هذا ما تريده مصر من انضمامها لـ "بريكس".. لكن المحللين ينصحون بالصبر
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-بغداد
أفادت وكالة رويترز في تقرير حديث، بأن مصر تأمل في أن يساعد انضمامها إلى مجموعة "بريكس" في تخفيف العجز في العملات الأجنبية وجذب استثمارات جديدة، لكن أشارت الوكالة إلى أن محللين يقولون إن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل ظهور أي فوائد لهذه الخطوة.
وكان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا قد أعلن، يوم أمس الخميس، الاتفاق على انضمام كل من السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا والأرجنتين إلى "بريكس".
ويوم الثلاثاء، انطلقت في جوهانسبرغ أعمال الاجتماعات الـ 15 للمجموعة، وكان في جدول أعمالها بحث طلبات انضمام من جانب أكثر من 20 دولة، بالإضافة إلى مناقشة مشاريع لتعزيز الاستثمار في إفريقيا.
واتفق قادة المجموعة المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا على توسيع التكتل في قمة تعقد هذا الأسبوع في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا. حيث ستكون هذه أول توسعة للمنظمة منذ عام 2010.
وقال أعضاء التكتل الحاليين إن توسيع المجموعة يمكن أن يساعد في مواجهة هيمنة مجموعة السبعة في الشؤون العالمية.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد فترة وجيزة من توجيه الدعوة إلى بلاده "أثمن إعلان تجمع (بريكس) عن دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتبارا من يناير 2024، ونعتز بثقة دول التجمع كافة التي تربطنا بها جميعا علاقات وثيقة، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة، وكذا مع الدول المدعوة للانضمام لتحقيق أهداف التجمع نحو تدعيم التعاون الاقتصادي فيما بيننا".
وعانت مصر خلال السنوات القليلة الماضية من أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا والحرب الأوكرانية.
وفقد الجنيه المصري نصف قيمته تقريبا في غضون 18 شهرا وارتفع التضخم السنوي إلى مستوى قياسي بلغ 36.5 بالمئة في يوليو تموز، كما تسببت القروض الكثيرة خلال السنوات الثماني المنصرمة في زيادة عبء سداد الديون الخارجية. وأجبرت أزمة شح الدولار مصر على تأجيل مدفوعات وارداتها من القمح.
وقال مجلس الوزراء في بيان يوم الخميس "استهداف التكتل تقليل التعاملات البينية بالدولار الأمريكي سيخفف من الضغط على النقد الأجنبي في مصر... علاوة على أن وجود مصر كدولة عضو ببنك التنمية التابع لتكتل البريكس سيمنح فرصا للحصول على تمويلات ميسرة لمشروعاتها التنموية".
جذب الاستثمارات
قالت مونيكا مالك من بنك أبوظبي التجاري إن عضوية مجموعة بريكس قد تساعد مصر في نهاية المطاف في جذب مزيد من الاستثمارات.
وأضافت "انضمام مصر شيء إيجابي بالنسبة لها. صحيح أنه من المتوقع أن يكون التأثير محدودا على المدى القريب، لكنه قد يساعد في تعزيز علاقاتها مع اقتصادات الأسواق الناشئة الرئيسية".
احتياجات مصر الملحة
وفي الوقت نفسه، أفاد تشارلز روبرتسون، من شركة إف.أي.إم بارتنرز بأن الحصول على تمويل منخفض التكلفة من بنك التنمية الجديد سيساعد مصر وإن من المنطقي التقارب مع الصين التي تعد مصدرا محتملا للاستثمار الأجنبي الضخم المباشر في الصناعة المصرية.
وأضاف روبرتسون "مصر لديها احتياجان ملحان وهما الحصول على استثمار أجنبي مباشر وديون أقل كلفة وقد تساهم عضوية بريكس في تحقيق كليهما".
وأضاف روبرتسون "سواء تعلق الأمر بضخ رؤوس الأموال السعودية والإماراتية، أو استفادة مصر من رأس المال هذا، فهذا البنك يعد إضافة مرحبا بها إلى الهيكل المالي العالمي".
وقال جيمس سوانستون من كابيتال إيكونوميكس إن توسع بريكس لن يكون له على الأرجح آثار اقتصادية كبيرة على المدى القريب، لكن "التحول المحتمل في الأوضاع الجيوسياسية قد يكون له آثار طويلة الأمد على التجارة والنمو الاقتصادي".
تعوّل مصر على انضمامها للتكتل كأحد حلول مواجهة أزمة شح العملات الأجنبية بالبلاد. حيث تسعى مصر عبر هذه الخطوة إلى تخفيف الضغط على النقد الأجنبي في البلاد، نظراً إلى تراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار الأمريكي بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة بعد شح ملحوظ في السيولة الدولارية بالبلاد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تنامي الحديث في الفترة الأخيرة عن احتمال إنشاء مجموعة بريكس عملتها الخاصة، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من الطلب على الدولار الأمريكي، وبالتالي سيضعف موقف الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في هذا الشأن إن "التخلص من الدولار كعملة عالمية مسألة لا رجعة عنها".
وأضاف بوتين: "نحن نعمل على إيجاد آليات تسوية مالية أفضل، بعيدا عن الآليات الغربية، لأن دول "بريكس" أصبحت تتخفف من ارتباطها بالدولار".
ويمثّل انضمام دول عربية إلى المجموعة محطة مهمة في تحول موازين القوى الاقتصادية العالمية. حيث إن مصر والسعودية والإمارات، مرشحة لتكون دولاً رائدة في إنتاج وتصدير الطاقات النظيفة خلال العقود القليلة المقبلة، على غرار الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، والتي من المتوقع أن تنافس الوقود الأحفوري.
ويكمن جزء من أهمية مجموعة بريكس في امتلاكها النفط والقمح والمعادن واسعة الاستخدام مثل الحديد، أو المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية، في حين تستمد الولايات المتحدة قوتها من قوة الدولار وامتلاكها احتياطيات ضخمة من الذهب، تعادل نحو ضعف ما تمتلكه روسيا والصين مجتمعتين.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الدولار الأمریکی
إقرأ أيضاً:
احتجاجا على سياسات جوهانسبرغ.. وزير الخارجية الأمريكي يقاطع اجتماع مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا
بعد أن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جنوب إفريقيا؛ بـ"مصادرة" أراض، أعلن وزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو قراره بعدم حضور اجتماع مجموعة العشرين، موضحا أن الدولة الأفريقية تستغل القمة للترويج لسياسات معادية لواشنطن.
واتهم روبيو جوهانسبرغ، التي تستضيف اللقاءات هذا الشهر، بإنشاء جدول يعادي بلاده، حسب وصفه.
ويأتي إعلان روبيو بعد أن انتقد ترامب حكومة جنوب أفريقيا قبل يومين، إثر إقرارها قوانين تهدف إلى معالجة عدم المساواة في ملكية الأراضي، التي خلفها النظام العنصري السابق.
وقال روبيو في منشور له على منصة "إكس"، إنه لن يحضر محادثات وزراء خارجية مجموعة العشرين المقررة في جوهانسبرغ في الـ20 والـ 21 من شباط/فبراير الحالي.
ووصف أفعال جنوب إفريقيا بالـ "سيئة"، وقال إنها تستولي على الممتلكات الخاصة، حسب تعبيره.
وأضاف أن جوهانسبرغ تستغل القمة للترويج لأفكار التضامن والمساواة والاستدامة، وهي القضايا التي ترتبط، حسبما أشار، بسياسات الولايات المتحدة في مجالات التنوع والمساواة والإدماج والتغير المناخي، والتي تلقى انتقادات داخلية في أمريكا.
وشن ترامب هجوما لاذعا على مبدأ "التنوع والمساواة والإدماج"، منذ عودته إلى البيت الأبيض الشهر الماضي.
واتهم يوم الأحد جوهانسبورغ، بـ"مصادرة" أراض، معلنا قطع أي تمويل مستقبلي للبلاد في انتظار تحقيق.
من جهته، رفض رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، ادعاءات ترامب بأن بلاده "تصادر" الأراضي.
Related"إنفيجن إنيرجي" تحصل على أكبر طلب تخزين طاقة في جنوب أفريقياالعمل البيئي وحفل توزيع جوائز.. على جدول أعمال الأمير البريطاني وليام.. الذي يزور جنوب أفريقياتسمم غامض يصيب الأطفال في جنوب أفريقيا ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأجانبوأبدى استعداده لشرح سياسة حكومته لنظيره الأمريكي بخصوص البرنامج الإصلاحي، الذي يعالج ملكية الأراضي، التي ما يزال يسيطر على أغلبها ذوو البشرة البيضاء، رغم انتهاء التمييز العنصري منذ ثلاثة عقود.
كما تحدث رامابوزا مع الملياردير إيلون ماسك، المستشار المقرب من ترامب، لمناقشة المخاوف التي أثارها الرئيس الأمريكي بنشر معلومات مضللة، حسب تعبيره.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الولايات المتحدة قد تكشف عن خطة ترامب للسلام في أوكرانيا الأسبوع المقبل كيف تفاعلت الدول الأوروبية مع مقترح ترامب بشأن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"؟ في مواجهة "طموحات ترامب".. غرينلاند تحظر التبرعات السياسية الأجنبية دونالد ترامبأبارتايد - فصل عنصريجنوب أفريقيامجموعة العشرينإيلون ماسكإصلاحات