شبكة انباء العراق:
2025-01-28@02:29:35 GMT

حكاية اللص النبيل في البصرة

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

تبقى اللصوصية من السلوكيات الدونية التي يزدريها الناس، وتبقى السرقة حرفة معيبة مشينة مكللة بالعار والقّبح في كل زمان ومكان. لكن بعض اللصوص تميزوا عن أقرانهم بنبلهم وشهامتهم ومواقفهم الوطنية والأخلاقية. وقد نقلت لنا الشفاهيات الشعبية وصية اللص (أدهم من عسقلة) الذي كان اشهرهم في العاصمة العباسية (بغداد).

جاء في وصيته وهو على فراش الموت: (لا تسرقوا امرأة، ولاجاراً، ولانبيلاً، ولا فقيراً، وإذا سرقتم بيتاً فاسرقوا نصفه، واتركوا النصف الآخر ليعتاش عليه أهله، ولا تكونوا مع الأنذال). .
وظهر في القرن الماضي نشّالاً في ضواحي البصرة، عرفه الناس باسم (قدوري)، وكان من صنف اللصوص الاشقياء المعروفين بالقوة والجرأة. .
قبل بضعة أيام شاهدت لقاءً مصوراً مع الناشط البصري الغيور: (العم أبو علي) يتحدث فيه عن موقف لا يُنسى من مواقف النشّال (قدوري). .
يقول ابو علي: كان قدوري لا يتردد من ممارسة هوايته في الاستيلاء على العملات الورقية التي يحملها كبار الأفندية اثناء تنقلهم في الاسواق وأزقتها المزدحمة. . وفي يوم من الأيام قرر الاستحواذ على محفظة ممتلئة بالنقود يحملها احد الموظفين، فخطفها (قدوري) بلمح البصر. لكنه فوجئ عندما فتحها، انها تحتوي على تقارير طبية، وان صاحبها من المعلمين المصابين بمرض عضال، وفيها أيضاً توصية من مديرية التربية والتعليم تقضي بتوفير المبالغ المالية لهذا المعلم المريض من أجل تغطية نفقات علاجه خارج العراق. فانتفض قدوري على الفور، وتبنى بنفسه حملة التبرعات، حتى جمع أضعاف أضعاف المبلغ المطلوب. وتوجه بنفسه إلى المدرسة التي يعمل فيها ذلك المعلم، فقبل المعلم اعتذاره، وأستلم منه المبلغ وسط جمع غفير من وجهاء المدينة الذين استحسنوا موقف قدوري وأشادوا به. .
تذكرت حكاية العم (ابو علي) عن قدوري النشّال عندما سمعت خبر انقلاب الشاحنة المليئة بالأموال على الطريق العام (بين كركوك والسليمانية) في الوقت الذي انكرت فيه حكومة الاقليم عائديتها. وتذكرت أيضاً المليارات التي سُرقت من الأمانات الضريبية في بغداد بعلم المؤسسات الحكومية. وشتان ما بين مواقف النشّالة في القرن الماضي ومواقف النشّالة في المرحلة الراهنة. واترك لكم حرية الغوص في بحار التناقضات والمقارنات المفزعة بين جمال الماضي وقبح الحاضر. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

معلم في عدن ينهي حياته.. تفاصيل صادمة

شمسان بوست / خاص:

شهدت العاصمة عدن حادثة مأساوية، حيث أقدم المعلم أ. عبد الفتاح الشاص على الانتحار بسبب الضغوط المعيشية التي أثقلت كاهله.

وأفادت مصادر مقربة من الأستاذ الشاص أنه كان يعاني من أوضاع مادية صعبة لفترة طويلة، مما جعله يدخل في حالة من اليأس والإحباط. وأضافت المصادر أن العجز عن توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته، وخاصة الطعام، كان السبب الرئيسي وراء إقدامه على هذا الفعل المأساوي.

وتم العثور على المعلم مشنوقًا داخل منزله في حي البساتين، في مشهد صادم خلّف حالة من الحزن والأسى بين أهله وزملائه.

وتعكس هذه الحادثة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها العديد من المعلمين في اليمن، حيث يعانون من تدني الرواتب وتأخر صرفها، ما يضعهم تحت ضغوط نفسية ومعيشية كبيرة قد تدفع البعض إلى خيارات مأساوية.

دعوة للتدخل:
تؤكد هذه الواقعة الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين أوضاع المعلمين في البلاد، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية للعيش بكرامة، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة.

مقالات مشابهة