كيف أدخل ترامب صورته الجنائية التاريخ وجمع الملايين؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
واشنطن- فور خروج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من سجن مقاطعة فولتون في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا مساء الخميس الماضي (بعد احتجازه لفترة وجيزة بتهمتَي الابتزاز والتآمر)، وصل خبر عاجل لملايين المشتركين في موقع متابعة حملته الرئاسية، تحمل صورة ترامب الجنائية التي التقطها مصور السجن.
ورسميا، أشير إلى صورة ترامب على أنها صورة المتهم في مقاطعة فولتون رقم (P01135809).
وعلى مدار التاريخ الأميركي، لم يسبق أن وجهت اتهامات لرئيس سابق، ناهيك عن أخذ صورة جنائية له، ونشرها. ورغم توجيه اتهامات لترامب في 3 قضايا منفصلة، لم تنشر صوره الجنائية.
وعلى العكس من القضايا الثلاث الأخرى المتهم فيها ترامب في ولاية نيويورك وواشنطن وولاية فلوريدا التي لم تنشر فيها صوره الجنائية، تفرض قوانين ولاية جورجيا نشر صور المتهمين في هذا النوع من القضايا.
ملايين المشاهدات والدولارات
من ناحية أخرى، ورغم ظهوره متذمرا أثناء التقاط الصورة، استغل ترامب تطلع ملايين الأميركيين وغيرهم حول العالم لرؤية صورته، وعاد بها إلى منصة "إكس" (تويتر سابقا) بعدما تم إيقاف حسابه منذ أحداث السادس من يناير/كانون الثاني 2021 واقتحام أنصاره مبنى الكابيتول.
وشاهد الصورة منذ تفعيل حساب الرئيس السابق مساء الخميس الماضي (وحتى كتابة هذا التقرير) أكثر من 250 مليون شخص. وكتب ترامب أسفل الصورة "التدخل في الانتخابات. لا تستسلم أبدا".
وفي غضون ساعات، أرسل موقع حملة ترامب الانتخابية عدة رسائل إلكترونية إلى ملايين المتابعين يعرض فيها منتجات ترويجية جديدة، منها قمصان وأكواب وزجاجات مشروبات مرفقة بها صورة ترامب الجنائية، وكتب عليها "الصورة الجنائية" (mugshot). وتراوح سعر هذه المواد من 12 دولارا إلى 34 دولارا.
وخلال الأيام الثلاثة الأولى منذ توجيه اتهامات لترامب في ولاية جورجيا، قالت حملته الانتخابية إنها جمعت 7.1 ملايين دولار. وأصبح يوم الجمعة الماضي (اليوم التالي لخروجه من سجن مقاطعة فولتون) أعلى يوم في تاريخ حملة ترامب الانتخابية من حيث جمع الأموال، إذ جمعت حملته فيه 4.18 ملايين دولار.
https://t.co/MlIKklPSJT pic.twitter.com/Mcbf2xozsY
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 25, 2023
رسائل من ترامبويتلقى ملايين الأميركيين رسائل إلكترونية موقعة باسم الرئيس السابق بصورة يومية، وأحيانا يتم إرسال أكثر من رسالة كما حدث يوم تسليم ترامب لنفسه في ولاية جورجيا.
وجاء في رسالة وصلت إلى الملايين من أتباعه "تحاول الدولة العميقة تحويل الرئيس ترامب إلى عدو خطير لتجرئه على تحدي الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة في واشنطن العاصمة. لقد أجبروا الرئيس ترامب الآن على التقاط صورة جنائية رسمية لجعله يبدو كأنه مجرم أمام العالم بأسره. ولكن بغض النظر عن مدى مهاجمتهم له، وعن التهديد بحكمه آلاف السنين، يبقى ترامب رجلا بريئا.. ولن يتخلى أبدا عن مهمتنا لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
وذكر في الرسالة "يُرجى تقديم مساهمة قدرها 47 دولارا لإثبات أنك لن تتخلى أبدا عن مهمتنا، وسنرسل لك قميصا مجانيا مطبوعا عليه صورة الرئيس ترامب الجنائية الرسمية. ستُسجل هذه الصورة إلى الأبد في التاريخ كرمز لتحدي أميركا للطغيان. هل هناك طريقة أفضل لتظهر للأمة أنك اخترت الوقوف سلميا ضد الطغيان في هذا اليوم الكئيب لأميركا؟".
وتستغل حملة الرئيس ترامب حالة الاستقطاب السياسي التي تعرفها الولايات المتحدة لزيادة أرباحها وتعظيم جمعها المزيد من الأموال لإنفاقها، سواء على مصروفات ترامب القانونية أو للترويج لحملته الرئاسية.
واعتبرت الخبيرة والأستاذة بجامعة ولاية جورجيا الخبيرة أليكسا بانكرت، في حديث للجزيرة نت، أن تمسك ملايين الجمهوريين بترامب يرتبط "بحالة الاستقطاب العميقة التي تفصل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فكلاهما يعيش في غرفة مغلقة (في وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، والأصدقاء، وما إلى ذلك) تعرضهم باستمرار لرسالة واحدة مفادها أن الجانب الآخر يكذب".
ولا يتوقف هجوم ترامب على الديمقراطيين، حيث يهاجم في حملته لجمع المزيد من الأموال الكثير من أعضاء الحزب الجمهوري. وجاء في رسالة وصلت أمس الأول السبت إلى الملايين من متابعيه "كل يوم تستمر فيه الانتخابات التمهيدية هو يوم آخر لدعم حملة بايدن من خلال تدخل وزارة العدل غير القانوني في الانتخابات. كل دولار ينفق على مهاجمتي هو دولار يُعطى مباشرة لحملة بايدن".
واستخدم ترامب لغة عنيفة في الهجوم على رفاقه من الجمهوريين، وقال "يقوم الجمهوريون الخونة بتلفيق مؤامرة بقيمة 370 مليون دولار لمحاولة إفشالي في الانتخابات التمهيدية.. لكن لا داعي للقلق، معا سنوحد الحزب، ونستعيد البيت الأبيض، ونجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مقاطعة فولتون ولایة جورجیا الرئیس ترامب
إقرأ أيضاً:
عاصفة “إيوين” تضرب بريطانيا وأيرلندا.. دمار واسع وانقطاع الكهرباء عن الملايين
اجتاحت العاصفة “إيوين” بريطانيا وأيرلندا، حيث بلغت سرعة الرياح 183 كيلومترًا في الساعة في جالواي وسط أيرلندا، وتسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في فيضانات واسعة النطاق وأضرار جسيمة في المباني والبنية التحتية، مما أدى إلى حالة طوارئ في العديد من المناطق.
تحذيرات الطقس الحمراء وإغلاق المدارس والجامعاتأصدرت السلطات في أيرلندا وأيرلندا الشمالية واسكتلندا تحذيرات باللون الأحمر، ما دفعها إلى إغلاق المدارس والجامعات، كما حثت السكان على البقاء في منازلهم لتجنب المخاطر الناتجة عن الحطام المتطاير والفيضانات.
انقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف
تسببت العاصفة في انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص في المملكة المتحدة وأيرلندا.
وأفادت شبكة الطاقة الأيرلندية بانقطاع الكهرباء عن 725 ألف عميل، بينما أشارت التقارير في أيرلندا الشمالية واسكتلندا إلى تأثر أكثر من 380 ألف عميل آخرين، وتعاني بعض المناطق من صعوبة استعادة الكهرباء بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بخطوط النقل.
تعطيل السفر وإلغاء آلاف الرحلات الجويةتسبب سوء الأحوال الجوية في إلغاء أكثر من 1000 رحلة جوية في بريطانيا وأيرلندا، ما أثر على أكثر من 50 ألف مسافر، كما تعطلت خطوط القطارات والطرق السريعة، وأُغلقت بعض الجسور مثل جسر سيفرن M48 في جلوسيسترشاير.
زيادة الظواهر الجوية المتطرفةيربط الخبراء تزايد العواصف القوية بالتغير المناخي العالمي، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة كثافة الأمطار وقوة الرياح.
وأوضحوا أن التيار النفاث الذي يدفع مناطق الضغط المنخفض نحو بريطانيا لعب دورًا كبيرًا في شدة العاصفة “إيوين”.
جهود الإغاثة والتعامل مع تداعيات العاصفةتعمل السلطات البريطانية والأيرلندية على استعادة الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء وشبكات النقل، كما يتم تقديم الدعم للمجتمعات المتضررة، مع استمرار التحذيرات من سوء الأحوال الجوية في الأيام القادمة.
العاصفة إيوينتعد “إيوين” العاصفة الخامسة في موسم 2024-2025، وتُعتبر واحدة من أقوى العواصف التي شهدتها المنطقة منذ عقود.
من المتوقع أن تستمر تأثيرات العاصفة لعدة أيام، مع توقعات بمزيد من الأمطار والرياح القوية في المناطق الشمالية والغربية.
دعت السلطات المواطنين إلى تجنب السفر غير الضروري والبقاء على اطلاع دائم بتحديثات الطقس.
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون معضلة اللغة