مزيج من التاريخ والطبيعة.. سياحة اليخوت تنتعش في إسطنبول
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
تعدّ تركيا وجهة مثالية لسياحة اليخوت والقوارب، لما تتمتع به من سواحل طويلة ومناظر خلابة وشواطئ رملية ومياه بحرية صافية، إضافة إلى معالمها التاريخية البارزة.
وكشف رئيس جمعية صناعة اليخوت والقوارب مراد بكر أوغلو، يونيو/حزيران الماضي، أن السعة الإجمالية لنحو 25 إلى 30 مرسى في تركيا تبلغ نحو 6500 رصيف، في حين أن هناك 16 ألف قارب في البلاد، مما يشكل ضغطا على قدرة المراسي.
ولفت بكر أوغلو -في حديثه مع صحيفة "حرييت" التركية- إلى أن السياح الذين يسافرون على متن القوارب واليخوت ينفقون أموالا أعلى بنحو 2.5 مرة من السائحين العاديين.
إسطنبول عاصمة السياحةووسط إسطنبول حيث منطقة أيوب سلطان التي يجتمع فيها السياح المحليون والأجانب وتستقطب المواطنين بشكل كبير، نجد أحد أبرز مراسي اليخوت في المنطقة ويتمتع بقوة جذب سياحي لافتة.
سياحة اليخوت والقوارب تستمر بالازدهار في تركيا مع زيادة إقبال السياح من دول عدة (الجزيرة)كما تعمل عشرات الزوارق هنا لنقل السكان والسياح بين ضفتي البحر، بين أيوب سلطان وقاسم باشا، إضافة إلى تنظيم جولات سياحية بواسطة الزوارق واليخوت.
عدد كبير من سكان إسطنبول يستخدمون القوارب واليخوت العامة للتنقل بين ضفة وأخرى (الجزيرة)التقينا السيد عثمان، مالك أحد اليخوت العثمانية، ودعا -في حديثه للجزيرة نت- كل من يزور إسطنبول إلى خوض تجربة فريدة من خلال الجولات السياحية في الخليج بين منطقتي أيوب سلطان وسوتلوجا، وغيرها من المناطق الجميلة، ومنها قرن الكبش والقرن الذهبي.
السيد عثمان يدعو زوار إسطنبول إلى خوض تجربة فريدة من خلال الجولات السياحية في القوارب (الجزيرة)من جانبه، أكد إيمره أيدين، مسؤول مجموعة قوارب البوسفور النخبة، أن سياحة اليخوت والقوارب تواصل ازدهارها في تركيا مع زيادة إقبال السياح.
وقال للجزيرة نت إن "أسباب تطور سياحة اليخوت والقوارب في تركيا تعود للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها موظفو هذا القطاع، ووجود البحار والخلجان الجميلة في البلاد، فضلا عن المعالم والأماكن الرائعة التي تجذب عددا كبيرا من الناس".
إيمره أيدين رجح بأن ترتفع الإمكانات الحالية للمراسي إلى أكثر من 100% خلال سنوات قليلة (الجزيرة)وأضاف أيدين أن تركيا تحظى بموقع سياحي متميز، فهي قريبة من معظم دول العالم وخاصة من أوروبا وروسيا، إضافة إلى أسعارها المناسبة للجميع، ومرجحا أن ترتفع إمكانات المراسي إلى أكثر من 100% في غضون سنوات قليلة.
ويشير إلى أن "تركيا توفر للسياح القادمين من جميع أنحاء العالم إمكانية الحصول على خدمات في عديد من المجالات، مثل سياحة البحر والجولات الثقافية والجولات التي تعرف السياح على الدولة العثمانية، وجولات العشاء الراقية والإقامة في اليخوت الخاصة".
زهراء كرمان أكدت أن زيادة الإقبال على البحار والخلجان جعلت من الصعب العثور على مكان في المراسي (الجزيرة) المرتبة الرابعة عالمياوتقدم سياحة القوارب واليخوت في إسطنبول تجربة فريدة للزوار، تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة والمغامرة التي تتميز بها المدينة.
وتشير الصحفية التركية زهراء كرمان إلى أن تركيا من أوائل الدول التي تتبادر إلى الذهن عند ذكر اليخوت، خاصة في ساحل بحر إيجه وحوض البحر الأبيض المتوسط، حيث سواحل بودروم ومارماريس وداتشا وكاش وفتحية على بحر إيجه، من أهم المحطات لعشاق سياحة اليخوت، بمناخها المعتدل.
تتمتع تركيا بسواحل طويلة ومناظر خلابة وشواطئ لافتة للأنظار (الجزيرة)وتبين كرمان للجزيرة نت أن تركيا تحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث مراسي اليخوت، مؤكدة أهمية استثمارات مراسي اليخوت (المارينا) الجديدة للحصول على حصة أكبر من سوق البحر الأبيض المتوسط.
وتلفت إلى أن قطاع المارينا يعد قلب سياحة اليخوت والقوارب، وهي واحدة من الشركات التي تقدم أكبر مجال للاستثمار والتوظيف في القطاع البحري في جميع أنحاء العالم.
تركيا وجهة مثالية لسياحة اليخوت والقوارب ويقصدها عدد كبير من السياح (الجزيرة)وتضيف الصحفية التركية أن زيادة الإقبال على البحار والخلجان التركية جعلت من الصعب العثور على مكان في المراسي، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، لذا من المهم تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع السياحي المهم.
وتشير كرمان إلى أن وزارة السياحة نفذت عديدا من مشاريع التوسعة، لكن تم إيقاف بعض المشاريع نتيجة اعتراضات من جمعيات حماية البيئة والآثار وغيرها.
محمد النفيش قال إنه عاش لحظات مميزة خلال رحلته على متن إحدى السفن السياحية إلى جزيرة الأميرات (الجزيرة) تجارب السياحولمعرفة تجارب السياح، استطلعنا آراء عدد منهم، ويقول المقيم اليمني محمد النفيش إنه قام بجولة سياحية طويلة من إسطنبول إلى بورصة وكانت مريحة.
ويضيف النفيش للجزيرة نت أنه عاش لحظات مميزة خلال رحلته على متن إحدى السفن السياحية إلى جزيرة الأميرات، حيث تمتع بمشاهدة المناظر الجميلة.
إسطنبول تحتوي على أبرز مراسي اليخوت وتجذب أعدادا كبيرة من السياح (الجزيرة)من جانبه، يقول العراقي إبراهيم نصرت إن السائح الذي يستقل أحد اليخوت في مضيق البوسفور يستطيع مشاهدة كثير من معالم إسطنبول السياحية، مثل مسجد آيا صوفيا وقصر توب كابي وقلعة روملي حصار وبرج الفتاة ومحطة السكك الحديد حيدر باشا وقصر دولمة باهجة.
السائح إبراهيم نصرت: من يستقل أحد اليخوت في مضيق البوسفور يستطيع مشاهدة كثير من معالم إسطنبول (الجزيرة) أنشطة سياحية متنوعةوتحفل سياحة القوارب واليخوت بعديد من الأنشطة والجولات الاستكشافية والحفلات وغيرها. وعن ذلك يقول مدير شركة جوهرة الأرض للسفر والسياحة فرج الكبيسي إن طبيعة تركيا، وإسطنبول خصوصا، جعلت البواخر الصغيرة والكبيرة مصدرا أساسيا للتنقل.
تركيا تسعى إلى زيادة المراسي على طول سواحلها بسبب ارتفاع الإقبال على سياحة اليخوت والقوارب (الجزيرة)ويضيف الكبيسي للجزيرة نت أن الجانب السياحي بات يطغى على وسائل النقل البحرية، إذ تمر السفن واليخوت والقوارب من مضيق البسفور وتطل على المناطق السياحية والمعالم التاريخية، مثل جسر "15 تموز" وبرج غلطة وجسر أمينونو وغيرها، حيث المناطق الخضراء والمطاعم والمقاهي على الجانبين الآسيوي والأوربي، إضافة لمضيق القرن الذهبي وهو امتداد من مضيق البسفور.
فرج الكبيسي أكد أن الجانب السياحي بات يطغى على وسائل النقل البحرية في إسطنبول (الجزيرة)ويلفت إلى أن اليخوت والبواخر السياحية يغلب عليها إقامة الحفلات وتقديم الأطعمة للسياح، مثل سفينة القراصنة المشهورة في أنطاليا والمدن المجاورة لها، أما بالنسبة للباخرة العملاقة التي تنطلق من أوروبا وتمر بتركيا، فهي تقدم خدمات تضاهي فنادق الـ5 نجوم من راحة الغرفة إلى تنوع المسابح والمدينة المائية والحفلات ومختلف الفعاليات الأخرى كالبلياردو والبولينغ وغيرها.
هناك نحو 30 مرسى في تركيا على 6500 رصيف مقابل 16 ألف قارب في البلاد (الجزيرة)وتبدأ أسعار تأجير اليخوت -وفق موقع مختص بها- بين 1500-5 آلاف ليرة تركية (50-184 دولارا) للساعة، والحد الأدنى ساعتان، وكلما زادت سعة اليخت وميزاته الفاخرة، ارتفع السعر.
أما قيمة النقل عبر القوارب واليخوت العامة، فتصل لنحو 400 ليرة تركية (15 دولارا) للساعة الواحدة، ويختلف السعر حسب الضفة التي ينتقل إليها الراكب.
عشرات الزوارق والقوارب في منطقة أيوب سلطان لنقل السكان (الجزيرة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تجربة فریدة للجزیرة نت الیخوت فی فی ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
صناعة الفخار تنتعش في غزة لتعويض النقص جراء العدوان
يقول جعفر عطاالله البالغ 28 عاما وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار، في دير البلح في وسط قطاع غزة إنه يواجه “طلبا غير مسبوق” على الأطباق والأواني الفخارية.
بعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور كبديل يسهل حياة النازحين قليلاً مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.
ويؤكد عطا الله الذي يتحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، أنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.
ويقول إنه قادر راهنا على صناعة حوالى مئة قطعة يوميا غالبيتها أوان للحساء والأوعية التي يوضع فيها الطعام أو يطهى فيها مثل “الزبدية” و”الإبريق”، والأكواب.
ويقول لوكالة فرانس برس إنه كان قبل العدوان ينتج نحو 1500 قطعة فخارية في اليوم الواحد في مشغله في حي “الفواخير” في منطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.
وكان حي “الفواخير” يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة لكنها دمرت كلها تقريبا في القتال المتواصل منذ 14 شهرا تقريبا.
– ارتفاع في الأسعار –
وأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية، إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويقول عطاالله الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح، لوكالة فرانس برس إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكل (2,7 دولار)، أي أكثر بخمس مرات تقريبا عن سعرها قبل العدوان.
وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية. وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب القتال، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.
وتسببت الحرب بشلل القطاع الصناعي في غزة، بينما تكافح المستشفيات أيضا للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
وفتح عطاالله بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل شادر بلاستيكي أزرق، وهو يجبل الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.
أما في السابق فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لحرق الطين.
– طرق مبتكرة للصمود –
ورغم توافر الأواني المعدنية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، إلا أن الكثير كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية إذ تفضل بعض العائلات وعددا من المطاعم، إعداد الأطعمة التقليدية فيها لأنها تحافظ على مذاق مميز.
تقول لارا الترك “بعد 13 شهرا على بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وكل ما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري”.
وتضيف الترك وهي ربة عائلة تبلغ الأربعين وتقيم في مركز إيواء موقت في مخيم النصيرات، المجاور لمخيم ومدينة دير البلح، “اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي”، وتقول إن سعر الإناء الفخاري أصبح الآن “أكثر من ضعف” ما كان عليه قبل الحرب.
وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الآخر الوحيد المتاح هي الصحون المخصصة لاستخدام واحد في حال توافرها.
في قطاع غزة حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول.
ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية محلية.
ودفع العدوان كل سكان القطاع المدنيين تقريبا البالغ عددهم 2,4 مليون شخص نحو ثلثيهم من لاجئي عام 1948، للنزوح مرة واحدة على الأقل في خلال العام الماضي، وفقًا للأمم المتحدة.
وبات أكثر من مليون ونصف المليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء في مدارس تابعة لوكالة الأونروا وآلاف منهم على الأرصفة.
بعد كل أمر يصدره جيش العدو الإسرائيلي بالإخلاء، ينطلق مئات الأشخاص على الطرقات، سيرا على الأقدام بغالبيتهم، وهم يحملون بعضا من مقتنياتهم وبينها في غالب الأحيان أوان من الألمنيوم أو البلاستيك.
مع استمرار الحرب والنزوح المتكرر، تبدو الأمتعة التي يحملها الناس أقل.
ونتيجة للعدوان، اعتاد سكان قطاع غزة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتعويض عن الصعوبات من أجل الاستمرار، مثل اعتمادهم على الحمير في النقل وسط ندرة الوقود.