الجزيرة:
2025-01-31@02:31:55 GMT

كيف تضمنين تربية شقيقين لا تفرقهما الأيام؟

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

كيف تضمنين تربية شقيقين لا تفرقهما الأيام؟

تشيع الخلافات بين الإخوة في سن صغيرة، ونشرت مجلة "علم النفس السريري للطفل والأسرة" نتائج دراسة رصدت أن الصراع بين الأشقاء يقع بمعدل 8 مرات في الساعة، لذا لا يدل شجار طفليكِ على تقصيركِ، لكن ينبغي عليكِ الاستفادة من تلك الخلافات لتنمية شخصيتيهما، وإكسابهما مهارة السيطرة على المشاعر، واحترام الآخر، والتعاطف معه، لضمان حسن تعاملهما سويا في المستقبل.

لماذا علاقة طفليكِ أولوية؟

يعيش 82% من الأطفال مع أخ أو أخت، وفق تقرير جامعة "نيو مكسيكو"، كما أن حوالي 75% ممن بلغوا سن الـ70 لا يزال لديهم أخ على قيد الحياة، لذلك يمكن اعتبار علاقة الأخوة أطول علاقة في عمر الإنسان.

لا تعد علاقة الأخوة الأطول فقط، بل إنها قادرة على تغيير مجرى حياة أطفالكِ، فالتفاعلات الإيجابية بين أطفالكِ خلال مرحلة المراهقة تعزز التعاطف والنجاح الأكاديمي.

لكن عندما تربط الأشقاء علاقة سيئة ومتوترة، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، والقلق في مرحلة المراهقة، حسب نتائج دراسة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج، في عام 2018، ونشرها موقع الجامعة الرسمي، إضافة لعدة مواقع منها "ذا أتلانتيك".

وأكد آرام حسن، استشاري الطب النفسي ومؤسس مركز "كو-تيم" لعلاج الصدمات النفسية في روتردام، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن "الخلل في علاقة الأخوة له آثار خطيرة على مزاج الطفل، وسلوكه، وتكوين شخصيته، خاصة إذا تضمنت علاقة الأخوين عنفا بدنيا، أو إهانة، أو ازدراء، أو تنمرا، لأن تلك العوامل تكون سببا مباشرا، أو غير مباشر، في معاناة الأطفال من اضطرابات نفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب الشخصية العدوانية".

شعور الطفل بأنه ليس المفضل يضعف علاقته بوالديه وإخوته (شترستوك) 3 ضمانات لاستمرار حب طفليكِ لبعضهما

نقدم لكِ بعض الطرق التي تضمن استمرار حب طفليكِ لبعضهما، وتعتمد على سلوك الوالدين، كأم وأب معهما، تعرفي عليها:

1- لا تفضلي أحدهما على الآخر

قدمت "جمعية علم النفس الأميركية" نتائج بحوث في مجال الأسرة، للوقوف على أهم العوامل المساعدة في بناء علاقة أخوة قوية.

وكأن تجنب انحيازكِ لأحد الأبناء أهم ما يمكنكِ فعله في وقت مبكر، لأن شعور الطفل بأنه ليس المفضل يضعف علاقته بوالديه وإخوته، كما أن "المعاملة الأبوية التفضيلية" تؤثر على كل طفل في الأسرة حتى مرحلة البلوغ، في وقت لا تفرق آثارها السلبية بين الطفل المفضل والأقل تفضيلا.

ولتجنب الصراع بين الأشقاء، ينبغي عليكِ مراجعة نفسكِ فيما إذا كنتِ تؤسسين بيئة عادلة أم تنافسية بين أبنائكِ، كما عليكِ تجنب الانحياز إلى أي طرف عندما يتجادل الأشقاء.

يجب تشجيع الأطفال على التعاطف والتفهم والاحترام (شترستوك) 2- لا تقارني بينهما

قدمت مريم شركس، وهي أخصائية نفسية وسلوكية ومقدمة خدمة الإرشاد النفسي في الجامعة الأميركية في مأدبا، خلال حوارها مع الجزيرة نت، توضيحا لأخطاء حسنة النية نرتكبها مع أطفالنا، وأهمها مقارنة الإخوة بعضهم ببعض، فيشجع الأهل أبناءهم لاكتساب سلوكيات جيدة من خلال قول "أخوك الأكبر مطيع، حاول أن تقلده".

وتؤكد شركس أن هذا الأسلوب لا يحفز إلا مشاعر الغيرة والحزن والإحباط، ولا يدفع الطفل خطوة نحو الأمام، بل يؤدي إلى التركيز على جوانب الضعف، وإحباط جوانب القوة لدى الطفل، ومحو الاختلافات الأصيلة بين الأطفال، وإنكار حقيقة أن لكل طفل قدراته.

لذلك تعد شركس المقارنة "وصفة" لهدم شخصية الطفل، وضعف تقديره لنفسه على المدى البعيد، ومن المهم استبدال المقارنة بالتأكيدات الإيجابية على محاسن الطفل، حتى يظهر أفضل ما فيه، وعندئذ نهتم بتطوير محاسن كل طفل منفردا، إلا إذا اشترك الشقيقان في بعض المهارات.

3- قدمي تفسيرات لأوامركِ

سلط تقرير "جمعية علم النفس الأميركية" ضوءا على عامل التفرقة في المعاملة، الذي يلاحظه أبناؤنا ولا نلاحظه، فنفرق بين الصبي والفتاة، وبين الكبير والصغير، بسبب إدراكنا لضرورة التفرقة، لكن لا يفهم أولادكِ سبب ذلك دوما، فإذا أمرتِ ابنتك بالعودة إلى المنزل مبكرًا، بخلاف أخيها، من دون تفسير ذلك، فقد ترى أنكِ ظالمة، وبدلا من ذلك، عليكِ توضيح سبب طلبكِ بأنها أصغر سنا، ثم الاطمئنان إلى أنها فهمت أسبابكِ.

يجب وضع قواعد للخلاف، مثل التحدث عما أزعجهما بوضوح دون لجوء للإهانات (شترستوك) مهارات حل خلافات الأشقاء

بقدر ما يؤرقكِ تكرار المشكلات، ترى مريم شركس جانبا إيجابيا يمكنكِ استغلاله كي تعلمي أطفالكِ كيفية التعامل مع الخلافات وتسويتها وإيجاد حلول، واحترام الحدود الشخصية، والتصرف الحازم، وتكريس مفهوم العدل.

واستعرضت شركس خطوات إدارة الخلاف بين الأشقاء:

1- وضع قواعد للخلاف، مثل التحدث عما أزعجهما بوضوح، دون اللجوء إلى الإهانات. 2- الاتفاق على القيم العائلية، حيث يعمل أعضاء الأسرة جميعًا في فريق هدفه تكوين أسرة متحابة، وإذا وقعت مشكلة سيحلها الفريق، ولن تؤدي أبدًا إلى نبذ أحد الأعضاء. 3- شجعيهما على التعاطف والتفهم والاحترام، وألا يقلل الخلاف من حب الأخ لأخيه. 4- يصير تدخلكِ ضرورة لحل المشكلة إذا تعرض أحدهما إلى أذى جسدي، أو لفظي، أما في حال نقاشهما، فلا ضرر من تركهما بمفردهما كي يحلا المشكلة. 4- استمعي لكليهما، لأنه سيكون هناك وجهتا نظر للخلاف، ولا تطلقي أحكاما قاطعة، بل دعي كل طفل يشعر بأنكِ تسمعينه. 5- اطلبي منهما اقتراح حلول عادلة، من خلال تشجيع كليهما على تصور نفسه في مكان أخيه قبل تقديم الاقتراحات. 6- قدمي نموذجًا ليتبعه أطفالكِ، فيتعلم الأطفال من إدارتنا للمشكلات الزوجية والعائلية، سواء تعاملنا باحترام في أثناء الخلاف أو تصرفنا بأنانية.

وبمجرد التأكد من اكتساب الأطفال المهارات اللازمة لإدارة الصراع، يمكنكِ التراجع للسماح لهما بحل المشكلات بأنفسهم، وتقوية علاقتهم بمرور الزمن.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

رئيس «القومي للأمومة»: مصر بذلت جهودا حثيثة لتعزيز حقوق الأطفال

شاركت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، في جلسة الاستعراض الدوري الشامل لمصر UPR لملف حقوق الإنسان للدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، تحت مظلة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك ضمن وفد يرأسه وزير الخارجية والهجرة والمصريين في الخارج، وبمشاركة وزيري الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والتضامن الاجتماعي، فضلا عن مشاركة واسعة من ممثلين عن النيابة العامة والوزارات والجهات الوطنية والمجالس القومية المتخصصة.

الدولة المصرية بذلت جهودا حثيثة في إنفاذ وتعزيز حقوق الأطفال

وأكدت «السنباطي» خلال كلمتها، أن الدولة المصرية بذلت جهودا حثيثة في إنفاذ وتعزيز حقوق الأطفال، والبالغ عددهم نحو ما يقرب 40 مليون طفل، فعززت مصر الإطار المؤسسي لحماية الطفل، فصدر قانون إعادة تنظيم المجلس القومي للطفولة والأمومة لتعزيز استقلاله باعتباره الآلية الوطنية المعنية بالطفل والأم.

وأضافت أنه على مستوى الاستراتيجيات الوطنية المتقاطعة مع حقوق الطفل، تم إصدار وتحديث عدد من الاستراتيجيات في مجالات الطفولة والأمومة، وإطلاق مجموعة متكاملة من حملات التوعية والبرامج التثقيفية تستهدف الأطفال وأسرهم لنشر الوعي حول الاستخدام الآمن للإنترنت ومناهضة التنمر والاستغلال والعنف، وفيما يخص عمالة الأطفال حظر القانون تشغيل الأطفال دون 15 عاما، وتدريبهم قبل 13 عاما.

وأوضحت أن منظومة نجدة وحماية الطفل بمصر تشمل الخط الساخن 16000 لاستقبال الشكاوى والبلاغات من الأطفال والبالغين، ولجان ووحدات حماية الطفولة بالمحافظات، ويستقبل الخط الشكاوى ويعمل على معالجتها من خلال التدخلات الاجتماعية والنفسية والمساعدة القانونية اللازمة، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المتخصصة، وإحالة البعض منها للنيابة العامة.

الدستور المصري يحظر جميع أشكال العنف الجسدي ضد الأطفال

وأكدت رئيسة المجلس، أن الدستور المصري وقانون العقوبات يحظر جميع أشكال العنف الجسدي ضد الأطفال ويغلط قانون الطفل العقوبة للجرائم إذا وقعت من بالغ على طفل، أما في مجال حماية الأطفال في مجال المسئولية الجنائية يعفي الطفل دون سن 12 عامًا من المسئولية الجنائية، ويحكم على الطفل الذي لم يتجاوز 15 سنة ميلادية بأحد التدابير، ولا يجوز حبسه احتياطيا، أما الطفل الذي يجاوز سن 15 عامًا ميلادية ولم يتخطى 18 عامًا وقت ارتكاب الجريمة فيحظر القانون الحكم عليه بالإعدام أو بالسجن المؤبد أو المشدد.

وأشارت إلى أنه جرى تعديل قانون الجنسية المصرية لضمان المساواة في نقل الجنسية المصرية من الأبوين للأبناء، وتشديد العقوبات لعدم قيد المواليد الجدد، والنزول بسن الحصول على بطاقة تحقيق الشخصية إلى 15 عامًا، ويجرى حاليا العمل على تعديل بعض أحكام قانون الطفل.

وأكدت أنه جرى اتخاذ إجراءات لدعم تعزيز حق الأطفال في المشاركة، إذ تم إطلاق مبادرات وطنية لتمكين الطفل، ومبادرة خاصة بتمكين الفتيات وتنشئة وتربية الطفل بالإضافة إلى منتدى وبرلمان الطفل المصري.

وشددت على أن الدولة المصرية تتيح للأطفال طالبي اللجوء واللاجئيين والمهاجرين الوصول إلى خدمات التعليم والصحة والخدمات الأساسية، وتسجيل جميع المواليد المصريين وغير المصريين، دون تمييز إنفاذًا للدستور ووفقا للقوانين المنظمة، ويفرض القانون عقوبات على عدم تسجيلهم، ويعد المجلس القومي للطفولة والأمومة ممثلا قانونيا لأسر الأطفال غير المصحوبين.

وقالت إنه في مجال الرعاية الاجتماعية والصحية للأطفال، بلغ عدد دور الحضانة لمرحلة الطفولة المبكرة 19 ألفا و725 دارًا، وعدد الحضانات الإيوائية للأطفال دون السادسة، المحرومين من الرعاية الأسرية 36 درارًا، ولمن هم فوق السادسة 425 مؤسسة رعاية، وفي شأن الأطفال بلا مأوى جرى تقديم الدعم لعدد من الأطفال، مشيرة إلى أن وزارة الصحة والسكان قامت برقمنة 100% من منظومة المواليد والوفيات والتطعيمات الروتينية لجميع الأطفال في مصر.

مقالات مشابهة

  • العلاج السلوكي هو الأفضل لخفض السمنة لدى الطفل
  • معرض الكتاب يناقش دور فاطمة المعدول في حركة نشر كتب الأطفال بمصر
  • جامعة بنها الأهلية تُطلق فعاليات «جامعة الطفل» في مرحلتها الثامنة
  • تعديل السلوك
  • أسباب تؤدي لإصابة الطفل بالسمنة
  • جامعة الجلالة تحتفل بافتتاح برنامج جامعة الطفل
  • رئيس «القومي للأمومة»: مصر بذلت جهودا حثيثة لتعزيز حقوق الأطفال
  • أستاذ علم نفس: الحب والتفاهم بين الزوجين أساس تربية الأطفال
  • معرض الكتاب يناقش «الإنترنت في حياة الأطفال»
  • ورش فنية و حكي في صالة الطفل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب