السلطات الأميركية تحقق مع حوالي 5000 طيار يشتبه في إصاباتهم بمشكلات صحية خطيرة
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
أورد تقرير حصري نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن السلطات الفدرالية الأميركية تحقق مع ما يقرب من 5000 طيار يشتبه في تزويرهم لسجلاتهم الطبية، لإخفاء أنهم يتلقون علاجات لاضطرابات في الصحة العقلية، وغيرها من الحالات الخطيرة التي قد تجعلهم غير لائقين للطيران.
وأوضح التقرير أن الطيارين الخاضعين للتدقيق هم من قدامى المحاربين العسكريين الذين أخبروا إدارة الطيران الفدرالية أنهم يتمتعون بصحة جيدة تجعلهم مؤهلين لمزاولة مهنة الطيران، لكنهم لم يكشفوا، كما يقتضي القانون، أنهم يحصلون -أيضًا- على علاجات مخصصة لقدامى المحاربين، خاصة بإعاقات يمكن أن تكون كافية لجعلهم غير مؤهلين للعمل بقمرة القيادة.
واكتشف محققو شؤون المحاربين القدامى التناقضات منذ أكثر من عامين، من خلال التحقق من قواعد البيانات الفدرالية، لكن إدارة الطيران الفدرالية أبقت كثيرًا من تفاصيل القضية سرًا عن الجمهور.
وأقر المتحدث باسم إدارة الطيران الفدرالية ماثيو لينر، في بيان بأن الإدارة تحقق في حالات حوالي 4800 طيار، ربما قدموا معلومات غير صحيحة أو خاطئة، كجزء من متطلباتهم الطبية. وقال إن إدارة الطيران الفدرالية جعلت حدًا الآن لحوالي نصف هذه الحالات، وأمرت حوالي 60 طيارًا يشكّلون خطرًا واضحًا على سلامة الطيران بالتوقف عن الطيران على أساس طارئ، أثناء مراجعة سجلاتهم.
وقال مسؤول أميركي كبير مطّلع على الأمر -تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هُويته-، إن نحو 600 من الطيارين قيد التحقيق حصلوا على ترخيص للعمل مع شركات طيران الركاب. ومعظم من تبقوا يحملون تراخيص تجارية تسمح لهم بالسفر للتأجير، بما في ذلك مع شركات الشحن، أو الشركات السياحية.
نقاط ضعف بالنظام الطبي لإدارة الطيرانوقال الخبراء، إن التحقيق كشف عن نقاط ضعف طويلة الأمد في النظام الطبي لإدارة الطيران الفدرالية لفحص الطيارين، وأن العدد الهائل من المشكلات الصحية التي لم يتم الإبلاغ عنها، يمثّل خطرًا على سلامة الطيران.
وأشارت إلى أن الطيارين مطالبون باجتياز اختبارات صحية بشكل منتظم، لكن ذلك غالبًا ما يكون مقتضبًا، ولفتت إلى أن إدارة الطيران الفدرالية تعتمد على الطيارين للإبلاغ الذاتي عن الحالات الصحية التي يعانون منها التي يصعب اكتشافها؛ مثل: الاكتئاب أو إجهاد ما بعد الصدمة، وفقًا للأطباء الذين يجرون الفحوص.
ويقول الأطباء والمسؤولون السابقون في وكالة الطيران، إن العديد من قدامى المحاربين يقلّلون من أهمية مشكلاتهم الصحية أمام إدارة الطيران الفدرالية حتى يستمروا في العمل، ويبالغون في تضخيمها لدى مؤسسات قدامى المحاربين لتحقيق أقصى قدر من مدفوعات العجز.
وذكر التقرير -كذلك- أن مكتب المفتش العام في شؤون المحاربين القدامى يحقق -حاليًا- في العديد من حالات الطيارين البالغ عددهم 4800 طيار، لتحديد ما إذا كان يجب إحالة أيّ منهم إلى وزارة العدل، لمواجهة اتهامات بالاحتيال على نظام المزايا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب
مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية في ولاية الجديدة، يعود الجدل الذي صاحب سياساته في فترته الأولى، حيث يواجه مجموعة من التحديات الملحة التي تعصف بالساحة الدولية.
يشهد العالم تغيرات عميقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة رؤية واضحة واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الملفات الحساسة.
1. العلاقات الأمريكية الصينية: صراع القوى العظمىمن أبرز القضايا التي تواجه إدارة ترامب هي العلاقة مع الصين، التي شهدت توترات كبيرة خلال ولايته الأولى. الحرب التجارية التي اشتعلت بين البلدين، إلى جانب الاتهامات المتبادلة بشأن قضايا الأمن السيبراني وحقوق الإنسان، زادت من تعقيد المشهد.
من المتوقع أن تكون المواجهة مع الصين حاضرة بقوة خلال هذه الولاية، حيث تسعى واشنطن للحد من نفوذ بكين في آسيا والمحيط الهادئ ومنعها من توسيع هيمنتها الاقتصادية عالمياً.
التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع اعتماد العديد من الشركات الأمريكية على الأسواق الصينية.
2. الصراع الروسي الأوكراني: اختبار للسياسة الخارجية
يشكل الصراع الروسي الأوكراني تحدياً مباشراً لإدارة ترامب، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا.
خلال فترة حكمه السابقة، تعرض ترامب لانتقادات بسبب موقفه المتساهل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الآن، يجد نفسه في موقف معقد، حيث يجب أن يقدم دعماً قويًا لأوكرانيا، وهو ما يتطلب استمرار تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية، دون تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.
هذه القضية لا تمثل فقط تحدياً جيوسياسياً، بل اختباراً لتحالفات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين الذين يعتمدون على دور أمريكا في مواجهة روسيا.
3. التهديد النووي الإيراني: العودة إلى المواجهة
في ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، مما أدى إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. عودته إلى البيت الأبيض تعني العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"، التي قد تشمل عقوبات اقتصادية جديدة أو حتى مواجهة عسكرية.
التحدي هنا يكمن في إدارة هذا الملف بحكمة، خاصة أن إيران زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم، مما يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل. يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستختار الدبلوماسية أو ستواصل التصعيد.
4. التغير المناخي: بين الضغوط الدولية والرؤية المحلية
لطالما كان ترامب متشككًا في قضايا التغير المناخي، حيث انسحب من اتفاقية باريس خلال ولايته الأولى. ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية والمحلية قد تدفعه إلى مراجعة مواقفه، خاصة في ظل تزايد الكوارث الطبيعية التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
يواجه ترامب تحدياً كبيراً يتمثل في التوفيق بين رؤيته الاقتصادية التي تعتمد على الوقود الأحفوري والضغوط البيئية العالمية التي تطالب بالتحول إلى مصادر طاقة نظيفة.
5. الاقتصاد العالمي بعد الأزمات
تأتي ولاية ترامب الجديدة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، ارتفاع معدلات التضخم، واضطرابات سلاسل التوريد.
داخلياً، يواجه ترامب تحديات تتعلق بتوفير فرص العمل، خفض الديون الوطنية، وتحقيق وعوده بزيادة النمو الاقتصادي.
على المستوى الدولي، ستكون واشنطن مطالبة بتنسيق الجهود مع الدول الكبرى لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، خاصة في ظل صعود دول مثل الصين والهند كقوى اقتصادية منافسة.
6. التكنولوجيا والأمن السيبراني
يشهد العالم ثورة تقنية هائلة، مما يفرض تحديات جديدة على إدارة ترامب، خاصة في قضايا الأمن السيبراني. الهجمات الإلكترونية التي تنفذها دول معادية، تهدد الأمن القومي الأمريكي.
كما أن تطور الذكاء الاصطناعي يفرض على الإدارة وضع سياسات تحكم هذا القطاع المتنامي لضمان تفوق الولايات المتحدة تقنياً.