خياران لا ثالث لهما بين اليمن والسعودية ؟!
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
الجديد برس:
يبدو أن المسألة تأخذ منحى آخر بمعادلة بسيطة المنطقة قادمة عليها بخيار واحد أما أن تكون اليمن مثل جارتها السعودية في تطور وتقدم ورفاه، أو أن تكون السعودية مثل اليمن عوز وفقر وتعب حياة.
لا يمكن التعايش بمفارقات كبيرة غنى فاحش لهم، وفقر مدقع لنا. لا بد من هزات أرضية لتصحيح المعادلة واختلالات في المنطقة.
فهل تستوعب الشقيقة الكبرى أهمية التعايش وتقلع عن التعالي واستعداء اليمن؟ ومن ثم تقدم مشروعا حقيقيا لنهضة شاملة أشبه بمشروع (مرشال) لإعادة تعمير( أوروبا).
أم ستتمادى في غيها وغناها ومن ثم لاخيار للفقير إلا خوض معار ك المساواة في الفقر.؟ هل تكون اليمن منطلق (بروليتاري) لمسيرة حافلة بالتحولات والأحداث الكبيرة؟، وبالتالي تبرز قوى مجتمعية ثورية تمتلك زمام المبادرة، حتى في المغامرة وقوة الفعل الذي قد يخلق فرص ظهور طبقة تصنع تحولات لصالح المقهورين، دونما الاعتماد على الايديولوجيا الماركسية وإنما على موروث تجسده المقولة المشهورة لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه( عجبت لمن لايجد قوت يومه كيف لايخرج على الناس شاهرا سيفه)،.
علينا ان ندرك إننا أمام قوى صاعدة لاتقف عند حواجز أو حدود، وتمتلك مشروعها بغض النظر عن صوابيته من عدمه، ففي المحصلة هي تمضي في اتجاه تعزيز حضورها ونفوذها وتقود صراعا يواجه نادي الأغنياء الدول الخليجية. يسكنها التطلع الى المساواة أو الدمار. فهل تنجح هذه المسيرة؟ وقد اتسعت خارطتها؟ وهل تعي الرياض أنها قادمة على مواجهة حقيقية مع قوى سد الرمق التي تبحث عن فرص ثراء شامل وللجميع؟ أم ستدير الظهر لتجد نفسها في حالة اضطراب وربما انتحار للمنطقة بأسرها؟
تساؤلات وفرضيات لقادم ربما لاتكون. غير أن ثمة من لديه قناعة ويردد قولته (لاتجوع الأسود وبجوارها حمير وحشي) في كل الأحوال هناك صراع غير معلن بين دول البترو دولار هذا يوفر فرصًا لصنعاء أن تشق فضاءا خاصا بها من ذات التناقضات البترودولارية. قد أكون غير محق، غير ان المعطيات تمنحني شيئا من هذا التفكير..
لقد شهدت اليمن تسع سنوات عجاف اشتغل عليها العدوان لتركيع الهامة اليمنية، ولم يتحقق المبتغى أو الهدف المعلن عنه صوريا في مايسمى عودة الشرعية، ربما لأن الحرب سارت في تفرعات عديدة واطماع سعو إماراتية وتقاسم بيني، لم يتحقق منه سوى خيبة الأمل وارتداد التحالف على نفسه لنرى تخوينات واتهامات بين دولتين بذلتا أموالا طائلة، لإدخال اليمن في متاهات لاتنتهي.
هذه المتاهات ضاعت فيها اقدام التحالف الذي وجد نفسه وعلى وجه الخصوص السعودية في مستنقع لايستطيع الخروج منه، ولتستبين أمور اخرى. وهي أن التحالف لم يكن حقيقيا فقد انبنى على مؤامرات بين السعودية والأمارات لأهداف خفية تمثلت في سعي ابو ظبي لتوريط السعودية في حربها على اليمن، لافشالها في المنطقة الاستثمارية (نيوم) التي تشكل خطرا حقيقياعلى الاقتصاد الاماراتي فيما لو تمت.
لعل الرياض استفاقت مؤخرا على المغزى الذي دفع بالامارات الى التحالف مع السعودية كتكيك، لاسترتيجية اغراق السعودية في حرب تطول وقد لاتنتهي في اليمن. فيما ابو ظبي على الجانب الآخر تحقق اطماعها في المحافظات الجنوبية للسيطرة على الجزر والموانيء من خلال زراعة ميليشيات تحركها في الاتجاه الذي يخدم مصالحها.
الجانب الثاني أن صنعاء تصلب عودها وان الحرب الضروس عليها دفعها لاستنهاض كل مقومات البقاء وتجاوز الهزيمة وتحويلها باتجاه العدوان. فلم يعد في اليمن ماتخسره وكل شيء محطم، ولم يبق معها سوى المواجهة للصلف السعو إماراتي، لقد كان عامل الفقر أحد أهم عناوين النصر.
ويقينا لو أن لدى اليمن منجزات عملاقة، وناطحات سحاب، وقطارات، وحالة رفاه لماحدثت حرب. مشكلة الرياض أنها ترى في فقر اليمن أمنها، والعكس هو الصحيح. فهل تتعض الرياض من حربها اللعينة على اليمن؟ هل تستوعب معنى الفارق الشاسع بين دولة غنية واخرى فقيره؟ والى اين يؤدي هذا والمخاطر المترتبة عليه؟ في كل الاحوال لاسبيل لتعايش حقيقي سوى تنمية شاملة لليمن، وارتفاع مستوى دخل الفرد، وتحقيق معدلات نمو سريعة، لتهداء وتأمن الرياض على نفسها وتتجه صوب خطة 20/30.
اليمن بلد عظيم ولديه ممكنات تحول كبيرة مالم تجد لها تحقق على ارض الواقع، فإنها ستتحول الى مسيرات وصواريخ لاتعد على دول البترو دولار. حتى وأن حدثت تفاهمات سلام فسيكون أشبه باستراحة محارب. السعودية عليها أن تتخلى عن الهيمنة ولن تأمن على نفسها الا بمعدلات تنمية في اليمن مرتفعة.. حقيقة لامناص منها.
*نقلًا عن صفحة الكاتب ( محمد اللوزي ) على موقع “فيس بوك”
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: السعودیة فی
إقرأ أيضاً:
زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الرياض: بداية مرحلة جديدة في العلاقات السورية السعودية
في خطوة تحمل دلالات سياسية كبيرة، وصل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة رسمية له خارج سوريا منذ توليه رئاسة المرحلة الانتقالية. وقد استقبله في مطار الملك خالد الدولي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، في استقبال رسمي يعكس أهمية هذه الزيارة بالنسبة للبلدين.
تأتي هذه الزيارة في سياق التغيرات العميقة التي تشهدها الساحة السورية بعد قرارات الشرع الجذرية بحل مؤسسات الدولة القديمة، بما في ذلك مجلس الشعب، والفصائل المسلحة، والأجهزة الأمنية، وحتى حزب البعث الذي هيمن على الحياة السياسية السورية لأكثر من خمسة عقود.
مباحثات استراتيجية: ملفات ثنائية وإقليمية على الطاولة
من المقرر أن يلتقي الرئيس السوري بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبحث العلاقات الثنائية بين سوريا والسعودية، ومناقشة سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. كما ستتناول المحادثات آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية مثل الأزمة الفلسطينية، واستمرار التوترات في البحر الأحمر، وتأثيرات التحولات الجيوسياسية على الأمن العربي.
تُعد زيارة الشرع إلى السعودية امتدادًا لتحركاته السياسية الداخلية التي أعادت رسم المشهد السوري. فبعد تعيينه رئيسًا للمرحلة الانتقالية، أصدر قرارات حاسمة شملت:
حل مجلس الشعب الذي كان جزءًا من النظام السياسي القديم.
تفكيك الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية لضمان استقرار البلاد.
حل حزب البعث، مما أنهى عقودًا من السيطرة الحزبية على مفاصل الدولة.
تعليق العمل بالدستور القديم انتظارًا لإعلان دستوري جديد، سيكون بمثابة الأساس القانوني للمرحلة الانتقالية في سوريا.
هذه الخطوات تعكس رغبة واضحة في بناء دولة مدنية حديثة تقوم على الشفافية والمساءلة السياسية، وهو ما يجعل من زيارة الرياض نقطة تحول في العلاقات السورية مع العالم العربي.
تعزيز التعاون السياسي والأمني:
من المتوقع أن تشهد العلاقات السورية السعودية تعاونًا أمنيًا مكثفًا لمواجهة التحديات الإقليمية مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، مع تبادل المعلومات الاستخباراتية لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
شراكات اقتصادية واستثمارية:
ستفتح هذه الزيارة الباب أمام استثمارات سعودية في سوريا، خاصة في مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية، مما يسهم في تنشيط الاقتصاد السوري المتعثر بعد سنوات من الصراع.
دور سعودي في إعادة سوريا للجامعة العربية:
قد تلعب المملكة دورًا محوريًا في دعم عودة سوريا إلى الجامعة العربية بشكل كامل، وهو ما سيمثل إعادة دمج سوريا في محيطها العربي واستعادة دورها الإقليمي.
تطور تدريجي للعلاقات الدبلوماسية:
مع مرور الوقت، يمكن أن نشهد تطبيعًا كاملًا للعلاقات الدبلوماسية بين دمشق والرياض، بما في ذلك إعادة فتح السفارات وتبادل السفراء، مما يعزز التواصل المباشر بين البلدين على مختلف المستويات.