هل يسحب الذكاء الاصطناعي الوظائف من البشر أم يفتح لهم سبلا جديدة؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
تصاعدت المخاوف في الآونة الأخيرة حول إمكانية مزاحمة الذكاء الاصطناعي للبشر وسحب الوظائف من بين أيديهم، خصوصا العاملين المعروفين "بذوي الياقات البيضاء" الذين يؤدون مهام مكتبية ويحتلون مناصب إدارية.
يأتي ذلك في ظل اتساع رقعة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي بدأ ينتشر بشكل واسع منذ عام 2020 كما يقول أستاذ علوم الكمبيوتر في كلية العلوم بجامعة حلوان في مصر والخبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، الدكتور أشرف درويش.
ونشر موقع "أخبار الأمم المتحدة" تقريرا يشير إلى دراسة أعدتها منظمة العمل الدولية تؤكد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يكون سببا في القضاء على الوظائف، بل سيكون أداة مكملة للكثير منها.
وسلطت الدراسة الضوء على أن التغيير الذي سيحدثه هذا النوع من الذكاء سيكون على صعيد جودة الأعمال والوظائف حيث سيكون هناك تركيز واستقلالية أكبر من خلال أدواته.
وأوضح درويش في حديثه لـ "أخبار الأمم المتحدة" أن هناك فارق كبير بين الذكاء الاصطناعي ومثيله التوليدي، الذي يعمل على "معالجة اللغات الطبيعية" عبر تخزين مجموعة ضخمة من البيانات من مصادر كثيرة بما فيها مقالات وصفحات إنترنت ورسائل دكتوراة، ثم يتم تدريبه على الإجابة على أسئلة من المستخدم من خلال البيانات أو المعلومات المتوافرة لديه.
في حين يعتمد الأول على "مجموعة من الخوارزميات لعمل عدد من المهام مثل التصنيف أو التوقع وبناء مصفوفات من البيانات"، بحسب درويش.
البحث العلمي والذكاء الاصطناعي
وفي صيف 2023، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث مسألة الذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في تسريع التنمية العالمية بما في ذلك مراقبة أزمة المناخ وتحقيق طفرات في مجال الأبحاث الطبية.
والجدير بالذكر أن أدوات الذكاء الاصطناعي لاسيما التوليدي منها، بدأت بالانتشار بشكل كبير بين أيدي الجميع، وتطبيق "تشات جي بي تي" يعد دليلا مهما على ذلك، وفقا أستاذ علوم الكمبيوتر، الدكتور أشرف درويش، الذي أكد على أن "هناك العديد من الاستخدامات لهذه الأدوات الآن وخصوصا في مجال البحث العلمي وغيرها من المجالات".
أخطار يجب التعامل معها
وأكد درويش أن الذكاء الاصطناعي رافقه انحراف في الاستخدام، ما من شأنه أن يخلف أضرارا واسعة في حال لم يتعم التعامل معه والحد منه.
وتساءل درويش: ماذا يمكن أن يحدث إذا اندمج الذكاء الاصطناعي العادي أو التوليدي مع العالم الافتراضي لميتافيرس؟ ستحدث مشاكل كثيرة بالفعل.
كما أشار إلى ضرر استخدام هذه التقنيات الآن لصناعة محتوى لفنانين أو أشخاص راحلين أو للتزييف العميق للبيانات والمعلومات، ما يجعل من الصعب الوثوق بمقاطع الفيديو المتداولة ويعيق وكالة الأنباء العالمية في التحقق من صحة الأخبار.
من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليدي، لا ينبغي له أن يحجب الضرر الذي تسببت به هذه التقنيات الرقمية.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن #الذكاء_الاصطناعي قد يشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين، داعيا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء هذه التقنية تحت السيطرة. pic.twitter.com/wgLDFAYX86 — ديم محمد (@rogelynendab) July 19, 2023
وقال غوتيريش في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام، التي نظمها الاتحاد الدولي للاتصالات في تموز/يوليو الماضي، إن "نشر الكراهية والأكاذيب عبر الفضاء الرقمي يسبب خطرا جسيما، ويؤجج الصراع والموت والدمار ، ويهدد الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويضر بالصحة العامة والجهود المناخية".
"أداة يحدد أثرها نوع الاستخدام"
في ظل عدم قدرتنا على التخلي عنها، فلا بد من ترشيد طرق استخدام البشر لأدوات الذكاء الاصطناعي عبر ترسيخ التعامل المسؤول معها، وذلك لتحقيق أقصى استفادة ممكنة. واقترح وضع ميثاق دولي للتصدي لمخاطره واستخداماته الضارة، بحسب درويش.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة حذر من الاستخدام المضر للذكاء الاصطناعي من قبل أصحاب النوايا الخبيثة ، مشددا على ضرورة التوصل إلى إجماع بشأن ما يجب أن تكون عليه القواعد الإرشادية لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
في السياق، خلصت دراسة منظمة العمل الدولية إلى أن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يخلفها الذكاء الاصطناعي التوليدي سوف تعتمد إلى بشكل كبير على كيفية إدارة انتشاره، داعية الجهات المعنية حول العالم إلى صياغة سياسات تدعم عملية انتقالية منظمة ونزيهة وتشاورية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا أنطونيو غوتيريش تكنولوجيا أنطونيو غوتيريش علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمین العام للأمم المتحدة الاصطناعی التولیدی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
مخاوف عالمية من جائحة جديدة محتملة في 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة نوتنغهام ترينت عن احتمالية ظهور جائحة جديدة في عام 2025، وذلك نتيجة طفرة جينية واحدة قد تجعل الفيروس قادرًا على إصابة الخلايا البشرية بشكل أكثر فعالية، مما يزيد من قابليته للانتقال بين البشر، وفقا لما نشرته مجلة ديلي ميل.
ويتابع خبراء الصحة عن كثب تطورات فيروس H5N1، المعروف بإنفلونزا الطيور، بعد تسجيل 66 حالة إصابة بشرية في الولايات المتحدة، وهو ما أثار قلقًا متزايدًا من احتمالية تحوره ليشكل تهديدًا عالميًا.
ويواصل العلماء جهودهم للحد من مخاطر هذا الفيروس وضمان التأهب لأي سيناريو محتمل.
حالة تأهب دائم
ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها في العديد من الدول بعد جائحة كوفيد-19 يظل علماء الأمراض المعدية في حالة تأهب دائم وسط مراقبة دقيقة للطفرات الفيروسية التي قد تشكل خطورة على الصحة العامة حتى الآن ولم تسجل أي حالات انتقال للفيروس بين البشر .
ومع ذلك فإن ظهور إصابات بشرية في 10 ولايات أمريكية نتيجة الاتصال المباشر بالدواجن أو الماشية المصابة أو استهلاك منتجات حيوانية غير معالجة يثير القلق والخبراء يحذرون من أن كل إصابة جديدة تزيد من احتمالات تحور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
وأوضح الدكتور كونور ميهان من جامعة نوتنغهام ترينت: الزيادة في الحالات تشير إلى خطر متصاعد طفرة واحدة في جينوم الفيروس قد تجعله قابلًا للانتقال بسهولة بين البشر، ما قد يؤدي إلى جائحة.
حالات خطيرة بالولايات المتحدة
في تطور حديث، أعلنت السلطات الأمريكية تسجيل أول إصابات شديدة بفيروس H5N1 في ولايتي لويزيانا وكاليفورنيا حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة 36.
وأفادت التقارير أن المصابين عانوا من أعراض حادة بعد التعامل مع طيور مريضة أو نافقة مما دفع الولايات المتحدة إلى إعلان حالة الطوارئ واتخذت العديد من الدول إجراءات وقائية استعدادًا لأي تطورات محتملة.
واشترت المملكة المتحدة 5 ملايين جرعة من لقاح H5N1 فيما أطلقت فنلندا أول حملة تطعيم للبشر ضد إنفلونزا الطيور استهدفت العاملين المعرضين لخطر العدوى وفي الولايات المتحدة تعمل شركة موديرنا على تطوير لقاح mRNA مخصص للفيروس.
طفرة جينية
كما كشفت الدراسات، أن طفرة جينية واحدة قد تمكن الفيروس من إصابة الخلايا البشرية ما يجعله أكثر قابلية للانتقال.
وأشار الدكتور إيان ويلسون من معهد سكريبس للأبحاث إلى أن هذه الطفرة يمكن أن تغير طبيعة الفيروس بشكل كبير، مما يضاعف من خطورته.
ويتوقع الخبراء أن يواصل الفيروس تأثيره الكبير على صحة الحيوانات خلال السنوات المقبلة حتى لو لم يتمكن من الانتقال بين البشر.
وأكد الدكتور كونور ميهان من جامعة نوتنغهام ترينت، أهمية الاستعداد المبكر لمواجهة الأمراض المعدية، مشيرًا إلى أن فهم طبيعة الفيروسات في بيئتنا سيسهم في الحد من تأثيرها قبل انتشارها وان الاستعداد واليقظة هما المفتاح للتعامل مع هذه التحديات الصحية المحتملة.