نشرت صحيفة "طهران تايمز" التابعة للنظام مذكرة حساسة غير سرية للحكومة الأمريكية يُزعم أنها تظهر ثلاثة انتهاكات لبروتوكولات الأمن القومي الأمريكي من قبل المبعوث الإيراني الموقوف عن العمل، روب مالي. 

الوثيقة، التي يُزعم أنها من إيرين سمارت، مديرة مكتب الأمن الدبلوماسي بوزارة الخارجية، مكتب أمن الموظفين والملاءمة، تستشهد بثلاثة أسباب لتعليق مالي: "السلوك الشخصي"، و"التعامل مع المعلومات المحمية"، و"استخدام تكنولوجيا المعلومات".

 

وتؤكد المذكرة كذلك أن استمرار أهلية مالي للأمن القومي لا تتفق بشكل واضح مع مصالح الأمن القومي، وقد تم تأكيد المذكرة بشكل غير رسمي من قبل مصدرين في الكونجرس، اللذين وصفاها بأنها "حقيقية" على ما يبدو.

وتواصلت شبكة "إيران إنترناشيونال" مع وزارة الخارجية للتأكد من صحة الوثيقة المسربة؛ ومع ذلك، لم يكن هناك استجابة فورية. 

وأعرب مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، عن مخاوفه في يوليو، ملمحًا إلى احتمال إصدار أمر استدعاء إذا ظلت إدارة بايدن متحفظة بشأن تفاصيل وضع مالي. 

وعبر ماكول، معتمدا على معلومات متاحة للعامة، عن مخاوف جدية قائلا: "إذا قام (مالي) بتسريب معلومات حساسة أو سرية للغاية إلى خصومنا الأجانب مثل إيران أو روسيا، فإن هذا عمل خطير للغاية يندرج تحت الخيانة". 

وظلت وزارة الخارجية، متذرعة بالخصوصية، صامتة إلى حد كبير بشأن هذه المسألة.

ومع ذلك، تشير المذكرة التي نشرتها صحيفة طهران تايمز إلى أن مالي ربما كان مطلعا على الأسباب الكامنة وراء إيقافه، على عكس تصريحاته السابقة لوسائل الإعلام.

وفي أعقاب الوثيقة المسربة، غرّد غابرييل نورونها، المستشار السابق لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون إيران، على تويتر قائلًا: "تشير الرسالة إلى أن مالي كذب بشأن عدم معرفة سبب سحب تصريحه". 

وعلق ريتشارد غولدبرغ، وهو مسؤول في مجلس الأمن القومي في عهد ترامب، قائلًا: "إن صحيفة طهران تايمز تعرف عن روب مالي أكثر من صحيفة نيويورك تايمز. وهذا جنون". كما أثار هذا الجدل جدلًا بين المحللين الإيرانيين. 

وأثار قرار جامعة برينستون بتوظيف مالي في كلية الشؤون العامة والدولية انتقادات.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طهران تايمز طهران المعلومات

إقرأ أيضاً:

“نيويورك تايمز” تكشف تقنية إسرائيلية في حرب غزة تثير مخاوف من انتشارها عالميا.. تفاصيل تجارب مرعبة

غزة – كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن لجوء إسرائيل إلى اختبار واسع النطاق لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة في قطاع غزة.

وذكرت في تحقيق موسع أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها إسرائيل في حرب الإبادة على غزة تشمل أنظمة لتحديد المواقع، والتعرف على الوجوه، وتحليل المحتوى العربي، وذلك خلال الحرب التي اندلعت أواخر عام 2023.

وتقول إن هذه الاختبارات شملت استخدام أدوات لم تجرب سابقا في ساحات القتال، ما أثار جدلا أخلاقيا واسعا في العالم.

ووفقا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين مطلعين، كانت نقطة البداية هي محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس إبراهيم بياري، حيث فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في تعقبه داخل شبكة أنفاق غزة. عندها، لجأت إسرائيل إلى أداة صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي طورها مهندسو الوحدة 8200، سمحت بتحديد موقعه التقريبي استنادا إلى تحليلات صوتية لمكالماته.

وفي 31 أكتوبر، نفذت غارة جوية أدت إلى مقتله، لكن الهجوم أسفر أيضا عن مقتل أكثر من 125 مدنيا، بحسب منظمة “إيروورز” البريطانية المتخصصة برصد ضحايا الصراعات.

وخلال الأشهر التالية، واصلت إسرائيل تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية. من بين التقنيات التي طورتها برامج التعرف على الوجوه المتضررة أو غير الواضحة، وأداة لاختيار أهداف الغارات الجوية تلقائيا، ونموذج لغوي ضخم باللغة العربية يُشغّل روبوت دردشة قادرًا على تحليل المنشورات والمراسلات الإلكترونية بمختلف اللهجات. كما طورت نظام مراقبة بصري متطور يستخدم على الحواجز بين شمال وجنوب غزة لمسح وجوه الفلسطينيين.

وأكد مسؤولون أن العديد من هذه الابتكارات تم تطويرها في مركز يعرف باسم “الاستوديو”، وهو بيئة مشتركة تجمع خبراء الوحدة 8200 بجنود احتياط يعملون في شركات تقنية كبرى مثل غوغل، مايكروسوفت، وميتا.

 مخاوف أخلاقية

رغم النجاح التقني، أثارت التجارب مخاوف أخلاقية جدية. وقال ضباط إسرائيليون إن أدوات الذكاء الاصطناعي أخطأت أحيانا في تحديد الأهداف، ما أدى إلى اعتقالات خاطئة وضحايا مدنيين. فيما حذرت هاداس لوربر، الخبيرة في الذكاء الاصطناعي والمديرة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، من مخاطر هذه التقنيات قائلة: “لقد غيرت الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في الميدان، لكن دون ضوابط صارمة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة”.

وفي تعليقه، أكد أفيف شابيرا، مؤسس شركة XTEND المتخصصة بالطائرات المسيرة، أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي باتت قادرة على تتبع الأشخاص والأهداف المتحركة بدقة عالية، قائلا إن “قدرات التوجيه تطورت من الاعتماد على صورة الهدف إلى التعرف على الكيان نفسه”. لكنه شدد على ضرورة الموازنة بين الفاعلية والاعتبارات الأخلاقية.

من أبرز المشاريع كان تطوير نموذج لغوي ضخم يحلل اللهجات العربية المختلفة لفهم المزاج العام في العالم العربي. وبحسب ضباط في المخابرات الإسرائيلية، ساعدت هذه التقنية في تحليل ردود الأفعال الشعبية بعد اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في سبتمبر 2024، من خلال تمييز التعابير المحلية في لبنان وتقييم احتمالات الرد.

لكن هذه التكنولوجيا لم تكن خالية من العيوب، إذ أخفق الروبوت أحيانا في فهم المصطلحات العامية أو أعاد صورا غير دقيقة مثل “أنابيب” بدلا من “بنادق”. ومع ذلك، وصفها الضباط بأنها وفرت وقتا ثمينا وسرعت التحليل مقارنة بالطرق التقليدية.

ورفضت كل من ميتا ومايكروسوفت التعليق على التقارير. أما غوغل فأوضحت أن موظفيها الذين يخدمون كجنود احتياط في بلدانهم “لا يؤدون مهام مرتبطة بالشركة خلال خدمتهم العسكرية”.

من جهتها، امتنعت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على تفاصيل البرامج “نظرا لطبيعتها السرية”، مشيرة إلى أن الجيش يلتزم بالاستخدام “القانوني والمسؤول” لتكنولوجيا البيانات، وأنه يجري تحقيقا في غارة اغتيال البياري دون الكشف عن موعد انتهاءه.

وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل الصراع كحقل تجارب لتقنياتها؛ إذ سبق أن طورت أنظمة مثل القبة الحديدية وطائرات مسيرة هجومية خلال الحروب السابقة في غزة ولبنان. لكن مسؤولين غربيين شددوا على أن حجم الاستخدام المتسارع للذكاء الاصطناعي في حرب 2023-2024 لا سابق له.

وحذر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون من أن ما يجري في غزة قد يشكل نموذجا أوليا لحروب المستقبل، التي تعتمد على خوارزميات يمكن أن تخطئ أو تساء إدارتها، ما يضع حياة المدنيين وشرعية العمليات العسكرية على المحك.

المصدر: نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • بعمر عامين فقط.. ترحيل طفلة أمريكية يشعل خلافاً بين القضاء وإدارة ترامب
  • صحيفة عبرية تكشف كيفية سرقة الموساد وثائق إيران النووية
  • بايدن يثير الجدل بـ سيلفي خلال تشييع جنازة بابا الفاتيكان
  • شاهد: لم يعرف عدد الإصابات - تفاصيل انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران
  • “نيويورك تايمز” تكشف تقنية إسرائيلية في حرب غزة تثير مخاوف من انتشارها عالميا.. تفاصيل تجارب مرعبة
  • الرئيس الأمريكي السابق بايدن وزوجته يصلان ساحة القديس بطرس لحضور جنازة بابا الفاتيكان
  • “نيويورك تايمز” تكشف تقنية إسرائيلية في حرب غزة تثير المخاوف .. تفاصيل تجارب مرعبة
  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات الوثيقة والتاريخية بين مصر وإيطاليا
  • السيسي يستقبل وزير الخارجية الإيطالي ويؤكد اعتزازه بالعلاقات الوثيقة بين البلدين
  • صحيفة أمريكية: كيف أصبح الحوثيون وكالة اختبار الصواريخ الصينية؟ (ترجمة خاصة)