رئيس مدينة الغردقة يفتتح معرض أهلاً مدارس بأسعار مخفضة
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
في إطار تنفيذ توجيهات اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، لتقديم دعم مباشر لأولياء الأمور وتخفيف العبء المالي عنهم قبيل بداية العام الدراسي، يُقيمت مدينة الغردقة معرضًا فريدًا بعنوان 'أهلاً مدارس'. ويهدف هذا المعرض إلى توفير مستلزمات الطلاب بأسعار مخفضة، تماشيًا مع سياسات الدولة في تعزيز المبادرات التي تخدم المجتمع والتعليم.
قام اللواء ياسر محمد حماية، رئيس مدينة الغردقة، بجولة تفقدية للتأكد من جاهزية وتجهيزات المعرض، بالتعاون مع الغرفة التجارية. تضمن المعرض ما يقارب 20 محلاً متنوعًا يشمل مكتبات، وبائعي الزي المدرسي، وشنط المدرسة، وأحذية الطلاب، بالإضافة إلى سوبر ماركت يقدم مستلزمات منظفات المنزل والمجمدات.
من المقرر أن يُفتتح المعرض بالقرب من اللوحة الجدارية بشارع النصر، ابتداءً من بداية الشهر المقبل، حيث يقدم تجربة تسوق مميزة للأهالي لاقتناء احتياجات أبنائهم المدرسية بأسعار تنافسية وجودة عالية.
رافق الرئيس ياسر محمد حماية خلال الجولة الأستاذ نشأت جودة، سكرتير المدينة، والأستاذ مصطفى مرزوق، مدير مكتب رئيس المدينة، إلى جانب الأستاذ أنطونيوس صلاح، ممثل الغرفة التجارية. يأتي هذا المعرض ضمن سلسلة المبادرات المجتمعية التي تسعى مدينة الغردقة إلى تقديمها لخدمة الأسر والطلاب ودعم قطاع التعليم في المنطقة.
للاطلاع على مزيد من التفاصيل والمعلومات حول معرض "أهلاً مدارس"، يمكن التواصل مع مكتب رئيس مدينة الغردقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض أهلا مدارس المستلزمات المدرسية تخفيض الأسعار رئيس مدينة الغردقة التعليم الغرفة التجارية المبادرات المجتمعية مدینة الغردقة
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.