ماذا حصل في الشهرين الأخيرين من حياة بريغوجين؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
بدا قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، مبتسماً عندما أحاطت حشود بسيارة دفع رباعي سوداء كان يستقلها في 24 يونيو (حزيران)، في مدينة روستوف أون دون بجنوب روسيا، حيث هتفوا له.
التمرد أظهر ضعف بوتين أمام الجميع
وصرخ المعجبون "أنت صخرة" و"أنت أسد! عليك أن تصبر"، بينما كانوا يلتقطون صور "سلفي" معه وهو جالس في السيارة بعد حلول الليل.
وفي حينه، كان بريغوجين ومقاتلوه المموهون والملثمون يغادرون المدينة غداة التمرد ضد القيادة العسكرية للبلاد، خطوة وصفها بوتين بـ"الخيانة" وتعهد بإنزال العقاب بمرتكبيها، ومن ثم أبرم اتفاقاً بعدم محاكمة بريغوجين.. وبعد ذلك، بدا مصير الرجل مشكوكاً فيه.
وبعد ذلك بشهرين في 23 أغسطس (آب)، سقطت طائرة بريغوجين الخاصة من السماء في حقل يقع في منتصف الطريق بين موسكو ومدينة سان بطرسبرغ، وقتل كل من فيها، بمن فيهم بريغوجين وكبار مساعديه.
وتقول مجلة "بوليتيكو" إن المشهدين اللذين تكشفا فقط في غضون شهرين، يلخصان الأيام الأخيرة المليئة بالغموض، لزعيم المرتزقة الذي بدا أول الأمر كأنه أفلت من الانتقام بسبب التمرد الذي شكل التحدي الأكبر لبوتين، خلال سنوات حكمه الـ23.
وسرعان ما أثيرت شكوك حول وقوف الكرملين خلف الحادث وعلى أنه كان انتقاماً.. لكن الكرملين نفى ذلك.
وغلبت في الأسابيع الأخيرة من حياة بريغوجين تساؤلات حول ماذا يخبئ الكرملين فعلاً، وهل نجح في الإفلات من الرصاصة؟ أم أن العقاب كان على مسافة أبعد؟
قبيل ظهور شريط خروج بريغوجين ليلاً من مدينة روستوف أون دون، أعلن الكرملين عن اتفاق لوضع حد للتمرد، بموجبه "ينسحب بريغوجين إلى بيلاروسيا"، وفق ما قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، من دون أن يفصح عما إذا كان ذلك نفياً دائماً.
The final two months of Yevgeny Prigozhin's life are shrouded in mystery. After the Russian mercenary leader staged a mutiny against the country's military in June, his last weeks were overshadowed by questions over what the Kremlin had in store for him. https://t.co/z5jer0WZiY
— The Associated Press (@AP) August 27, 2023أما بريغوجين نفسه فقد التزم الصمت، على نحو غريب بالنسبة لرجل اعتاد الإدلاء يومياً ببيانات مكتوبة وشفهية يومياً، وفي 25 يونيو (حزيران)، أي غداة التمرد، ورداً على سؤال من أسوشيتدبرس، قال مكتب بريغوجين إن الرجل "يقول مرحباً للجميع" وسيرد على كل الأسئلة عندما يحصل على "اتصال مناسب".
وفي اليوم التالي صدر شريط مدته 11 دقيقة لبريغوجين، من دون أن يقول أين هو أو ماذا ينتظره أو ينتظر قواته.. وعلى العكس، فقد دافع عن نفسه وعن التمرد بأسلوبه المتحدي والمتنمر.
وفي 27 يونيو (حزيران)، أعلنت السلطات الروسية أنها أسقطت التحقيقات الجنائية عن التمرد، من دون توجيه اتهامات لزعيم فاغنر أو للمشاركين فيه، على الرغم من أن 12 جندياً روسياً قتلوا في صدامات وفي إسقاط طائرة عسكرية.
وفي اليوم الذي أسقطت فيه الاتهامات، شوهدت طائرة بريغوجين في بيلاروسيا، وأعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي توسط في اتفاق إنهاء التمرد، عن وصول زعيم فاغنر.
وأعلن ناشطون بيلاروسيون أن معسكراً أنشئ هناك من أجل مقاتلي فاغنر الذين تبعوه.
The final two months of Yevgeny Prigozhin’s life are shrouded in mystery.https://t.co/MjGGqfjFK9
— Stars and Stripes (@starsandstripes) August 27, 2023وفي روسيا، أقفلت السلطات الروسية الأصول الأساسية لأعمال بريغوجين، وبينها شركة إعلامية يطلق عليها اسم "باتريوت" والكثير من الوسائل الإعلامية، وتشمل العمليات الإعلامية لبريغوجين واحدة تسمى "ترول فاكتوري" سيئة السمعة، والتي وجهت إليها اتهامات في الولايات المتحدة بالتورط في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وبعد ذلك، التقى بوتين مع بريغوجين بعد أيام من التمرد.. وقال بيسكوف في 10 يوليو (تموز)، إن الاجتماع عقد في الكرملين وضم 30 من قادة فاغنر فضلاً عن بريغوجين، وأتى الكشف عن الاجتماع بعدما كان بيسكوف كرر نفي الكرملين معرفته بمكان زعيم فاغنر، بما في ذلك في يوم الاجتماع في 29 يونيو (حزيران).
ولم يقدم بيسكوف أي تفاصيل عن الاجتماع، مكتفياً فقط بأن قادة فاغنر تعهدوا الولاء للرئيس الروسي.
ولاحقاً، لمح بوتين إلى هذه الفكرة في مقابلة في 13 يونيو قائلاً إن "الجميع وافقوا" عندما اقترح عليهم مواصلة العمل تحت قيادة أحد قادة فاغنر، لكن بريغوجين تحدث إليهم وقال إنه لا يحبذ هذا الإقتراح، وفق ما قال بوتين.
وباتت تصريحات قائد فاغنر نادرة. وأثار الصمت النسبي تساؤلاً عما إذا كان التقليل من الظهور العلني هو جزء من الاتفاق مع الكرملين.
ونشر فيديو في 19 يوليو من بيلاروسيا، وظهر في الشريط خيال رجل يبدو كأنه بريغوجين يخاطب صفوفاً من الرجال بثياب قتال، وسمع يقول: "أهلاً بكم يا شباب! أنا سعيد أن أحييكم جميعاً. أهلاً بكم على الأراضي البيلاروسية"، وكرر انتقاداته لطريقة القتال في أوكرانيا وقال: "ما يحدث اليوم في أوكرانيا عار ويجب ألا نشارك فيه"، مضيفاً أن قوات فاغنر ستعود إلى أوكرانيا في المستقبل.
وفي فيديو آخر نشر على قناة مختلفة من تطبيق تلغرام في 21 أغسطس (آب)، ظهر بريغوجين فيه حاملاً بندقية في سهل أغبر، ولم يقل بريغوجين أين صور الفيديو، لكنه أشار إلى أن الحرارة 50 درجة مئوية.
وبعد يومين حدث تحطم الطائرة، أي بعد شهرين تماماً من إعلان بريغوجين التمرد.
ويقول المحلل السياسي عباس غالياموف، الذي كان كاتباً لخطابات الكرملين، إنه على الرغم من أن الكرملين رفض المزاعم بأنه يقف خلف الحادث، فإن هذين الشهرين لم يسيرا على ما يرام بالنسبة لبوتين، وأضاف أن التمرد "أظهر ضعف بوتين أمام الجميع"، بينما كان بريغوجين "يشعر بأنه طبيعي"، وكان يخطط لمشاريع في بيلاروسيا وإفريقيا، وبدا أن القضية ضده قد أقفلت.
ولفت غالياموف أن تلك الحقيقة "لم ترضِ بوتين لأنها كانت بمثابة دعوة إلى تمردات أخرى محتملة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تمرد فاغنر
إقرأ أيضاً:
التمرد العسكري يضرب صفوف الاحتلال
◄ رعب إسرائيلي مع تزايد أعداد الموقّعين على "عرائض وقف الحرب"
◄ أكثر من 100 ألف إسرائيلي يوقعون خلال 5 أيام على عرائض لوقف الحرب
◄ جيش الاحتلال يخشى توسع حالة التمرد بصفوف قدامى المحاربين
◄ 3500 أكاديمي يوقعون على عريضة تدعو لإعادة الأسرى
◄ 4 قادة سابقين بالبحرية وقدامى المحاربين ينضمون إلى الموقعين على العرائض
◄ عائلات الأسرى: نتنياهو اختار عرقلة المفاوضات والتضحية بالأسرى
الرؤية- غرفة الأخبار
يوما بعد يوم، تزداد حالة التمرد في الداخل الإسرائيلي للمطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة مع المقاومة الفلسطينية لاستعادة الأسرى، وسط مخاوف لدى المؤسسات الأمنية والعسكرية من خطورة التصدعات الداخلية وخاصة بين الجنود وقدامى المحاربين.
ومنذ العاشر من أبريل، تتوالى العرائض التي يوقعها آلاف الإسرائيليين للمطالبة باستعادة الأسرى ولو بإنهاء الحرب على غزة، ووقع عليها عسكريون وأكاديميون ومسؤولو أجهزة أمنية، بينهم قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة ومتقاعدون، وقيادات سابقة بارزة مثل رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك.
وقالت صحيفة هآرتس إن عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض لوقف الحرب وإعادة الأسرى يتجاوز 100 ألف في 5 أيام.
وبدأ الأمر بتوقيع نحو ألف عسكري بسلاح الجو على عريضة تحمل هذه المطالب، وانضم إليهم لاحقا نحو ألف أكاديمي بمؤسسات التعليم العالي، ثم مئات العسكريين من سلاحي المدرعات والبحرية، وعشرات الأطباء العسكريين الاحتياطيين، ومئات العسكريين بالوحدة 8200 الاستخبارية، ووحدات من القوات الخاصة والنخبة مثل: الكتيبة 13 في لواء المظليين، ووحدات "شلداج" و"سيرت متكال" و"موران"، وعناصر وقادة جهاز المخابرات الخارجية "الموساد".
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن رئيس الأركان إيال زامير عقد جلسة لاحتواء أزمة رسائل الاحتجاج التي وقعها جنود الاحتياط، مضيفة: "الجيش يدرك خطورة التصدعات الداخلية واحتمال توسع حالة التمرد بين صفوف قدامى الجنود، ورئيس الأركان يعتزم منع جنود الاحتياط الموجودين بالخدمة الفعلية من المشاركة في أي احتجاج".
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "الجيش قرر تخصيص الأيام المقبلة لإجراء محادثات مع الجنود الموقعين على عرائض تدعو لوقف الحرب، وتقديرات الجيش تفيد بأن الخلافات باتت موجودة ويخشى من اتساع رقعة الاحتجاجات، والجيش يحاول احتواء الاحتجاج بين الجنود وتقليل الأضرار".
وأفادت صحيفة "هآرتس" بأن 3500 أكاديمي إسرائيلي وقعوا على عريضة تدعو إلى إعادة الأسرى حتى لو كان الثمن وقف الحرب فورا. وأكد الأكاديميون أن الاتفاق وحده هو الكفيل بإعادة الأسرى. كما وقع نحو 1700 فنان ومثقف بإسرائيل على عريضة بها نفس المطالب، و3 آلاف من العاملين بحقل التربية والتعليم.
وعلى مستوى العسكريين، إلى جانب 500 من خريجي دورة قادة الاحتياط بسلاح البحرية من بينهم من القادة السابقين لسلاح البحرية، وأكثر من 200 من الجنود والمحاربين القدامى بسلاح البحرية، ونحو 150 من قدامى محاربي لواء جولاني.
وقالت عائلات الأسرة إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اختار عرقلة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتضحية بـ59 أسيرا، مؤكدين أن العملية العسكرية تعرض حياة الجنود أيضا للخطر وهي ليست ضرورية بل قرار سياسي.