تستمر وكالة ناسا في خطواتها الجريئة نحو استكشاف الفضاء وتعزيز الإلهام بين الأجيال الصاعدة من خلال مشروع "أشجار القمر". يهدف هذا المشروع إلى التواصل مع المنظمات التعليمية والمجتمعية لزراعة أشجار مميزة تعرف باسم "أشجار القمر"، مستوحىً من إرث رواد الفضاء في برنامج أبولو. وتعكس هذه الأشجار التزامًا بالتقدم العلمي وروح الاستكشاف، وتهدف إلى تعزيز التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.


وفي إطار مهمة "آرتميس 1" التجريبية غير المأهولة، التي انطلقت عام 2022، تم نقل أكثر من 1000 بذرة من خمسة أنواع مختلفة من الأشجار على متن مركبة الأوريون، استغرقت هذه الرحلة 26 يومًا وغطت مسافة 270,000 ميل (435,000 كيلومتر). وتم اختيار هذه البذور لتكون شاهدة على رحلة استثنائية وتاريخية تحمل في طياتها رسالة تحفيزية للشباب على تحقيق أحلامهم والتميز في مجالاتهم.


وتجمع وكالة ناسا جهودها مع وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) لزراعة شتلات "أشجار القمر" في مؤسسات تعليمية ومجتمعية مختلفة. ستكون هذه الأشجار شاهدة حية على الإرث العلمي والتكنولوجي، وستكون مصدر إلهام للأجيال القادمة في سعيهم لتحقيق المزيد من الإنجازات.

وتأتي هذه المبادرة كاستمرار لمشروع "أشجار القمر" الذي انطلق في عام 1971، حين حمل الطيار ستيوارت روزا بذور الأشجار إلى القمر وعاد بها إلى الأرض. وتم زراعة شتلات هذه البذور في مختلف مناطق الولايات المتحدة، وتجسد هذه الأشجار الإصرار والتحدي البشري في تجاوز الصعاب والتوجه نحو الأفق الجديد.


وقال بيل نيلسون، مدير ناسا: "تعيد أشجار القمر أرتميس العلوم والابتكار في استكشاف الفضاء إلى الأرض". ويتضح من هذه المبادرة تصميم ناسا على تعزيز الوعي والفهم بأهمية البحث العلمي والاستكشاف خارج حدود الأرض.

ويأمل فريق ناسا ووزارة الزراعة الأمريكية في توزيع الشتلات خلال عامي 2023 و2024، لتصبح هذه الأشجار رمزًا دائم الخضرة للابتكار والاستكشاف في مجال الفضاء. وتظهر زراعة أشجار القمر التزام ناسا بتوجيه أنظار الشباب نحو سماء العلم والاكتشافات الجديدة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هذه الأشجار

إقرأ أيضاً:

مشروع عسكري أميركي لحماية الأقمار الاصطناعية من الهجمات السيبرانية

في عصرٍ يمتد فيه ميدان القتال إلى ما وراء الغلاف الجوي للأرض، تسعى الولايات المتحدة إلى تنفيذ مشروع عسكري جديد يهدف إلى حماية أقمارها الاصطناعية من الهجمات السيبرانية.

وإدراكا منها لحجم التهديدات الحالية، أطلقت وزارة الدفاع الأميركية مبادرة جديدة أطلقت عليها اسم "الاحتياطي الفضائي التجاري الموسع" (Commercial Augmentation Space Reserve)، بهدف تعزيز عمليات الفضاء العسكرية عبر التعاون مع القطاع الخاص لدمج المعدات والأجهزة والتقنيات التجارية في أنظمة الأقمار الاصطناعية، مما يعكس أهمية الفضاء المتزايدة واعتبارها ضمن البنية التحتية الحيوية للعالم حاليا، كما أشار تقرير في موقع "ذا كونفرسيشن".

تهديدات سيبرانية في الفضاء

مع تصاعد أهمية الفضاء في العمليات العسكرية، تزداد خطورة الهجمات السيبرانية على الأقمار الاصطناعية حاليا، فقد تتمكن بعض الدول من تعطيل أو التشويش على الأقمار الاصطناعية التي يستفيد منها الجيش الأميركي في عمليات التجسس أو أقمار الاتصالات العسكرية، أو حتى التأثير على المركبات الفضائية التجارية، مما يعني تهديدا مباشرا للأمن القومي الأميركي.

تأتي خطورة التهديدات السيبرانية في الفضاء من إمكانية تنفيذها عن بُعد وبسرية تامة، على عكس الهجمات التقليدية التي قد تترك وراءها أدلة واضحة؛ يمكن تصميم الهجمات السيبرانية لتجنب الكشف الفوري عن منفذيها، مما يسهل على أعداء الولايات المتحدة إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية الحيوية للبلاد.

على سبيل المثال، قد يؤدي هجوم سيبراني ناجح على أحد الأقمار الاصطناعية العسكرية إلى اختراق الاتصالات الحساسة والسرية للجيش، أو النجاح في التشويش على إشارات أنظمة "جي بي إس"، أو تعطيل أنظمة الإنذار الصاروخي، مما قد يؤدي إلى عواقب كارثية، كما يوضح التقرير.

وفي عام 2022، مع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، استهدفت واحدة من أوائل الهجمات السيبرانية وأكبرها شركة "فياسات" (Viasat)، وهي شركة أميركية للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، كان يستخدمها الجيش الأوكراني والمدنيون، وعُرف الهجوم حينها باسم "أسيد رين" (AcidRain)، واستهدف أجهزة المودم الخاصة بالشركة، وتسبب في خسائر ضخمة في الاتصالات في بداية الحرب، لكن الأضرار لم تتوقف عند أوكرانيا، بل إن الهجوم تسبب في قطع الاتصالات عن المواطنين الذين يستخدمون اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في معظم أرجاء القارة الأوروبية.

لذا كانت تلك الهجمة تحذيرا واضحا بالحاجة الملحة لمواجهة مثل هذه الثغرات. إذ أبرز هذا الهجوم السيبراني على شركة "فياسات" سهولة وانخفاض تكلفة الهجمات السيبرانية مقارنة بالأسلحة المعتادة التي يمكن استخدامها لضرب الأقمار الاصطناعية.

وتؤكد مثل تلك الهجمات على الحاجة الملحة لاتباع تدابير صارمة للأمن السيبراني في مجال الفضاء، لأنه تاريخيا لم يكن الأمن السيبراني أولوية قصوى في هذه الصناعة الضخمة، مما أدى إلى خلق فجوات واختلافات واضحة في المتطلبات السيبرانية بين الدول المختلفة، كما يذكر التقرير.

تسعى المبادرة الجديدة إلى معالجة تلك الفجوات عبر تعزيز التوافق بين المعايير العسكرية والتجارية. وتؤكد على أهمية وضع إطار موحد للأمن السيبراني يتماشى مع المعايير العسكرية والتجارية، وهو ما يشمل وضع إرشادات مشتركة، وتحديد أفضل الممارسات اللازمة، وتنفيذ برامج تدريب مشتركة لضمان تجهيز الأطراف المعنية للتعامل مع تلك التحديات الخاصة بالأمن السيبراني في الفضاء.

مع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، استهدفت واحدة من أوائل الهجمات السيبرانية وأكبرها شركة "فياسات" (الجزيرة) محاولة لسد الثغرات

تمثل المبادرة الجديدة شراكة إستراتيجية بين الجيش الأميركي وصناعة الفضاء التجارية، وتهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني للأقمار الاصطناعية العسكرية من خلال دمج التقنيات التجارية المتطورة مع أنظمة الجيش الأميركي. تتجاوز هذه الشراكة العلاقة المعتادة بين الحكومة والمقاولين التقليديين ممن تتعامل معهم وزارة الدفاع في هذا المجال.

لذا يتمثل أحد الأهداف الرئيسية للمبادرة في تحول الجيش الأميركي من الاعتماد على مجموعة محدودة من الموردين إلى طيف أوسع من الشركاء التجاريين.

كما يشير التقرير إلى أن دمج تلك الأجهزة التجارية داخل الأنظمة العسكرية قد يأتي ببعض التحديات، فرغم أن التكنولوجيا التجارية تتفوق على الإمكانات الحكومية، فإنها تأتي بثغرات جديدة. لذا يجب على وزارة الدفاع تقييم تلك المخاطر بعناية والتأكد من عدم الاعتماد المفرط على أي شركة بعينها بهدف تقليل التهديدات المحتملة. وربما يواجه بعض الموردين التجاريين صعوبة في تلبية متطلبات العقود العسكرية الضخمة أو يواجهون عدم استقرار مالي، مما قد يؤثر على عمليات توريد المكونات الحيوية لتلك الأجهزة.

مقالات مشابهة

  • سفير الهند بالقاهرة يدعو للمشاركة في مبادرة زراعة الأشجار لحماية البيئة
  • هل فكّ العلماء لغز أشجار الباوباب التي يبلغ عمرها 1000 عام؟
  • أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك تحتفي باليوم العالمي للكويكبات
  • مشروع عسكري أميركي لحماية الأقمار الاصطناعية من الهجمات السيبرانية
  • محافظ أسوان يشارك في زراعة مجموعة من أشجار الظل لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة
  • محافظ أسوان يقوم بزراعة مجموعة من الأشجار لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة
  • «الربيعة»: المملكة تدشن أكبر مشروع إنساني عالمي لزراعة القوقعة في غازي عنتاب
  • المملكة تدشن أكبر مشروع إنساني لزراعة القوقعة في العالم
  • القمر الاصطناعي الصيني «فنغيون-3 إف» يبدأ خدماته التشغيلية
  • الهند تعلن موعد بناء المرحلة الأولى من محطتها الفضائية بمدار الأرض