانضمام للجيش الروسي الموجود هناك، في غضون شهر كحد أقصى.
الدفاع الروسية تطالب #سوريا بـ"طرد" #فاغنر
https://t.co/pZ3COuXKT8
ويقول الدكتور رعد قاسم العزاوي –وهو أستاذ في العلاقات الدولية إن: "التواجد الروسي في سوريا جاء لتحقيق هدف جيوستراتيجي، لا تحدده مؤسسة فاغنر العسكرية".
وبدوره، قال الكاتب المتخصص في الشؤون التركية والإقليمية، فراس رضوان أوغلو: "طبعاً، روسيا لن تتخلى عن فاغنر، فهي من أنشأتها وأسستها، ولها إستراتيجية معروفة وأعمال لا يمكن للجيش الروسي أن يقوم بها".
وأضاف أن "فاغنر هي الهيئة غير الرسمية في النفوذ الإستراتيجي لروسيا، وبالتأكيد سنشهد تغييرات في القادة والعناصر، ولكن لن يتم التخلي عن المجموعة". وتابع "أعتقد أن طرد فاغنر من سوريا هو فقط مسألة إجرائية وإعلامية لا أكثر، فالمجموعة لا تستطيع الإقدام على أي خطوة من دون التغطية الروسية لها هناك"، موضحاً أن هذا "الإجراء جاء فقط لفرز الأعضاء وإلقاء القبض على من يعصي أوامر القيادة الروسية".
ولفت أوغلو أيضاً، إلى أن "قوات فاغنر هم عبارة عن مقاتلين مأجورين، ومن دون المال لن يعملوا، وسيتعين عليهم في نهاية المطاف الانصياع لوزارة الدفاع وإبداء القسم والولاء لها، نظراً لتحكمها في كل شيء".
إثبات وجودوحول التواجد الروسي في سوريا، أوضح الدكتور رعد أن "روسيا محكومة بقوانين جغرافية جعلت منافذها إلى المياه الدافئة عبر حوض البحر الأبيض المتوسط مسيطر عليها من قبل تركيا في مضائق البوسفور والدردنيل، فهي تجتهد من أجل مواجهة التهديد التركي الأزلي، بتطبيق إستراتيجية موازنة التهديد بالتهديد من خلال وجودها العسكري الفاعل في سوريا".
وأشار إلى أن "تواجد الأسطول الروسي الضخم بالقرب من سواحل سوريا عند البحر الأبيض المتوسط، وعلى مقربة من القواعد العسكرية الروسية، جاء ليحقق أهداف أخرى تتعدى التهديد التركي".
وأضاف أن "روسيا تعمل على منافسة مكانة الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي في منطقة الشرق الأوسط، التي تعد من أهم مناطق العالم المؤثرة في الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة الدولي".
وذكر أن "الدولة كي تكون قوة عظمى في السياسة الدولية، لابد لها أن تمتلك حضوراً فاعلاً في الشرق الأوسط"، لافتاً إلى أن "التحركات العسكرية الأمريكية الحالية ما هي إلا سعي من واشنطن وحلف الناتو للحد من التواجد الروسي، وقطع تواصله مع الصين من خلال إيران".
كما كشف أن "السياسة الكونية للتحالف الروسي - الصيني تطلبت تهذيب سلوك مؤسسة فاغنر، ليكون أكثر انسجاماً وتطابقاً مع الأهداف الكونية لهذا التحالف، وأن تصفية قائدها الذي تمرد على القيادة الروسية قبل شهرين يدخل في هذا السياق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سوريا مجموعة فاغنر روسيا يفغيني بريغوجين فی سوریا
إقرأ أيضاً:
قمة عربية تحت سيف التهديد الإسرائيلي
للمرة الثانية ينعقد مؤتمر القمة العربي تحت سيف التهديد الإسرائيلي، وتحت ظلال الصواريخ الإسرائيلية التي تطارد المدنيين في غزة والضفة الغربية، إنها رسائل استخفاف إسرائيلية بالعرب كأمة، وتهديد لهم بتجنب شر إسرائيل، والاستجابة لشروطها، وإلا فإن السيف الإسرائيلي سيواصل قطع الرؤوس العربية في غزة والضفة الغربية، وفي سوريا ولبنان إن استوجب العدوان، وربما في أماكن أبعد من ذلك.
كانت المرة الأولى التي انعقد فيها مؤتمر القمة العربية تحت ظلال السيف الإسرائيلي سنة 2002م، حيث انعقدت القمة العربية في بيروت، في الوقت الذي كانت فيه الدبابات الإسرائيلية تجوب شوارع الضفة الغربية، وتحاصر مدينة جنين ومخيمها، وتذبح مئات الفلسطينيين في أرجاء الضفة وغزة خلال انتفاضة الأقصى، وتهجر من مدينة بيت لحم عشرات الشباب الذين آمنوا بالثورة الفلسطينية، ورفعوا شعار الحرية، وقد استجاب الملوك والرؤساء العرب لسيف القوة الإسرائيلي وقتئذٍ، وصدر عن مؤتمرهم مبادرة السلام العربية، التي لم تعترف بها إسرائيل، ولم تحترم مطلقيها.
وبهدف البحث عن حلول لليوم التالي من الحرب على غزة، ينعقد مؤتمر القمة العربية في القاهرة، وأمام المؤتمرين عدة مبادرات لتجنب التهديد الإسرائيلي الأمريكي بتهجير أهل غزة، ولإنهاء الحرب، كشرط للبدء في إعمار غزة، ويترافق كل ذلك مع الرفض الإسرائيلي للدخول في إلى مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتهرب من استحقاق المرحلة الأولى من الاتفاقية، ويترافق كل ذلك مع العدوان الوحشي على أرض الضفة الغربية، في رسائل استخفاف مباشرة بقادة الدول العربية.
اليوم التالي للحرب على غزة هو يوم خالص لأهل غزة، فهم أصحاب القرار، وهم سكان الدار، وهم الأعرف بمصالحهم، ومستقبل أولادهم، وهم يرفضون الخضوع للتهديدات الإسرائيلية، حتى ولو تأخر الإعمار لسنوات، وما عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيقه خلال 16 شهراً من حرب الإبادة، لن يسمح أهل غزة بتحقيقه من خلال التهديدات بتجدد الحرب، ولن يسمح أهل غزة بتمريره من خلال المبادرات التي تستثني أهل غزة عن إدارة شؤون حياتهم، ولا ينتظر أهل غزة من الأشقاء العرب إلا الدعم لمواقفهم، وتصليب قراراتهم الرافضة لفكرة الخنوع للمطالب الإسرائيلية، وقد دللت سنوات العدوان الإسرائيلي الكثيرة أن العدو الإسرائيلي نار حقدٍ لا تشبع، نارُ كراهيةٍ صهيونيةٍ تلتهم قرارات قمم العرب، تحرقها، وتذروها رماداً في سياسة لا تؤمن بالخوف أو الشفقة.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني